تشتد الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان والبقاع، اعتباراً من الثامنة والثلث من مساء اليوم السبت، وخاصةً على مناطق الوادي بين رومين ودير الزهراني، وأطراف بلدة كفرملكي وغربي دير ميماس مجرى النهر.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي العسكري أن الغارات الأخيرة جاءت بعدما "رصد الجيش الإسرائيلي تحركات لإطلاق صواريخ".
وبالتزامن، أعلنت إسرائيل غلق مجالها الجوي، وجميع المنشآت الخاصة بالطيران بدايةً من مدينة الخضيرة إلى الشمال، أمام جميع أنواع الطائرات، ولمدة 24 ساعة في إطار توسيعها عملياتها العسكرية في الجبهة الشمالية.
ونقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي مسؤول لم تسمه أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "قرّر استمرار التصعيد ضد حزب الله".
في حين نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي تأكيدهم استعدادهم لـ"الدخول في حرب شاملة لتغيير الوضع في الشمال" وهو ما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية تقريباً نقلاً عن مصدر أمني صرّح لها بأن "إسرائيل مستعدة للمضي قدماً حتى النهاية لإعادة السكان في الشمال" الذي أُعلنت فيه حالة الطوارئ تحسّباً لأي رد من قبل حزب الله.
تطورات متلاحقة
في ما وصفته الصحف الأمريكية بأنه "الهجوم الأشدّ على لبنان منذ حرب 2006"، قصف الطيران الإسرائيلي في وقت الذروة منطقة الجاموس السكنيّة المكتظة، وذلك يوم الجمعة 20 أيلول/ سبتمبر 2024، فيما أطلق حزب الله 150 صاروخاً على شمال إسرائيل ردّاً على الهجمات التي طالت أعضاءه في ما عُرف بـ"تفجيرات البيجر واللاسلكي".
وقد صرّح وزير النقل والأشغال علي حمية بأن عمليات الإخلاء لا تزال جاريةً، لا سيما في ظلّ وجود مفقودين حتى اللحظة، نتيجة سقوط مبنيين بالكامل.
بينما وصف رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية"، وأدان الغارة التي استهدفت منطقةً سكنيةً مكتظةً.
من هما إبراهيم عقيل ومحمود وهبي؟
من جانبه، نعى حزب الله 11 من عناصره، بالإضافة إلى اثنين من قادته هما: إبراهيم عقيل ومحمود وهبي. وبحسب موقع الخارجية الأمريكية، عقيل (مواليد 1962)، هو قائد قوة الرضوان "وحدة النخبة في حزب الله"، والمسؤول عن تفجيرات السفارة الأمريكية في بيروت في نيسان/ أبريل 1983، والتي أسفرت عن مقتل 63 شخصاً، وهو أيضاً المسؤول عن هجوم ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في تشرين الأول/ أكتوبر 1983، الذي أدى إلى مقتل 241 أمريكياً. وكانت الولايات المتحدة قد رصدت جائزةً قيمتها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
القائدان اللذان نعاهما حزب الله بعد الغارة هما إبراهيم عقيل، المسؤول عن تفجيرات السفارة الأمريكية في بيروت وهجوم ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في 1983، ومحمود وهبي الذي قاد عمليات قوة الرضوان منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزّة في السابع من أكتوبر وحتى مطلع 2024
أما محمود وهبي (مواليد 1964)، فيُعدّ من القادة الأساسيين في التصدي للهجمات على حدود لبنان الشرقية، وفي مختلف المحافظات السورية، وقاد عمليات قوة الرضوان العسكرية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزّة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى مطلع 2024، وقد عاد ليتولى مسؤولية الإشراف على وحدة التدريب المركزي بعد مقتل وسام الطويل.
تبرير قتل المدنيين في الصحافة العبرية
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن "مصدراً استخبارياً موثوقاً نقل معلومةً بشأن اجتماع قادة الرضوان في الضاحية الجنوبية، ما جعل الجيش ينفذ عملية الاغتيال"، مشيرةً إلى أن "خطة الاغتيال تم إعدادها بشكل فوري وفي وقت قصير وصدّق عليها هرتسي هاليفي، رئيس هيئة الأركان".
بينما أعربت الصحف الإسرائيلية عن آراء متباينة حول هذا الهجوم، ففي المقالة الافتتاحية لفريق تحرير "تايمز أوف إسرائيل"، وُصفت الغارة بأنها "جزء من مرحلة جديدة في الصراع مع حزب الله، مع التركيز على أهمية استهداف القادة العسكريين للحزب، مثل إبراهيم عقيل، الذي كان يُعدّ من أهم الشخصيات العسكرية في التنظيم"، وأنها "قد تؤدي إلى تصعيد أكبر مع حزب الله، ولكنها تعكس تصميم إسرائيل على مواصلة الدفاع عن مواطنيها، حتى لو استدعى ذلك ضربات مكثفةً في قلب الضاحية الجنوبية وتبعات هذه الإستراتيجية".
أشارت بعض الصحف العبرية، إلى أن الغارة جاءت كـ"ردّ جزئي" على خطاب حسن نصر الله، الذي ألقاه قبل يوم في 19 أيلول 2024، ووصف فيه الهجمات الإسرائيلية على أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله بأنها "إعلان حرب".
كما كتب المراسل العسكري لـ"معاريف"، آفي أشكنازي، أن "توقيت الغارة جاء في لحظة حساسة كانت فيها العلاقات الإسرائيلية مع بعض القوى الدولية تحت ضغط بسبب الهجمات المتكررة".
وأوضح كاتب المقالة، أن استخدام مثل هذه التكتيكات لا يمرّ من دون مخاطر، مشيراً إلى أن إسرائيل قد تواجه ردود فعل عنيفةً من المجتمع الدولي، لكنه في الوقت ذاته شدد على ضرورة الحفاظ على الردع العسكري.
بينما أشارت بعض الآراء في الصحافة العبرية، إلى أن الغارة الإسرائيلية جاءت كـ"ردّ جزئي" على خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي ألقاه قبل يوم، في 19 أيلول/ سبتمبر 2024، ووصف فيه الهجمات الإسرائيلية على أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله بأنها "إعلان حرب"، وتعهد بالرد على هذه "المجازر" التي أودت بحياة العشرات من أعضاء الحزب.
العالم يدعو لضبط النفس
وتسببت ضربة الضاحية في نقاشات عنيفة في مجلس الأمن، حيث اتهم وزير خارجية لبنان إسرائيل بالإرهاب، بينما أكد مندوب تل أبيب أن بلاده لا تسعى إلى توسيع الصراع، ما أجل رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته لنيويورك.
كما أصدرت كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة بيانات تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، حيث أعربت واشنطن عن قلقها العميق من تداعيات هذه الضربات وما قد تؤدي إليه من توسيع نطاق الصراع. كما دعت روسيا والأردن إلى تهدئة الوضع والبحث عن حلول دبلوماسية لوقف التصعيد.
نشرت "واشنطن بوست" مقالاً بعنوان "نوع جديد من الحرب يتكشف في لبنان" يرى أن الحرب قد توسعت بالفعل لتتحول إلى "حرب لبنان الثالثة"، لوجود "محاولات قتل متكررة من جانب إسرائيل لعناصر لحزب الله، ومحاولات منتظمة لمحاولة الحزب قتل الإسرائيليين بإطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية"
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وجّه رسالة مصورة دعم إلى اللبنانيين قال إن "لبنان لا يمكنه أن يعيش في ظل الخوف من حرب وشيكة".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت مقالاً تحت عنوان "نوع جديد من الحرب يتكشف في لبنان" يرى كتابه أن الحرب قد توسعت بالفعل لتتحول إلى "حرب لبنان الثالثة" لوجود "محاولات قتل متكررة من جانب إسرائيل لعناصر لحزب الله، ومحاولات منتظمة لمحاولة الحزب قتل الإسرائيليين بإطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية".
الأكيد أن التوترات بين إسرائيل وحزب الله آخذة في التصاعد، خاصة بعد هذه الغارة الكبيرة والتصعيدات السابقة. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التحركات العسكرية من الطرفين، ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في كل من لبنان وإسرائيل.
من يقدم المساعدة للبنان؟
قدمت عدة دول ومنظمات مساعدات للبنان للتعامل مع تداعيات هذا الهجوم. وبحسب وزير الصحة اللبناني كانت مصر أول دولة عرضت المساعدة في الجانب الصحي والمساعدة في إزالة الأنقاض وانتشال الجرحى والمفقودين.
كما أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الانفجارات تسببت في تعطل كبير في النظام الصحي اللبناني، وذكرت أنها أرسلت إمدادات طبية ودماء طارئة للتعامل مع الحالات الطارئة. المنظمة أوضحت أن هذه الهجمات وضعت ضغطًا هائلًا على البنية التحتية الصحية في لبنان، وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 9 ساعاتجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أياممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 6 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.