شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
لماذا اتفق اليساريون والإسلاميون في مصر على معاداة

لماذا اتفق اليساريون والإسلاميون في مصر على معاداة "أبناء كيميت"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتاريخ

الثلاثاء 3 ديسمبر 202401:47 م

"أنا مصري مش عربي/ مصر مش عربية/ مصريين مش عرب"، بهذه العبارات ومثيلاتها يروِّج تيار "أبناء كيميت"، الذي يزعم أنه يستمد أيديولوجيته الفكرية من منجزات الحضارة المصرية القديمة، في دعوته لعودة القومية المصرية، والتخلّص من ذيول العروبة التي التصقت بمصر خلال خمسينيات القرن الماضي بعد الإطاحة بالنظام الملكي وتغيّر نظام الحكم ثم تحوّل اسم مصر من المملكة المصرية إلى جمهورية مصر العربية.

تواجه دعوة "أولاد كيميت" بالرفض من ناحية والترحيب من ناحية أخرى، مع تساؤلات عديدة حول هوية وحقيقة "أبناء كيميت"، ومن يقودهم أو يحرّكهم، ومن يموّلهم، وما سر العداء الشديد بينهم وبين التيارات الإسلامية وتلك اليسارية في مصر، وما طبيعة علاقتهم بالسلطة المصرية؟

أصل التسمية

وفق ما أورده عاطف عزت في كتابه"فرعون موسى من قوم موسى"، فإن المصريين قديماً أطلقوا على أنفسهم اسم "كيميت يو" أي "أهل كيميت"، أهل أرض الطمي أو أهل الأرض الخصبة، خاصة أنهم كانوا يمارسون الزراعة على ضفاف النيل وبنوا حضارتهم بجانبيه. كما أطلقوا على لغتهم القديمة اسم "رن كيميت" ويعود إليها مصطلحا إيجيبت وقبط.

يقول خبراء إنها تواجه المحاولات الخارجية للسطو على التراث المصري، ويعتقد آخرون أنها رد على "محاولات سلفنة الدولة المصرية وأخونتها" و"محاولات التيارات الإسلامية لعزل مصر الحديثة عن تاريخها القديم"... ماذا نعرف عن "أبناء كيميت"؟ وما مدى صحة ادعائهم بأن "المصريين مش عرب"؟

إلى ذلك، تعود جذور حركة "أبناء كيميت" الحديثة، إلى ثلاثينيات القرن الماضي كامتداد لدعوة القومية المصرية، التي نشطت عقب اكتشاف عالم المصريات هوارد كارتر، مقبرة الملك توت عنخ آمون، بعد أن كلّفه اللورد كارنارفون، وهو ارستقراطي إنجليزي، كان مولعاً بالآثار المصرية، بالتنقيب في وادي الملوك بالأقصر، وبعد العثور على الكنز روّج كثيراً أن كارتر هو "البطل الوحيد" في هذا الاكتشاف المهم.

ساهمت هذه الأطماع في نشوب صراع بين الإنكليز الذين يسعون للاستيلاء على المقبرة، وبين المصريين الذين تمسّكوا بتراث أجدادهم واعتبروه سمة ترمز لهويتهم، هذا ما يقوله لرصيف22 كبير الأثريين المصريين، الدكتور مجدي شاكر، مشيراً إلى احتفاء المصريين بالملك المُكتشف حتّى أن منيرة المهدية غنّت للملك توت أغنيتها الشهيرة "توت عنخ آمون" التي صدرت عام 1922، من تأليف محمد القاضي، ولحن محمد القصبجي، وكتب أيضاً أمير الشعراء أحمد شوقي قصائده لصاحب المقبرة الذهبية، ما عزّز فكرة انتماء المصريين لقوميتهم. 

ويرفض كبير الأثريين المصريين حصر التنوع التراثي المصري في منطقة كيميت: "لا أدعم فكرة مصر الفرعونية ولا مصر العربية ولا مصر الإسلامية، إنما أرحب بمصر التي تشمل كل الأطياف والثقافات، وفيها نعتز بالفرعونية والمسيحية والإسلام على حد السواء ومن غير الصحيح أن يُختصر تاريخ مصر لصالح فرعونية الدولة".

المصريون "مش عرب"؟ 

من جهتها، تقول عميدة كلية الآثار والتراث الحضاري في  الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتورة مونيكا حنا، أثناء استضافتها في بودكاست "الحل إيه"، إن ظهور تيار "أبناء كيميت" يمثّل ردة فعل على حركات الإسلام السياسي التي تُستثار غضباً كلّما ردّد "أبناء كيميت"، عبارات على غرار: "إحنا مش عرب وفكرة القومية العربية فكرة فاشلة".

يتفق مع ذلك، رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، ماجد الراهب، الذي يعلّل نمو تيار "أبناء كيميت" بـ"الرد على محاولات سلفنة الدولة المصرية وأخونتها (نسبة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في البلاد)"، عازياً ذلك إلى محاولات التيارات الإسلامية لعزل مصر الحديثة عن تاريخها القديم. ويضيف لرصيف22: "هذه الحركة المحلية تواجه رفضاً وهجوماً شديدين لأنها ضد مشاريع التيارات الإسلامية وفكرة القومية العربية، لذلك لا تجد رُعاة وداعمين وممولين ملثما تحظى التيارات الأخرى".

كما يعتبر الباحث المتخصص في الجماعات الإرهابية مصطفى أمين أن أكثر ما يُزعج التيارات الإسلامية هو النزعة الوطنية التي يمثّلها تيار "أبناء كيميت"، لافتاً إلى أن الأصولية السلفية التي ترى أن العودة للجذور يقتصر على الجذور السلفية لإحياء الدولة الإسلامية بشكلها الذي كانت عليه في عهد النبي محمد، ثم في عهد صحابته وعهد الخلفاء الراشدين. ويضيف أمين لرصيف22: "حاولت جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي مسخ الهوية الوطنية المصرية، وتشويهها لتأسيس منهج قيادي قائم على فكرة الخلافة الإسلامية".

وبالعودة إلى ما قاله السياسي البارز في الحزب الجمهوري الأمريكي جيمس ل. غيلفين، في كتابه "الولاءات المتضاربة" عن أن القومية المصرية منذ نشأتها كانت غير مبالية بالنداءات المطالبة بهوية عربية مشتركة ونمت في معزل عن الحركات القومية التي ظهرت في دول شمال أفريقيا، وهو ما يفسر الموقف المعادي لكل ما يجدد مطالب إحياء القومية المصرية.

لا يخشى "أبناء كيميت" محاولات التنصّل الداخلية فقط من حضارتهم العريقة بل يواجهون أيضاً محاولات السطو الخارجية على تراثهم. ومن ذلك، آلة الدعاية الإسرائيلية الموجهة للعرب، وفي مقدمتها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي و"إسرائيل تتحدث بالعربية"، التي تحاول نسب الكثير من أصول التراث المصري والشرقي إلى إسرائيل، بما في ذلك الطعمية، واحدة من أهم الأكلات الشعبية المصرية، ما يثير غضب المصريين ويدفعهم أكثر نحو التمسّك بأصولهم الفرعونية، وتوثيق تراثهم والتغنّي به. ويرفض "أبناء كيميت" محاولات السطو الإسرائيلية على مطبخ المصريين وتراثهم ويواجهون ادعاءاتهم عبر حساباتهم الشخصية وحسابات مخصّصة للرد على تلك الأكاذيب.

هناك أيضاً حركة المركزية الأفريقية "الأفروسنتريك" التي يقول عالم الآثار المصري الأشهر، الدكتور زاهي حواس إنها حركة مموّلة غرضها الاستيلاء على إرث المصريين من أجدادهم القدماء، ويحاول أفرادها بكل الطرق أن يثبتوا للعالم أنهم أصل الحضارة المصرية القديمة، بعد أن سرق الاستعمار 70% من تراث القبائل الأفريقية القديمة، ووجد الإنسان الأفريقي نفسه بدون حضارة محدّدة وأقرب الحضارات إليه مصر، ما دفع إلى ظهور تيار مصري يواجه هذه الأكاذيب والادعاءات الزائفة أمراً ملحاً. 

عبد الناصر زعيم "العروبة" المتنكّر من "فرعونيته"

تنكّر دُعاة القومية المصرية قديماً من الدعوة إلى القومية العربية دفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى استخدام خطاب ديني يتوازى مع استنكاره للهوية المصرية، حتّى أنه خطب في الشعب السوري مطلع آذار/ مارس 1958، لافتاً إلى أن التذكير بفرعوينة مصر كان هدفه "عُزلة مصر عن محيطها العربي". هذا ما ذكره طلعت رضوان، في كتابه: "الثقافة المصرية والأصولية الدينية قبل وبعد يوليو 1952". 

كبير الأثريين المصريين لرصيف22: "لا أدعم فكرة مصر الفرعونية ولا مصر العربية ولا مصر الإسلامية، إنما أرحب بمصر التي تشمل كل الأطياف والثقافات، وفيها نعتز بالفرعونية والمسيحية والإسلام على حد السواء ومن غير الصحيح أن يُختصر تاريخ مصر لصالح فرعونية الدولة"

وفق المصدر نفسه، نتج عن خطابات عبد الناصر ضد "القومية المصرية"، التقاء الأصولية الإسلامية التي تريد عودة الخلافة الإسلامية مع "الناصرية" التي تسعى إلى تحقيق "الوحدة العربية" في محاولة من كلا الطرفين لهدم الأساس القومي للمصريين.

كما يرى رضوان أن خطاب عبد الناصر المعادي للقومية المصرية حوّله من رئيس لدولة مصر إلى زعيماً للقومية العربية ومتحدّثاً باسمها خاصّةً بعد أن أسّست أمريكا إذاعة صوت العرب. فبذلك حقّق ما تطمح إليه أمريكا وهو هدم القومية المصرية وهو هدف الإسلاميين نفسه، بعد أن قال في أحد خطاباته إن الدعوة إلى الفرعونية دعوة استعمارية يحاول بها الغرب أن يستخدم مصر للقضاء على العرب والقومية العربية، وفق رضوان.

وفي كتابه " الدين والحكم في مصر... مواقف فاصلة"، يلفت الكاتب والباحث في الآثار المصرية شريف شعبان إلى تراجع شعبية التيار اليساري وفكرة القومية العربية داخل المجتمع المصري عقب هزيمة 1967، إذ ادّعى رجال الدين آنذاك أن سبب الهزيمة كان البعد عن تعاليم الدين الإسلامي حتّى أن الشيخ محمد متولي الشعراوي سجد شكرا لله على هذه الهزيمة القاسية، وهو ما برّره لاحقاً باعتقاده أن الانتصار كان سيتسبب في انتشار الفكر الشيوعي الذي يؤدي إلى "فتنة في الدين"، على حد وصفه. 

نتج عن انكماش شعبية اليساريين، بزوغ التيار الإسلامي من جديد في ذلك الوقت الذي احتدم فيه الصراع بين الرئيس محمد أنور السادات -خليفة عبد الناصر- ورجال النظام القديم الذين عرفوا باسم "مراكز القوى ذات التواجد الاشتراكي اليساري" بدعمٍ من الاتحاد السوفياتي. ولعب السادات بالتيار الإسلامي لكبح جماح التيار اليساري خاصة بعد أن تحالف مع أمريكا وطرد الخبراء الروس من مصر وساعدته "الجماعة الإسلامية" في محاربة تكتّلات اليساريين والشيوعيين والناصريين على حد سواء. 

"الجماعة الإسلامية" وسحب البساط من اليساريين 

ووفقا لما ذكره الإعلامي المصري محمود الورواري، في كتابه "سلفيّو مصر"، فإن أفكار "الجماعة الإسلامية" انتشرت بين طلاب الجامعات المصرية، فنظّموا معارض الكتب وعملوا على تحجيب النساء لإضفاء مظهر ديني على المجتمع وكسبوا رضا الفقراء حينما استخدموا الموارد المالية في مساعدة المحتاجين وتوزيع رحلات الحج والعمرة، ما جعلهم يكتسبون شعبية بين البسطاء ويكتسحون النخب المثقّفة التي كان يسيطر عليها اليساريون قبل ذلك.

إذاً، لم تكن معركة اليسار مع "أبناء كيميت" وإنما مع التيارات الإسلامية التي سحبت البساط السياسي والقيادي من تحت أقدامهم. 

وحسب وصف مونيكا حنا، فإن "الكميتيين" لا يمتلكون المعلومات الكافية ليتحدّثوا عن هوية مصر، وهم يردّدون شعارات العودة بالمصريين إلى ما قبل 3000 عام". وهو الحديث الذي يتّسق مع تصريح زاهي حواس، في عدة لقاءات تلفزيونية، بأن المصريين ليسوا عرباً وليسوا أفارقة بل هم مصريون فقط أسّسوا حضارتهم بأنفسهم. 

وتعترض مونيكا حنا على طريقة تعامل تيار "أبناء كيميت"، مع الفترات التاريخية لمصر التي تلت الحضارة المصرية القديمة، وتصف هذا بالأسلوب غير العلمي وغير السليم، الذي يتشابه على حد تعبيرها مع أسلوب المركزية الأوروبية والمركزية الأفريقية في أساليبهما في التعامل مع الحضارات الثقافية. وهي تحذّر خلال حديثها لرصيف22 من أن "خلق سردية مغايرة للدلائل العلمية لاستعمالها بشكل سياسي، سوف يخلق عداء ضد الحضارة المصرية بدلاً من أن يكون التفاعل معها بشكل طبيعي وعلمي بدون شوفينية وفاشية عرقية غير حقيقية".

"أبناء كيميت" بأقلام يسارية 

ويتعرض "أبناء كيميت" إلى انتقاد من شرائح واسعة في المجتمع المصري لكن على نحو خاص من التيار اليساري وتيار الإسلام السياسي. من ذلك أن كتب يحيى وجدي، وهو كاتب مصري، مقالاً بعنوان: "لماذا أخاف الكيميتيين ولا أخشى الأفروسنتريك"، انتقد فيه هجوم "أبناء كيميت" على اللاجئين من الجنسيات السورية والسودانية والفلسطينية واليمنية، واصفاً إياهم بـ"الدولجية" الذين "اختفى حضورهم وذكرهم مع انهيار كل الدعاية المبشّرة بوضع اقتصادي مستقر".

كما يصف "الكميتيين" بـ"ثوار القومية المصرية"، ويراهم مجرد حركة اختلقها النظام المصري للحديث عن "الإنجازات" في إشارة ساخرة منه إلى المشروعات الإنشائية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وساخراً في الوقت نفسه من الترويج لفكرة "نقاء العرق المصري" التي يدعمها "أبناء كيميت".

بدوره، وصفهم الكاتب والروائي أحمد ناجي، في مقاله المعنون: "'أبناء كيميت' وكتابهم المقدس"، بأنهم مصابون بـ"الشوفينية" وخطاباتهم هي "خطابات عنصرية تختلط فيها الأكاذيب السياسية بالهلوسة التاريخية" وأن حماستهم للحضارة الفرعونية "مصحوبة بجهل وتزييف للحقائق" ويختلقون مؤامرات خرافية يقولون إنها تحارب بقاء القومية المصرية.

كما يرى ناجي أن النظام المصري الحالي يسمح لـ"أبناء كيميت" ببث خطاباتهم العنصرية تجاه الأفارقة واللاجئين. ويورد نصاً: "شاهدنا مثلاً منذ عام كيف تم القبض على مجموعة شباب 'أرادوا' ارتداء ملابس باتمان، وكيف ينشط الأمن في مطاردة موديلز انستغرام وتيك توك، لكنه في الوقت ذاته يفتح الباب لأبناء كيميت لتنظيم الحملات الإعلامية وبث خطاباتهم العنصرية… يجزم البعض أن أبناء كيميت صنيعة لجهاز أمني، بينما يرى البعض الأمر تلقائياً نتيجة للتضييق على الخطابات الأخرى".

تعترض مونيكا حنا على طريقة تعامل "أبناء كيميت"، مع الطبقات التاريخية لمصر التي تلت الحضارة المصرية القديمة. وتحذّر عبر رصيف22 من أن "خلق سردية مغايرة للدلائل العلمية لاستعمالها بشكل سياسي، سوف يخلق عداء ضد الحضارة المصرية بدلاً من أن يكون التفاعل معها بشكل طبيعي وعلمي بدون شوفينية وفاشية عرقية غير حقيقية"

لغة المصريين "السح الدح إمبو"؟

في الأثناء، تساءلت الكاتبة نوارة نجم، في مقال لها معنون "إحنا عرب والنبي عربي"، عن سبب "أبناء كيميت" على إثيوبيا والأفرو أمريكان، مردفةً بأن المصريين ومن بينهم "أبناء كيميت" يتكلّمون اللغة العربية التي تؤكد نسبهم إلى العرب في محاولة لإظهارها رفضها لما يحاول "أبناء كيميت" ترويجه بأن اللغة التي يتحدثها المصريون هي لغة عربية. شدّدت نوارة أن لهجة المصريين بعيدة عن لهجة فرعية من اللغة العربية، كما استشهدت بعبارة: "السح الدح إمبو" التي غنّاها المطرب الشعبي الشهير أحمد عدوية في أغنيته التي تحمل الاسم نفسه في إشارة إلى أنها ترى فيها ضحالة وركاكة لأن تكون لغة المصريين. 

وفيما تعتقد الغالبية أن اللهجة المصرية هي نسخة محلية من اللغة العربية الأصلية، يرى آخرون أنها مختلفة تماماً عنها. بحسب ما جاء في كتاب الباحث اللغوي بيومي قنديل، "حاضر الثقافة فى مصر"، فإن اللغة التي يتحدث بها المصريون حالياً ليست لهجة من اللغة العربية وإنما لغة مستقلة بذاتها لها قواعدها النحوية وصوتها المستقل حتّى أنه أطلق عليها اسم "اللغة المصرية الحديثة".

وقال أستاذ مساعد بقسم العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عمرو عدلي، في مقاله "القومية المصرية في نسختها المنحطّة" إن "أبناء كيميت"، لا يشكّل امتداداً لتيار القومية الذي واجه الاستعمار البريطاني والامتيازات الأجنبية وإنما هو تيار متصالح مع الاستعمار ومروج له، قاصداً أن "الكميتيين" متصالحون مع الغرب الأوروبي، في ما يخصّ ثقافة المجتمعات الغربية.

وهو يفسّر هذا التصالح بأن "الكيميتيين" يحاولون الخروج بمصر كبلد علماني يعمل على التخلّص من ذيول الإسلام السياسي والعربي ويصبح هذا المشروع جماهيرياً ومن غير المفهوم بالنسبة له كيف يُسبِّح التياران اليساري والإسلامي باسم تركيا وهي بلد علماني وأن يرفضا أن تكون مصر بلداً علمانياً رغم أن العلمانية التي تؤمن بها الدول الغربية مثلاً هي التي رسّخت مبادئ العدل والمساواة للمواطن الغربي بالتساوي مع العربي المسلم المقيم بها وحفظت له حقوقه الإنسانية على أرضها. 

وفيما يواجه نشاط "الكيميتيين" عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتهامات العمالة والخيانة وصولاً إلى وصفهم بـ"المتصهينين العرب"، كونهم يرفضون دعوات الاصطفاف العربي ضد إسرائيل، ليس واضحاً إلى أي مدى يستمر هؤلاء في مواجهة تيارات مختلفة في مقدمتها التياران الإسلامي واليساري اللذان اختلفا في كل شيء تقريباً واتفقا على انتقاد "الكيميتيين".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image