شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"ماضٍ وانتهى"... هل ما زلت تفكر في حبيبك السابق؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الثلاثاء 23 يوليو 202408:10 ص

تترك تجربة الانفصال عن الحبيب، آثاراً عميقةً في نفوس الكثير من الناس؛ فمنهم من تسيطر عليه مشاعر تجاه هذا الشريك السابق ويدور في حلقة مفرغة من التفكير في العودة إليه.

بالطبع لا توجد مشكلة إذا كنت لا تزال تتذكر حبيبك السابق، أو حتى لا تزال تحبه، لكن من المهم أن تتخلص سريعاً من المشاعر العالقة تجاهه، وتتجاوز مرحلة التفكير في العودة إليه لتغلق هذا الفصل من حياتك.

"لا يوجد نسيان بالكامل"

يقول أحمد عبد الوهاب (28 عاماً)، إنه بالطبع يفكر في حبيبته السابقة من وقت إلى آخر، لأنه "لا يوجد نسيان بالكامل"، فهي ما زالت عالقةً في ذهنه، وحينما يُذكر اسمها أمامه لا يستطيع تجاهل الأمر وعدم التفكير فيها، مرجعاً السبب في ذلك إلى أنها كانت في وقت من الأوقات أقرب شخص إليه.

ويشير عبد الوهاب، إلى أن التفكير في العودة إلى الحبيب السابق كانت تراوده لنحو عامين بعد الانفصال، لكن وبرغم أن "الذكريات الحلوة والسيئة حاضرة"، إلا أنه لم يعد هناك أي "شجن أو حنين" إليها الآن، ولا يوجد أي غضب أو حزن بسبب الذكريات السيئة التي عاشها في هذه القصة.

 لا توجد مشكلة إذا كنت لا تزال تتذكر حبيبك السابق، أو حتى لا تزال تحبه، لكن من المهم أن تتخلص سريعاً من المشاعر العالقة تجاهه، وتتجاوز مرحلة التفكير في العودة إليه لتغلق هذا الفصل من حياتك

ويؤكد لرصيف22، أنه خلال الفترة التي كان يفكر خلالها في العودة إلى حبيبته السابقة لم يرتبط بأخرى. لكنه حين أدرك أنهما لم يكونا مناسبَين لبعضهما البعض، وأنها "ماضٍ وانتهى"، وتأكد من تجاوزه لهذه العلاقة، ارتبط بأخرى وتزوّج منها قبل عام: "لم أتزوج إلا بعد أن نضجت". ويشدد عبد الوهاب الذي يعترف بأن حبيبته السابقة تأتي في باله، بأنه لا يكنّ لها مشاعر حب.

أما سارة حسن (25 عاماً)، فتقول إنها تفكر في العودة إلى حبيبها السابق من وقت إلى آخر، ولكن ليس كثيراً، لافتةً إلى أن ذلك يحدث حينما تشعر بالوحدة والعزلة أو إذا كان هناك شخص يريد التقدم لخطبتها وهي لا تريده.

لكن سارة باتت تطرد فكرة العودة إلى حبيبها السابق بتذكير نفسها بأنه كان مؤذياً، وأنه تركها في وقت صعب، وكان يعاملها بطريقة سيئة، وأن الانفصال عنه كان أفضل لها.

وتعترف لرصيف22 بأن زواج حبيبها السابق، مؤخراً، يساعدها أيضاً في طرد فكرة العودة إليه، لأنها باتت تدرك الآن أن "الباب مقفول"، وأنه لم يكن يحبها كما كانت تعتقد في السابق.

حنين إلى الحبيب السابق

في حديثه إلى رصيف22، يقول الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إن التفكير في الحبيب السابق من الأمور الشائكة، التي تتطلب التعامل معها بطريقة مناسبة.

ويوضح علام أن الأمر يحدث حينما يدخل شخص في علاقة وهذه العلاقة لا تنجح، ثم ينفصلان، ويحدث ارتباط أو لا يحدث ارتباط: "أحياناً في حالة عدم الارتباط يشتعل الحنين إلى الحبيب السابق، خاصةً في حال استدعاء هذا الشخص هذه العلاقة والمواقف الطيبة للحبيب السابق".

ويضيف: "أما في حالة الارتباط، فيشعر البعض بأن الحبيب الجديد لا يعطيه ما كان يعطيه إياه الحبيب السابق، وربما يكون هذا الشيء طريقة تعامل أو تصرفات معيّنةً وتالياً يبدأ الحنين إليه، وربما يكون هذا الفعل سلبياً لكن هذا الشخص أحب أو يحب أن يعامل بهذه الطريقة".

"الأسباب التي قد تجعلك تشعر بأنك تحب شريكك السابق تشمل الذكريات الجميلة التي قضيتماها معاً، والميل إلى تذكر الأوقات الجيدة ونسيان الأوقات السيئة، والتركيز على الصفات الجيدة لحبيبك السابق مع تجاهل صفاته السلبية، والحزن على فقدان ما كان من الممكن أن تحصلا عليه معاً، وأنك ربما لا تزال تنجذب إليه"

ويلفت استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إلى أن تتبّع الحبيب السابق بات سهلاً في ظل العصر الرقمي الذي نعيشه، وذلك بمتابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يساهم/ يتسبب في عدم قدرة الشخص على نسيان الحبيب السابق ويفاقم المشكلة.

ويتابع علام: "استدعاء المواقف الطيبة والجميلة للحبيب السابق، يتسبب كذلك في استمرار الحلقة المفرغة الخاصة بالتفكير في العودة إليه"، مشدداً على أن "هذا ليس من المفترض أن يحدث، بل المفترض هو العكس حتى يستطيع نسيان هذا الحبيب"، موضحاً أن استدعاء المواقف الجميلة للحبيب السابق يزيد الحنين إليه، ويتسبب في غرق الشخص في حالة استدعاء هذه "العلاقة الفاشلة"، التي غالباً، وحتى إذا حدثت عودة إلى هذه العلاقة، فستفشل من جديد.

وعن الطريقة الأنسب للتعامل مع هذه الحالة، يقول علام إنه يجب "على الشخص أن يحاول ملء وقته بنشاطات تساعده في عدم التفكير في الحبيب السابق"، وكذلك "ملء وقته مع الطرف الآخر لو هناك حبيب جديد"، و"عدم تتبع الحبيب السابق على مواقع التواصل الاجتماعي"، إلى جانب "استدعاء الأشياء السلبية في الحبيب السابق حتى تساعدك على النسيان".

ويحذّر استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية من الاستماع إلى النصيحة القائلة بأن "ادخل في علاقة جديدة لكي تُنسيك القديمة"، مشدداً على ضرورة عدم الدخول في علاقة جديدة قبل 6 أشهر على الأقل أو سنة من الخروج من العلاقة السابقة: "حتى تكون تجاوزت فترة الحنين إلى الحبيب السابق وحتى لا تظلم الطرف الآخر"، مشيراً إلى أن الشخص الجديد يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يعرف طباعك وما تحتاجه مثل الحبيب السابق.

"الحب لا يتلاشى بين عشية وضحاها"

أما كانديس ماكدو، خبيرة الصحة العقلية، فتقول إنه على الرغم من أنه سيكون من الرائع محو حبيبك السابق من ذاكرتك بمجرد انتهاء العلاقة، إلا أن هذا غير ممكن للأسف، لافتةً إلى أن "الحب الذي شاركته مع شريكك السابق لا يتلاشى بين عشية وضحاها، وهذا شيء يجب أن تتحلى بالصبر مع نفسك بشأنه".

وتوضح كانديس، في مقال عبر موقع "verywellmind"، أن الأسباب التي قد تجعلك تشعر بأنك تحب شريكك السابق تشمل الذكريات الجميلة التي قضيتماها معاً، والميل إلى تذكر الأوقات الجيدة ونسيان الأوقات السيئة، والتركيز على الصفات الجيدة لحبيبك السابق مع تجاهل صفاته السلبية، والحزن على فقدان ما كان من الممكن أن تحصلا عليه معاً، وأنك ربما لا تزال تنجذب إليه.

"بالطبع، قد تشعر كما لو أن عالمك بأكمله قد انتهى لكن هذه المشاعر القوية المنتشرة في كل مكان الآن لن تدوم إلى الأبد، وفي يوم من الأيام ستنظر إلى الوراء وتأمل أن تكون ممتناً للتغيير الذي أحدثه الانفصال بالنسبة لك"

وتشير ماكدو، إلى أنه عندما تنتهي العلاقات، قد يعاني الأشخاص من الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق ومشكلات الصحة العقلية الأخرى. لذلك، من المفهوم أنك قد تواجه صعوبةً في التعافي: "بالطبع، قد تشعر كما لو أن عالمك بأكمله قد انتهى لكن هذه المشاعر القوية المنتشرة في كل مكان الآن لن تدوم إلى الأبد، وفي يوم من الأيام ستنظر إلى الوراء وتأمل أن تكون ممتناً للتغيير الذي أحدثه الانفصال بالنسبة لك".

وفي الختام، تنصح كانديس ماكدو، للتغلب على حلقة التفكير في الحبيب السابق والمضي قدماً في حياتك، بأن تزيل أي تذكيرات تثير مشاعرك تجاه شريكك السابق، وأن تفكر في أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي، واعتنِ بنفسك، وامنح نفسك الوقت لتجاوز هذه العلاقة؛ وربما تحتاج إلى التحدث إلى خبير/ ة متخصص/ ة في الصحة العقلية للمساعدة في معالجة تجربتك وإيجاد طرائق للمضي قدماً في حياتك.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

خُلقنا لنعيش أحراراً

هل تحوّلت حياتنا من مساحةٍ نعيش فيها براحتنا، بعيداً عن أعين المتطفلين والمُنَصّبين أوصياء علينا، إلى قالبٍ اجتماعي يزجّ بنا في مسرحية العيش المُفبرك؟

يبدو أنّنا بحاجةٍ ماسّة إلى انقلاب عاطفي وفكري في مجتمعنا! حان الوقت ليعيش الناس بحريّةٍ أكبر، فكيف يمكننا مساعدتهم في رصيف22، في استكشاف طرائق جديدة للحياة تعكس حقيقتهم من دون قيود المجتمع؟

Website by WhiteBeard
Popup Image