تمتلك نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كامالا هاريس، المرشحة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تاريخاً طويلاً من الدعم لإسرائيل على الأصعدة كافة، ما يجعل الأنظار تتجه إليها بشأن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، التي دخلت شهرها العاشر، وتترقّب كيف سيكون موقفها منها؟
هاريس تدعم إسرائيل
بحسب "أرشيف نشرة فلسطين"، لكامالا هاريس، تعليقات عدة تعبّر عن موالاتها لإسرائيل؛ إذ قالت في عام 2017، خلال مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، إنها أسهمت في جمع التبرعات للصناديق اليهودية من أجل زراعة الأشجار في تل أبيب. وأوضحت أنها رأت ثمار الجهد عندما زارت إسرائيل للمرة الأولى.
وتحدثت هاريس أمام المؤتمر السياسي السنوي للمجلس اليهودي الأمريكي في واشنطن، عام 2018، لتعطي صورةً واضحةً عن موقفها في خطاب طويل، يتضح منه أنها لا تؤمن بأنه يمكن فرض حل للصراع العربي الإسرائيلي، ولا تميل كثيراً إلى جماعة "جي ستريت" اليهودية التي تنتقد أحياناً الحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً لمقال للكاتب علي حرب، عام 2020، في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، فإن هاريس كانت من أشدّ المؤيدين لإسرائيل، موضحاً أنها "بعد أشهر من أداء اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ عام 2017، ألقت خطاباً في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، اللوبي الأمريكي الموالي لإسرائيل (أيباك AIPAC)، وصفت فيه العلاقة بين الطرفين بأنها منيعة".
وقالت كامالا هاريس، في خطابها آنذاك، إنه "ينبغي ألا تكون إسرائيل قضيةً حزبيةً على الإطلاق... وطالما أنني عضو في مجلس الشيوخ عن الولايات المتحدة فسأفعل كل ما في سلطتي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل، وحقها في الدفاع عن النفس".
ويشير كاتب المقال، إلى أن أحد الإجراءات التشريعية الأولى التي اتخذتها هاريس، كعضو في مجلس الشيوخ، المشاركة في رعاية مشروع قانون يعترض على قرار مجلس الأمن الأممي الذي أدان المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وعندما سألتها صحيفة "نيويورك تايمز"، عما إذا كانت تعتقد أن إسرائيل تفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان؟ أجابت: "بشكل عام، نعم".
ويؤكد تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن كامالا هاريس على مدار حياتها ومسيرتها المهنية، كانت محاطةً باليهود، من زملائها في المدرسة إلى أقرب أفراد أسرتها، مشيراً إلى أن "هذه الخلفية لهاريس، منحتها ألفةً سهلةً مع المساحات اليهودية، كما يقول أولئك الذين تفاعلوا معها".
وأوضحت الصحيفة، أن كامالا هاريس، شجعت زوجها دوغ إمهوف، على تبنّي هويته اليهودية باعتباره الرجل الثاني، وقد تولّى دوراً قيادياً في جهود الإدارة لمكافحة معاداة السامية.
تعتبر صحف إسرائيلية أن كامالا هاريس محسوبة على "المعسكر المؤيد لإسرائيل في الحزب الديمقراطي"، ونقلت عنها قولها إن "القرار الأول الذي شاركت في صياغته كعضو في مجلس الشيوخ، يهدف إلى محاربة الانحياز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة". كيف قد تكون مواقفها وسياساتها حال فوزها برئاسة الولايات المتحدة؟
محاربة الانحياز ضد إسرائيل
ويبدو أن دعم كامالا هاريس، لإسرائيل، لم يتوقف أبداً. ففي أوائل عام 2019، كانت واحدةً من 23 ديمقراطياً صوّتوا ضد مشروع قانون شجع الولايات الأمريكية على تقييد الحق في مقاطعة إسرائيل، وكتبت في رسالة إلى دونالد ترامب، خلال شهر حزيران/ يونيو: "دعمي ثابت لأمن إسرائيل، ولمذكرة التفاهم البالغة قيمتها 38 مليار دولار لمدة 10 سنوات".
وذكرت صحف إسرائيلية، أن كامالا هاريس محسوبة على "المعسكر المؤيد لإسرائيل في الحزب الديمقراطي"، ونقلت عنها قولها إن "القرار الأول الذي شاركت في صياغته كعضو في مجلس الشيوخ، يهدف إلى محاربة الانحياز ضد إسرائيل في الأمم المتحدة".
ودعمت هاريس، قراراً في مجلس الشيوخ، خلال كانون الثاني/ يناير 2017، ينتقد إدارة أوباما لعدم استخدام حق النقض (فيتو)، ضد قرار لمجلس الأمن، يدين السياسات الاستيطانية لإسرائيل.
