شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بين جنّة اللذة وجحيم الإجرام… ماذا جرى خلف الأبواب المغلقة في قصور الشهوة؟

بين جنّة اللذة وجحيم الإجرام… ماذا جرى خلف الأبواب المغلقة في قصور الشهوة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والحريات الشخصية

الأحد 24 نوفمبر 202412:58 م

الفضاء المغلق كجنّة اللذة أو جحيم الانحراف

لطالما راود الإنسان حلم ابتكار الفضاء الخاص والمغلق، بغاية تجريب احتمالات اللذة أو الشهوة "المحرّمة". يحفل الأدب الأوروبي الانفتاحي (Libertine)، تحديداً، بالعديد من القصص والحكايات التي تكشف عن رغبات وشهوات، تجري أحداثها كاملةً في منازل مغلقة أو قصور معزولة، ربما أشهرها، رواية "أيام سادوم المئة والعشرون" أو "مدرسة الخلاعة"، للكاتب الفرنسي، ماركي دو ساد، التي كُتبت في العام 1785، ولم يُعثر على مخطوطها إلا سنة 1904.

وتتضمن اللغة الفرنسية، مصطلحاً خاصاً لهذا المفهوم، هو "Huis clos"، وهو بالفرنسية إحالة إلى الأماكن التي خلف الأبواب المغلقة؛ في المحاكمات تعني المحاكمة بلا جمهور، وفي الرياضة مبارزةً بلا جمهور. أما في الأدب، فإنها الرواية أو المسرحية التي تدور أحداثها في مكان محدد لا تخرج منه الشخصيات. أشهر الأعمال الأدبية التي عالجت هذا المفهوم، مسرحية "جان بول سارتر" التي حملت هذا العنوان في العام 1944.

ولا بد للثقافة العربية، التي عُرفت بمنازلها المستترة عن الحارات، والتي تحوي جنّات من الهندسة والفضاءات، أن تثمر آدباً مماثلاً، تجري خيالاته الجنسانية والشهوانية، بعيداً عن القيم الأخلاقية والدينية، كما يبرهن الباحث جورج كدر، في وصفه لـ"سقيفة حُبى"، و"حُبى" هي المرأة التي كانت دارها مدرسةً لتعليم اللذة وأساليب الجماع في المدينة المنورة في لحظة التحول إلى الإسلام.

للثقافة العربية، أدب مماثل للأدب الأوروبي، تجري خيالاته الجنسانية والشهوانية، بعيداً عن القيم الأخلاقية والدينية، كما يبرهن الباحث جورج كدر، في وصفه لـ"سقيفة حُبى". "حبى" هي المرأة التي كانت دارها مدرسةً لتعليم اللذة 

تصف الوثائق موقع مدرستها المحاذي لمنازل الصحابة والخلفاء، ويمكن اعتبار دارها مدرسةً للّذة. أما في رواية "ترمي بشرر" لعبده خال، فإن الروائي السعودي يتخيل قصراً على البحر تجري فيه كل انحرافات الشهوة وجرائم الشبق.

تحالفات الفساد والفجور وقصور الانحرافات الشبقية

كما في رواية "ترمي بشرر"، فإنّ الفترة السياسية والاجتماعية الفاسدة هي التي تفتتح السرد في رواية "أيام سادوم المئة والعشرون" أو "مدرسة الخلاعة": "كانت الحروب الواسعة التي قادها لويس الرابع عشر، مرهقةً في عهده، وبرغم أنها استنزفت خزينة الدولة، واستنفدت ثروات الشعب، إلا أنها لم تكشف عن السرّ الذي أدى إلى اغتناء الكثير من مصاصي الدماء، الذين يستفيدون من نكبات الشعب التي سببوها هم أنفسهم، وبدلاً من أن يرفعوا العبء عن كاهل الناس، عملوا على وجه التحديد، على زيادة معاناتهم، ليكونوا قادرين على الاستفادة من هذه الكوارث وجني فوائد أكبر. ولأكثر من ست سنوات، كان هؤلاء الفاسقون الأربعة، ومن خلال ثرواتهم التي جمعوها وتطابق ميولهم في نزواتهم، يعتقدون أن تقوية روابطهم عن طريق التحالفات التي يسمّونها الفجور، أكثر بكثير من أي من الدوافع الأخرى، التي عادةً ما تستخدم كأساس لهذه التحالف".

وتمثّل الشخصيات الأربع المنحرفة التي اختارها دو ساد لروايته، السلطاتِ السياسية والدينية والاجتماعية التي ينقم عليها، وهم: الدوق دو بلانجيس (من العائلة الملكية)، أسقف دو بلانجيس (من السلك الديني)، رئيس كورفال (رجل السلطة)، دورسيه (رجل المال).

كذلك الحال في الرواية السعودية المعاصرة، فإن الفساد والاستبداد السياسي والديني هما ما سيقود الطبقة المتنفعة إلى ابتكار القصر الخاص بالانحرافات الجنسية، لذا أقاموا سوراً حول البناء الجديد، الذي سيصبح قصراً فاخراً، لا يمكن تعداد محاسنه، وهو معدّ لمتع الإجرام وشطحات الاغتصاب والتشويه وجرائم القتل، وقد وصف القصر بالجنّة التي يحلم كل إنسان بالدخول إليها والتنعم بمباهجها، وأنوارها، ورائحة الأشجار والثمار. ويترك الروائي السعودي، سيد القصر بلا اسم، فهو صاحب القصر، فاحش الثراء، حيث يتحكم بسوق الأوراق المالية، والمناقصات العامة، والحشيش، والمشروبات الكحولية.

العصر الذي عاشت فيه حُبى، كان عصراً مفصلياً في تاريخ العرب، ويمسّ الحد الفاصل بين الإسلام وما قبله.

وممنوع الحديث في السياسة ولا عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأساليبها المتعددة لخنق الشعب، ويمارس سيد القصر مع زواره من رجال الأعمال، الانحرافاتِ الجنسيةَ، من الاغتصاب والاعتداء والتعذيب والقتل. ويأتي عنوان الرواية من الآية القرانية من سورة "المرسلات":‏ "إنّها تَرمي بِشرَرٍ كَالقَصرِ، كأنّه جِمالةٌ صُفْرٌ"، والتي تصف كيف تلقي القصور بشرورها على الفقراء الساكنين بجوارها.

تستطرد رواية ماركي دو ساد، في وصف القصر: "ولكن الوقت قد حان كي أصف للقارئ المعبد الشهير، الذي شهد تضحيات شهوانيةً عديدةً طوال الأربعة أشهر المتوقعة. وسيلاحظ القارئ بأنهم اختاروا مكاناً معزولاً وبعيداً بعناية فائقة، ولم يكن الهدوء والصمت والبعد إلا وسائل فعالة لارتكاب الفجور، كما لو أن كل شيء من خلال هذه الصفات التي تغرس الإرهاب الديني في الحواس، كان بالضرورة يمنح الشهوة، الإغواء والفتنة الإضافية، بشكل واضح".

ويتضمن القصر غرفاً خاصة للفاجرين الأربعة، ومطابخ صالات للطعام، وصالات لرواية القصص، وأماكن للعروض الجماعية، وغرف التعذيب والتأديب، وكذلك ثماني غرف مجهزة بالمخادع والخزائن لأجل الفتيات، وأخرى مماثلة لأجل الفتيان، وكان هناك مذبح كنيسة مسيحية.

أما في رواية عبده خال، فالقصر يظهر من أي جهة تدخل المدينة: "من هذا القصر تخرج الحياة. جملة سرت في أوردة الزمن لتؤكد نبوءتها في كل حين، نهض القصر متبرياً من منازلنا المنكبة على بعضها بتهالك، واختار أن يكون معلماً للقادمين إلى المدينة". ويحتوي القصر طبعاً على أعداد كبيرة من الخدم، لا أحد منهم يعرف الآخر، بعضهم مشوّه من التعذيب، وآخرون يتميزون بالخنوثة: "لا يوجد مخدوم في القصر دون إعاقة، كل منهم يحمل عاهته الخاصة به".

أما النساء اللواتي يشكّلن العنصر الأبرز في حاشية القصر، فإنهنّ يتنوعن أيضاً بين العذارى والجميلات والمتمرسات والبريئات: "نساء مختلفات الجمال والظروف اهتدين لداخل القصر لإشباع رغبات كل واحدة منهن حكاية حزينة، تسكن داخلها، وتحاول ردمها بأفعال الحبور، والنشاط الزائد، فليس لها من منفذ أن تروي حكايتها على شخص جاء إليها باحثاً عن جسدها، وليس معنياً بتخفيف أحزانها".

ولكن هناك بين النساء أيضاً المشوّهات: "هناك العوراء والعرجاء والمخصية والمحروقة والمنتوفة والمصدومة والمعلولة، ومن لم يصب العطب جسدها قرضتها الوساس وشتى الأمراض النفسية". ويفرد الروائي عبده خال، ما يقارب خمس عشرة صفحةً كملحق في نهاية الرواية، يصف فيها نساء القصر واحدةً تلو الأخرى، راوياً قصة كل منهنّ، ومزاياها، وماضيها وحاضرها، كما في النموذج التالي:

"رحاب: اسمها الحقيقي فايزة من مواليد 1982، أسلمت بكارتها لرجل أحبّته وتنكّر لها، فهربت من مدينتها الطائف ووقعت في فخ داعرة سوّقت جسدها للراغبين.

لمعة: اسمها الحيقي لمياء من موالد 1983، تعيش أغلب الوقت مخمورةً، وعندما اعتادت على الكحول ولم تعد تؤثر بها انتقلت مباشرةً إلى الهرويين على أمل نسيان ماضيها.

تغريد: اسمها الحقيقي هديل، من مواليد 1983، ابنة من طبقة أرستقراطية تعشق السهرات الصاخبة والدعوات الجماعية المختلطة، شبقها الجنسي قادها للقصر لتحفظ مكانتها الاجتماعية وتشبع نزاوتها الخاصة".

لكن ما هي الممارسات التي تجري داخل القصر؟

ممرات وسراديب بين جنّة اللذة وجحيم الإجرام

تتداخل في تاريخ الأدب الإباحي اللذةُ باللعنة، والاستيهامات بالانحرافات، والفانتاسمات بالجرائم، وأكثر ما تتلازم في تلك القصص المتعلقة بالمنازل والقصور المنغلقة على نفسها، وسواءً كانت غايتها أن تكون مدرسةً للّذة أو قصراً للانحراف، فإن الحكايات طالما حملت النقيض إلى النقيض، كما هو الحال مع الحكايات والأعمال الأدبية التي تتناول بيوت الهوى، فإنها غالباً ما تنحو باتجاه تجسيد القسوة والألم في حياة العاملات الجنسيات.

وكذلك الأمر مع أماكن اللذة؛ فحالما تتداخل فيها الفانتاسمات والانحرافات، كما في فيلم "منزل الفانتاسمات" (1978، كتابة وإخراج كلود برنارد أوبريه). فالعنوان يخفي خلفه عالماً من الانحرافات، لم تكن تتوقعه "كلاريسا"، المتزوجة حديثاً، والتي تنتظر أياماً من المتعة واللذة الجسدية، لكنها ما تلبث أن تكتشف أن زوجها سيجبرها على ممارسة المغامرات الجنسية مع الفتاة التي يعلّمها العزف على البيانو ووالدتها.

تتداخل في تاريخ الأدب الإباحي اللذةُ باللعنة، والاستيهاماتُ بالانحرافات، والفانتاسماتُ بالجرائم، وأكثر ما تتلازم في تلك القصص المتعلقة بالمنازل والقصور المنغلقة على نفسها.

ويشارك كلٍّ من الخادمة والخادم في هذه المغامرات أيضاً. كما يتم إرسال كلاريس لممارسة الجنس مع زوجين في القرية، وتتعرض للهجوم من قبل ثلاثة رجال في الخارج.

في النهاية يطاردونها إلى القصر، ويمارسون الجنس الجماعي معها أمام زوجها، وأمام كل قاطني المنزل، ليتحول منزل الفانتاسمات إلى منزل العذابات.

أما فيلم "منزل الألف رغبة ورغبة" (1984، كتابة جان مارك لوغراند، وإخراج ميشيل ليموان)، فيروي حكاية "أولينكا"، التي تضطر للعمل في بيت للهوى، لتكتشف أن أسلوب تدريب الفتيات في المنزل قاسٍ وعدواني، حيث تتعرض الفتاة التي تتقاعس في الأنشطة الرياضية إلى الاغتصاب الشرجي على طاولة التدليك.

تعبّر رواية "ترمي بشرر"، عن كل ذلك بلغةٍ أدبية رفيعة. تعبّر عن كيفية تحول الشهوة إلى انحراف، والشبق إلى جريمة: "في كل لحظة ثمة بحث عن متعة جديدة حتى إذا ارتووا من كل المتع أصبح الشاذ جالباً للمتعة. هكذا يعلل الشاذون والمترفون اقترافاتهم الخارقة للمألوف حتى إذا ملّوا مما هو ممكن، بحثوا عما هو غريب وعجيب، لتكسر اعتيادية المتعة. ملل إتيان الفواحش خرج من أنفاس سيد القصر حتى أنه خصص جائزةً لمن يأتي بسلوى جديدة لقلبه. اقترف كل المتع، وكلما عبر إحداها وجد أن الحياة تضيق به. استمتع بتشويه خدمه".

وكما الأمر في رواية دو ساد، يقسّم المخرج بيير باولو بازوليني، في فيلمه "سالو أو 120 يوماً في سادوم" (1975)، المقتبس عن الرواية، الممارساتِ الحاصلةَ فيها إلى أربعة أقسام: الجحيم، دائرة الهوس، دائرة الخراء، ودائرة الدم، في نقد لاذع منه للسلطة الرأس مالية والنظام الذي رآه يسود العالم.

والمقصود بدائرة الهوس في فيلم بازوليني، هو الممارسات الجنسية الشرجية والفموية وافتضاض البكارة والمحرمات الاجتماعية، وهي ممارسات ترد أيضاً في رواية "ترمي بشرر": "كان سفك دم العذارى، هو المتعة التي توصل زوار القصر إلى قمة النشوة"، أما الدائرة الثالثة أي دائرة الخراء فهي الممارسات المتعلقة بالبراز وفضلات الجسد الإنساني، أما الدائرة الأخيرة فهي دائرة الدم أي التعذيب والتشويه. ذلك ما يوصف تماماً في رواية "ترمي بشرر": "الشهوة، هذه النار المشعلة من أول قطرة دم سفكت على الأرض، تحتاج دوماً إلى نفط الدم كوقود لمواصلة اشتعالها. شهوة، ودم، وضحية، تثليث معاكس للقداسة، ومعاكس لشرائع كل الديانات".

خلف الأبواب العربية المغلقة مدارس اللذة

تقف "سقيفة حُبى" من التاريخ العربي والإسلامي على النقيض من كل ما سبق، فلقد استطاعت هذه المرأة أن تحقّق مدرسةً لتعليم اللذة لنساء المدينة، وذلك ما يثبته كتاب الباحث جورج كدر، بعنوان "سقيفة حُبى" (2011)، الذي يسعى إلى توثيق وجود هذه الشخصية، وعصرها، ومزاياها، وتعاليمها.

وقد ورد ذكرها في كتابات كلّ من الجاحظ، الميسابوري، الزمخشري، وأبي هلال العسكري: "كانت نساء المدينة يسمّين حُبى 'حواء أم البشر'، لأنها علّمتهنّ ضروباً من هيئات الجماع، ولقبت كل هيئة منها بلقب، منها: القبع والغربلة والنخير والزهر".

جاء في كتاب "الحياة الجنسية عند العرب": "في المدينة ظهرت امرأة اسمها حُبى، ضُرب بها المثل في حبّ الجماع، فقيل: أشبق من حُبى. وبلغت من الكبر عتيّاً، وظلت الشهوة تفور من جمسها. كانت المرجع الأول في الأمور الجنسية في المدينة، كما أن لها أقوالاً مأثورةً تدلّ على عقل وحكمة

طوّرت حُبى مدرسةً لتعليم الجنس لأهل المدينة، وكانت سقيفتها المكان الذي يجتمع فيه طلاب العلم، لا سيما الشباب منهم. أما العصر الذي عاشت فيه حبى، فكان عصراً مفصلياً في تاريخ العرب، ويمسّ الحد الفاصل بين الإسلام وما قبله.

يكتب صلاح الدين المنجد، في "الحياة الجنسية عند العرب": "في المدينة ظهرت امرأة اسمها حُبى، ضُرب بها المثل في حبّ الجماع، فقيل: أشبق من حُبى. وبلغت من الكبر عتيّاً، وظلت الشهوة تفور من جمسها. كانت المرجع الأول في الأمور الجنسية في المدينة، كما أن لها أقوالاً مأثورةً تدلّ على عقل وحكمة".

يعيد كتاب الباحث جورج كدر، رسم الإطار الزمني للعصر الذي عاشت فيه حُبى، ويعمل على تحديد الإطار الجغرافي للدار التي عاشت فيها، وللسقيفة التي كان يجتمع فيها أشراف قريش وأشراف المدينة رجالاً ونساءً، فتياناً وفتيات. ويحاول تحديد معالم المدرسة التي تفردت بها حُبى وتعاليمها، ويحاول الكتاب أن يلملم ما تبقّى من تعاليمها ويذكر شيئاً من قصصها.

ولحُبى من اسمها نصيب، فأصل الاسم مشتقّ من الحب، وهو نقيض البغض. ولم تحدد كتب الأنساب والأخبار تاريخاً لميلاد حُبى، وبرغم حرصهم على إيراد ذكرها إلا أن أغلبهم اكتفى عند ذكرها بأنها شخصية مشهورة لها نوادر وأخبار شهيرة.

بحسب الجاحظ، تزوجت حُبى المدنية عبيدَ بن أم كلاب، وهو فتى حدث، وكانت هي قد زادت على النصف. أما تعاليم حُبى، فيذكر أنها علمت نساء المدينة النقع، والحركة والغربلة والرهز. ويتضح كل ذلك في النصائح التي وجهتها حُبى لابنتها وزوجها: "إن هو مدّ يده إليك فأنخري، وارهزي، وأظهري له استرخاءً وفتوراً. فإذا أولج عليك، فأكثري من اللفظ الفاحش، وقولي بين أضغاث لفظك: يا دائي، يا شفاي، يا سروري، يا حبيبي، يا طبيبي، يا شهوتي، يا فرحتي، لبقه، مزقه، احرقه، واويلاه". والنقع هو رفع الصوت، وهو أن تنخر المرأة عند الجماع. وأما الرهز فهي من الحركات المشتركة عند الإيلاج بين الرجل والمرأة. وهناك لحبى العديد من النصائح المتعلقة في خلوة الحب، منها:

" قيل لحُبى المدنية: ما الذي يستحبّ من المرأة عند الخلوة؟

قالت: أن يسمع لفرجها صرير، ولحلقها غطيط، ولخياشيمها نخير".

وقد ورد ذكر حُبى في الكثير من أمثال العرب، فورد في "فرائد اللالئ في مجمع الأمثال":

"وزَيدُنا أشبقُ من حُبى ومن جمالةٍ وأمره قبلاً فطن".




رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

نؤمن بأن للإنسان الحق في التفكير وفي الاختيار، وهو حق منعدم في أحيانٍ كثيرة في بلادنا، حيث يُمارَس القمع سياسياً واجتماعياً، بما في ذلك الإطار العائلي، حيث أكثر الدوائر أماناً، أو هكذا نفترض. هذا الحق هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمعات ديمقراطية، فيها يُحترم الإنسان والآخر، وفيها يتطوّر وينمو بشكل مستمر. لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا!/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image