ينقل النحال محمد علي الحمود، من سهل الروج بريف إدلب، خلايا النحل من منطقة لأخرى بعناية فائقة بحثاً عن مراعٍ جديدة لها مراعياً تجنّب المحاصيل الزراعية التي يستخدم أصحابها مبيدات حشرية يمكن أن تودي بحياة النحل بسبب رداءة جودتها واستخدامها بنسب غير معتدلة.
خلايا النحل… أسعارها وغذاؤها
يتراوح سعر خلية النحل الأرضية المصنوعة من الأخشاب، والتي تضم خمسة إطارات ليعيش داخلها النحل بين 70 إلى 100 دولار أمريكي، كما يوضح النحال السوري، الحمود، لافتاً إلى أنه يوجد عدد محدّد للنحل ضمن الخلية الواحدة، يراوح بين 5 آلاف و 60 ألف نحلة.
يتكيّف النحل مع الأجواء المناخية التي يتكاثر فيها، وتساعده الأجواء المعتدلة التي تمتاز بها البيئة المحلية في إدلب على إنتاج جيد للنحل سواء المحلي أو المستورد والذي يميل للعيش في بيئة مائلة للبرودة تكيّفاً مع البيئة التي ينحدر منها. لكن عقبات عدة تصعّب تربيته في السنوات الأخيرة نستعرضها في هذا التقرير
يتكيّف النحل مع الأجواء المناخية التي يتكاثر فيها، وتساعده الأجواء المعتدلة التي تمتاز بها البيئة المحلية في إدلب على إنتاج جيد للنحل سواء المحلي أو المستورد والذي يميل للعيش في بيئة مائلة للبرودة تكيّفاً مع البيئة التي ينحدر منها.
يميز النحّالون في إدلب صنفان من النحل هما: الأشقر المستورد والأسود المحلي، وتتقارب كمية الإنتاج لكل صنف ولكنها تختلف تبعاً لاختلاف جودة المراعي والغذاء الذي يقدم لها، على حد قول الحمود. علماً أنه يراوح إنتاج الخلية بين 15 و 25 كيلوغراماً عسلاً، وفق ما يؤكده لرصيف22 عدد من النحالين بينما لا توجد تقديرات دقيقة حول إنتاج كل خلية على حدة. كما تقدّر الإنتاجية الكاملة للعسل في منطقة إدلب بنحو 1000 طن، وفق رئيس دائرة الوقاية والشؤون الزراعية التابعة لما يُعرف بـ"حكومة الإنقاذ".
وتشكل المحاصيل العطرية أحد أهم المراعي التي يتغذّى عليها النحل في منطقة إدلب ومنها الحبة السوداء (حبة البركة)، واليانسون، والكزبرة والجيجان، إضافةً لمحاصيل القطن والأشواك المنتشرة على السفوح الجبلية.
يتغذّى النحل على الرحيق الطبيعي بشكل أساسي، ويميز النحّالون قسمين منه، وهما نحل جاهز لإنتاج العسل وهو ما تجاوز عمره العام ويتغذّى على الرحيق فقط، والقسم الآخر عمره أقل من عام وتتم العناية به وتقدم له تغذية سكرية في فترة انقطاع الرحيق.
وتقدّر أعداد خلايا النحل في إدلب بنحو 54774 خليّة، وفق إحصائية لجمعية النحالين في إدلب. وتتعدد سلالاتها، وأبرزها حسب الإنتاج هي السلالات الأجنبية، وسلالات كارنكا وكرنيولي ولوكستيكا وبكفاست هي أكثر السلالات انتشاراً، وسعر الملكة من الجيل الأول فيها يتراوح بين الـ13 والـ15 دولاراً. أما أسعار السلالة البلدية، فهو بموسم
والفرق بين الزمر البلدية والفنية هي أن البلدية تصنّع بمواصفات محددة متعارف عليها وهي يكون طولها 65 سم وعرضها 25 وارتفاعها 25. أما الزمر الفنية فيها خلية (لانغتسروث) ويتسع إلى 10 إطارات خشبية أبعادها من الداخل 45,78 سم * 36,45 سم * 23,98 سم، وتستعمل في تربية الحضنة.
أصناف النحل
أما في السلالات الأجنبية بشكل عام فتحتاج متابعة أكثر من الأمراض ومن نقص المرعى فيجب على النحال تبديل الملكات بشكل دوري سنوي، وفق غزال
أمراض النحل
يصاب النحل، وفقاً للخبير غزال، بأمراض عدة أشهرها "الفاروة" أو كما تُعرف في المصطلحات المحلية بـ"القراد"، وهناك طرق عدة لعلاجها بعضها عبر الرش والبعض الآخر عبر التبخير.
