شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل هتف إيرانيون

هل هتف إيرانيون "الموت لفلسطين"؟… معلومات مضللة راجت عربياً في أسبوع

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقيقة

الأربعاء 31 يوليو 202412:18 م

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما بين هتاف "الموت لفلسطين" من تظاهرات في إيران، ونزوح جماعي من جنوب لبنان بعد تهديدات إسرائيل ببدء الحرب، وصولاً إلى احتمالية تعرض سواحل مصر المُطلة على البحر المتوسط إلى موجات تسونامي، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 22 و29  تموز/ يوليو 2024.

باستخدام صورة قديمة للاعبة المنتخب السعودي للتجديف، كاريمان أبو الجدايل… روّج كثيرون شائعة "استبعاد لاعبة منتخب مصر للتجديف آية السيد من منافسات أولمبياد #باريس2024 بعدما تاهت في طريق السباق". كيف تحقّقت "متصدقش" من الأمر؟

1- استبعاد لاعبة تجديف مصرية من الأوليمبياد بعدما ضلّت الطريق؟

تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لفتاة تقوم بالتجديف، مصحوبة بتعليق: "استبعاد لاعبة منتخب مصر للتجديف آية السيد من منافسات الأولمبياد بعدما تاهت في طريق السباق".

تحقًقت منصة "متصدقش" من الادعاء الرائج، وتوصلت إلى أنه لا توجد لاعبة تجديف مصرية بذلك الاسم مشاركة في أولمبياد باريس 2024، بحسب الاتحاد المصري للتجديف. كما بيّنت أن صورة المنشور قديمة، وتظهر لاعبة المنتخب السعودي للتجديف، كاريمان أبو الجدايل.

وانطلقت الألعاب الأولمبية يوم 26 تموز/ يوليو 2024 في العاصمة الفرنسية باريس، التي شهدت أيامها الأولى نتائج مخيبة للآمال لعدد من اللاعبين المصريين، ما أطلق موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من أداء اللاعبين. 

2- "الموت لفلسطين" في مظاهرة في إيران؟

راج على حسابات وصفحات عبر منصتي إكس وفيسبوك، مقطع فيديو لمظاهرة، مع زعم أنه يوثّق احتجاجات في إيران رُددت خلالها هتافات "الموت لفلسطين".

بحثت منصة "صحيح العراق" في حقيقة الادعاءات المتداولة، بإجراء بحث عكسي، قاد إلى أن الفيديو قديم ويعود إلى عام 2018، والتقط أثناء المظاهرات التي شهدتها مدن إيرانية، احتجاجاً على انهيار العملة وارتفاع الأسعار بشكل حاد نتيجة العقوبات الاقتصادية، واعتراضاً على إنفاق السلطات الإيرانية أموالاً طائلة ضمن مشروعات تستهدف توسيع نفوذها خارجياً. كما خلصت المنصة إلى أنه لا علاقة للفيديو بفلسطين.

تجدر الإشارة إلى أن المدن الإيرانية تشهد، منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تظاهرات متكررة دعماً لفلسطين، ورفضاً للحرب الإسرائيلية على غزة.

ما بين هتاف "الموت لفلسطين" في تظاهرات بقلب إيران، ونزوح جماعي من جنوب لبنان بعد تهديدات إسرائيل ببدء الحرب، وصولاً إلى احتمال تعرض سواحل مصر المُطلة على البحر المتوسط إلى موجات تسونامي، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب هذا الأسبوع. إليكم ما توصّلوا إليه

3- هل صرح هيكل بأن إيران ستحارب الدول العربية؟

نشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" تصريحاً مزعوماً نسبته إلى الصحافي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، مفاده أن "إيران ستحارب الدول العربية، وستقتل منهم الملايين، ومع ذلك ستجد إيران الكثير من المطايا لكي تستعملهم ضد بني جلدتهم، وإن لم يحدث هذا فاخرجوا جثتي وأحرقوها وأحرقوا مؤلفاتي". 

إسرائيل بالعربية تنسب تصريحاً كاذباً لهيكل

بحثت منصة "صواب" المختصة بتدقيق المعلومات في أصل الادعاء، ولم تجد مصدراً موثوقاً به يدعم صحة الادعاء، كما غرّد نجل الصحافي الراحل، حسن، عبر حسابه الرسمي، نافياً هذا التصريح قائلاً "مدهش إنهم كذابين عيني عينك لأنه عمره ما قال كده". 

وعليهِ، خلصت المنصة إلى أن التصريح مُضلل، ويأتي في سياق تصاعد حدة التوترات بين إيران وإسرائيل منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

4- نزوح جماعي من جنوب لبنان بعد تهديدات إسرائيل ببدء الحرب

تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة تظهر تكدساً مرورياً، زاعمة أن الصورة التقطت من جنوب لبنان، أثناء نزوح جماعي منه، إثر تداول أنباء غير مؤكدة عن اعتزام إسرائيل شن هجوم على لبنان، رداً على الاستهداف الصاروخي الذي أصاب قرية مجدل شمس.

حقيقة الادعاء بحدوث نزوح جماعي من جنوب لبنان خوفاً من تهديدات إسرائيل

تحققت منصة "فارق" من الصورة عبر البحث العكسي، فتبيّن لها أنها التقطت في عام 2021، عندما حاول الجيش اللبناني فتح طريق بالعاصمة اللبنانية، بيروت، كان قد أغلق إثر احتجاجات على تردي الوضع الاقتصادي، وتراجع قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي.

تزامن نشر الصورة مع اتهام إسرائيل لـ"حزب الله" باستهداف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن "إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمر دون رد، وحزب الله سيدفع ثمناً باهظاً لم يسبق أن دفعه من قبل". في حين نفى حزب الله نفياً قاطعاً الادعاءات حول استهداف الجولان المُحتل، وأكد أنه لا علاقة له بهذا الأمر.

حساب "إسرائيل بالعربية" يروّج الكذبة المتكررة المنسوبة إلى الصحافي الراحل محمد حسنين هيكل بأن "إيران ستحارب الدول العربية، وستقتل منهم الملايين، ومع ذلك ستجد إيران الكثير من المطايا لكي تستعملهم ضد بني جلدتهم". كيف فنّدت منصة "صواب" هذا الادعاء؟

5- سواحل مصر معرضة لتسونامي بعد انحسار مياه المتوسط؟

راجت مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن احتمال تعرض السواحل الشمالية لمصر المطلة على البحر المتوسط إلى موجات تسونامي، ناجمة عن الزلزال الذي ضرب الساحل الغربي لجزيرة كريت اليونانية يوم 21 تموز/ يوليو 2024، حيث تبعد الجزيرة 440 كليومتراً عن السواحل المصرية.

فنّدت منصة "صحيح مصر" الادعاءات المنتشرة، بالتحدث إلى عدد من المسؤولين والمتخصصين في رصد التغيرات الطبيعية في المعهد القومي لعلوم البحار، واللجنة الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، الذين أكدوا أن السواحل الشمالية ليست مهددة بالتعرض لموجات تسونامي مقبلة، ولكنها تُعاني من أزمتي تصاعد الأمواج وانحسار البحر جراء تغييرات في حالة الطقس، والضغط الجوي، والمد والجزر على طول سواحل البحر المتوسط.

انتشرت تلك الادعاءات بالتزامن مع إعلان الحكومة المصرية غلق بعض الشواطئ، ومنع السباحة في محافظات مطروح وبورسعيد وكفر الشيخ.

علماً أن الحكومة المصرية نفت أن إغلاق الشواطئ مرده وجود مخاطر من تعرض السواحل المصرية لتسونامي نتيجة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط، نظراً إلى أن النشاط الزلزالي المسبب لموجات التسونامي في البحرين الأحمر والمتوسط ضعيف.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

ألم يحن الوقت لتأديب الخدائع الكبرى؟

لا مكان للكلل أو الملل في رصيف22، إذ لا نتوانى البتّة في إسقاط القناع عن الأقاويل التّي يروّج لها أهل السّلطة وأنصارهم. معاً، يمكننا دحض الأكاذيب من دون خشية وخلق مجتمعٍ يتطلّع إلى الشفافيّة والوضوح كركيزةٍ لمبادئه وأفكاره. 

Website by WhiteBeard