وفي حزيران/ يونيو 2023، حضرت هاريس، حفلاً بمناسبة الذكرى 75 لاستقلال الدولة اليهودية، استضافته السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وقالت في خطابها آنذاك: "بينما حققت إسرائيل والولايات المتحدة الكثير معاً، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، لقد جعلت الأجيال السابقة حلم إسرائيل حقيقةً واقعةً، وأقامت روابط دائمةً بين بلدينا وشعبينا، والآن بالنسبة إلى جيلنا، لدينا القوة في سباق التتابع الطويل للتاريخ، والأمر متروك لنا بعد ذلك لتعزيز هذه الروابط بشكل أكبر".
هاريس تعارض إسرائيل بشأن الضفة الغربية
لكن في المقابل، عارضت كامالا هاريس بعض الإجراءات الإسرائيلية، وعلى رأسها ضمّها مناطق في الضفة الغربية، واصفةً ذلك بأنه عمل "أحادي" يضرّ بتل أبيب.
ورفضت المرشحة للرئاسة الأمريكية، دعم قانون منع مقاطعة إسرائيل في الولايات المتحدة (تشريع يجرّم مقاطعة الدولة اليهودية)، وصوّتت حينها ضد مشروع القانون، على أساس أنه ينتهك حقوق التعبير، لكنها في الأساس ترفض حملات المقاطعة ضد إسرائيل.
وفي تلك الأثناء، تعرضت كامالا هاريس، لموجة انتقادات بسبب موقفها، وأصدر مكتبها حينها بياناً، قال فيه إن "السناتور هاريس تدعم بقوة المساعدة الأمنية لتعزيز قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، لقد سافرت إلى إسرائيل حيث رأت بشكل مباشر أهمية التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعارضت القانون بدافع القلق من أنه قد يحدّ من حقوق التعديل الأول للأمريكيين".
وتؤكد "تايمز أوف إسرائيل"، أن كامالا هاريس، أثارت مخاوف بعض اليهود المؤيدين لإسرائيل، بسبب مواقفها من الحرب على غزة، والاحتجاجات الطلابية ضدّها، موضحةً: "هي مواقف تقع على يسار بايدن، وتتعاطف مع بعض أقوى منتقدي الحرب".
وعلى الرغم من دعم هاريس، الدائم لإسرائيل وأمنها، فإن هذه المواقف المعارضة على ما يبدو، تثير القلق في الداخل الإسرائيلي من فوزها في الانتخابات الرئاسية، لئلا تقف حائلاً دون استكمال تل أبيب حربها على غزّة، أو تتسبب في عدم منح إسرائيل الدعم اللازم لها كما فعل بايدن. كما أن موافقتها على مقترح حل الدولتين لا يتوافق مع رغبة اليهود بالطبع.
أول فرد يهودي في البيت الأبيض
وبالإضافة إلى ذلك، فإن دوغ إمهوف، زوج كامالا هاريس، البالغ من العمر 59 عاماً، يهودي، ومن أبرز الداعمين لإسرائيل. وبحسب تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2020، فإنهما تزوّجا في 2014، هي للمرة الأولى وهو للمرة الثانية.
وينشط إمهوف، بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، ويعمل في حقل المحاماة، وهو متخصص في قضايا الإعلام والرياضة والترفيه، وأكدت الصحيفة آنذاك، أنه أول فرد يهودي في أسرة نائب رئيس الولايات المتّحدة، ويصفه أصدقاؤه بأنّه "شخص مرتبط باليهودية التي تشكّل وعيه، لكنّه أقلّ التزاماً".
وفي إحدى المرات، سألت مراسلة المجلة اليهودية "فوروارد"، والدته باربرا، عن نشأته الدينية، فأجابت بخجل: "لقد أقمنا له حفل البلوغ عند اليهود في نيوجيرسي. هذا ما يمكنني أن أخبرك به".
وبحسب الصحيفة، وُلد إمهوف، في بروكلين، ونشأ في نيوجيرسي، قبل أن تنتقل عائلته إلى كاليفورنيا عندما كان مراهقاً، ويقال إن لديه ذكريات سعيدةً عن المعسكر الصيفي اليهودي؛ إذ فاز بجوائز رياضية هناك.
وفي كانون الأول/ ديسمبر عام 2022، استضاف البيت الأبيض، قادةً من اليهود لبحث معاداة السامية في الولايات المتحدة، كان منهم زوج كامالا هاريس، الذي وصف معاداة السامية بأنها "وباء"، وجمع حينها مجموعةً من قادة المجتمع اليهودي الأمريكي حول طاولة مستديرة.
يساند إمهوف، الجالية اليهودية الأمريكية باستمرار، وقد برز ذلك بعد الحرب الإسرائيلية على غزّة؛ إذ حشد الدعم للجالية، كما ترأس اجتماعات للمنظمات اليهودية لمناقشة "معاداة السامية".
وفي نيسان/ أبريل الماضي، شارك في رئاسة اجتماع للزعماء اليهود، لمناقشة دعم بايدن لإسرائيل في الحرب.
ويؤكد تقرير آخر لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن إمهوف، ساعد في تجميع أول إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية، وقاد احتفالات عيد الفصح في البيت الأبيض، وحضر حفل وضع حجر الأساس للنصب التذكاري في حرم شجرة الحياة في بيتسبرغ، حيث قُتل 11 من المصلّين على يد مسلح مدفوع بالكراهية لليهود.
المعطيات السابقة، تؤكد أن زوج كامالا هاريس، من المحتمل أن ينتهز مكانته كونه "السيد الأول" في أمريكا، حال نجاح زوجته، ليستمر في الدفاع عن حقوق اليهود، والمطالبة بالدعم الكامل لإسرائيل، سواء في حربها على غزّة أو في غيرها
ونقل الموقع عنه قوله: "سأعيش أيضاً بكل فخر واعتزاز كيهودي، وهذا لن يتغيّر أبداً، وسأحارب معاداة السامية وهذا لن يتغيّر أبداً".
المعطيات السابقة، تؤكد أن زوج كامالا هاريس، من المحتمل أن ينتهز مكانته كونه "السيد الأول" في أمريكا، حال نجاح زوجته، ليستمر في الدفاع عن حقوق اليهود، والمطالبة بالدعم الكامل لإسرائيل، سواء في حربها على غزّة أو في غيرها.
موقف هاريس من الحرب الإسرائيلية على غزّة
وتُعدّ القضية الكبرى التي تشغل بال الكثيرين، موقف كامالا هاريس من الحرب الإسرائيلية على غزّة، والحقيقة أنه لم يكن مخالفاً لموقف جو بايدن؛ إذ ترى أن حماس اغتصبت النساء يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفي الوقت نفسه تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزّة، وحماية المدنيين الأبرياء، ما يثير جدلاً واسعاً بشأن موقفها من ذلك حال فوزها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكذلك دعمها بشكل عام لإسرائيل.
وإلى جانب ذلك، تحدثت تقارير صحافية أمريكية، عن أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس، حال فوز كامالا هاريس، وذكرت أن منهم جوش شابيرو، الذي جرى انتخابه حاكماً لولاية بنسلفانيا، في عام 2022، ليصبح ثالث حاكم يهودي يُنتخب في الولاية المتأرجحة والحاسمة.
وجوش شابيرو أنهى دراسته الثانوية عام 1991، في أكاديمية أكيبا العبرية، وهي مدرسة يهودية نهارية للتعاليم الدنيوية والدينية، التحق بها أبناؤه أيضاً، ويمتلك سجلاً حافلاً كمؤيد صريح لإسرائيل، كما تؤكد "تايمز أوف إسرائيل". وبعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ذكر في كلمة له، العديد من اللحظات الخاصة التي عاشتها عائلته في تل أبيب، وهاجم قيادات الجامعات في ولايته بسبب التهديدات التي وجهتها إلى الطلاب اليهود في حرمها الجامعي، ودعا إلى وقف احتجاج مناهض لإسرائيل استهدف مطعم "غولدي" اليهودي في فيلادلفيا.
وقال شابيرو آنذاك: "ما فعلوه كان معاداةً للسامية بشكل صارخ، لقد احتجوا في المطاعم لمجرد أنها مملوكة لشخص يهودي، وهذا هو نوع من المجازات المعادية للسامية التي رأيناها في ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين".
وظهر دعم شابيرو، الكامل لإسرائيل منذ بدء حربها على غزّة، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتؤكد تقارير أمريكية، أنه بعد يومين من هجوم حماس، اعتلى المنصة في ولاية بنسلفانيا، خلال تجمّع جماهيري في معقل اليهود في مقاطعة مونتغومري مسقط رأسه، وتعهّد بأن يكون مدافعاً عن تل أبيب.
وقال جوش شابيرو، أمام حشد يزيد على ألف شخص بعد الهجوم على تل أبيب: "هذه ليست لحظةً للتراجع عما نحن عليه، بل لنكون فخورين بما نحن عليه".
وعليه، إذا جرى اختيار جوش شابيرو، فسيكون ثاني مرشح يهودي لمنصب نائب الرئيس، في التاريخ، لكن موقفه القوي المؤيد لإسرائيل قد يجذب بعض الناخبين المترددين، ويخفف من حدّة الجهود الجمهورية لجعل دعم إسرائيل قضيةً خلافيةً في هذه الانتخابات، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى زيادة عزلة التقدميين الذين يأملون أن ترسم هاريس مساراً جديداً غير بايدن بشأن الصراع.
وفي الوقت نفسه، قد تستغل كامالا هاريس، اسم جوش شابيرو، ليكون ميزاناً للمعادلة، ورفع الشكوك التي تحوم حولها، بشأن دعم قضية حل الدولتين، وإزالة مخاوف اليهود من عدم استكمالها الدعم الكامل لإسرائيل، كما فعل الرئيس جو بايدن.
ومن ناحية أخرى، يثير اختيار جوش شابيرو، العديد من المخاوف، خاصةً أنه هاجم المتظاهرين ضد الحرب الإسرائيلية على غزّة، والدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار، وفي المقابل أيّد هجمات على الناشطين المؤيدين لفلسطين.
يرى مايكل مورغان، أنه في حال فوز كامالا هاريس، في الانتخابات، فستعمل على شغل بال المواطن الأمريكي بأمور أخرى بعيداً عن قضية غزّة، ولديها قدرة على جذب الشباب الرافض لبايدن، عن طريق الخطابات الفضفاضة والشعارات، دون الوعد بأي شيء.
هل سيتغير موقف هاريس بشأن غزّة؟
من جهته، يقول إيهاب عباس، الصحافي المتخصص في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، من واشنطن، إن موقف كامالا هاريس من الحرب الإسرائيلية على غزّة، سيكون موقفها المعلن نفسه خلال لقائها مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، مشيراً إلى أنها "قالت إنها تدعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وستظل أمريكا دائماً داعمةً لحق إسرائيل في ذلك"، كما أنها تصنف حماس على أنها منظمة إرهابية ووحشية.
ويؤكد عباس، في حديثه إلى رصيف22، أن كامالا هاريس، ستسعى حال فوزها بالرئاسة، إلى تنفيذ خطة جو بايدن لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، المبنية على مراحل عدة، لكنها في الوقت نفسه ستدعم إسرائيل إلى ما لا نهاية.
وبشأن تصرفها تجاه الشباب المعارض لسياسات بايدن بشأن الحرب على غزّة ودعم إسرائيل، أوضح الصحافي المتخصص في الشأن الأمريكي، أنه لن يكون هناك جديد في هذا الأمر، وستستمر هاريس في دعمها لإسرائيل، لافتاً إلى أن الشباب الأمريكي منقسم حول فكرة دعم إسرائيل، لكن ذلك لن يكون له أي تأثير في الانتخابات، بحسب قوله.
هل تجاهلت خطاب نتنياهو في الكونغرس؟
في السياق نفسه، يقول الدكتور مايكل مورغان، الباحث السياسي في مركز لندن للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن كامالا هاريس لم تتجاهل خطاب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكونغرس، لكنها تحفظ ماء وجهها، بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها الأخير في غزة، والإبادة الجماعية التي حدثت في غزّة ورفح، مشيراً إلى أنها "لا تسمح لنفسها بأن تخرج بشكل مباشر وتدعمه، لكنها قابلته مقابلةً خاصةً، ما يثبت أنها لا تريد إعلان موقفها أمام الجميع".
ويلفت مورغان، في حديثه إلى رصيف22، إلى أن كامالا هاريس، تخشى خسارة دعم الناخبين الديمقراطيين، الذين يدعمون حل الدولتين، والقضية الفلسطينية بشكل عام، مشدداً على أن "موقفها من الحرب في غزّة سيظل كما هو".
ويؤكد الباحث السياسي في مركز لندن للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن إسرائيل مهمة بالنسبة لأمريكا، والانتخابات أيضاً؛ لأن اللوبي الصهيوني قوي جداً، بدليل أنه جاء بنتنياهو ليلقي خطاباً في الكونغرس، برغم إدانته من المحكمة الدولية.
ويرى مايكل مورغان، أنه في حال فوز كامالا هاريس، في الانتخابات، فستعمل على شغل بال المواطن الأمريكي بأمور أخرى بعيداً عن قضية غزّة، ولديها قدرة على جذب الشباب الرافض لبايدن، عن طريق الخطابات الفضفاضة والشعارات، دون الوعد بأي شيء.
ويشدد مورغان، في ختام حديثه، على أن قصة الحرب الإسرائيلية على غزّة، لا تحتل جانباً كبيراً في السياسة الأمريكية كما هو المتخيل في الشرق الأوسط، مؤكداً أن هذا الأمر انخفضت حرارته وبدأ يدخل عالم النسيان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...