شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
لماذا لا يصل مقالك إلى أصدقائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

لماذا لا يصل مقالك إلى أصدقائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مدونة نحن والتنوّع

الخميس 19 ديسمبر 202412:31 م

هذا المقال جزء من ملفّ "بين الأسئلة المهنية والشخصية... رصيف22 في 2024"، بمناسبة نهاية العام 2024.

صدام حسين، ومعمر القذافي، وكريتسيانو رونالدو، وليونيل ميسي، وتركي آل الشيخ، والآن بشار الأسد وأحمد الشرع (المعروف بـ"أبو محمد الجولاني")… هذا المقال ليس عنهم، ولكنني أحاول بقدر المستطاع أن "أزج" بـ"الكلمات المفتاحية" في المقال لكي "يصل"، ولكن إلى أين سيصل ولمن سيصل؟ هنا بيت القصيد كله.

لا يخفى على أحد أن المقالات لم تعد كالسابق، وغالباً ما يحب الكتّاب أن يلصقوا التهمة بـ"السوشيال ميديا"، والناشطين، والخوارزميات والذكاء الاصطناعي، والتطوّر وأي شيء يقف بوجه انتشار مقالاتهم، وهم ليسوا مخطئين كلياً، فما هي الأسباب التي تمنع "رواج" المواد الصحافية عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

لم يعد "وصول" المقالات كالسابق، وغالباً ما يُفضّل الكتّاب أن يُلصقوا التهمة بـ"السوشيال ميديا"، والناشطين، والخوارزميات والذكاء الاصطناعي، والتطوّر وأي شيء يقف بوجه انتشار مقالاتهم، وهم ليسوا مخطئين كلياً، فما الذي يمنع "رواج" المواد الصحافية عبر منصات التواصل الاجتماعي؟

بين الماضي والحاضر

تعاني الصحافة بشكل عام، والمواقع بشكل خاص، من مشكلات عديدة، على صعيد التمويل والمحتوى والإنتاج، ولكنها تعاني أيضاً من مشكلة كبيرة جداً وهي الانتشار، وحجمه، والكلفة التي يجب دفعها، كي يصل المحتوى إلى الناس.

قبل الإنترنت، كان الناس يلجأون للأخبار والمقالات، وعليهم أن يشتروا الجريدة، أو أن يكون لديهم تلفاز، بعد ذلك أتت المواقع الإلكترونية، لتقصي الجريدة الورقية، ولكن ظل التلفزيون مصدراً أساسياً للمعلومة، من دون أن يتأثر، ولكن ما أثّر على الموقع والجريدة والتلفزيون، هو ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، التي بدأت مع فيسبوك عام 2008، المكان الذي أتاح للجميع الكتابة والتعبير، كما أتاح فرصة الوصول لآلاف الأشخاص يومياً. 

ثم أتى تويتر وإنستغرام، و"تيك توك"، وواتساب، لتجبر هذه كلها وسائل الإعلام التقليدية والرقمية على أن تنتسر على جميع تلك المنصات، لا بل أن تنتج محتوى يناسب المنصات أيضاً ووفق شروطها، إن كان من خلال حجم الفيديو ومدته، أو الصورة، والعنوان.

الـSEO أبو الفقير

عندما تكون منصتك الإعلامية جديدة، أو قديمة، لديها التمويل الكافي للترويج، أو معدمة، فالـ SEO هو في الحالتين الحل الوحيد والمتبقي لوسائل الإعلام الرقمية كي تنشر محتواها مجاناً على محركات البحث، وأبرزها "غوغل"، فماذا تعني عبارة الـ SEO؟

بحسب تعريفات غوغل: "يشير الاختصار SEO إلى مصطلح "تحسين محركات البحث" أو "مقدِّم خدمة تحسين محركات البحث" وهو يمنح المواقع الالكترونية ترتيباً على محرك بحثها، بناءً على عدة عوامل، منها المحتوى، والأقدمية، والثقة بالموقع والمواد المنشورة، والكلمات المفتاحية الأساسية، كما صياغة البرمجة الصحيحة على الويب.

تعاني الصحافة بشكل عام، والمواقع بشكل خاص، من مشكلات عديدة، على صعيد التمويل أو المحتوى أو الإنتاج، ولكنها تعاني أيضاً من مشكلة كبيرة جداً وهي الانتشار، وحجمه، والكلفة التي يجب دفعها، كي يصل المحتوى إلى الناس… كيف تعامل رصيف22 مع هذه المشكلات في 2024؟

ليس من السهل العمل على إنتاج محتوى يظهر على غوغل، بل هو بحاجة إلى ورشة من الأعمال التدريبية، وفهم كيفية عمل محرك البحث، الذي يشكل الآن، المصدر الأهم والأساسي، الذي تتكل عليه المواقع الإلكترونية، كي تزيد من نسبة زائريها، ومن قراءة مقالاتها، التي تتراجع انتشارها يوماً بعد يوم، بسبب سياسات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحارب تلك المواقع، ولا تريد أن يذهب مستخدموها لمواقع أخرى بشكل مجاني، وهنا تدخل عملية الترويج، التي أصبحت مع الوقت أكثر كلفةً، خاصةً في فيسبوك و"إكس" مؤخراً.

رصيف22 ليس صفحة على إنستغرام

لطالما وصلني هذا التعليق، كما وصل لزملائي في رصيف22، من أشخاص من بلدان مختلفة: "أنتم رصيف22، صفحة إنستغرام، نحبكم كثيراً ونتابعكم"، وهذا يعكس حجم منصة إنستغرام ومدى انتشارها اليوم، ورغم ما يحمله هذا التعليق من إيجابية ومديح لعملنا في رصيف22، يحمل لنا داخل المؤسسة، الكثير من الإحباط والخيبة، ليس من الناس الذين لهم الحق باستهلاك المادة أو الإنتاج الصحافي، أينما يشاؤون، ولا يحق لنا أن نتهمهم بالكسل، كما يحلو لبعض الكتاب والمثقفين اتهامهم.

مع بدء عام 2025، لن تتغير كثيراً تلك السياسات بل من المتوقع أن تزداد سوءاً بالنسبة للناشرين، وعلينا بقدر المستطاع التأقلم معها والتحايل عليها، كي لا يصبح الكاتب هو الوحيد الذي يقرأ مقاله، بل على الأقل أن يصل للائحة أصدقائه على فيسبوك

ولكن تكمن المشكلة في أن عدداً من هؤلاء الأشخاص يريدون قراءة مواد رصيف22 وغيرها، ولو كانت طويلة، ولكن خوارزميات تلك المنصات، التي تعرف القراء علينا عبرها لا تسمح بذلك وتعادي "الروابط"، ولكنها جيدة بطبيعة الحال، لأنها أتاحت لنا فرصة الوصول للملايين منهم، بعكس محدودية انتشار المواقع الالكترونية، ولا سيما المواقع غير المنبثقة من مؤسسات عملاقة، مثل محطتي الجزيرة والعربية.

كذلك تكمن المشكلة الأساسية في أن المنصات أكبر من أي مؤسسة إعلامية بكثير، هنا تضطر المؤسسة أن تلبي شروط المنصة، من حيث الحضور والنشر وربما الترويج ودفع الأموال، لتستثمر بمنصة لا تتحكم بها، ولا تعلم بالضبط متى ستغير من استراتيجيتها، أو تبيع نفسها كما حصل لتويتر، ليتبخر كل عملك في بناء قاعدة جماهيرية هنالك. فمن يتابع X اليوم، يعلم مدى محدودية وصوله لمتابعيه، والشرط الأساسي للوصول هو الدفع، هذا ما لم يكن في تويتر سابقاً بالشكل الذي وصل إليه X حالياً.

مع بدء عام 2025، لن تتغير كثيراً كل تلك السياسات بل من المتوقع أن تزداد سوءاً بالنسبة للناشرين، وعلينا بقدر المستطاع التأقلم معها والتحايل عليها، كي لا يصبح الكاتب هو القارئ الوحيد لمقاله، بل على الأقل أن يصل للائحة أصدقائه على فيسبوك.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.



* يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب/ة وليس بالضرورة عن رأي رصيف22

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image