شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
الإسرائيليون عن الجنوب:

الإسرائيليون عن الجنوب: "جبهة مختلفة وعدو محنك"... كيف تخدم المسافة صفر حزب الله؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الخميس 3 أكتوبر 202403:53 م

في ما وصفه البعض بالتطهير العرقي لجنوب لبنان، وجّه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، تحذيرات لسكان 25 قرية لبنانية بإخلائها فوراً، ليحصل مجموع القرى التي وردتها تحذيرات إخلاء بسبب القصف الإسرائيلي إلى ما يزيد عن 50 قرية يقع معظمها جنوب نهر الليطاني.

في الوقت نفسه أعلن فيه وزير الصحة اللبناني بأن "1974 شهيداً بينهم 127 طفلاً و261 امرأة إضافة إلى 9384 مصاباً" هم حصيلة الضحايا منذ بداية الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان قبل نحو عام. 

في غضون ذلك، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في اليوم الحادي عشر من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، أن "غارات العدو الإسرائيلي على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 46 شخصاً، وإصابة 95 بجروح في الـ24 ساعة الأخيرة".

غارات مكثفة على الضاحية في ليلة واحدة 

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، فقد بلغ عدد الغارات على الضاحية الجنوبية منذ ليلة الأمس حتى الرابعة فجراً 17، وشهدت ليلة الأربعاء - فجر الخميس - 2 و3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قصفاً إسرائيلياً عنيفاً على قرى وبلدات في جنوب لبنان، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، كمناطق برج البراجنة، وحارة حريك، وحي معوض، حيث ظهر حجم الدمار الكبير الذي أصابها مع ضوء النهار.  

شهدت الليلة الفائتة 17 غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية فقط، الأسوأ كانت في حي الباشورة، وفي حي معوّض، وبحسب وزارة الصحة اللبنانية أدت الاعتداءات الإسرائيلية كافة إلى "إلى استشهاد 46 شخصاً، وإصابة 95 بجروح"

كما أصابت غارة "عنيفة جداً" في ساعات الصباح الباكر من اليوم الخميس 3 تشرين الأول/ أكتوبر، حي الباشورة في العاصمة بيروت، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 7 بجروح، وتسبب الاعتداء بأضرار كبيرة في ""مدافن الباشورة"، وهي الغارة التي أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "نفّذ عملية دقيقة" خلالها، في إشارة إلى ما يُعتقد أنها عملية اغتيال.

وقد صرّح مدير فوج الإطفاء في المنطقة، صادق حمية، خلال عملية الإسعاف: "كل الشهداء من المسعفين، والمبنى المستهدف هو مركز الهيئة الصحية".

الاشتباكات على الأرض... المسافة صفر 

على مستوى الاشتباكات على الأرض، أعلن حزب الله، في بيان، اليوم الخميس، أن مقاتليه استهدفوا في ساعات الفجر "تجمّعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في موقع حانيتا بقذائف المدفعية وحققوا فيه إصابةً دقيقة"، واستهدفوا "تحرّكات لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة مسكاف عام بِصلية صاروخية وحققوا فيها إصابةً مباشرة". 

أعلنت وسائل إعلام عن "مقتل 4 جنود إسرائيليين على الأقل وإصابة ١٥ آخرين في عمليتين في الجنوب اللبناني قرب الحدود" 

كما استهدف المقاتلون في ساعات الصباح الباكر، بحسب البيان، "تجمّعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة يارون بصلية صاروخية"، و"تجمّعاً لقوات العدو الإسرائيلي بين شتولا والراهب بصلية صاروخية".

بينما أعلنت الحدث عن مصادر خاصة بها عن مقتل 4 جنود إسرائيليين على الأقل وإصابة ١٥ آخرين بعمليتين على حدود لبنان.

ويقول الخبير والمحلل العسكري د. عمر الرداد، لرصيف22، عن تحقيق مقاتلي حزب الله انتصارات واضحة على الأرض ومن المسافة صفر: "حزب الله شأنه شأن حماس وبقية فصائل محور المقاومة، يدرك أنه يخوض حرباً يتفوق فيها الجيش الإسرائيلي بالأسلحة بأنواعها المختلفة، بما فيها حروب الجيل الجديد التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تفوّقه في سلاح الجو عبر امتلاكه طائرات متقدمة يتفوق فيها الجيش الإسرائيلي بالأسلحة بأنواعها المختلفة".

ويرى الرداد أن حزب الله استفاد من تجاربه في سوريا كما استفاد من متابعته لحرب إسرائيل على حماس في قطاع غزة، وهو يبني إستراتيجيته العسكرية على غرار الإستراتيجية التي تنتهجها حماس في غزة مع الأخذ بعين الاعتبار أن ليس لدى حزب الله رهائن باعتبارهم ورقة إستراتيجية كما هو حال حماس.

ويضيف: "الاشتباك من المسافة صفر هو الفرصة المواتية لإنزال خسائر بالخصم، لأن الطرف الأضعف يستطيع تحييد مراكز القوة لدى الأطراف الأقوى، وهو ما يقوم به حزب الله وتم تنفيذه يوم أمس، باستهداف قوات نخبة إسرائيلية دخلت مناطق الجنوب اللبناني في العديسة".

الإسرائيليون يقولون: "جبهة مختلفة"

يقول المراسل العسكري في صحيفة معاريف، آفي أشكنازي، في مقال تحليلي، إن الجيش الإسرائيلي يواجه في لبنان "جبهة مختلفة وعدواً محنّكاً"، ويؤكد أن "التحدّيات أمام الجيش هي في الأيام الأولى، ومن ينجوا منها سيكمل حتى آخر المعركة، لأن الخطط واضحة والعملية محدودة ولن تطول".

ويضيف: "الجيش تصرف بشكل صحيح عندما قرر أن لا يعلن عن مواقعه والخسائر كي لا يمنحهم معلومات مجانيّة". 

خبير عسكري: "الاشتباك من المسافة صفر هو الفرصة المواتية لإنزال خسائر بالخصم، وهو ما يقوم به حزب الله وتم تنفيذه يوم أمس، باستهداف قوات نخبة إسرائيلية دخلت مناطق الجنوب اللبناني في العديسة"

وتابع: "حزب الله يختلف عن مقاتلي غزة وقد استعد لمواجهة الجيش ورغم أن أجزاء من قوة الرضوان انسحبت للشمال، إلا أن هناك أجزاء بقيت، وفخّخت المنازل وأعدت الكمائن ونشرت القناصين".

وختم: "القوة مدربة ومسلحة جيداً بالمضادات والقذائف. والجيش يعتمد في العمليات على كثافة النيران ومرافقة لصيقة لسلاح الجو والمدفعية مع قوات كبيرة من سلاح المدرعات والفرقة 7 والفرقة 88 وعملية دمج القوات". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image