اشتعال سماء إسرائيل وعتمة مطار لبنان… معلومات مضللة راجت عربياً في أسبوع

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما بين طلب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، يحيى السنوار، الخروج الآمن من غزة عبر تل أبيب، مروراً باشتعال سماء إسرائيل بالصواريخ، وصولاً إلى بيع المطاعم السورية في مصر أطعمة فاسدة، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 13 و20 آب/ أغسطس 2024.

1-  هل طلب السنوار خروجاً آمناً من غزة عبر تل أبيب؟

تداولت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً إلى وكالة "أن بي سي نيوز –  NBC News" الأمريكية، مفاده أن رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، يحيى السنوار، طلب الخروج الآمن من غزة عبر مطار تل أبيب، مقابل تعهده أن يصبح سياسياً مستقلاً مُقيماً خارج فلسطين. 

هل طلب السنوار الخروج الآمن من غزة عبر مطار تل أبيب؟ وهل غرق مطار بيروت في العتمة الشاملة إثر أزمة كهرباء لبنان؟ وهل اشتعلت سماء إسرائيل بالقصف الصاروخي؟… هكذا فنّدت منصات تدقيق عربية هذه المعلومات المضللة التي راجت هذا الأسبوع

راجع المرصد الفلسطيني "تحقق" الأخبار ذات الصلة المنشورة على موقع الوكالة ومنصّاتها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ووجد أن NBC لم تنشر خبراً هكذا في أي وقتٍ مضى. 

وكانت حماس قد أصدرت أخيراً بياناً، تطالب فيه الوسطاء بعرض خطتهم بشأن تنفيذ ما اتفقوا عليه مع الحركة في بداية تموز/ يوليو 2024، مع إلزام إسرائيل بهذا الاتفاق، بديلاً عن الذهاب إلى مزيد من جولات التفاوض.

2- هل غرق مطار بيروت في الظلام إثر أزمة الكهرباء في لبنان؟

صحة واقعة العتمة الشاملة وأزمة الكهرباء في مطار بيروت

تداول مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي صورة تظهر العتَمة الشاملة في مطار، مدعين أنها صورة لمطار بيروت عقب انقطاع الكهرباء عنه. ونشرت بعض الحسابات الصورة مصحوبةً بتصريح منسوب إلى مدير المطار، أعرب فيه عن آماله بألّا تطول أزمة انقطاع التيار الكهربائي. 

فندت منصة "صواب" اللبنانية صحة هذا الزعم، بإجرائها بحثاً عكسياً عن الصورة، فتبين أنها التقطت في 2021، عندما أعلنت مؤسسة "كهرباء لبنان" حدوث "انقطاع للكهرباء عن كامل الأراضي اللبنانية بسبب انخفاض الذبذبة إلى مستوى متدنٍ بشكل مفاجئ".

كذلك، دققت منصة "فارق" السورية في الصورة وتوصّلت إلى النتيجة نفسها، ونقلت عن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، نفيه انقطاع الكهرباء عن المطار، حيث تستخدم مولدات خاصة لتوليد الكهرباء، لافتاً إلى أن مؤسسة كهرباء لبنان وعدت بإعادة التيار الكهربائي للمطار في 17 آب/ أغسطس 2024.

وأضافت "فارق" أن تداول الصورة جاء عقب إعلان شركة كهرباء لبنان عن توقف التيار الكهربائي عن كامل الأراضي اللبنانية بما في ذلك المرافق الأساسية كالمطارات والموانئ ومضخات المياه والسجون.

3- هل تبيع المطاعم السورية في مصر دواجن فاسدة؟

راجت على منصة "إكس" صور عدة لدواجن غير حية، مع زعم أن السلطات المصرية ضبطت كميات من الدواجن غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، في أحد المطاعم المملوكة لسوريين. 

توصّلت منصة "متصدقش" المصرية إلى أن هذه الصور توثق ضبط السلطات المختصة 10 أطنان من الدواجن غير الصالحة للاستهلاك فعلاً لكن في مجزر غير مرخص في محافظة الغربية. 

ولم تُشر اللجنة التي ضبطت الدواجن إلى هوية مالك المكان، ولم ترد أية معلومات موثوق بها تدعم أنها تعود للاجئين سوريين في مصر.

وتنطلق في مصر بين الحين والآخر حملات مناهضة للاجئين سيّما السوريين والسودانيين، عبر مجموعات قومية مؤيدة للنظام المصري، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

4- هل اشتعلت سماء إسرائيل بالصواريخ؟

صحة واقعة اشتعال سماء إسرائيل بالصواريخ

راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة نشرها حساب "سام يوسف" المثير للجدل، تُظهر مدينة تملأ الصواريخ سماءها، مع تعليق: "سماء إسرائيل الآن!".

أجرت منصة "صحيح مصر" بحثاً عكسياً عن أصل الصورة المتداولة، أسفر عن أنها تعود إلى إطلاق حركة حماس صواريخ من مدينة رفح جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل في عام 2021، ولا علاقة لها بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتشهد المنطقة توتراً متصاعداً راهناً في ظل المخاوف من رد إيران وحزب الله اللبناني على اغتيال إسرائيل الشهر الماضي كل من رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إسماعيل هنية، والقيادي في حزب الله، فؤاد شكر.

مقابل الترويج المنسّق إلى أن "الشيعة فقط هم القادرون على التصدّي لإسرائيل" وأن "الدول العربية والسنية تخلّت عن فلسطين ودعمت إسرائيل"... رصد "مجتمع التحقق العربي" حملات ممنهجة تهاجم المذهب الشيعي، وتتّهم إيران وحزب الله بالمسؤولية عن اغتيال إسماعيل هنية. المزيد في تقريرنا

5- حملات طائفية منسّقة تجتاح المنطقة عقب اغتيال إسماعيل هنية

كشف تقرير لـ"مجتمع التحقق العربي" عن ظهور وسوم منسّقة وغير أصيلة من عدة نطاقات جغرافية، تهاجم المذهب الشيعي، وتتّهم إيران وحزب الله بالمسؤولية عن اغتيال إسماعيل هنية. في المقابل، نشرت تكتّلات إلكترونية موالية لإيران دعايات عن أن "الشيعة فقط هم القادرون على التصدّي لإسرائيل"، وردد بعضها أن "الدول العربية والسنية تخلّت عن فلسطين" و"دعمت إسرائيل" في حربها على غزة.

رصد التقرير تصدّر أمريكا والسعودية وسوريا واليمن ولبنان قائمة أكثر الدول نشراً لهذه الوسوم، في حين صدرت أكثر من 3700 تدوينة من أماكن غير معروفة، وهو معدل قياسي مقارنة بالعدد الإجمالي للتدوينات (4735)، ما قد يعد مؤشراً إلى أن أنشطة التدوين على الوسوم منسّقة. 

ووجد التقرير أن غالبية الحسابات المشاركة على الوسوم، سبق أن انخرطت في حملات إلكترونية، تدعم مصالح دول بعينها، وتهاجم منتقديها. وتضمنت التدوينات على الوسوم أوصافاً تصنف خطاب كراهية، كما روّج المتفاعلون معها لمحتوى طائفي وعنيف.