شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"شماتة" السوريين وإصابة حسن نصرالله… معلومات مضللة راجت عربيّاً في أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقيقة

الأربعاء 25 سبتمبر 202408:18 ص

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

رافق التصعيد الأخير في المنطقة والمتمثّل في الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة على مناطق واسعة في لبنان ورد "حزب الله"، الكثير من الادعاءات المضللة والخاطئة التي فندها مدققو معلومات عرب بين 17 و23 أيلول/ سبتمبر 2024، وذلك علاوة على ادعاءات أخرى تتعلّق بتفشي حالات مرضية معوية في أسوان المصرية وربطها بتوافد اللاجئين السودانيين إلى المدينة وغيرها من المعلومات المضللة التي نستعرضها في هذه النشرة.

1- إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله و"الوعد" بالثأر

من الصور ومقاطع الفيديو الرائجة المزعومة للغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان، تناقلت حسابات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يُظهر غارات إسرائيلية تستهدف مستودعات أسلحة تابعة لـ"حزب الله" جنوب لبنان.

تحققت منصة "صواب" اليمنية من الفيديو، وتوصّلت إلى أنه يعود إلى قصف أوكراني لمستودعات ذخيرة في منطقة روسية. وتم التلاعب بالفيديو بإضافة صوت مأخوذ من فيديو آخر لغارات إسرائيلية استهدفت منطقة البقاع.
لم يحتفل سوريون فرحاً بتفجير أجهزة البيجر في لبنان ولم يُصَبْ حسن نصر الله خلال التفجيرات ولم يتوعّد حزب الله "سنثأر"… على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، راجت العديد من الادعاءات المضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إليكم أبرز ما توصّلت إليه منصات التدقيق العربية

الفيديو نفسه مرفق بادعاء آخر بأنه يوثّق استهداف مسيرة لحزب الله موقعاً إسرائيلياً، كان موضع تدقيق أجراه المرصد الفلسطيني "تحقق"، وخلص من خلال استخدام البحث العكسي، إلى النتيجة ذاتها.

كما فندت منصة "صواب" فيديو آخر يزعم توثيقه عمليات قصف إسرائيلية على جنوب لبنان، في حين تبيّن أن الفيديو التقط في 12 أيلول/ سبتمبر 2024، ويُظهر حريقاً اندلع في مطمر نفايات بمنطقة الجديدة. 

ودققت صواب أيضاً في مقطع فيديو متداول على "إكس"، يزعم ناشروه أنه صادر عن "حزب الله" بعنوان "سنثأر". وبعد إجراء بحث عكسي، تبيّن أن الفيديو غير رسمي، نشره صانع فيديوهات على منصة إنستغرام، ولا يحتوي على شعار الإعلام الحربي الخاص بـ"حزب الله"، الذي يُستخدم عادةً في مقاطع الفيديو الرسمية.

أعقب تداول هذا الفيديو المضلل، رواج فيديو آخر يزعم ناقلوه أنه لحريق في حيفا بعد استهدافها بصواريخ أطلقها "حزب الله"،  فجر الأحد 22 سبتمبر/ أيلول 2024. تحرّى مرصد "تحقق" صحة الفيديو من خلال البحث العكسي، وتبين أنه ليس من استهدافات حزب الله لمدينة حيفا، بل يعود إلى انفجار شهده حي سكني في مدينة عدن اليمنية.

وتزامن تداول الفيديو مع إعلان حزب الله استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد للمرة الثانية بعشرات الصواريخ. كما أعلن عن قصفه مجمعاً إسرائيلياً للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ. ويأتي ذلك في إطار ما أعلنه الحزب من "ردّ أوّلي" على تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي التي حمّل إسرائيل مسؤوليتها.

2- إصابة نصر الله في انفجارات "البيجر" وشماتة السوريين واحتفال نتنياهو

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي منذ الثلاثاء 17 أيلول/ سبتمبر 2024، موجة من المعلومات المخطئة والفيديوهات والصور المضللة ، تزامناً مع تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي كانت بحوزة عناصر حزب الله في مناطق متفرقة من لبنان. 

كشف المرصد الفلسطيني "تحقق"، في تقرير، عن أبرز هذه المعلومات المضللة، وبينها تداول صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يُزعم أنها تظهر انفجار هاتف آيفون ضمن سلسلة من حوادث انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي شهدها لبنان، الأربعاء 18 أيلول/ سبتمبر 2024. أوضح المرصد أن الصورة تعود لحادثة انفجار جهاز آيفون في منطقة المعادي المصرية أثناء شحنه في مقبس الكهرباء.

كذلك راجت مقاطع فيديو أخرى مقتطعة من سياقها، تظهر انفجارات هواتف في أيدي مستخدميها أو في دول أخرى مثل اليمن، وذلك في ظل مخاوف من توسيع نطاق الهجوم الإسرائيلي.

ونشرت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، تصميماً منسوباً لقناة الجزيرة، يتضمن خبراً مفاده إصابة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بإصابة خطيرة في وجهه، إثر انفجار جهاز "بيجر". وأسفر البحث العكسي للمرصد عن أن التصميم مفبرك، ولم تنشره قناة الجزيرة في أي من منصاتها ومواقعها الرسمية.

وفي ما يتعلق بالشائعات حول إصابة نصرالله، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في الحزب نفيه تلك الأنباء، مؤكداً أن نصر الله بخير، ولم يتعرض لأي أذى بعد سلسلة الانفجارات التي شملت أجهزة "البيجر" في أنحاء لبنان. كما ظهر نصر الله شخصياً في خطابه من دون أن تبدو عليه أي علامات إصابة.

كما انتشر مقطع فيديو يُزعم أنه يوثق احتفالات لسوريين فرحاً بتفجيرات أجهزة "البيجر" في مناطق متفرقة من لبنان، الثلاثاء 17 أيلول/ سبتمبر 2024، إلا أن الفيديو كان مضللاً، إذ نُشر في الأصل في 10 نيسان/ أبريل 2024 عبر حساب صانع محتوى مصري، في سياق احتفالات بعيد الفطر في حي المطرية بمصر.
وأخيراً، انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو يحتفل بعد حادثة انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية التابعة لعناصر "حزب الله" في لبنان. وقد تبين بعد التحقق أن الفيديو يعود إلى حملة دعائية خلال الانتخابات الإسرائيلية عام 2021.

وفق وزارة الصحة اللبنانية، ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير أجهزة الاتصال من نوع "بيجر" التي يستخدمها أفراد حزب الله، بالإضافة إلى هواتف محمولة أخرى، إلى 32 شهيداً وإصابة الآلاف، بينهم عناصر من حزب الله ومدنيون.

3- تلوث مياه الشرب في أسوان بمصر وعلاقته باللاجئين السودانيين

صحة الادعاءات حول تفشي الكوليرا في أسوان

سادت حالة من الذعر والقلق في مصر، لا سيّما بين أهالي محافظة أسوان، إذ انتشرت شائعات عن تفشي مرض "الكوليرا"، وربط البعض الشائعات بتوافد عدد من اللاجئين السودانيين إلى المحافظة الحدودية. جاء ذلك بالتزامن مع استقبال المستشفيات في المحافظة عشرات الإصابات المعوية منذ الأسبوع الماضي، التي تضمنت أعراضاً مثل القيء والإسهال والغثيان، من دون أن تحدد وزارة الصحة حتى الآن الأسباب وراء هذه الحالات.

"الكوليرا تفشّت في أسوان بسبب اللاجئين السودانيين" و"العراق لديه أكثر من 17 قانوناً للأحوال الشخصية، 14 منها للمسيحيين وحدهم"... إليكم أبرز الادعاءات المضللة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي فنّدها مدققو معلومات عرب هذا الأسبوع 

تحققت منصة "متصدقش" من المزاعم المتداولة، عن طريق التواصل مع خمسة مصادر طبية بالمحافظة، من بينها هيئة الحجر الصحي و"الطب الوقائي" و"الإسعاف"، ونفت جميعاً أن تكون الإصابات ناتجة من تفشي مرض الكوليرا، وأشارت إلى أن السبب هو تلوّث مياه الشرب نتيجة اختلاطها بمياه السيول التي ضربت المحافظة في آب/ أغسطس 2024.

ولم تشهد المحافظة، حتى مساء السبت 21 أيلول/ سبتمبر 2024، حالات وفاة تأثراً بالأعراض المنتشرة بين المواطنين، ولا وجود لمصابين من جنسيات غير مصرية، بحسب مصادر في وزارة الصحة وهيئة الإسعاف.

وبحسب مصدر يعمل في قطاع الطب الوقائي، فإن "الصحة" شكّت أولاً في أن تكون الإصابات ناتجة من الكوليرا، خاصة مع تفشي المرض في السودان، ووجود عدد كبير من السودانيين في أسوان، ما دفع الوزارة إلى تشديد إجراءات الوقاية في المعابر الحدودية بين مصر والسودان، وإرسال فريق إلى أسوان لأخذ عينات.

واستبعدت وزارة الصحة هذه المخاوف بعد ظهور نتائج تحليل المياه، التي أكدت خلوها من أي أثر لمرض الكوليرا، وفقاً لما أفاد به مصدر في قطاع الطب الوقائي.

4- هل لدى العراق أكثر من 17 قانون أحوال شخصية؟

صرّح النائب السابق في البرلمان العراقي، حسين العقابي، خلال لقاء تلفزيوني، بأن العراق لديه أكثر من 17 قانوناً للأحوال الشخصية، من بينها 14 قانوناً مخصّصة للمسيحيين وحدهم، بالإضافة إلى قوانين خاصة للأيزيديين والصابئة، وأخرى يقتصر تطبيقها في إقليم كردستان.

فندت منصة "صحيح العراق" التصريح المتداول، وخلصت إلى أنه مضلل، إذ إن مجموع النصوص القانونية الاستثنائية المتعلقة بالأحوال الشخصية لا يتجاوز خمسة قوانين، وفقاً لمجلس القضاء الأعلى في البلاد. وبخلاف ذلك، فإن جميع العراقيين يخضعون لقانون الأحوال الشخصية الرقم 188 لسنة 1959 المعدّل. ويسري هذا القانون على كل العراقيين، باستثناء، طائفة المسيحيين، والموسويين، والأرمن الأرثوذكس، والطائفة الإسرائيلية، والصابئة المندائية، والأيزيديين.

وما تزال المطالبات بتشريع قانون أحوال شخصية خاص بالمسيحيين في البلاد قائمة، إذ شهدت الجامعة الكاثوليكية في مدينة أربيل، خلال أيار/ مايو 2024، مؤتمراً دعا إلى سن القانون وتشريعه بشكل رسمي فيما انتقد ممثلون للمسيحيين والأيزيديين والصابئة مسودة تعديل قانون الأحوال الشخصية الرقم 188 لسنة 1959، معتبرين أن بعض مواد التعديل "خطرة وتهدد الأسرة".

وبات مجلس النواب على مسافة خطوة واحدة من إقرار التعديلات على قانون الأحوال الشخصية بعد الانتهاء من القراءة الثانية، على الرغم من الاعتراضات الشديدة على مختلف المستويات السياسية والمجتمعية.

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard