شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"النووي الإيراني"... هل يلجأ ترامب إلى الخيار العسكري أولاً أم أخيراً؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الأحد 12 يناير 202503:35 م

من بين الملفات المُعقدة التي سيرثها دونالد ترامب في السياسة الخارجية لدى توليه منصبه رسمياً في 20 يناير\ كانون الثاني الجاري، ملفات إيران وروسيا والصين، وكما يبدو فترامب يريد أن يوقف الحرب في روسيا، ويقوّض إيران النووية ثم يتحول لمهمته التالية، وهي مواجهة العملاق التجاري الصيني، وكل هذا في إطار "هدفه الأكبر" وهو تجديد السياسة الخارجية من أجل "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" على المسرح العالمي. فكيف سيتعامل ترامب مع إيران.. وما الخيارات المتاحة أمامه؟

تهديدات في واشنطن واستعراض عسكري في طهران

خلال حملته الانتخابية في أيلول/ سبتمبر الماضي، هدد ترامب بـ "تفجير إيران إلى أشلاء" في حال واجه أي مرشح رئاسي تهديدات من طهران، آنذاك تم تداول أخبار تقول إن مسؤولين استخباراتيين أميركيين كانوا قد أطلعوا ترامب على تهديدات إيرانية باغتياله.

كان واضحاً أن ترامب اتخذ "المسألة النووية" ذريعة لمهاجمة الحزب الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية، منتقداً بايدن بسبب تصريحات الأخير التي تفيد بأن إسرائيل لا ينبغي أن تستهدف المواقع النووية الإيرانية، وواصفاً هذه التصريحات بأنها "أكثر شيء مجنون سمعه على الإطلاق"، وقال ترامب: "هذا هو الخطر الأكبر الذي نواجهه، النووي، وترْك هذه الأسلحة دون التعامل معها ليس الإجابة الصحيحة".

فهل سينفذ ترامب تهديداته لدى دخوله البيت الأبيض؟

بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال نهاية العام الماضي، تم تداول أنباء بأن كبار مستشاري الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، يدرسون إمكانية شن ضربات عسكرية على البرنامج النووي الإيراني، ورغم أن المداولات ذات الصلة كانت لا تزال في مراحلها المبكرة، فإن الصحيفة أشارت إلى أن حلفاء ترامب ومستشاريه يرون أن حالة إيران الضعيفة، مع خروج حليفتها سوريا، وتقويض شركائها؛ حماس وحزب الله من قبل إسرائيل، قد تكون فرصة نادرة لمواجهة البناء النووي الإيراني.

عندما سُئل ترامب عن احتمالات خوض حرب مع إيران خلال مقابلة مع مجلة "تايم" في كانون الثاني/ ديسمبر 2024، أجاب: "أي شيء يمكن أن يحدث. إنه وضع متقلب للغاية".

وقبل أسبوع من هذا التصريح، ترك ترامب "انطباعاً" لدى الوزير الإسرائيلي رون ديرمر بأنه من المرجّح أن يدعم ضربة عسكرية إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية -أو حتى يأمر بتوجيه ضربة أميركية- ، فيما قال ترامب، إنه "ليس غبياً" للإجابة على سؤال بشأن احتمال شن الولايات المتحدة هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية. 

خلال حملته الانتخابية هدّد ترامب بـ "تفجير إيران إلى أشلاء" في حال واجه أي مرشح رئاسي تهديدات من طهران، وكان واضحاً أنه اتخذ "المسألة النووية" ذريعة لمهاجمة الحزب الديمقراطي في الانتخابات، فهل سينفذ تهديداته لدى دخوله البيت الأبيض؟

وفي تقرير صدر في الثاني من يناير\ كانون الثاني الجاري، قال موقع "أكسيوس" إن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، قدم للرئيس جو بايدن خيارات عسكرية محتملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، إذا تحركت طهران لامتلاك سلاح نووي قبل 20 يناير\ كانون الثاني الجاري، لكن بايدن لم يأذن بأي ضربة حتى تلك اللحظة.

أما إيران، فيبدو أنها تأخذ تهديدات ترامب على محمل الجد، فقد أجرت القوات العسكرية الإيرانية الأسبوع الماضي، تدريبات مكثفة، أسمتها مناورات "النبي الأعظم 19"، حيث يُعتقد أنها بمثابة استعدادات لكيفية رد البلاد على أي هجوم أمريكي، أو إسرائيلي، أو مشترك على منشآتها النووية.

وقال بعض المحللين الإيرانيين الذين تحدثوا إلى شبكة "سي بي إس نيوز" بشرط عدم الكشف عن هوياتهم إن "التدريبات قد تكون بمثابة عرض للقوة من جانب إيران بسبب التغييرات الدراماتيكية في ميزان القوى في الشرق الأوسط".

جاء هذا في الوقت الذي أفادت تقارير بأن إسرائيل تعد خططاً لشن هجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، وسط مخاوف متزايدة من أن طهران تستعد لبناء قنبلة نووية. وقال التقرير إن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مكالمات هاتفية أخيرة بأنه يريد تجنب اندلاع حرب إيرانية خلال فترة ولايته، وبأنه يسعى إلى وسيلة لمنع الجمهورية الإسلامية من امتلاك سلاح نووي، دون إثارة حرب جديدة، وخاصة تلك التي قد تتورط فيها القوات الأميركية، وفقاً للتقرير، الذي نقل عن مسؤولين انتقاليين.

الخيار الأول… الضغط الاقتصادي

رغم التهديدات من قبل ترامب، إلا أن الرئيس الأمريكي المنتخب ما زال يثمّن خيار "الضغط الاقتصادي"، فربما يفكر ترامب في العودة إلى سياسة إدارته الأولى المتمثلة في "الضغط الأقصى"، أي توسيع العقوبات الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية، وتشديد العقوبات المفروضة بالفعل، ليس بهدف إسقاط النظام في طهران ولكن لإجباره على الحد من برنامجه النووي والصواريخ الباليستية، وكذلك للضغط المستقبلي على طهران بما يمنعها من تجديد دعمها لوكلائها في المنطقة. 

أجرت إيران الأسبوع الماضي، تدريبات مكثفة، أسمتها مناورات "النبي الأعظم 19"، يُعتقد أنها بمثابة استعدادات لكيفية الرد على أي هجوم أمريكي، أو إسرائيلي، أو مشترك على منشآتها النووية.

قد لا يكون هذا الخيار فعالاً اليوم، فاستراتيجية "الضغط الأقصى" تستغرق وقتاً طويلاً حتى تنجح. وقد يكون هذا الوقت محدوداً، على الأقل حين يتعلق الأمر بالبرنامج النووي الإيراني. فقد كثفت إيران جهودها لتخصيب اليورانيوم بعد أن أنهى ترامب مفاوضات الاتفاق النووي، والتي بدأتها إدارة أوباما عام 2015.

ووفقاً لمعظم التقديرات، تستطيع إيران الآن بناء عدد صغير من الأسلحة النووية في غضون أسابيع من اتخاذ قرار "عبور العتبة النووية"، بحسب تقرير "CFR"،كما أن بإمكان كل من روسيا والصين التحايل على العقوبات الأمريكية ومساعدة طهران. وإذا اعتقدت الأخيرة أن بكين وموسكو تدعمانها، فإن المقاومة ستصبح استراتيجية أكثر جدوى. بل أن إيران قد تستخدم المفاوضات كوسيلة فقط لكسب الوقت لمعالجة نقاط ضعفها.

الخيار الثاني… المباحثات النووية

الخيار الثاني أمام ترامب هو تقويض البرنامج النووي الإيراني، عبر إحياء مفاوضات الملف النووي، رغم أن ترامب هو نفسه من انسحب من الاتفاق النووي الإيراني. ولكن التقديرات حول هذا الأمر لا تزال مختلطة.

فمن ناحية، تشهد إيران ضعفاً غير مسبوق، مع ضعف وكلائها في الشرق الأوسط، وربما هذا هو السبب وراء تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن إيران تتطلع إلى استئناف المحادثات النووية.

ولكن حتى لو دخلت إيران في مفاوضات، فإن جهود ترامب قد تتعثر في تحديد شكل الاتفاق الذي يعتبر "جيداً" بما فيه الكفاية.

ربما يرجع هذا التوقع إلى التنوع الأيديولوجي لفريقه، الذي يتألف من المتشددين والمؤيدين لأميركا أولاً، مما يرجح نظرية الجدال حول ما يتعين على طهران التنازل عنه لجعل الاتفاق "جيداً"، وقد يؤدي هذا الانقسام الداخلي إلى نسف الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.

وفي حال تعثرت المفاوضات فمن المرجح أن تتزايد الدعوات إلى مهاجمة الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية، ومن المرجح أيضاً أن يسمع ترامب دعوات تطالبه بتشجيع إسرائيل على مهاجمة إيران.

ومن ناحية أخرى، وحتى لو كانت الإرادة السياسية للتفاوض موجودة عند الجانبين، فإن الاتفاق بعيد كل البعد عن أن يكون مضموناً، فالبرنامج النووي الإيراني أكثر تعقيداً من الناحية الفنية مما كان عليه عندما تم التفاوض على خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، وذلك بسبب ثلاثة عوامل:

العامل الأول هو تطور المعرفة النووية، فاستراتيجية إدارة ترامب تجاه إيران سوف تحتاج إلى النظر في التقدّم النووي الإيراني أثناء تحديد ما هو ضروري لاتفاق نووي جديد؛ وذلك بعد الخبرة التي اكتسبتها إيران من توسيع برنامجها على مدار السنوات الماضية، والتي غيرت المسارات المتاحة لإيران.

أما العامل الثاني، فهو الثغرات في مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تؤدي إلى زيادة خطر قيام إيران بالتحول إلى برنامج سري، وتجعل من الصعب على الوكالة تقديم ضمانات بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل، وهو ما سيحتم على الاتفاق الجديد أن يأخذه في الاعتبار.

أما العامل الثالث فهو التحول في العقيدة النووية الإيرانية.

لقد أنكرت إيران منذ فترة طويلة سعيها للحصول على الأسلحة النووية في انتهاك لالتزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي، ولكن على مدى العام الماضي، ناقش صناع السياسات الإيرانيون علناً إمكانية إعادة النظر في فتوى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، التي تحرم الأسلحة النووية إذا لزم الأمر لأمن الدولة.

الخيار الثالث… العمل العسكري

التقديرات بعدم جدوى الخيارين السابقين تضع ترامب أمام الخيار الثالث وهو: العمل العسكري ضد إيران، وهنا سيكون أمام مفترق الطرق الأهم، فهو الرجل الذي خاض حملة ضد "حروب أمريكا الأبدية" في الشرق الأوسط، حيث كان يفخر بأنه "الرئيس الوحيد خلال اثنين وسبعين عامًا الذي لم يكن لديه حروب"، فهل عليه، الآن، أن يتخذ قراراً بحرب قد تغير وجه الشرق الأوسط؟ 

العقوبات الاقتصادية واستراتيجية "الضغط الأقصى" تستغرق وقتاً طويلاً حتى تنجح. وقد يكون هذا الوقت محدوداً، فقد كثفت إيران جهودها لتخصيب اليورانيوم بعد أن أنهى ترامب مفاوضات الاتفاق النووي، والتي كانت إدارة أوباما قد بدأتها عام 2015  

على الرغم من ذلك، فإن ترامب قد فكر سابقاً في الهجوم على إيران، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وخلال فترة رئاسته الأولى، سأل كبار مستشاريه في اجتماع في المكتب البيضاوي، عما إذا كان لديه خيارات لاتخاذ إجراء ضد الموقع النووي الرئيسي في إيران، وقد نجح عدد من كبار المستشارين في إقناع الرئيس بعدم المضي قدماً في توجيه ضربة عسكرية.

وحذر المستشارون، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر سي ميلر ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك أ. ميلي، من أن توجيه ضربة ضد منشآت إيرانية قد يؤدي بسهولة إلى صراع أوسع نطاقاً في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب.

فهل يؤثر تفكير إيران في اغتيال ترامب -إن صح- وضعفها في المنطقة على قرار ترامب بشأن الخيارات العسكرية؟

اللجوء إلى القوة العسكرية، سواء من خلال العمل العسكري المباشر من جانب الولايات المتحدة، أو من خلال تشجيع إسرائيل على شن هجوم، سوف يكون فتحاً لبوابة جديدة، قد تنهي تماماً التواجد الإيراني في المنطقة، وتقضي على برنامجها النووي.

إلا أن إضعافها بشكل كبير، قد يفتح باباً آخر للفوضى كما حدث في غزو العراق، ومن جهة ثالثة؛ فالسماح لإيران بمواصلة برامجها النووية والصاروخية الباليستية بينما هي تعمل على إعادة بناء محور المقاومة سوف يكون له تكاليفه العالية.

وفي الوقت الذي يعتقد فيه بعض المسؤولين الجدد ومساعدي ترامب أن مهاجمة إيران قد تردع آفاقها النووية، يقول خبراء نزع السلاح إن ضرب إيران من المرجح أن يحفزّها، مما يزيد من احتمالات تطوير أسلحة نووية رداً على أي هجوم عسكري، ويفتح بوابة الجحيم في الشرق الأوسط.

وفيما نفى المسؤولون الإيرانيون مراراً وتكراراً اهتمامهم بالحصول على الأسلحة النووية. لكن تصريح وزير الخارجية الإيراني السابق كمال خرازي يجعل الحسم متأرجحاً في هذا الشأن، حيث قال معلقاً على الضربات الإسرائيلية المحتملة على المنشآت النووية الإيرانية: "ليس لدينا قرار بإنتاج قنبلة نووية، ولكن إذا تعرضت إيران للتهديد، فسوف نضطر إلى تغيير عقيدتنا النووية".

من هنا، يمكن توقع أن ترسل واشنطن المزيد من القوات والسفن والطائرات الحربية إلى المنطقة مع تعزيز القدرات الهجومية لإسرائيل من خلال بيعها القنابل الخارقة للتحصينات. ولكن إذا فشل هذا التوجه، فقد تتخذ الولايات المتحدة موقفاً أكثر عدوانية، وتهدد باستخدام القوة العسكرية المباشرة ضد إيران.

ماذا سيحدث؟

في الأغلب، وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة التهديدات، فسوف تتسم سياسة ترامب تجاه إيران ببعض المرونة، فحتى لو كان ترامب يشدد من لهجته ضد إيران، إلا أنه ليس من المستبعد أن يرحب بحوارات تضم اللاعبين الإقليميين. 

اللجوء إلى القوة العسكرية، سواء من خلال العمل العسكري المباشر من جانب الولايات المتحدة، أو من خلال تشجيع إسرائيل قد يفتح باباً آخر للفوضى كما حدث بعد غزو العراق. 

مع حقيقة أن بعض كبار مساعديه قد أظهروا استعدادهم لضبط النفس، ففي تشرين الأول/ أكتوبر، قال نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس، إن "مصلحتنا تكمن في عدم الدخول في حرب مع إيران". كما وردت تسريبات بأن إيلون ماسك -الذي يُعد من أكثر المقربين من ترامب- التقى دبلوماسيين إيرانيين في الأمم المتحدة الشهر الماضي، في محاولة واضحة لنزع فتيل التوترات.

الواقع أن العديد من "صقور" واشنطن في إدارة ترامب القادمة يدفعونه لاتخاذ موقف صارم. فعلى سبيل المثال صرّح السيناتور تيد كروز قائلاً: "لقد كنت على استعداد لفترة طويلة للدعوة بشكل لا لبس فيه إلى تغيير النظام في إيران".

ولكن كما هو معروف عن ترامب فهو لا يستمع كثيراً للآخرين. لذا يمكن القول إن الهجوم الأمريكي على إيران قريب وبعيد في آن واحد.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image