يقول غزال إن النحل قد يصاب أيضاً في بداية موسم الربيع بـ"النوزيما" أو الإسهال حيث تتم معالجته ببعض الأدوية المطهّرة للأمعاء. كما قد يصيب النحل في بعض الأحيان مرض التعفن الأمريكي أو الأوربي بسبب أمور فيروسية أو بكتيرية علاجاتها قليلة ومكلفة في غالب الأحيان تنتهي الخلايا التي تصاب بها إلى الفناء.
وينصح غزال بأنه لتجنّب إصابة النحل بالأمراض، هناك عدة أمور يمكن إتباعها سيّما أن بعضها يتصّل بطبيعة المناخ وبعضها أمراض لا مفر من الإصابة بها. إلى ذلك، يقول المهندس الزراعي أن العناية الجيدة والمتابعة الجيدة للمنحل تقلل بنسبة كبيرة وجود خسارة على مستوى موت خلايا النحل لدى النحال، ما قد يسبب خسائر أكثر.
إنتاج العسل
يبدأ إنتاج الخلايا للعسل، بحسب غزال بعد 15 إلى 20 يوماً من بداية أي موسم من الزراعات العطرية والتي يكون أولها الحبة السوداء وتصادف مطلع شهر أيار/ مايو. وهو يوضح أن متوسّط إنتاج الخلية يتراوح من 15 إلى 20 كيلوغراماً، في حال توفّر مراعي وفيرة ونحل بصحة جيدة.
يتذمر مهند، وهو نحّال من بلدة بنش، من ارتفاع درجات الحرارة مع بداية موسم أزهار اليانسون الذي يحتاج لأجواء رطبة مائلة إلى الحارة لتساعد على تفتّح أزهاره لوقت أطول، ما أدى إلى تراجع عدد الأيام التي استفاد منها نحله في جمع الرحيق، وأثّرت الأجواء الماطرة بالمنطقة أثناء تفتح الأزهار إذ منعت النحل من مغادرة خلاياه وحرمته من التغذية
كما يشير إلى أن جودة العسل ترتبط بقدرة النحّال على تنقيل النحل ومتابعة وجود المراعي الطبيعية في المنطقة من بداية موسم الربيع حتى منتصف الخريف، بينما يرجع ارتفاع أو انخفاض الإنتاج لنجاح الزراعات العطرية التي يتغذّى عليها النحل.
لا سوق لتصريف العسل
رئيس دائرة الوقاية والشؤون الزراعية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ" في إدلب، عبد اللطيف غزال، يقول لرصيف22 إن كمية الإنتاج السنوي من العسل تقدّر بنحو 1000 طن للنحل الذي يتغذى على الرحيق خلال المواسم الزراعية.
في المعتاد، لا يزيد سعر العسل الطبيعي للمستهلك المحلي عن 12 دولاراً في أغلب أنواع العسل. لكن السعر قد يصل إلى 20 دولاراً لبعض الأنواع التي تنتج في المراعي الخاصة مثل عسل السدر. أما في حالة البيع خارج البلاد، فيصل السعر إلى الضعف تقريباً. لكن عملية نقله للخارج ليست عملية يسيرة وتكلف كثيراً وعادة ما تكون عبر التهريب أو بنقله مع مسافرين يقومون بتسويقه لاحقاً في دول الخليج أو الاتحاد الأوروبي.
جمعية النحالين
تأسّست جمعية النحالين في إدلب لتنظيم شروط مهنية تحفظ حقوق العاملين في هذه المهنة، ومواجهة مخاطر المبيدات الكيميائية التي تُستخدم للمحاصيل الزراعية وتسببت بخسائر كبيرة للنحالين. تمنح الجمعية "بطاقة نحال" لكل العاملين في المجال، وتمكنهم البطاقة من عبور الحواجز الأمنية المنتشرة بالمنطقة لتسهيل نقل خلاياهم من مرعى لآخر
وتمنح الجمعية "بطاقة نحال" لكل العاملين في هذا المجال والمسجلين لديها، تتيح البطاقة للنحال عبور الحواجز الأمنية المنتشرة بالمنطقة لتسهيل نقل خلاياه من مرعى لآخر، ويمنح حاملها صفة العضو في الجمعية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 4 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ أسبوعلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي