شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل من الأفضل مصارحة الشريك بالعلاقات العاطفية السابقة؟

هل من الأفضل مصارحة الشريك بالعلاقات العاطفية السابقة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الخميس 20 يونيو 202411:15 ص

من المؤكد أن الصراحة أمر محمود، لكن هل هذا ينطبق على العلاقات العاطفية السابقة؟ حتى لو لم نعترف بذلك، ينشغل بال كثيرين منّا بالشريك وما إذا كان قد عاش علاقةً سابقةً أو لا، ولهذا قد نطرح الكثير من الأسئلة عن الماضي إلى درجة تدمير اللحظة الحالية.

نتحدث هنا عن أثر بوح الشخص للطرف الآخر بعلاقاته السابقة، فهل من الأفضل مصارحة الشريك/ ة بالعلاقات العاطفية السابقة؟ وما هي ضوابط المصارحة بالتجارب التي عشناها في الماضي؟

الصراحة... تعاسة

لا يرى عبد الله خالد (29 عاماً)، أن الصراحة الكاملة مفيدة في العلاقات العاطفية. يقول إنه كان مرتبطاً بفتاة صارحها بعلاقته السابقة فكان ذلك سبباً في تعاسته خلال فترة العلاقة التي باءت بالفشل.

ويوضح خالد لرصيف22: "إن العلاقة السابقة وتفاصيلها كانت مخزوناً إستراتيجياً للنكد وحرق الأعصاب وقلب الطاولة ومحاولة تبرير كل خطأ منها"، لافتاً إلى أنه كان يضطر طوال الوقت إلى أن يعطي مبررات لكل شيء حتى تطمئن، لكن ذلك تسبب في استنزاف طاقته على أشياء مضت وانتهت، ولم يعد قادراً على البناء في هذه العلاقة التي باءت بالفشل في النهاية.

هل من الأفضل مصارحة الشريك/ ة بالعلاقات العاطفية السابقة؟ ما هي ضوابط المصارحة بالتجارب التي عشناها في الماضي؟

بناءً على هذه التجربة، يقول خالد إن المصارحة أو عدمها "أمر نسبيّ"، لكن "ليس كل ما يُعرف يُقال، وأحياناً كثرة الكلام تؤدي إلى فشل العلاقات أو تترك أثراً عند الطرف الآخر حتى لو تظاهر بأنه على ما يرام"، وفق قوله.

ويضيف: "إذا كان شيء ما قد حدث في تجربة سابقة سيؤثر على مستقبلي مع شريكتي الحالية بأي شكل من الأشكال، أو كان هناك احتمال بأن يسبب مشكلةً في المستقبل، فأنا أميل إلى المصارحة، لكن غير ذلك لا... ما حدث قد حدث والمهم حياتنا الآن، وإذا كان الشخص يريد أن يكون صريحاً مع شريكه، فالأفضل أن يكون الكلام عامّاً من دون التعمق في تفاصيل حتى لا يؤذي الطرف الآخر".

ويوضح خالد: "لو كنت في علاقة سابقة، وعملت معاها علاقة كاملة فدي حاجة كبيرة ممكن ناس تغامر بأنها متقولش وناس تخاف إن ده يأثر على علاقته بشريكة حياته بعدين فيقرر يصارحها، لكن لو خطف بوسة أو حضن ملهاش لازمة تتقال... ممكن بس كلمتين مختصرين يتقالوا إن كان في ناس في حياتي وراحوا لحالهم لأسباب عامة من دون أي تفاصيل".

المصارحة غير ضرورية

قبل الزواج، روت ضحى خالد (35 عاماً)، لشريكها عن قصة حب عاشتها خلال المرحلة الجامعية، وكان متفهماً جداً، وفق ما تقول لرصيف22، كاشفةً أن زوجها كان حريصاً قبل تتويج علاقتهما العاطفية بالخطوبة والزواج على التأكد من أن الموضوع انتهى ولا يؤثر عليها.

وتشير ضحى إلى أن شريكها صارحها بقصة علاقة عاطفية عاشها قبل الارتباط بها، وتقبلت الأمر وتزوجا وأنجبا أطفالاً وعلاقتهما جيدة، لكن في بعض الأوقات تتذكر قصة ارتباطه السابق، وتشعر ببعض الضيق وتتساءل: هل ما زال يحب هذه الفتاة أم لا؟ ثم تطرد هذه الفكرة من دماغها.

"ليس كل ما يُعرف يُقال، وأحياناً كثرة الكلام تؤدي إلى فشل العلاقات أو تترك أثراً عند الطرف الآخر حتى لو تظاهر بأنه على ما يرام"

وبرغم أن علاقتها بزوجها جاءت بعد مصارحة بينهما، تعتقد ضحى، التي تعمل باحثةً اجتماعيةً، أن المصارحة ليست ضروريةً: "من تجارب عملي والتعامل مع السيدات هناك الكثير من المشكلات التي تحدث نتيجة المصارحة بحقيقة العلاقات السابقة، حيث يسيئ الرجل إلى زوجته عند حدوث خلاف بينهما"، كما تفعل بعض النساء ذلك أيضاً مع أزواجهنّ.

وتشدد على أن المصارحة يجب أن تعتمد على طبيعة الأشخاص أنفسهم، وتقييم الرجل للمرأة والعكس صحيح: "هل الطرف الآخر متفهم/ ة، أو من الممكن أن يستخدم ما حُكي له/ ا ويشوّه الطرف الآخر عند أول خلاف حاد قد يحدث بينهما في المستقبل؟".

أما محمود عبد المقصود (33 عاماً)، الذي تزوج قبل نحو 6 سنوات، فيقول لرصيف22، إنه أخبر زوجته قبل الارتباط رسمياً بأنه كان خاطباً وهو في الثالثة والعشرين من عمره وفسخ خطوبته بعد بضعة أشهر، لافتاً إلى أنه لم يحكِ لها تفاصيل العلاقة وأسباب الانفصال لكنه أكد لها أن العلاقة كانت معقدةً وأنه كان حينها شاباً غير ناضج ولم يحسن الاختيار.

ويؤكد عبد المقصود أنه لم يحدث أي خلاف بينه وبين زوجته بسبب هذه العلاقة منذ ارتباطهما، إلا أنه يعترف بأنه في بعض الأحيان يحكي لها عن هذه العلاقة بعض التفاصيل التي لم يقصّها سابقاً، فتقول له ساخرةً: "أنت لسه جاي تحكي دلوقتي"، في إشارة إلى أن لا شيء بإمكانها فعله الآن.

ويوضح محمود أن زوجته كانت صديقةً له وتعرف اهتمامه الرومانسي ببعض الفتيات قبل ارتباطهما، ولهذا يعتقد أن نضوج شخصيتها كان سبباً رئيسياً في قبولها الزواج به، برغم ما تعرفه عن ماضيه الذي كانت شاهدةً عليه أو ما رواه هو بنفسه لها عن علاقات سبقت معرفتهما ببعضهما البعض.

ترى أسماء محمد (30 عاماً)، أن الشخص الطبيعي يدخل خلال حياته في تجارب عاطفية عدة بعضها يفشل بالتأكيد، ومن هذا الفشل يكتسب الخبرات التي تجعله يُحسن الاختيار في المستقبل.

وتؤكد أسماء لرصيف22، أنها برغم دخولها في علاقات عاطفية سابقة وإيمانها بأن لا مشكلة في ذلك، إلا أنها لا تفضّل البوح بهذه التجارب لشريكها المستقبلي: "نحن في مجتمع شرقي لا يقبل معظم الرجال فيه أن يكون للمرأة ماضٍ، وإنما يريد أن يكون هو الرجل الأول في حياتها"، مشددةً على أن حياتها وعلاقاتها الاجتماعية والعاطفية ملك لها وهي غير ملزمة بأن تحكي لأحد عنها.

ماضٍ وانتهى

في حديثه إلى رصيف22، يقول الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية، إن مصارحة الشريك بالعلاقات السابقة أمر غير ضروري طالما أنه "ماضٍ وانتهى"، إلا إذا كان هذا الماضي سينعكس على الحاضر والمستقبل، كأن يكون الشخص مرتبطاً بامرأة وأنجب منها طفلاً؛ هنا المصارحة ضرورية ولا بد منها.

ويضيف علام أنه ينبغي عدم البوح بما حدث في الماضي ولا يحمل أي رواسب سلبية تؤثر على الحاضر والمستقبل، مع بعض الأنماط الشخصية، كالمرأة التي تغار بشدّة، موضحاً أن هذه المرأة قد تفتش عن الحبيبة السابقة ومن هنا تبدأ المشكلات.

