شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
بعد اغتيال نصر الله... كيف تحاول السعودية تطويق لبنان بـ

بعد اغتيال نصر الله... كيف تحاول السعودية تطويق لبنان بـ"التحوُّط الإستراتيجي"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

بعد فشل إستراتيجية صفرية، سعت إلى عزل كامل إيران عن البنية الأمنية الإقليمية، تراهن حكومة الرياض حالياً على إستراتيجية "التحوُّط الإستراتيجي"، التي تعمل على تحييد حزب الله، والأذرع المحسوبة إقليمياً على إيران، مع الاحتفاظ بعلاقات وطيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران، والتي قد تسفر في نهاية المطاف عن تسوية إقليمية شاملة.

نتاج الإستراتيجية السعودية الجديدة، أفرز طرح تسوية تنصّ على "إعادة رهائن إسرائيل في قطاع غزّة، ووقف إطلاق النار في القطاع فوراً، وتنصيب حكومة من السلطة الفلسطينية بدلاً من حماس بدعم من القوى العربية الإقليمية والغرب، وإعادة إعمار القطاع بما في ذلك وبشكل حاسم، استئناف توفير المياه والطاقة للمشاريع القصيرة والطويلة الأجل مثل مشروع الغاز لغزّة، ثم استئناف الجهود لترسيم الحدود البرية اللبنانية-الإسرائيلية، إلى جانب خطوات إضافية تفضي إلى وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان؛ وربما يمهِّد كل ذلك إلى انضمام السعودية ودول إقليمية أخرى إلى اتفاقات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل"، بحسب أرييل إزراحي، وهو زميل أول زائر في برامج الشرق الأوسط، ومهندس مشروع الغاز لغزّة، ورئيس اللجنة الفرعية لانتقال الطاقة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2050.

ونظراً إلى أن علاقة الرياض وطهران هي الحاسمة إقليمياً، لا سيما بعد تدعيمها -لخفض التصعيد- بخريطة طريق بكين عام 2023، غابت علامات الاستفهام عن تزامن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة مؤخراً، مع زيارة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بيزشكيان للمدينة ذاتها؛ فإذا كانت قنوات الحوار بين الرياض وطهران مفيدةً وسط أزمة غزّة، وفقاً للإستراتيجية السعودية الجديدة، إلا أنها تبدو أكثر أهميةً بعد اغتيال إسرائيل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، إذ يمثّل ذلك فرصةً للدول الإقليمية (السعودية في المقدمة)، لاستغلال إمكانية "ضعف إيران، وتحييد الجهات الفاعلة غير الحكومية المدعومة إيرانياً". 

إذا كانت قنوات الحوار بين الرياض وطهران مفيدةً وسط أزمة غزّة، وفقاً للإستراتيجية السعودية الجديدة، إلا أنها تبدو أكثر أهميةً بعد اغتيال إسرائيل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، إذ يمثّل ذلك فرصةً للدول الإقليمية

الخلافات غير المعلنة مع طهران لم تتبخَّر

وبرغم تدافع الدول العربية للتقارب مع إيران وفق منظور الإستراتيجية السعودية الجديدة، إلا أن الخلافات غير المعلنة مع طهران لم تتبخَّر، وإنما يبددها ضعف إيران عبر منح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساحةً أكبر، لكبح جماح الفصائل المدعومة إيرانياً، وإعادة القوة للرئيس السوري بشار الأسد، الذي التزم الصمت بشكل واضح بشأن الصراع، برغم الدعم الذي ناله من حزب الله عبر نفوذه في لبنان وما فعله من أجله إبان الثورة السورية وحرب نظامه ضد جزء واسع من شعبه. وقد يساهم الضعف ذاته في تسوية أزمة الكويت طويلة المدى مع إيران حول استخراج الغاز من حقل متنازع عليه بين البلدين، ويخمد حماسة الجماعات المحسوبة على إيران لدى البحرين والإمارات المتحدة بعد توقيع البلدين اتفاقات أبراهام مع إسرائيل عام 2020، وفقاً للصحيفة البريطانية.

لدواعي التحوُّط، لم يكن الوقت مناسباً قبل عام 2016، لإعلان التحالف السنّي المكوَّن من 6 ملوك خليجيين بقيادة السعودية، حزب الله "تنظيماً إرهابياً"، لكن التحالف ذاته، حسب تحليل صحيفة "الغارديان"، يعارض أيضاً المزيد من التصعيد الإسرائيلي، ويعتقد أن واشنطن وحدها تمتلك في النهاية القدرة على كبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بهذه المعطيات، ربما دلفت الرياض مجدداً إلى المشهد اللبناني. ووفقاً لورقة بحثية نشرها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، يستطيع السعوديون حالياً الضغط على إيران لتقويض حزب الله، بداعي منع اندلاع حرب أوسع نطاقاً في لبنان، وسط اشتباكات متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله، لا سيما بعد اغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله. 

وفيما أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده "انضمت إلى الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، وتمهيد الطريق أمام حل دبلوماسي مستدام"، يقول مهران كامرافا، أستاذ العلوم الحكومية في جامعة ستانفورد، إن "حزب الله لم يحظَ نهائياً بتأييد الدول العربية المحافظة، بل إن هناك شعوراً ‘بالارتياح’ في بعض العواصم بعد أنباء اغتيال نصر الله، حيث تنظر الأكثرية إلى حزب الله باعتباره قوةً مزعزعةً للاستقرار".

يتفق مع ذلك المحلل السعودي عزيز الغشيان، المتخصص في العلاقات الخليجية الإسرائيلية، ويقول لـ"فرانس 24": "من الواضح أنه لا يوجد حب مفقود بين السعودية وحزب الله. الرياض تعتبر حزب الله أكثر الميليشيات تدميراً للمنطقة"، مشيراً إلى أن اللبنانيين أنفسهم ينقسمون بشكل حاد حول الدور الذي يلعبه حزب الله في سياساتهم.

خلص السعوديون إلى أنهم لم يعودوا مستعدين لدعم لبنان، بينما يستغل حزب الله الوضع لتعزيز النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة الأوسع. ونتيجةً لذلك، تدهورت العلاقات السعودية اللبنانية في العامين الماضيين. هل يتغيّر الوضع الآن، بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؟

وفيما تحدد الأيام المقبلة ما إذا كانت إيران مستعدةً للتضحية بحزب الله، بعد ضعف قدرته على الردع، مقابل مكاسب مباشرة لمصالح طهران الخاصة، أو حتى تسويات إقليمية شاملة، تتساءل الأكثرية داخل لبنان عن الجهة المقرر تحمّلها مليارات الدولارات اللازمة لرعاية اللبنانيين المصابين بسبب القصف، وإعادة بناء ما دمّرته إسرائيل، خاصةً في المناطق ذات الأغلبية الشيعية حيث وقع الجزء الأكبر من الضرر. 

ولم يكن الدعم السعودي خالياً من الأهداف السياسية، وإنما كان مرهوناً دائماً بالتواجد والنفوذ في لبنان؛ فمنذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان عام 1990، ضخّت حكومة الرياض مليارات الدولارات لإعادة إعمار لبنان، ووظفت مئات الآلاف من اللبنانيين، ودعمت البلاد اقتصادياً. وبينما عمدت من وراء ذلك، ومن خلال تعاون مع الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية (فرنسا بشكل خاص)، إلى بناء جيش لبناني، يشكّل ثقلاً موازناً لحزب الله، إلا أنّ أهدافها تحطمت على صخرة الواقع، وهي تشاهد تعاظم قوة حزب الله العسكرية مقابل الجيش. 

محدودية إستراتيجية الرياض السابقة في لبنان

وبحسب تقرير المعهد البحثي الإيطالي، حرصت السعودية على اختبار إستراتيجيتها في لبنان منذ اندلاع "الربيع العربي" عام 2011، لكنها اكتشفت ضعفها ومحدوديتها. على سبيل المثال، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة عام 2011، وأطاحوا بحكومة الوحدة الوطنية في لبنان برئاسة سعد الحريري، وأجبروه على التنحّي والذهاب إلى المنفى الاختياري حتى آب/ أغسطس 2014. التدخل المتزايد لحزب الله في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، كان دليلاً آخر على محدودية إستراتيجية الرياض في لبنان.

ومع ذلك، يروي التقرير أنه عندما أصبح سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية عام 2015، بدأت قوة الأمير الشاب محمد بن سلمان، بالارتفاع بشكل كبير، وشرعت القيادة السعودية الجديدة في انتهاج سياسة خارجية حازمة، وبدأت بالنظر إلى قضايا الأمن الإقليمي كافة من خلال منظور مخاوفها بشأن النفوذ الإيراني المتزايد. وفي الواقع، يرى السعوديون أن أنشطة طهران استفزازية بشكل خطير، ليس فقط في لبنان، بل أيضاً في اليمن وسوريا والعراق ودول أخرى في الشرق الأوسط وخارجه. وعليه، ترى الرياض أن حزب الله وكيل إيراني في جميع النواحي، وتعدّ الجماعة جزءاً من نطاق طهران الإستراتيجي. ويبدو الآن أن الدافع الرئيسي للرد السعودي على حزب الله، هو اقتناعها بأن الحزب، الذي تصنّفه الرياض منظمةً إرهابيةً، يلعب دوراً نشطاً بشكل متزايد في توفير الدعم اللوجستي والأسلحة والخبرة الصاروخية لـ"أنصار الله"، أو الحوثيين في اليمن، لاستخدامها في قصف المدن السعودية.

وفي هذا السياق، خلص السعوديون إلى أنهم لم يعودوا مستعدين لدعم لبنان، بينما يستغل حزب الله الوضع لتعزيز النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة الأوسع. ونتيجةً لذلك، تدهورت العلاقات السعودية اللبنانية في العامين الماضيين. وفي عام 2016، سحبت الحكومة السعودية حزمة التمويل المتعلقة بالأسلحة والأمن التي وعدت بها بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي، بحسب التقرير نفسه.

هامش مناورات حزب الله محدود للغاية

يعزو مراقبون إمكانية انفتاح الدعم السعودي مجدداً على لبنان، إلى فرضية التحديات التي بات يواجهها حزب الله في الساحة اللبنانية، والتي تؤثر حتماً على نفوذه ووضعيته. وبحسب محللي مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، تعامل حزب الله مع الصراع بمنظور القرن العشرين، ولم يضع في اعتباره التحول الجذري في طبيعة الحرب، الذي أتاحته الأسلحة الجديدة والتقدم التكنولوجي، والذي تتفوَّق فيه إسرائيل بشكل واضح. كما قلل حزب الله من تقدير الدعم العسكري والسياسي الغربي المفتوح لإسرائيل في الصراع.

كل هذا يخلق تحديات كبيرةً لحزب الله في المستقبل. وفي حين سيظل الحزب جزءاً حيوياً من المشهد الداخلي في لبنان، يتعين عليه التكيف مع الظروف الجديدة حيث سيكون هامش مناورته خلالها محدوداً للغاية. وبرغم أن نتيجة الصراع لم تتحدد بعد، إلا أن حزب الله يحتاج إلى التعاطي مع الموت والدمار الذي حلّ بأعضائه على وجه التحديد، ولبنان على نطاق أوسع، وضرب جوهر سردية الحزب عن المقاومة والردع، والتي تشكل حجر الزاوية في هويته، وهو ما يفتح المجال أمام دور سعودي فاعل في لبنان خلال الفترة المقبلة. 

لم يغب انفتاح السعودية المبكر على لبنان ما بعد نصر الله؛ فبرغم تعليقات الرياض الرسمية الفاترة على اغتيال أمين عام حزب الله، والتي اختزلها وزير الخارجية فيصل بن فرحان، في "دعم استقرار لبنان والحفاظ على سيادته"، دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى حزب الله وقائده، إلا أن المزاج العام السعودي كان واضحاً تماماً

ولم يغب انفتاح السعودية المبكر على لبنان ما بعد نصر الله؛ فبرغم تعليقات الرياض الرسمية الفاترة على اغتيال أمين عام حزب الله، والتي اختزلها وزير الخارجية فيصل بن فرحان، في "دعم استقرار لبنان والحفاظ على سيادته"، دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى حزب الله وقائده، إلا أن المزاج العام السعودي كان واضحاً تماماً. 

الطريق لا يزال طويلاً أمام استقرار لبنان

على سبيل المثال، نشرت صحيفة "عكاظ" واسعة الانتشار، والقريبة من الدوائر الملكية، مقالاً أشار فيه الكاتب محمد مفتي، إلى أن "حزب الله وحتى قبل أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كان عقبةً في طريق الاستقرار السياسي في لبنان، وفي الوقت الذي أبدت فيه الأكثرية بعض التفاؤل بمستقبل لبنان بعد اغتيال نصر الله، يؤشر استمرار الحزب وإصراره على السير على خطى نصر الله على أن الطريق لا يزال طويلاً أمام استقرار لبنان". وتحت عنوان "دماء حسن نصر الله"، أضاف مفتي: "حزب الله يمثّل الشوكة التي تقض مضجع لبنان، وتحول دون استقراره، كما أن له دوراً مباشراً وغير مباشر في زعزعة استقرار العديد من الدول المجاورة". 

وفي ما وُصف بأنه استشراف مبكر لمستقبل حزب الله، نشرت الصحيفة السعودية ذاتها، مقالاً للكاتبة راوية حشمي، رأت فيه أن "حزب الله بعد اغتيال نصر الله ليس هو ذات الحزب بعد عملية الاغتيال؛ فرغم ما قد توحي به القيادات المتوفرة على أرض الواقع، إلا أن المرحلة القادمة هي مرحلة اللااستقرار في صفوف الحزب، واللااستقرار مع حلفائه وشركائه في الوطن، ومزيد من اللااستقرار مع معارضيه وخصومه في الداخل والخارج، الذين وإن أخفوا عنه نظرات الضعف التي ينظرون بها إلى واقعه، إلا أنها ستبقى تلاحقه في كل الاستحقاقات التي تنتظر الجميع".

وفي تركيز متعمد على مدى احتقان السعودية من نصر الله والحزب، وظَّف الكاتب رامي الخليفة العلي، مقالاً في الصحيفة ذاتها لخدمة منهجية الهجوم على حزب الله وزعيمه الراحل، مشيراً إلى أن "مغامرات حزب الله لم تتوقف عند سوريا، بل امتدت إلى اليمن، حيث أرسل مقاتليه لدعم الميليشيات الإرهابية ضد الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية". ومضى الكاتب يقول: "حزب الله لم يكتفِ بكونه طرفاً في صراع سياسي، بل أصبح يقتل المدنيين ويعيث فساداً في سوريا ولبنان واليمن من خلال زراعة وتجارة وتصنيع المخدرات والإشراف على تنظيمات الجريمة المنظمة، مما يجعل كراهية الناس له مبررة. فالخصومة السياسية قد تُناقَش وتُحَلّ، لكن ماذا عن الخصومة مع من جعل قتل الأبرياء وهدم المجتمعات وتدمير الأوطان هدفاً بحد ذاته؟". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image