يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
ما بين الدعاية الممنهجة لدور السعودية والإمارات في الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتصنيع روسيا مسيّرات للجيش السوداني، وصولاً إلى امتلاك رجل الأعمال المصري المثير للجدل إبراهيم العرجاني مركبات عسكرية مصفّحة، تعددت المعلومات الخاطئة والمضللة، التي فندها مدققو معلومات عرب بين 3 و10 حزيران/ يونيو 2024.
1- هل ساعدت السعودية والإمارات فلسطين في الحصول على اعتراف دولي؟
أثار إعلان كل من النرويج وإسبانيا وأيرلندا، في 22 أيار/ مايو 2024، عزمها الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، ردود فعل عربية مُرحبة، وأخرى رافضة. رصد فريق "مجتمع التحقق العربي" مؤشرات تدلل على وجود حشد إلكتروني يعمل على الترويج لدور مزعوم لعبته كل من السعودية والإمارات في اتخاذ الدول الأوروبية لهذا القرار، وهو ما أدى - في نهاية الأمر - إلى اشتباك الحسابات المؤيدة لمواقف البلدين.
ظهر الوسم السعودي #السعودية_تنتصر_لفلسطين، متضمناً تعليقات دعائية عن دور المملكة في هذا السياق. ومن المؤشرات على أن التفاعل على هذا الوسم غير أصيل حيث أن التدوينات التي أعيد نشرها (ريتويت/ ريبوست) شكلت نسبة 66.2% من إجمالي التدوينات على الوسم. وأتت أغلبية المنشورات من حسابات غير معروف موقعها الجغرافي، وينتمي البعض منها إلى ما يسمى بـ "الجيش السلماني الإلكتروني". وسبق أن كشف مجتمع التحقق العربي في تحقيقات سابقة، دور هذا التكتل الإلكتروني في إطلاق حملات غير أصيلة على مواقع التواصل الاجتماعي. ولفت نظر معدي التقرير أن بعض الحسابات التي روجت للجهود المزعومة للسعودية، سبق وأن شاركت في وسوم هاجمت القضية الفلسطينية على غرار وسم #فلسطين_ليست_قضيتي.
رصد فريق "مجتمع التحقق العربي" مؤشرات تدلل على وجود حشد إلكتروني يعمل على الترويج لدور مزعوم لعبته كل من السعودية والإمارات في اتخاذ الدول الأوروبية لهذا القرار، وهو ما أدى - في نهاية الأمر - إلى اشتباك الحسابات المؤيدة لمواقف البلدين. علماً أن التفاعل الأكبر بدأ عبر وسم #السعودية_تنتصر_لفلسطين، الذي نشط مغردون عبره سابقاً على وسم #فلسطين_ليست_قضيتي
في الأثناء، نسبت حسابات الفضل للإمارات في هذا الاعتراف، ما أدى إلى اشتباكها مع الحسابات السعودية التي سخر بعضها من حذاء وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، الذي ظهر به في طهران أثناء تقديم العزاء بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
2- هل طلبت موسكو من مصنع أسلحة محلي تصنيع شحنة مسيّرات للجيش السوداني؟
تداول عدد من الحسابات على منصتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس مقطع فيديو، مدعياً أنه يوثق عمل أحد المصانع الروسية على إنتاج طائرات مُسيّرة لإرسالها إلى الجيش السوداني، بناءً على طلب من موسكو.
أجرت منصة "بيم ريبورتس" السودانية المختصة في التحقق من المعلومات، بحثاً عكسياً للوصول إلى مصدر الفيديو، ليتبين لها أن الفيديو التقط داخل مصنع روسي لإنتاج الطائرات من دون طيار، ولكنه نشر للمرة الأولى في 2023.
وباستخدام الكلمات المفتاحية الواردة في المنشور، أجرت المنصة بحثاً لم يُسفر عن أي نتائج تدعم أن موسكو طلبت من هذا المصنع تجهيز مسيرات لإرسالها للجيش السوداني.
3- هل ظهرت سفن إيطالية ومالطية داخل المياه الإقليمية الليبية؟
راجت على مواقع التواصل الاجتماعي خريطة ملاحية ملتقطة من موقع Marine Traffic، المتخصص في تتبع حركة السفن دولياً. وتضمنت الخريطة سفناً زعم مروجوها أنها سفن تحمل علمي إيطاليا ومالطا، مع ادعاء بأنها كانت تمارس الصيد في المياه الإقليمية الليبية. وصاحبت هذه الصورة تعليقات تنتقد إجراءات الحكومة الليبية في مراقبة مياهها الوطنية.
فندت منصة "أنير" الليبية المختصة بتدقيق المعلومات هذا الادعاء بمراجعة موقع Traffic Marine، لتتوصل إلى أن أغلبية السفن الظاهرة في الخريطة، سفن ليبية محلية.
وكانت هذه السفن تبحر في المنطقة الاقتصادية، التي تبدأ من نهاية المياه الإقليمية إلى عمق 200 ميل بحري، ما يعني أن للدول المحاذية الحق في استغلال الثروات السمكية الموجودة فيها بنفسها، أو بتحويل الأساطيل الأجنبية للصيد في هذه المياه، ولا يمثل هذا أي اعتداء على سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية.
4- هل صرّح عالم أمريكي بأن "كورونا" كان "كذبة"؟
ادّعى الإعلامي المصري أحمد موسى أن المدير السابق للمعهد الأمريكي الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، صرّح بأن فيروس كورونا كان "وهماً"، وأن المعهد قرر إفزاع العالم لتلقي اللقاحات.
في ظل المخاوف من توسّع نفوذ العرجاني، واحتمال اصطدام "اتحاد قبائل سيناء" المسلح مع الجيش، تداول البعض مقطع فيديو، يظهر أشخاصاً يرتدون ملابس مدنية داخل مركبة عسكرية مُصفّحة، مع ادعاء بأن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى "اتحاد قبائل سيناء" الذي يقوده رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني. لكن منصّة "صحيح مصر" أثبتت كذب الادعاء. إليكم مزيداً من المعلومات الخاطئة والمضللة التي راجت عبر السوشال ميديا العربية هذا الأسبوع
تحققت منصة "متصدقش" المصرية، من التصريحات المنسوبة لفاوتشي، وتوصّلت إلى عدم دقة وسائل الإعلام في نقلها للتصريحات التي أدلى بها فاوتشي في جلسة مغلقة عقدتها لجنة فرعية منبثقة من مجلس النواب الأمريكي، مطلع هذا الشهر.
وأفاد فاوتشي بأن بعض القواعد التي أوصى بها المعهد الوطني أثناء الجائحة كانت تجريبية أو تستند إلى أبحاث سابقة في مجال الأمراض التنفسية، وأوضح أنهم وضعوا الحماية من الجائحة أولوية، حتى لو اتصفت بعض القرارات بالتطرف نوعاً ما، وأقر بأنهم لم يعثروا على بيانات يمكن الاستناد إليها وقتذاك، فاستعانوا بآخر أبحاث موثوق بها، وبأن قرار إلزامية ارتداء الأطفال الكمامات لم يرتكز إلى دراسة مسبقة.
وكشفت منصة "بولتي فاكت" المعنية بتدقيق المعلومات، عدم دقة التصريحات المنسوبة لفاوتشي التي نقلتها صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، في خبرها المعنون بـ"تم الكشف: يعترف الدكتور أنتوني فاوتشي بأنه 'اختلق' قواعد كوفيد بما في ذلك التباعد الاجتماعي مسافة 6 أقدام وارتداء الأطفال للكمامات".
5- هل يمتلك رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني مركبات عسكرية مصفحة؟
انتشر على حسابات مصرية على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر أشخاصاً يرتدون ملابس مدنية داخل مركبة عسكرية مُصفّحة، وادعى ناشرو الفيديو أن الأشخاص الظاهرين فيه ينتمون إلى "اتحاد قبائل سيناء" الذي يقوده رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني.
تحققت منصة "صحيح مصر" المختصة بالتدقيق والتحقق من المعلومات، من الفيديو، وتواصلت مع مصادر من سيناء، لتخلص إلى أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى مجموعة أخرى من المجموعات المسلحة المتعاونة مع الجيش في سيناء، وهي مجموعة "أبناء مجاهدي سيناء"، ولا علاقة لهم بـ "اتحاد قبائل سيناء" أو بالعرجاني.
وهناك مخاوف، في مصر، من توسّع نفوذ العرجاني، واحتمال اصطدام "اتحاد قبائل سيناء" المسلح مع الجيش.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع