شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ماذا تفعل خوذة ودرع في مواجهة الصواريخ!

ماذا تفعل خوذة ودرع في مواجهة الصواريخ!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الثلاثاء 25 يونيو 202408:17 ص

هذا التحقيق جزء من "مشروع غزة"، الذي نظمته "فوربيدن ستوريز" وشاركت فيه أريج مع 50 صحافياً وصحافية يمثلون 13 مؤسسة.

"نحن ضحايا على الهواء مباشرة"، كلمات قالها الصحافي سلمان بشير بعدما ألقى بدرع الصحافة (السترة الصحافية) أرضاً وهو ينقل نبأ مقتل زميله في تلفزيون فلسطين، محمد أبو حطب، بغارة إسرائيلية على منزله في خانيونس مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.

"لن نرحل… وسنخرج من غزة إلى السماء وإلى السماء فقط"، كتب الصحافي رشدي السراج، قبل مقتله بغارة إسرائيلية على منزله في تل الهوى غرب غزة، أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لينضم إلى قائمة مفتوحة من الضحايا الصحافيين.

عندما شنت إسرائيل حربها على غزّة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عقب هجوم "حماس" على منطقة غلاف غزة، انقلبت حياة الصحافيين في القطاع رأساً على عقب، لتبدأ مرحلة لم يتوقع أحد حينها أنها ستكون تاريخية ومؤلمة، على نحو لم يخطر في بالهم يوماً ما.

"الأكثر دموية" عبر التاريخ

بالرغم من تباين الإحصائيات الصادرة عن عدة جهات، حول عدد الضحايا في صفوف الصحافيين الفلسطينيين، فإن أقل الأرقام الموثقة تعد قياسية. نقابة الصحافيين الفلسطينيين أحصت مقتل 140 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، منذ بدء الحرب حتى نشر هذا التحقيق.

ووثّقت لجنة حماية الصحافيين الدولية (CPJ) مقتل 103 من الصحافيين والعاملين بمجال الإعلام من الفلسطينيين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وهذا يجعلها الفترة الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين في العالم، منذ عام 1992، عندما بدأت اللجنة بجمع البيانات.

إسرائيل تستهدف الصحافيين الفلسطينيين

هذه الأرقام تبدو مرعبة، عند مقارنتها بعدد الصحافيين الذين قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية؛ البالغ عددهم 69 صحافياً خلال ست سنوات، أو بـ 63 صحافياً قتلوا خلال 14 عاماً في حرب فيتنام. يقول كارلوس مارتينز دي لا سيرنا، مدير البرامج في لجنة حماية الصحافيين الدولية، متحدثاً عن القتلى من الصحافيين الفلسطينيين: "لقد قُتلوا أثناء إعداد الطعام، أو أثناء استراحتهم في خيمة، أو أثناء تغطيتهم لآثار القصف".

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، أحصت نقابة الصحافيين الفلسطينيين مقتل ما لا يقل عن 140 من الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام. أرقام مرعبة مقارنةً بـ69 صحافياً قتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية، خلال ست سنوات، أو بـ63 صحافياً قتلوا خلال 14 عاماً في حرب فيتنام

عضوة الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، شروق أسعد، المتحدثة باسم النقابة، تشير إلى أن أرقام القتلى تمثل 10% من إجمالي عدد الصحافيين في قطاع غزة. وأضافت أن النقابة تعمل على إعداد ملفات قانونية، لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت أسعد إن "الصحافيين في كل مكان يجب أن يحظوا بالحماية، بصرف النظر عن البلد الذي يعملون فيه".

من كل صوب وحدب

بالنظر إلى قائمة لجنة حماية الصحافيين، فإن 12 صحافية فلسطينية كانت من بين القتلى الصحافيين. وقُتلت الغالبية العظمى (89 صحافياً) في غارات جوية. وبحسب تحليل البيانات، فقد قُتل 56 صحافياً أثناء وجودهم في منازلهم، بينهم 49 قُتلوا مع أفراد من عائلاتهم. فيما قُتل 16 صحافياً أثناء العمل.

وبحسب تحليل لشركائنا في منظمة فوربيدن ستوريز، "قصص محظورة"، فإن 17 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام قُتلوا أو جُرحوا أثناء ارتدائهم سترات صحافية في غزة، أو الضفة الغربية أو جنوب لبنان. في حين قُتل أو جُرح 20 آخرون بطائرات مُسيّرة في غزة.

العدد الأكبر من القتلى الصحافيين كان يعمل في شبكة الأقصى الإعلامية، التابعة لحركة حماس، بواقع 20 صحافياً، وفق أرقام لجنة حماية الصحافيين. ردَ الجيش الإسرائيلي على هذا الرقم بأنه "يستهدف فقط الأهداف العسكرية"، وزعم أن شبكة الأقصى كثيراً ما توظف "إرهابيين" على أنهم صحافيون.

في المقابل، ردت لجنة حماية الصحافيين، على لسان دي لا سيرنا، بأنها واثقة تماماً من أن كل اسم مدرج في قائمة القتلى هو صحافي: "نعتبر أنه ما دام الصحافي غير منخرط في التحريض أو أعمال عنف فهو يؤدي عملاً صحافياً".

وأضاف دي لا سيرنا أن الجيش الإسرائيلي معروف باستخدامه "بروباغاندا" تشكك في مصداقية الصحافيين، من دون تقديم أيّ أدلة، موضحاً أنه على مدار 30 عاماً من عمل اللجنة، لم يضطروا إلى حذف أيّ اسم من قائمة القتلى الموثقة، بناء على معلومات أو ردود قدمها الجيش الإسرائيلي.

تقول المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة، آيرين خان، إن إسرائيل لم تنجح في تقديم أيّ أدلة بشأن هوية الصحافيين. وتضيف: "لم يكتفِ الإسرائيليون بنشر معلومات مضللة بشأن ارتباط الصحافيين بالمسلحين، بل لم يقدموا أيضاً أدلة كافية على مدى الاحتياطات التي يتخذونها".

"بتخلونا نلبس الدروع ليش؟"

أخبرنا عشرات الصحافيين، الذين قابلناهم، أنهم مستهدفون. يخشى كثيرون منهم ارتداء الدرع والخوذة. ليس هذا فحسب، بل أصبح الناس من حولهم يخشون الاقتراب منهم، خوفاً من أن يتمّ استهدافهم أيضاً من قبل الجيش الإسرائيلي. بعضهم لا يتمكن من استئجار منزل أو غرفة، أو الركوب في المواصلات -الصعبة أصلاً- للسبب ذاته.

ويروي المصور الصحافي، معتز عزايزة، أنه في سبيل الحصول على الإنترنت، كان يضطر إلى الذهاب للمقهى لتحميل مواده المصورة، وذات مرة قال له صاحب المكان: "أرجوك لا تأتي إلى هنا"؛ خوفاً من استهداف المقهى بسبب وجود صحافي بداخله: "لا نريد أن نُقتل بسببك".

يقول مراسل قناة TRT عربية، سامي برهوم: "كنا في مهمة نغطي أنا والزميل المصور… قصفونا بقذيفة مدفعية بشكل مباشر". قال ذلك عقب قصف تعرّض له طاقم القناة بمخيم النصيرات في نيسان/ أبريل 2024. وعلى سرير المستشفى، قال المصور سامي شحادة قبل بتر ساقه: "بتخلونا نلبس الدروع ليش؟ بتخلونا نلبس الخوذ ليش؟ عشان برضو يستهدفونا!".

في حادثة أخرى، يقول مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف: "استهدفنا مباشرة بطائرات الاستطلاع"، وذلك في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، أثناء عمله الصحافي. وأشار في حديثه لـ"أريج"، إلى تلقيه تهديدات عبر الهاتف من قبل الجيش الإسرائيلي.

مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف

"صدقني، الدرع الصحافي لا يوفر حماية، هو فقط لإعلام شعبنا بأننا صحافيون"، يقول معتز عزايزة، الذي تلقى تهديدات هاتفية هو الآخر من الجيش الاسرائيلي.

رفعت منظمة مراسلون بلا حدود ثلاث شكاوى إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، "بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الصحافيين". شملت الشكاوى ملفات أكثر من 20 صحافياً فلسطينياً قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة. وجاء في بيان للمنظمة: "لدى مراسلون بلا حدود أسباب معقولة للاعتقاد بأن بعض هؤلاء الصحافيين قُتلوا عمداً، وأن الآخرين كانوا ضحايا هجمات متعمدة شنها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد المدنيين".

وتقول لجنة حماية الصحافيين إنها تحقّق في أكثر من 500 حادثة، تتعلق باستهداف الصحافيين في فلسطين. ويضيف دي لا سيرنا أن لدى اللجنة أدلة على استهداف ثلاثة صحافيين على الأقل، فيما تمتلك اللجنة "أدلة قوية" على استهداف 10 حالات إضافية.

"السترة الواقية نفسها أصبحت وسيلة لاستهدافك، أكثر من كونها وسيلة لحمايتك"، يقول الصحافي عماد غبون، بعد إصابته في منطقة تل الزعتر.

وقبل الحرب على غزة بخمسة أشهر، أصدرت اللجنة تقريراً -في الذكرى السنوية لمقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة- تحت عنوان: "نمط فتّاك"؛ وثّقت فيه اللجنة مقتل ما لا يقل عن 18 صحافياً على يد القوات الإسرائيلية، منذ أكثر من 22 عاماً. ومع هذا، لم تُوجَّه اتهامات لأيّ أحد ولم يخضع أحد للمساءلة بشأن هؤلاء، بحسب بيان اللجنة.

"إسرائيل تعرف كل شيء في غزة"

أحصت نقابة الصحافيين الفلسطينيين تدمير إسرائيل 73 مكتباً ومقراً إعلامياً -بشكل كلي أو جزئي- في قطاع غزة.

يقول دي لا سيرنا، من لجنة حماية الصحافيين، إن هذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مؤسسات إعلامية خلال الحرب. ففي عام 2021، قصفت إسرائيل برجاً يضم وكالة أسوشيتد برس وقناة الجزيرة القطرية.

ويرى دي لا سيرنا أيضاً أن هذا يُعدّ نمطاً ممنهجاً للجيش الإسرائيلي في استهداف الصحافيين، مضيفاً أنه ليس من السهل تصديق تبريرات إسرائيل بأن الهجوم على المؤسسات الإعلامية حدث بالخطأ: "إسرائيل تعرف كل شيء في غزة".

في ذات السياق، وثّق تحقيق أجرته أريج وشركاؤها "كذب إسرائيل" في حادثة قصف مدفعي لمقر وكالة الأنباء الفرنسية بغزة، يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023. كما حصلنا على تسجيل مصور يوثق قصف مكتب "المجموعة الإعلامية الفلسطينية" في اليوم نفسه، علماً أن المكتبين كانت لديهما كاميرات تبث صوراً مباشرة على مدار الساعة. وفي شباط/ فبراير 2024، تمّ تدمير مقر مؤسسة بيت الصحافة، المدعومة من حكومات النرويج وسويسرا، رغم أن إحداثيات الموقع أُرسلت من قبل المانحين إلى الجيش الإسرائيلي. وقبل تدمير المقر في نهاية كانون الثاني/ يناير 2024، أفاد مدير سابق ببيت الصحافة - كان يقيم في مقر المؤسسة بعد تدمير منزله - أنه شاهد دبابة إسرائيلية وهي تطلق النار مباشرة على المبنى.

الدرون... ترى وتسمع وتقتل

على مدار الساعة، وحتى قبل الحرب الأخيرة، لا تبرح الطائرات المُسيّرة الإسرائيلية (الزنانة كما يطلق عليها السكان المحليين) سماء قطاع غزة، بهدف المراقبة وجمع المعلومات. فرضية أن مقتل الصحافيين نتيجة طبيعية ومتوقعة للحرب، تدحضها وقائع - جمعناها في هذا التحقيق عبر خبراء وشهادات - تؤكد القدرات التكنولوجية الهائلة لدى الجيش الإسرائيلي، التي تمكّنه من معرفة هوية المُستهَدف بدقة.

تمكّنت "أريج" من جمع بيانات من 213 صحفياً/ة في قطاع غزة. وكشف استطلاع أجرته الشبكة أن 72 من أصل 213 مستجيباً فقدوا أفراداً من عائلاتهم، من بينهم 49 مستجيباً فقدوا أقارب من الدرجة الأولى، في حين أن 11 شخصاً منهم قد فقدوا واحداً أو أكثر من أطفالهم. وبلغ إجمالي عدد أفراد الأسرة (الصغيرة والكبيرة) الذين فقدهم جميع الصحافيين المستجيبين للاستطلاع، نحو 661 فرداً

يقول الخبير خليل ديوان، ،وهو محامٍ وباحث في استخدام طائرات الدرون بجامعة لندن، إن الجيش الإسرائيلي "يضرب أهدافه بدرجة عالية من المعرفة بهوية من يقتل". وأضاف أن الطائرات المُسيّرة تحدد أهدافها بدقة، استناداً إلى معلومات يتمّ جمعها من الهواتف المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبث المباشر، وخاصية تحديد المواقع في حال كانت مفعلة على الهواتف.

بالطريقة نفسها للحواس التي يتمتع بها الناس، تستطيع الطائرات المُسيّرة أن تسمع وترى إذ تحتوي على أجهزة استشعار يمكنها تحديد الأهداف عن طريق نقل البيانات المجمعة إلى محطة أرضية. وتسمح كاميرات الأشعة تحت الحمراء، وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية أيضاً بالتأكيد البصري للهدف؛ بشرط أن تكون الظروف الجوية مواتية أو أن تحلق الطائرة المُسيّرة على ارتفاع منخفض بدرجة كافية.

يتفق ثلاثة خبراء تحدثنا إليهم، على أن الرؤية تكون واضحة بما يكفي، لكي يتمكن مُشغِّل الطائرة المُسيّرة من رؤية السترة الصحافية. يقول آسا كاشر، الذي صاغ مدونة أخلاقيات الجيش الإسرائيلي لعام 1994: "أعتقد أنه إذا تمّ وضع علامة الصحافة بوضوح على جسم الصحافي، فإن مُشغِّل الطائرة المُسيّرة سيراها".

من ناحية أخرى، كشف تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز في آذار/ مارس 2024، عن أن إسرائيل نشرت نهاية عام 2023، برنامجاً في قطاع غزة للتعرف على الوجوه؛ لإجراء مراقبة جماعية هناك، وجمع وفهرسة وجوه الفلسطينيين، من دون علمهم أو موافقتهم.

وكشف تحقيق آخر لمجلة 972+ عن أن الجيش الإسرائيلي لجأ إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف، وتوليد قائمة قتل تضم آلاف الأشخاص.

"هناك تاريخ من إفلات إسرائيل من العقاب في الأراضي المحتلة"، تقول آيرين خان المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة.

الجيش الإسرائيلي يرد

بدوره، رفض الجيش الإسرائيلي ما وصفه بـ"الاتهامات الباطلة بقتل الصحافيين بشكل متعمّد". وأضاف أنه يتخذ جميع الإجراءات الممكنة لتقليل أيّ ضرر يلحق بالمدنيين، بما في ذلك الصحافيين.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن "الأضرار التي قد تصيب الصحافيين تحدث أثناء الغارات الجوية أو الأنشطة العملياتية التي تضرب أهدافاً عسكرية".

من بقوا على قيد الحياة

مع استمرار الحرب، حوّل القصف الإسرائيلي تجمعات سكنية بأكملها إلى أنقاض، وانتشرت المجاعة، خاصة شمالي القطاع. وأصبح الصحافيون الفلسطينيون، المحاصرون - إلى جانب سكان غزة - النافذة التي أظهرت للعالم ما يحدث؛ خاصة مع منع إسرائيل وسائل الإعلام الأجنبية من دخول قطاع غزة.

ومع هول ما لحق بالقطاع الصحافي، تمكّنت أريج من جمع بيانات من 213 صحفياً/ة في قطاع غزة. وكشف الاستطلاع أن 72 من أصل 213 مستجيباً فقدوا أفراداً من عائلاتهم، من بينهم 49 مستجيباً فقدوا أقارب من الدرجة الأولى، في حين أن 11 شخصاً منهم قد فقدوا واحداً أو أكثر من أطفالهم. خمسة صحافيين فقد كل منهم 40 فرداً من عائلته أو أكثر. وبلغ إجمالي عدد أفراد الأسرة (الصغيرة والكبيرة) الذين فقدهم جميع الصحافيين المستجيبين للاستطلاع، نحو 661 فرداً.

بالإضافة إلى ذلك، أصيب 59 من أصل 213 صحافياً/ة (28%).

"احتمال قوي لارتكاب إسرائيل جريمة حرب"... تحقيق يحلّل أكثر من 100 حالة قتل للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام بغزة، بالإضافة إلى حالات أخرى تعرّض فيها العاملون في مجال الصحافة للتهديد أو الإصابة منذ بدء الحرب، وإثبات تضليل إسرائيل في واقعة استهداف مقر وكالة الأنباء الفرنسية بغزة

كما أظهر الاستطلاع، أن الغالبية العظمى من الصحافيينالمُستطلَعين (98%) تعرضت للنزوح. وحسب النتائج، فإن نصف الصحافيين نزحوا خمس مرات أو أكثر، بينما نزح أربعة منهم 20 مرة فأكثر. وأظهر الاستطلاع أن نصف الصحافيين تقريباً (101 صحافي/ة) يعيشون في خيام. ودُمرت منازل 183 صحافياً (86%) بشكل جزئي أو كلي. وفقد 195 منهم معدات يستخدمونها في التغطية الصحافية، وفقد 100 من المُستطلَعين وظائفهم.

عن مشروع غزة

على مدار أربعة أشهر، عملت أريج وشركاؤها - من خلال 50 صحفياً/ة يمثلون 13 مؤسسة - على "مشروع غزة"؛ لتقصّي ظروف مقتل وإصابة واعتقال الصحافيين الفلسطينيين في القطاع، وتدمير مقرات مؤسسات إعلامية، إلى جانب رصد المخاطر المستمرة على عمل الصحافيين في الضفة الغربية المحتلة. وعلى الرغم من انقطاع الاتصالات، وانعدام إمكانية الوصول إلى داخل القطاع، تحدثنا إلى 120 شاهداً في قطاع غزة والضفة الغربية؛ للتحقق من النتائج باستخدام مصدرين مستقلين أو أكثر حيثما أمكن ذلك.

قمنا بتحليل أكثر من 100 حالة قتل للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام بغزة، بالإضافة إلى حالات أخرى تعرّض فيها العاملون في مجال الصحافة للتهديد أو الإصابة منذ بدء الحرب.

كشفت تحقيقاتنا عن تضليل إسرائيلي في واقعة استهداف مقر وكالة الأنباء الفرنسية بغزة، وحصلنا على فيديو يوثّق لحظة قصف مكتب مؤسسة إعلامية محلية، تقع في الشارع نفسه، وقبل استهداف مقر الوكالة الفرنسية بنصف ساعة. تقول آيرين خان: "عندما يكون هناك احتمال قوي لارتكاب جريمة حرب، فمن الواضح أن البث المباشر يصبح دليلاً حاسماً".

وفي تحقيق آخر، تتبعنا أحداث مقتل ثلاثة صحافيين، بعد إنذار الجيش الإسرائيلي سكان عمارة - تضم مكاتب صحافية - بالإخلاء، في حين تمّ قصف بناية قريبة كان الصحافيون يقفون أمامها للتغطية.

كما وثّق تحقيق ثالث، حيثيات استهداف مقر "بيت الصحافة"، وقتل المؤسس بلال جاد الله، بعد مقتل اثنين من رفاقه في غضون أسبوع.

ويركز تحقيق آخر على استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مُسيّرة في قتل 20 صحافياً، منهم سبعة كانوا يرتدون السترات الصحافية.

أما في الضفة الغربية، فكشف تحقيقنا عن أدلة دامغة على الاستهداف المتعمد لصحافييْن (اثنين) من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في طولكرم، بالاعتماد على تحليل شظايا عُثر عليها داخل الكاميرا، وشهود عيان وخبراء، وتحليل أدلة مصورة (نحو 60 مقطع فيديو، بما في ذلك لقطات حصرية).

ويتضمن المشروع مجموعة تقارير أنجزتها منظمة "فور بدين ستوريز"، سعت إلى استكمال قصص لم يستطع الصحافيون إتمامها لأسباب مختلفة.

ساعد في إعداد هذا التحقيق:

إيثار العظم من "أريج"، ومجيد زروقي من "لو موند"، وليا بيروشون وماريانا أبرو من "فوربيدن ستوريز"، وفريدريك أوبيمير من "بابر ترايل ميديا".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image