ألقت الحرب الدائرة في قطاع غزة بظلالها على الرأي العام الدولي وعلى الساحة الأمريكية بشكل خاص. يومياً هناك عشرات الأخبار السياسية والاجتماعية التي تصدّرها الولايات المتحدة إلى العالم حول من هم "مع" ومن هم "ضد" الحرب على غزة، والأهم تأثير هذا "التحزّب" على سياسات الرئيس الأمريكي الداعمة لإسرائيل، وعلى حظوظه في الانتخابات المقبلة.
في حديثه لرصيف22 يرى السفير اللبناني السابق في واشنطن مسعود معلوف أن الموقف الذي اتخذته إدارة الرئيس جو بايدن من الحرب على غزة والذي تمثل بالدعم المطلق واللامحدود لإسرائيل وتوفير الغطاء السياسي في مجلس الأمن الدولي؛ هذا الموقف أدّى إلى استياء كبير في قطاعات واسعة في المجتمع الأمريكي، وخاصة في قواعد الحزب الديمقراطي بين فئة الشباب.
ويضيف: "تجلى هذا الاستياء في انتفاضة الجامعات والحراكات في الشارع الأمريكي المناهضة للحرب، والتي طالبت بضرورة سحب الاستثمارات ووقف التعاون ما بين المؤسسات الأكاديمية والجامعات الأمريكية والإسرائيلية، والضغط من أجل وقف تلك الحرب، لمطالبة إدارة بايدن بأن تكون أكثر توازناً في موقفها في التعاطي مع الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
سياسات بيدن التي يشير إليها معلوف أدت إلى تكاثف الأصوات الرافضة له في حملة وطنية ضخمة اسمها "غير ملتزم"، ويهدف المنظمون والمشاركون في هذه الحملة إلى التعبير عن رفضهم لهذه السياسات عبر التصويت بخيار "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
Uncommitted
وفقاً لموقع "نيو بوست" فقد انطلقت حملة "غير ملتزم" أو "uncommitted" في عدد من الولايات الأمريكية الكبرى، مثل ميشيغان وكولورادو وغيرهما من الولايات، وقد ضمت في صفوفها العديد من المنظمات اليسارية، والملونين الأمريكيين من السود والبيض واللاتين والمسلمين والعرب واليهود.
ورغم التباين في مواقف بعض هذه الجماعات في العديد من القضايا الداخلية، إلا أنها اتفقت على هدف واحد وهو التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وذلك من أجل إرسال رسالة واضحة للاحتجاج على سياسة بايدن من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة واستمرار الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل.
سياسات بايدن الداعمة لإسرائيل أدت لتكاثف الأصوات الرافضة له في حملة وطنية ضخمة اسمها "غير ملتزم"، ويهدف المنظمون لها إلى التعبير عن رفضهم لسياساته عبر التصويت بخيار "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي
تجاهل الاحتجاجات ضد الحرب في غزة من قبل الديمقراطيين جعل فئات كبيرة من الناخبين العرب المسلمين، والناخبين الشباب، والناخبين الملونين يفقدون الشعور بالثقة بقيادة الحزب الديمقراطي وبالإدارة الأمريكية الحالية واصبحوا على اقتناع بأن الإدارة الأمريكية لا تمثل مجتمعاتهم ولا تعبر عن تطلعاتهم. يجب عليها أن تتخذ خطوات فورية وجذرية لتغيير سياستها تجاه ما يحصل في قطاع غزة.
يقول الباحث السياسي في جامعة ميرلاند الأمريكية ثائر أبو راس: "هناك مشاركة واسعة من أطراف عديدة من الحزب الديمقراطي، وبأن هذه الحملة لها تأثير قوي، إذ أكدت أن الحرب في غزة والقضية الفلسطينية موجودة في النقاش العام في الحزب، وهذا يرفع من أسهم القضية الفلسطينية. فمن الناحية التاريخية، الحزب الديمقراطي داعم لإسرائيل ولكن هناك دراسات أجريت في السنوات الأخيرة تشير إلى تغير في موقف الحزب الديمقراطي.
إذ إن تعاطف الكتلة الانتخابية للحزب الديمقراطي مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أصبح تقريباً بنفس الدرجة".
ضمّت حملة "غير ملتزم" أو "uncommitted" في صفوفها العديد من المنظمات اليسارية، والملونين الأمريكيين من السود والبيض واللاتين والمسلمين والعرب واليهود.
ويشير أبو راس إلى أنه في السابق كانت الأغلبية الساحقة من مصوتي الحزب الديمقراطي مؤيدة لإسرائيل على حساب الفلسطينيين، ولكن الاستطلاعات تشير اليوم إلى نوع من التقارب ما بين التأييد لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وتعود أهمية حركات الاحتجاج التي تجري الآن في أمريكا والتي تشكل حملة "غير ملتزم" أحد تجلياتها بحسبه إلى إعطاء مؤثر على تغير في الموقف الأمريكي خلال السنوات القادمة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويقول لرصيف22: "الأمور بحاجة إلى وقت من الزمن ولا تتغير بين عشية وضحاها ولكن هذه التحولات سوف يتم قطف ثمارها بعد حوالي عشر سنوات من اليوم. إذا قارننا موقف الناخب الأمريكي من الفلسطينيين قبل عشر سنوات مع الموقف اليوم نرى أن هناك تحولاً في الموقف، فقد زاد تقبّل للفلسطينيين في أوساط الناخبين الأمريكيين، ورغبتهم في الاستماع إلى الرواية الفلسطينية. لهذا فإن التحولات الأخيرة في المجتمع الأمريكي ليست فقط قضية انتخابية وحملة "غير ملتزم" فقط، ولكن هناك تحول حقيقي في مزاج الناخب الأمريكي والرأي العام الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية وهذا التغيير يلقي بظلاله على القادة السياسيين ومواقفهم من القضية الفلسطينية".
ماذا يعني التصويت بـ"غير ملتزم"؟
وفقا للدستور الأمريكي فإن للمواطن الحق في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي وإبداء الآراء بكل حرية دون أي تدخل أو تضييق من أي جهة كانت، وهذا ما كفله التعديل الأول من الدستور الأمريكي.
يرى الباحث في العلاقات الدولية د. ماك شرقاوي من واشنطن، في حديثه لرصيف22، أن حملة "غير ملتزم" التي تشارك فيها قوى ومؤسسات المجتمع المدني والجاليات كنوع من الاعتراض على السياسات الموجودة في ظل حكم الديمقراطيين وسياسات الرئيس بايدن في التعامل مع العديد من القضايا السياسية الخارجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب في غزة والدعم المتواصل وغير المسبوق للاحتلال الإسرائيلي.
إضافة إلى القضايا الأخرى مثل الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقة مع الصين وإيران، تشكل هذه القضايا أرضية خصبة للحملة من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية. إذ أن هذه الحملات وهذا الأداء الديمقراطي السلمي للتعبير عن الرأي والاحتجاج على السياسات الحالية للإدارة الأمريكية له تأثير كبير في استطلاعات الرأي وفيما ستكون عليه الانتخابات القادمة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
ويضيف شرقاوي: "من المؤكد أنها سوف تكون معركة انتخابية حامية الوطيس وساخنة ما بين بايدن وترامب. نظراً لطبيعة النظام الانتخابي الأمريكي المختلف عن كافة الأنظمة الانتخابية في العالم، كون هذا النظام قائم على المجمع الانتخابي وكبار الناخبين الذين ينتخبون الرئيس، إذ لا ينتخب الرئيس الأمريكي من الشعب مباشرة، لذا فإن تلك الحملات يكون لها تأثير واضح في نتائج الانتخابات".
في الانتخابات التمهيدية يمكن للناخبين التصويت لأحد المرشحين المدرجين بخيار غير ملتزم. أي أن الناخب يمارس تصويتاً حزبياً ولكنه غير ملتزم تجاه المرشحين في الاقتراع. فإذا صوت عدد كاف من الأشخاص على أنهم غير ملتزمين، يمكن للحزب إرسال مندوبين إلى مؤتمر الترشيح الوطني غير الملتزمين بمرشح معين
ويشرح بأن هناك 48 ولاية أمريكية يتم الانتخاب فيها على أساس الأغلبية الفائز يربح كافة المقاعد وهناك ولايتين على أساس نسبي وهما ولايتي مين ونبراسكا. يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية ما يعرف بالولايات المتأرجحة، وتلك الولايات هي التي تحدد نتيجة الانتخابات في الغالب، وهي أريزونا، بنسلفانيا، ميشيغان، ويسكونسن، وجورجيا. بعض المراقبين يقولون إنه من الممكن أن تنضم لتلك القائمة ولايات نيفادا، مينيسوتا، ونورث كارولاينا. وأنها من ستحدد سيد البيت الأبيض في الانتخابات القادمة، لذا يركز عليها المرشحون كثيراً من أجل حسم السباق الانتخابي.
حسب موقع "USA TODAY" فإن التصويت في الانتخابات التمهيدية بخيار غير ملتزم هو خيار متاح للناخبين. في ورقة الاقتراع يمكن للناخبين التصويت لأحد المرشحين المدرجين أو ملء خيار غير ملتزم. اختيار "غير ملتزم" يعني ضمنياً أن الناخب يمارس تصويتاً حزبياً ولكنه غير ملتزم تجاه المرشحين في الاقتراع. يتم احتساب الأصوات غير الملتزم بها تماماً مثل أصوات المرشحين الآخرين. فإذا صوت عدد كاف من الأشخاص على أنهم غير ملتزمين، يمكن للحزب إرسال مندوبين إلى مؤتمر الترشيح الوطني غير الملتزمين بمرشح معين.
أهمية التصويت بغير ملتزم تكمن في أن عدد الأصوات غير الملتزم بها إلى عدد الناخبين الأساسيين في حزب معين الذين قد يترددون في التصويت لمرشح حزبهم في الانتخابات العامة.
يتم استخدام هذا الخيار في الانتخابات التمهيدية الأمريكية، وفي العادة يعبر أنصار الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس عن مدى رضاهم عن سياساته في الدورة الانتخابية الأولى من حكمه. هذا خيار يكفله النظام الانتخابي الأمريكي.
في هذه الانتخابات فإن خيار التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي يأتي في ظل الاستياء الكبير لدى قواعد واسعة من الحزب الديمقراطي من سياسة بايدن تجاه الحرب في قطاع غزة. يتم استخدام هذا الخيار للإدلاء بتصويت احتجاجي ضد الدعم المستمر والقوي من إدارة بايدن لإسرائيل وحربها في قطاع غزة.
كانت مطالب تلك الفئات من الحزب الديمقراطي تتمثل في ضرورة أن يقوم بايدن بفرض وقف دائم ومتبادل لإطلاق النار في غزة وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية الأمريكية المباشرة إلى غزة وإنهاء التمويل غير المشروط للأسلحة لإسرائيل. من خلال هذا التصويت بغير ملتزم والذي يعبر عن مزاج شريحة كبيرة من ناخبي الحزب الديمقراطي، أصبح من غير المعروف أن هذه الفئة التي تصوت بغير ملتزم سوف تدعم بايدن في الانتخابات العامة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024م أو أنها سوف تمتنع عن التصويت وعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع والإدلاء بأصواتها أو أنها سوف تدعم مرشحا آخر مستقلا. هذا الجهد هو عبارة عن وسيلة وأداة ضغط على الرئيس بايدن لتغيير سياساته قبل الانتخابات.
هل ستهتز الأرض تحت بايدن بسبب الحملة؟
يضيف أبو راس إلى أن الحملة تظهر في كل انتخابات داخلية في الولايات المتحدة الأمريكية عندما يكون الرئيس مترشحاً لدورة انتخابية ثانية. في هذه الحالة، الرئيس يجب أن يترشح للانتخابات التمهيدية ودائماً الرئيس يفوز في تلك الانتخابات لأنه لا يكون هناك منافس له من نفس الحزب في تلك الانتخابات.
ولكن بطاقة الاقتراع يكون مدرجاً عليها اسم الرئيس المرشح وخيار غير ملتزم. في العادة يفوز الرئيس بنسبة تتجاوز 95% من الأصوات ومن غير المقبول أن يترشح شخص آخر من الحزب مقابل الرئيس. البديل الوحيد للتعبير عن عدم الرضى عن الرئيس وسياساته هو خيار غير ملتزم. كلما زاد حجم خيار غير الملتزم يشكل ذلك تأثيراً سلبياً على الرئيس المرشح لولاية رئاسية ثانية سواء كان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي. وفي السابق كانت هناك حملات شبيهة لتلك الحملة، ولكن الرئيس الوحيد الذي واجه منافسة حقيقية في الانتخابات التمهيدية هو جيمي كارتر في العام 1980م ومع ذلك فاز في الانتخابات التمهيدية علما بأنه لم يكن يمتلك شعبية كبيرة داخل الحزب الديمقراطي.
يضيف معلوف أنه نتيجة لمواقف الرئيس بايدن الملتصقة بإسرائيل والمؤيد لها وخاصة في حربها الوحشية والهمجية وقتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة وتدمير الكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس والمنازل واستمرار الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم الأسلحة لإسرائيل، وُجدت حالة تململ وغضب لدى الجاليات العربية والإسلامية الأمريكية وعدد من الأفارقة الأمريكيين وعناصر شبابية تقدمية داخل الحزب الديمقراطي.
السابق دفع قطاعات واسعة للانضمام لتلك الحملة والتصويت بغير ملتزم. حيث أعطت الانتخابات التمهيدية مؤشراً على ما يمكن أن يحصل في الانتخابات الرئاسية، أي أن وضع بايدن الانتخابي في تراجع كبير جداً، وخاصة في الولايات المتأرجحة.
وتشير استطلاعات الرأي التي تُجرى في هذه الولايات إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب لديه أفضلية ما بين (6-7) نقاط مئوية، وهذا أمر يشغل بال الرئيس بايدن وطاقمه الانتخابي. لذا عليه أن يتخذ بعض القرارات التي من شأنها أن تساعده على استرداد بعض الأصوات إن لم يكن غالبيتها. وما زال أمام بايدن حوالي أربعة أشهر ونصف لاتخاذ القرارات الحاسمة في هذا الموضوع. في حال بقي في سياسة عدم الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار واستمر في تقديم المساعدات العسكرية لها ودعمها في مجلس الأمن الدولي وتوفير الغطاء السياسي لها دوليا، فمن المرجح أن يخسر الانتخابات الرئاسية القادمة.
ولاية ميتشيغن... الكلمة الأخيرة في الانتخابات الأمريكية
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه على الرغم من فوز الرئيس بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان، إلا أن ذلك الفوز رافقه نوع من السخط والتذمر من أنصار الحزب الديمقراطي في تلك الولاية المتأرجحة. وقد تم الإدلاء بأكثر من 100 ألف صوت على أنها غير ملتزمة، أي ما يقارب (13.3)% من أصوات الناخبين الديمقراطيين في الولاية.
شجعت حملة يدعمها بعض المشرعين البارزين في الولاية والمشرعين المحليين، بما في ذلك عضو الكونجرس الأمريكية الفلسطينية الأصل رشيدة طليب وبعض الناخبين على الاحتجاج والتصويت بغير ملتزم على أمل أن يدفع هذا التصويت غير الملتزم بايدن إلى إعادة تقييم موقفه قبل الانتخابات الرئاسية.
ويوجد في ميشيغان عدد كبير من السكان العرب الأمريكيين. ففي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مثّل الناخبون غير الملتزمين جزءاً قليلاً من الناخبين الديمقراطيين الأساسيين في ميشيغان، وهذه النسب هي (1.2)% في عام 2020، و(1.79)% في عام 2016، وفقاً لبيانات الولاية.
أما في نتائج هذا العام، فإن النسبة المتمثلة في (13.3)% تعتبر تحولاً كبيراً في تفضيلات الناخبين في الولاية واحتجاجهم على سياسة إدارة بايدن تجاه الحرب في غزة. بالنسبة لبايدن وحملته الانتخابية، فإن التصويت بغير ملتزم في ميشيغان بمثابة جرس إنذار لآفاقه وتطلعاته للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة.
حالة السخط المتزايدة بين مجموعة من الناخبين الذين ربما صوتوا لصالح بايدن في الانتخابات السابقة يعني أن هؤلاء قد يختارون عدم التصويت على الإطلاق، ويمكن أن يساعد ذلك في ترجيح كفة الميزان لصالح مرشح الحزب الجمهوري ترامب.
يشير أبو راس بأن الحملة نجحت في ميشيغان لأن الرئيس دائما يفوز بمعدل 95% من الأصوات في الانتخابات التمهيدية وكانت النتيجة بفوز الرئيس بايدن بحوالي 82% من أصوات الولاية. هذا مؤشر سلبي قوي لأن ولاية ميشيغان هي ولاية متأرجحة وفيها تنافس قوي بين الجمهوريين والديمقراطيين. حُسمت في العام 2016 لصالح ترامب بينما حُسمت في العام 2020 لصالح بايدن وما زالت نتائج استطلاعات الرأي فيها متقاربة ما بين المرشحين في هذا العام.
حضور قوي للجالية العربية والإسلامية
وفقاً لشبكة "CBS NEWS" الأمريكية، أظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وفروعه في ميشيغان بعد خروجهم من مراكز الاقتراع أن 40% من الأمريكيين المسلمين الذين صوتوا في الانتخابات التمهيدية صوّتوا بغير ملتزم، ويقولون إنهم سوف يصوتون لمرشح طرف ثالث في الانتخابات العامة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
في حديثه لرصيف22، يؤكد الخبير في السياسة والثقافة الأمريكية محمد الصمادي من كاليفورنيا بأن هناك 3 أنواع من الولايات فيما يتعلق بالانتخابات، وهي الولايات الديمقراطية الزرقاء، والولايات الجمهورية الحمراء، والولايات المتأرجحة.
ويقول: "هناك الولايات التي تصوت ديمقراطياً، أي بغض النظر عن المرشح ما دام ديمقراطياً فإن معظم سكان تلك الولاية سوف يصوتون لذلك المرشح، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات الجمهورية التي تصوت دائما للمرشح الجمهوري. ثم هناك النوع الثالث من الولايات وهذا النوع هو المهم وهي التي تسمى الولايات المتأرجحة. معنى متأرجحة أنها ربما تصوت للمرشح الجمهوري أو الديمقراطي، وهي جورجيا، ويسكونسن، كارولينا الشمالية، ميشيغان، أريزونا، نيفادا، وبنسلفانيا. وما يهمنا هنا هو ولاية ميشيغان إذ أن العادة درجت على أن يقوم المواطنين بالتسجيل أنهم سوف يصوتون للحزب الجمهوري أو الديمقراطي".
أظهر استطلاع للرأي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وفروعه في ميشيغان بعد خروجهم من مراكز الاقتراع أن 40% من الأمريكيين المسلمين الذين صوتوا في الانتخابات التمهيدية صوّتوا بغير ملتزم.
وبما أن ميشيغان يوجد فيها الكثير من العرب، فإن هؤلاء العرب قرروا أنهم لن يلتزموا بالتصويت للحزب الجمهوري أو الديمقراطي هذا العام مما يجعل فرصة أحد المرشحين للفوز في هذه الولاية ضعيفة. وبما أن المنافسة شديدة، فهذا يعني أن هؤلاء المواطنين ربما سوف يصوتون للحزب الجمهوري وبالتالي يخسر الحزب الديمقراطي هذه الولاية بحسب الصمادي.
جدير بالذكر أن المرشح يجب أن يحصل على 270 صوتاً من أصوات الكلية الانتخابية (المجمع الانتخابي) البالغ عددها 538 صوتاً. وأن نصيب الولايات المتأرجحة هو 93 صوتاً 15 منها لولاية ميشيغان.
هل يمكن تنظيم هكذا حملات عربياً؟
يضيف شرقاوي في حديثه لرصيف22، بأنه على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دولة في العالم تدعم الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن نجاح هذه الحملة يشكل رسالة للمواطن العربي في منطقة الشرق الأوسط بأنه يمكن استخدام وسائل وأساليب التعبير الديمقراطي من أجل التعبير عن نصرة القضية الفلسطينية والتأثير على القرار السياسي في الدول العربية لصالح الشعب الفلسطيني.
يقول: "على الرغم من اختلاف الأنظمة الانتخابية والسياسية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، إلا أن هناك هامشاً للحريات العامة من خلال آليات التحرك السلمي والتأثير على السياسات العامة للدول، سواء في نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني أو في الضغط لتحقيق قضايا مطلبية للمواطن العربي في تلك الدول. ويمكن أن تكون تلك الحملات نموذجاً للتعبير عن الرأي بالطرق السلمية وإنفاذ الديمقراطية، وأيضاً الضغط من أجل تبني مطالب الجماهير والتأثير في الانتخابات وفي رسم السياسات العامة للدولة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 20 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع