مع دخول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان أسبوعها الثاني، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن "غارة العدو الإسرائيلي على بلدة القماطية أدت إلى استشهاد 6 أشخاص من بينهم 3 أطفال وإصابة 11 آخرين بجروح".
وشهد لبنان ليلة أخرى قاسية مع تزايد وتيرة القصف كماَ ونوعاَ، وتحديداً على الضاحية الجنوبية، حيث استهدفت 7 غارات إسرائيلية أبنيةً سكنيةً ومحطة وقود في منطقة السان تيريز، و شارع الميكانيك في الحدث، بالإضافة إلى غارات على حي الأميركان، ومنطقة المريجة من جهة تحويطة الغدير.
واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة قليا في البقاع الغربي، وغارة قرية كيفون، وأخرى أطراف بلدة القماطية في قضاء عاليه. وقرى خربة سلم، يارين، عيناثا، بنت جبيل، جديدة مرجعيون، ميس الجبل، رشاف، ومحيبيب في الجنوب.
أزمة نزوح خانقة
أصبحت تحذيرات الجيش الإسرائيلي بإخلاء القرى الواقعة جنوب نهر الأوّلي، والضاحية الجنوبية نمطاً يومياً ثابتاً، ليزيد عدد النازحين الهاربين من القصف الإسرائيلي في لبنان بحسب أرقام الأمم المتحدة عن مليون و200 ألف، بينما تم تخصيص 900 مركز إيواء لاحتواء موجات النزوح ولا تزال في ازدياد.
وبحسب وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية فقد سجّل 172 ألفاً في تلك المراكز، مع تواصل النزوح من الضاحية الجنوبية ومن جنوب البلاد وشرقها، بينما يظل أكثر من مليون شخص خارج هذه المراكز، متوزعين بين منازل الأقارب وبين الساحات العامة التي يفترشونها.
سجّل 172 ألف لبناني في مراكز الإيواء، بينما يظل أكثر من مليون آخرين خارجها، متوزعين بين منازل الأقارب وبين الساحات العامة التي يفترشونها.
وصرّحت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية ليلى بكر بأن انقطاع الخدمات الصحية الأساسية المنقذة لحياة النساء والفتيات مقلقة للغاية، لا سيما مع وجود 520 ألف امرأة وفتاة، من بينهن 11 ألف امرأة حامل يحتجن إلى الرعاية الصحية الدورية.
ويعاني لبنان الذي كان يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة قبل الاعتداءات الإسرائيلية من قلة الموارد اللازمة للاستجابة السريعة لأزمة النازحين، بالإضافة إلى ضعف الاستجابة الطبيّة الطارئة للسبب نفسه، ما تسبب بظهور العديد من حالات التسمم في مراكز الإيواء خلال اليومين السابقين بحسب ما أعلن جهاز الطوارئ والإغاثة التابع لجمعية الإسعاف اللبنانية، وتحديداً في مدرستي "مي الرسمية للبنات" في منطقة التل، و"الفارابي الرسمية ضهر المغر ـ القبة".
في إطار متصل، حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبيو غيلي خلال زيارته لبيروت من استهداف المرافق الصحية، ودعا إلى ضرورة ضمان سلامة حركة العاملين في المجال الإنساني واحترام البنية التحتية المدنية للحفاظ على خطوط الإمداد للمساعدات الإنسانية. وقال إن تدمير منازل المدنيين وإجبار الناس على الفرار "لا يتماشيان مع قواعد الحرب"، في الوقت الذي وثقت منظمة الصحة العالمية 37 هجوماً إسرائيلياً على مرافق الرعاية الصحية، وقتل أكثر من 70 عاملاً فيها وأصاب نحو 65 عاملاً آخرين بجروح.
المعارك على الأرض
في بيان نشره اليوم بمناسبة مرور عام على "طوفان الأقصى" قال حزب الله "ولى زمن الهزائم وجاء نصر الله". ومنه أيضاً: "إن قرار حزب الله فتح جبهة الإسناد في الثامن من أكتوبر لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة هو قرار إلى جانب الحق والعدل والإنسانية التامة وفي الوقت نفسه هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه".
صرّح صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن انقطاع الخدمات الصحية الأساسية المنقذة لحياة النساء والفتيات مقلقة للغاية، لا سيما مع وجود 520 ألف امرأة وفتاة، من بينهن 11 ألف امرأة حامل يحتجن إلى الرعاية الصحية الدورية
وفي بيان ثانٍ مطوّل بشكل لافت نشر اليوم عن عمليات اليوم الأخير، قال الحزب إن مقاتليه استهدفوا جنود العدو الإسرائيلي لدى محاولتهم التسلل باتجاه خلة شعيب في خراج بلدة بليدا بقذائف المدفعية، فأُجبروا على التراجع وأوقعوا بينهم إصابات مؤكدة"، واستهدفوا "تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بصلية صاروخية وأصابوه إصابة دقيقة"، و"تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة وأصابوها إصابة دقيقة"، و"أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة، استهدفهم مجاهدو المقاومة الإسلامية بصلية صاروخية"، وصليّة أخرى لـ"تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شلومي"، وأخرى باتجاه "تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة مرغليوت".
كما استهدف مقاتلو حزب الله بحسب البيان "موقع حدب يارين بالاسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة"، و"تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في خلة شعيب شرق بلدة بليدا بقذائف المدفعية"، و"تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة برعام".
وأشار البيان إلى أن مقاتلي الحزب "شنوا هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة (7200) للصيانة والتأهيل جنوب مدينة حيفا وأصاب أهدافه بدقة"، و"هجوماً جوياً بنفس المسيرات على نفس القاعدة مستهدفا مصنع المواد المتفجرة فيها وأصاب أهدافه بدقة".
واستهدف مقاتلو حزب الله بحسب البيان بالصليات الصاروخية "تجمعاً لجنود العدو في مستعمرة معلوت ترشيحا"، و"مدينة صفد"، و"تجمعاً لقوات العدو في مستعمرة كفر جلعادي"، و"مستعمرة كرمئيل"، و"مستعمرة يفتاح"، و"تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع البغدادي".
ومن البيان أيضاً: "في إطار سلسلة عمليات خيبر ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي وبنداء لبيك يا نصر الله، نفّذت المقاومة الإسلامية عملية إطلاق صلية من صواريخ فادي 1 على قاعدة الكرمل جنوب حيفا".
وللمرة الثانية منذ بدء الاعتداءات، أعلن الجيش الإسرائيلي على لسان متحدثه أفيخاي أدرعي "بدء عملية برية محدودة مركزة" اليوم الاثنين، بمشاركة "قوات من تشكيل الجليل 91، بما في ذلك مقاتلو ألوية الاحتياط الكسندروني 3، وحزين 8، ونحال الشمالي 228، مشيراً إلى أن فرقة الجليل 91 قتلت عشرات العناصر من حزب الله.
للمرة الثانية منذ بدء الاعتداءات أعلن الجيش الإسرائيلي قيامه بعملية برية محدودة على الحدود الجنوبية اللبنانية، في الوقت الذي نشر فيه حزب الله بياناً مطولاً عن عمليات مكثفة لهذا اليوم بمناسبة ذكرى "طوفان الأقصى"
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الرقيب أول احتياط إيتاي أزولاي قتل وأصيب جنديان آخران بجروح خطيرة في معركة على الحدود اللبنانية، مشيراً إلى أن الجنديين أصيبا بقذيفة هاون. كما صرّح بأنه سيبدأ اليوم مناورة عسكرية في منطقة الجليل الغربي شمال إسرائيل. وبحسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" فقد تسببت صواريخ حزب الله بـ"خمس إصابات في حيفا بعد فشل الدفاعات الجوية في اعتراض وابل من الصواريخ"، و"أصيب شاب في العشرين من عمره بجروح خطيرة جراء شظايا قذيفة باتجاه طبريا. يقول الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الفشل في اعتراض الصواريخ".
قتلٌ، نعم إنما ليس باليورانيوم
في السياق نفسه صدر عن المكتب الاعلامي في وزارة الصحة العامة بياناً أكد فيه مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي "عدم وجود أدلة على استخدام اليورانيوم في الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان حتى الساعة، وأن بياناً علمياً سيصدر في وقت لاحق، علماً بأن الهيئة هي صاحبة الاختصاص والصلاحية في هذا الشأن وتقوم بالتنسيق مع الجهات الرسمية والدولية المعنية ليبنى على الشيء مقتضاه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...