شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"إعدام ابن عم بشار" و"معتقل سجن صيدنايا"… معلومات مضلّلة عن إسقاط نظام الأسد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقيقة

الأربعاء 11 ديسمبر 202411:30 ص

يأتي هذا المقال في إطار نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدّى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

أطلق إسقاط المعارضة السورية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ومغادرة هذا الأخير سوريا إلى وجهة غير معلومة، وابلاً من المعلومات المضلّلة عن مصير الرئيس السابق وعائلته، علاوة على المعارضة السورية التي تتصدّر المشهد السياسي في البلاد راهناً وموقفها إزاء القضية الفلسطينية من جهة، والصراع مع إسرائيل من جهةٍ أخرى.

تضليل حول مصير بشار الأسد

بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلّحة وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام" على العاصمة السورية دمشق، راجت معلومات مضلّلة عن مصير بشار الأسد وعائلته. ومن ذلك، رواج صورة لبشار الأسد وزوجته، أسماء الأخرس، على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقةً بادعاء مفاده أنها الصورة الأولى لهما في العاصمة الروسية موسكو، بعد مغادرتهما سوريا عقب سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق.

إعدام ابن عم بشار في ساحة عامة، وتحطّم طائرة الرئيس الهارب، وتصريح الجولاني بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي لدخول سوريا… إليكم/ن أبرز المعلومات المضلّلة المتصلة بإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا وتصدّر المعارضة المسلّحة المشهد وما توصّلت إليه منصّات تدقيق المعلومات العربية لدى التحقّق منها

توصّل تدقيق منصّة "فارق" السورية في الادعاء إلى أن الصورة المتداولة مأخوذة من فيديو يعود إلى زيارة الرئيس المخلوع وزوجته إلى مستشفى في حلب لمعاينة مصابي الزلزال الذي ضرب المدينة عام 2023. هذه النتيجة أكدتها أيضاً منصّة "صواب" ومنصّة "صحيح مصر". وفي سياق متّصل، تجدر الإشارة إلى أن مصدراً في الكرملين صرّح لوكالة "تاس" بأن الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو حيث مُنحوا حق اللجوء لـ"أسباب إنسانية". 

إلى ذلك، كشفت منصّة "الفاحص" زيف خبر متداول مفاده "رويترز: تم التأكد من تحطم طائرة كانت تنقل بشار الأسد أثناء هروبه". إذ لم تنشر رويترز على موقعها الرسمي أو صفحاتها على مواقع تواصل الاجتماعي خبراً عن تأكّد تحطّم طائرة بشار الأسد. كما نقلت وكالات أنباء روسية خبراً عن الكرملين يؤكد وصول بشار الأسد وعائلته إلى موسكو ومنحهم حق اللجوء.

كما تحقّقت منصّة "صحيح العراق" من مقطع مصور، يظهر تجمع حشود قرب رافع يتدلى منها شخص، مع ادعاء أن المشاهد توثّق إعدام عمار الأسد، ابن عم الرئيس الهارب، بالتزامن مع انهيار النظام ودخول المعارضة إلى دمشق. اتضح للمنصّة أن الفيديو مضلّل، إذ يرجع لشاب يدعى عمار الأسعد، وقد أُعدِم في درعا حديثاً جراء ارتكابه جريمة قتل عمداً.

معلومات مضلّلة عن المعارضة السورية

عقب إطاحة المعارضة المسلّحة النظام السوري وسيطرتها على العاصمة دمشق، بالإضافة إلى هروب بشار الأسد من الأراضي السورية، انتشرت ادعاءات حول فصائل المعارضة ومواقفها السياسية لا سيّما تجاه إسرائيل. من هذه الادعاءات، القول إن هيئة تحرير الشام تقوم بالتنسيق مع إسرائيل، وإنها ارتكبت اعتداءات ضد النساء خلال عمليات الإطاحة بالنظام، وصولاً إلى مزاعم بشأن بدء تنظيم عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

تداولت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي صورة منسوبة لقناة "الشرق" تتضمن تصريحاً مزعوماً لزعيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، مفاده أن "دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي السورية يتم بالتنسيق مع الهيئة".

فنّدت منصّة "صواب" الصورة المتداولة ووجدت أن التصميم المستخدم في تأطير الخبر يختلف بشكل واضح عن التصميمات المعتمدة في القناة المذكورة. بالإضافة إلى ذلك، أشارت المنصّة إلى وجود أخطاء إملائية بارزة في النص، ما يؤكد أن الخبر لم يصدر عن القناة.

كذلك تحقّقت منصّة "صحيح العراق" من مقاطع فيديو وصور تتضمّن اعتداءات بحق نساء، مع زعم أنّ فصائل المعارضة ارتكبتها أثناء عملية الإطاحة بالنظام. واتضح أن هذه المقاطع تعود إلى أحداث مختلفة وقعت خلال السنوات الماضية، وليس لها ارتباط بتطورات الأوضاع في سوريا منذ انطلاق عملية "ردع العدوان" التي انتهت إلى الإطاحة بالنظام.

ودقّقت منصّة "صحيح مصر" في صحة بيان نشرته صفحة على فيسبوك تحمل اسم "الجمهورية العربية السورية"، تُعرّف عن نفسها بأنها وكالة أخبار رسمية، ورد فيه: "القيادة العامة: إلى المغتربين السوريين الذين يرغبون بالعودة إلى الوطن، سيتم العمل على تجهيز المطارات قريباً لاستقبالكم بكل ترحيب، حالياً يمكنكم القدوم عبر تركيا أو لبنان أو الأردن أوالعراق".

تبيّن أن البيان مضلّل إذ لم تعلن الحكومة السورية أو جبهة تحرير الشام أو أيّ جهة حكومية سورية أي بيانات تنظّم عملية عودة اللاجئين السوريين إلى الأراضي السورية. كما لم تنشر هذا البيان أي وسيلة إعلام موثوق بها. واتضح أن الصفحة قامت بتغيير محتواها أكثر من مرة، ومحت منشوراتها السابقة التي أظهرت فيها تأييداً لنظام الأسد.

وراجت أيضاً صورة لشخص يخرج من حفرة ويبدو على وجهه علامات الصدمة والإرهاق، وادّعى ناشروها أنها لـ"لحظة العثور على أحد المحتجزين تحت الأرض في سجن صيدنايا التابع للنظام السوري السابق". كشفت منصّة "صدق اليمنية" أن الصورة مضلّلة إذ تمثّل عملاً إبداعياً أنشأه أحد مستخدمي تطبيق تيك توك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتوصّل تدقيق منصّات "الفاحص" و"المرصد الفلسطيني تحقّق" و"صحيح مصر" و"صحيح العراق" و"متصدقش" إلى النتيجة نفسها.

وتداولت منصّات التواصل الاجتماعي صورة حملت العنوان الآتي: "أحد إرهابيّ النصرة يدوس على العلم الفلسطيني في سوريا". أوضح فريق منصّة "تيقّن" الفلسطينية أن الصورة المتداولة مأخوذة من مقطع فيديو يظهر فيه الشاب وهو يعبّر عن تأييده للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن العلم الذي يظهر في المقطع ليس علم فلسطين، وإنما علم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يحكم سوريا. وأكّدت المنصّة أن التشابه الكبير بين العلمين، من حيث الألوان والتقسيم، قد يؤدي إلى حدوث هذا الخلط. توصل المرصد الفلسطيني "تحقّق" إلى النتيجة عينها، مشيراً إلى أهمية التحقّق من مصادر المعلومات قبل تداولها.

تضليل حول موقف هيئة تحرير الشام من فلسطين

تضليل بشأن العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان

وفي سياق منفصل، استمر نشر المعلومات المضلّلة في سياق الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزّة والاعتداءات والخروقات الأمنية الإسرائيلية في لبنان حيث كشفت منصّة "صواب" زيف فيديو متداول يزعم ناشروه أنه يظهر يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو محتجز داخل أحد أنفاق حركة "حماس" في غزة.

راجت صورة لشخص يخرج من حفرة وتبدو على وجهه علامات الصدمة والإرهاق، وادّعى ناشروها أنها لـ"لحظة العثور على أحد المحتجزين تحت الأرض في سجن صيدنايا التابع للنظام السوري السابق". كيف أثبتت عدة منصات عربية معنية بتدقيق المعلومات أنها مضلّلة؟

وفي الفيديو، يوجه يائير حديثه إلى والديه قائلاً: "أرجو منكما، أبي وأمي، أن تطلقا سراحنا". تبيّن أن الفيديو تم إنتاجه باستخدام تقنية التزييف العميق (Deep Fake)، وتداولته صحف إسرائيليّة.

وتحقّقت "صواب" أيضاً من صورة ادّعى ناشروها أنها لانتشار الجيش اللبناني أخيراً في المناطق الجنوبية التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. لكن تبيّن أن الصورة قديمة، إذ يُظهر الزي العسكري في الصورة تصميماً لم يعد معتمداً من قِبل الجيش اللبناني.

تضليل حول انتشار الجيش اللبناني

وقد دقّق المرصد الفلسطيني "تحقّق" مقطع فيديو رائجاً زُعم أنه يوثّق إعدام سيدة فلسطينية برصاص الاحتلال عند حاجز قلنديا شمالي القدس. ونفى الناشط في مركز قلنديا الإعلامي، عزام عبد القادر، صحة هذا الادعاء في تصريح للمرصد، مؤكداً أنه لم يتم تسجيل أي حادثة استشهاد لسيدة في الموقع. وأوضح أن الأمر يتعلق بحالة مرضية عانت منها السيدة، ما أدى إلى ترجّلها من سيارتها وسقوطها على الأرض، دون أن تتعرض لأي إطلاق ناري.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image