ويتابع: "كذلك لو شعر الرجل/ المرأة بأن الشخص الذي كان مرتبطاً به/ ا في السابق مثير/ ة للمشكلات، ومن المرجح أن يظهر في المستقبل ليزرع الفتن والخلاف بين الشريكين، فهنا المصارحة أفضل".

وينصح علام في ختام تصريحاته، الشخص الذي صارحه شريكه بعلاقاته السابقة، بألا يذكّر هذا الشريك دائماً بالماضي: "لأن وجوده معك الآن يعني أنه لا يريد الحبيب السابق ويريدك أنت"، وفق قوله.

من جهتها، تقول راشيل بيس، الكاتبة في موقع "marriage" المخصص لتقديم مشورة الخبراء والموارد الموثوقة والمعلومات حول العلاقات، إن الجميع لا يحب مشاركة تفاصيل الماضي، لافتةً إلى أن "البعض يريد أن يأخذ تلك الأمور إلى القبر، بينما البعض الآخر يوافق على الكشف عن كل التفاصيل حول ماضيه. كما أن بعض الأشخاص يريدون معرفة ماضي شريكهم بالكامل، والبعض الآخر يوافق على مجرد الحصول على مخطط غير تفصيلي".

وفي إجابة عن سؤال: هل من المهم أن تخبر شريكك بكل شيء عن ماضيك؟ تقول راشيل إن "الإجابة القصيرة هي نعم"؛ مشددةً على أنه من المهم أن تتحدث إلى شريكك عن ماضيك: "هذا لا يعني مشاركة كل شيء. هناك أشياء من ماضيك ليس لها أي تأثير على علاقتك الحالية. يمكنك الاحتفاظ بها لنفسك".

وتضيف أنه حينما تبدأ بطرح أسئلة على نفسك مثل "هل الماضي مهم في العلاقة؟" أو "ماذا تقول عندما يذكر شخص ما ماضيك؟"، فاعلم أن الماضي مهم ويخبرك الكثير عن شريك حياتك، لافتةً على سبيل المثال، إلى الطريقة التي يتحدث بها شريكك عن شريكه السابق، فهي تتحدث كثيراً عن نفسه: "لنفترض أنهم يميلون إلى تقديم جميع أحبائهم السابقين كأشخاص مجانين ومتلاعبين مسؤولين عن كل حالات الانفصال. في هذه الحالة، هذا يدلّ على أنهم لا يعرفون كيفية تحمّل المسؤولية، أو لم يحالفهم الحظ في ألا ينتهي بهم الأمر مع الأشخاص السيئين فحسب".

"نحن في مجتمع شرقي لا يقبل معظم الرجال فيه أن يكون للمرأة ماضٍ، وإنما يريد أن يكون هو الرجل الأول في حياتها"

ومع ذلك، تقول أخصائية الزواج والأسرة فيكي بوتنيك: "إذا اخترت عدم إخبار شريكك بكل شيء، فيجب أن تجعله يعرف أنك تحافظ على خصوصية بعض الأشياء بدلاً من الكذب. في حين أن إفشاء كل الأسرار ليس ضرورةً في العلاقات، إلا أن الصدق ضروري".

ووفق موقع "marriage"، هناك بعض الأشياء من الماضي يجب أن تخبر بها شريكك أهمها ما إذا كنت مخطوباً أو متزوجاً من قبل ولديك أطفال من شريكك السابق، فأنت بحاجة إلى إخبار شريكك بذلك، كذلك يحتاج شريكك إلى معرفة علاقاتك الجادة وسبب انتهائها؛ فمن المهم أن تخبر شريكك ما إذا انفصلتما بسبب الخيانة الزوجية أو المشكلات المالية أو سوء المعاملة من أي نوع.

كما أن هناك أشياء من الماضي لا يجب أن تخبر بها شريكك إذا لم يكن لها أي تأثير على المستقبل، ومن أهم هذه الأشياء عدم الحديث عن كل ما حدث من أخطاء في العلاقة الماضية. من الرائع أنك لا ترغب في تكرار الأخطاء نفسها وترغب في القيام بالأشياء بشكل مختلف الآن. تحدث عنها دون الدخول في الكثير من التفاصيل. أيضاً إذا كنت تفتقد شريكك السابق، فمن الطبيعي أن تشعر بالحنين إلى علاقتك السابقة وتفتقد حبيبك السابق أحياناً. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard