شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
قراءة في مرحلة ما بعد

قراءة في مرحلة ما بعد "المواجهة الإيرانية الإسرائيلية"... هكذا تغيّرت قواعد الاشتباك

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتطرف

الجمعة 10 مايو 202401:57 م

هجوم إيران على إسرائيل، خروج ملحوظ عن ديناميكيات الصراع السابقة، حسب كبير مستشاري السياسة الخارجية الأمريكية، أميد شكري. مع ذلك، لا يبدو أنه خروج دائم من "حرب الظل" السابقة بين البلدين. يؤيد ذلك الباحث في الشؤون الإسرائيلية والتاريخ العبري، خالد سعيد، بقوله: "حروب الظل ستبقى مستمرةً ولن تنتهي بهذه المواجهة المباشرة، لأن كل طرف يدرك قوة الطرف الآخر ولا يريد التوسع في مواجهات مباشرة جديدة كلفتها كبيرة".

في حديثه إلى رصيف22، يرجح اللواء السعودي المتقاعد أحمد الميموني، وهو رئيس قسم الدراسات في المعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة"، وفقاً لمحددات الدولتين المتمثلة في الإبقاء على حالة من التوتر لاستمرار استقطاب الأتباع والداعمين، بالإضافة إلى انتفاء مصلحة واشنطن وغيرها في التورط في المنطقة مجدداً، يرجّح عودة قواعد الاشتباك بعد هذا الاختبار إلى سابق عهدها وإبقاء المناوشات عبر الوكلاء نشطةً، مع "تعزيز قدراتها وتكتيكاتها"، وهذا يمثل تحدياً متنامياً لدول المنطقة الأخرى. 

"حروب الظل بين إيران وإسرائيل ستبقى مستمرةً ولن تنتهي بهذه المواجهة المباشرة".

وكان موقع المونيتور قد أشار إلى أن القصف الإسرائيلي لقنصلية إيران في دمشق، مطلع نيسان/ أبريل الفائت، لبّى رغبة القيادة العليا لإسرائيل في إعادة كتابة قواعد اشتباك لحربها السرّية المستمرة منذ سنوات، لإبقاء إيران ووكلائها في مأزق. وعلى إثره، تعهد المرشد الأعلى علي خامنئي، بالانتقام من إسرائيل بسبب مقتل القائد الأعلى لفيلق القدس الإيراني في بلاد الشام، محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاج رحيمي، بجانب خمسة ضباط آخرين في الحرس الثوري الإسلامي.

قبل ردّها، أحدثت تصريحات إيران رعباً كبيراً داخل إسرائيل، عبر زيادة وتيرة الحرب الإعلامية والنفسية، وفق حاتم كريم الفلاحي في الجزيرة نت. خلال تلك الفترة، قال القيادي في الحرس الثوري، حسين علائي: "أفضل ردّ هو إبقاء إسرائيل في خوف دائم"، مشيراً إلى فشل استخباري كبير لمنظومة الأمن الإسرائيلية، نتيجة عدم تقدير عواقب ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق وتداعياتها على الأمن القومي الإسرائيلي. وعليه، جاء إصرار إيران على الرد نتيجة عوامل داخلية وخارجية، منها عدم إمكانية السكوت عن توجيه ضربات مباشرة للسيادة الإيرانية دون رد يتناسب معها، لإعادة رسم خطوط حمراء، وقواعد اشتباك جديدة. وبرأيه، حمل الرد الإيراني يومَي 13-14 نيسان/ أبريل الماضي، رسالةً واضحةً: "قواعد الاشتباك قد كُسرت، وبعد هذا التاريخ ستختلف الأمور على جميع المستويات، خاصةً المستويَين الإستراتيجي والعملياتي".

بدوره أشار موقع بوليتيكو، إلى أن الرد الإسرائيلي جاء بعد قرابة أسبوع، وعندما ضربت نظام دفاع جوي بالقرب من أصفهان، التي تضم بعض المنشآت النووية الحيوية يوم 19 نيسان/ أبريل الماضي، نفّذت "ضربة إشارة"، هدفت تل أبيب منها إلى إرسال رسالتين: "يمكننا ضربك متى وأينما نريد، لكننا لا نريد حرباً أكبر".

"برغم استمرار الإستراتيجية التي تتعامل بها كل من طهران وتل أبيب، والتي تتضح أبرز ملامحها في الحرص الشديد على عدم الاندفاع نحو الهاوية والالتزام بالرد المنضبط، إلا أن قواعد الاشتباك بين الطرفين تغيّرت بالفعل وانتقلت من الهجمات غير المباشرة إلى نظيرتها المباشرة داخل أراضي كل منهما"

قواعد الاشتباك العسكري

"السلاح الرئيسي للبلاد هو الخوف منا"، هذا هو الردع وفق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون. فمنذ تأسيس إسرائيل لغاية اليوم، لم يهيمن أي مفهوم على الخيال الإستراتيجي للبلاد أكثر من الردع، حسب سجاد صفائي في مجلة "فورين بوليسي". وعليه، قال الجنرال والسياسي الإسرائيلي موشيه ديان إن "إسرائيل يجب أن يُنظر إليها على أنها مجنون خطير جداً بحيث لا يتم إزعاجه".

تُعدّ قواعد الاشتباك بمثابة توجيهات عسكرية تهدف إلى وصف الظروف التي ستدخل القوات البرية والبحرية والجوية في ظلّها، لتواصل القتال مع القوات المتحاربة. وتشير إلى الأوامر الصادرة عن سلطة عسكرية مختصة تحدد متى وأين وكيف وضد مَن يمكن استخدام القوة العسكرية، مع آثارها على الإجراءات التي قد يتخذها الجنود على سلطتهم الخاصة والتوجيهات التي قد يصدرها قائد، وتُعدّ جزءاً من اعتراف عام بالإجراءات والمعايير الأساسية لسير الحرب وفعاليتها. ويجب اتساق هذه القواعد ومراعاتها لمجموعة متنوعة من السيناريوهات المحتملة والجوانب السياسية والعسكرية لحالة معيّنة.

"برغم استمرار الإستراتيجية التي تتعامل بها كل من طهران وتل أبيب، والتي تتضح أبرز ملامحها في الحرص الشديد على عدم الاندفاع نحو الهاوية والالتزام بالرد المنضبط، إلا أن قواعد الاشتباك بين الطرفين تغيّرت بالفعل وانتقلت من الهجمات غير المباشرة إلى نظيرتها المباشرة داخل أراضي كل منهما"، حسب ميرفت زكريا، وهي باحثة في الدراسات الإيرانية وطالبة دكتوراه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة. 

تضيف زكريا لرصيف22: "قد يحمل ذلك رسائل عدة تتمثل في قدرة كل طرف على مهاجمة خصمه مباشرةً دون حاجة إلى الانتقام في دولة أخرى".

"يتم وضع قواعد الاشتباك بين مخططي العمليات، الذين يضعون خططاً بناءً على ما يجب القيام به، والمتخصصين في إدارة العمليات الذين يحددون ما يُسمح به من عمليات للبقاء ضمن القوانين الوطنية والدولية، وحتى يتم تفادي السخط والعقوبات الدولية"، حسب المساعد السابق لوزير الدفاع الأميركي، مارك كيميت .

وعن تجاوز إيران وإسرائيل لقواعد الاشتباك مؤخراً، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط، مايك ملروي: "تستخدم إيران قوات بالوكالة لمهاجمة أهداف مدنية، وهذا انتهاك واضح للقانون الدولي"، مضيفاً: "البعض اتهم إسرائيل باستخدام قوة حازمة غير متناسبة، لكن وزارة الخارجية الأمريكية تقول إنها لم ترَ ذلك". فيما عدّ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، هجوم إسرائيل على قنصلية بلاده في دمشق مخالفاً للقوانين والمواثيق الدولية، مضيفاً: "تحلينا بضبط النفس، لكن يبدو أن إسرائيل فهمت ذلك خطأً، وكنا دقيقين جداً في الرد عليها".

"على نطاق واسع، يُنظر إلى تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل، برغم محدودية ضررها، على أنها طلقات تحذيرية من نوع ما"، حسب إيرينا تسوكرمان، وهي خبيرة في العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية ومحامية أمن قومي، "حيث تمّثل على صعيد الواقع خروجاً جذرياً من الوضع الراهن في المنطقة، وتؤكد استعداد إيران لتصعيد التوترات تدريجياً، بينما تراقب بعناية رد الفعل السياسي والاستجابة الدولية. والسبب الحقيقي الذي جعل هذا التطور ممكناً، هو فشل الردع في المنطقة، لا سيما من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تجنبت ردود فعل جديةً على هجمات إيران السابقة، مما شجع طهران على تجاوز الحدود وصولاً إلى مهاجمة إسرائيل".

قاعدة اشتباك جديدة... ومعقولة

أظهرت إيران وإسرائيل القدرة والإرادة على إطلاق المقذوفات تجاه بعضهما البعض مباشرةً. لكن إسقاط معظم المقذوفات الإيرانية لا ينبغي أن يؤدي إلى استنتاجات خطأ، حسب الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط، بول سالم. فقد تعلمت إيران الكثير عن كيفية مواجهة إسرائيل وحلفائها الدوليين والإقليميين لمثل هذه الضربة، مشيراً إلى مستوى جديد من الردع بين الجانبين، وإلى أن الهجمات المزدوجة ستؤدي إلى تصاعد المخاوف وتصورات التهديد في كلا البلدين. لذا، يجب على إسرائيل وإيران أن تأخذا حقيقةً أن كلاً منهما مستعدة وقادرة على ضرب الأخرى مباشرةً بشكل جدّي، وهو ما قد يؤدي إلى سباق تسلّح هجومي ودفاعي بين البلدين.

"تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل خروج حذري من الوضع الراهن في المنطقة، وتؤكد استعداد إيران لتصعيد التوترات تدريجياً، بينما تراقب بعناية رد الفعل السياسي والاستجابة الدولية. والسبب الحقيقي الذي جعل هذا التطور ممكناً، هو فشل الردع في المنطقة، سيما من قبل إدارة بايدن، التي تجنبت ردود فعل جديةً"

بدوره، يشير نمرود غورين، وهو زميل أقدم للشؤون الإسرائيلية في المعهد، إلى أن ضرب إسرائيل مباشرةً تطور قد يؤدي إلى قواعد اشتباك جديدة، ويمكن أن يؤثر على الحسابات الإسرائيلية حول العمليات العسكرية المستقبلية ضد أهداف إيرانية. مع ذلك، يرجّح عودة الدولتين ثانيةً إلى وضع الصراع التقليدي. وخلاله، يواصل وكلاء إيران، خاصةً "حزب الله"، تحدّي حدود إسرائيل، وتستمر إسرائيل في إجراءات سرّية ضد أهداف إيرانية تتعلق ببرنامجها النووي محاولةً الحد من وجودها في سوريا. ويشير غورين إلى سعادة إسرائيلية محتملة بالنتيجة الرئيسية لهجمات نيسان/ أبريل الماضي، والتي مفادها أن ضرب الأهداف الإيرانية لن يثير ردّاً إيرانياً إلا عندما يكون على أراضٍ إيرانية، بما فيها البعثات الدبلوماسية، وستكون قاعدة اشتباك معقولةً تتّبعها إسرائيل.

"تعلمت إيران من تجربتها أنها تستطيع تعطيل المجال الجوي الإقليمي بنجاح. وإلى جانب قدرات التشويش الإلكترونية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإن هذا التطور قد يمنح إيران سيطرةً شبه كاملة على المنطقة"، تقول تسوكرمان لرصيف22، مرجحةً أن إيران كانت "تختبر قدراتها الخاصة في سياق خاضع للرقابة دون الكشف عن أفضل أسلحتها أو المدى الكامل لقدراتها" فحسب، والتي وصفتها بأنها لا تزال متخلفةً كثيراً عن خصومها، "لكنها قد تتزود بأسلحة محلية بنماذج روسية وصينية لهجماتها المستقبلية. فالآن، بعد أن أصبح الهجوم على إسرائيل ممكناً، أصبحت العمليات المستقبلية والأكثر خطورةً، مجرد مسألة توقيت سياسي أو توافر فرص أخرى".

أشارت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، د. سنام وكيل، والزميل المشارك في البرنامج، بلال صعب، في مقالهما المشترك، إلى أن هدف استعادة الردع الإيراني عبر الضربات المباشرة والموجهة ضد إسرائيل ينمّان عن تغيّر في حسابات طهران ورغبتها في المخاطرة. فهذا الموقف الحازم، كما جاء على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، "محاولة لخلق معادلة جديدة مع إسرائيل". وبرأيهما، هَدَفَ الرد الإيراني إلى تحديد خطوط حمراء جديدة في صراع إيران مع إسرائيل، ما يعني إمكانية أخذ طهران الأمور بأيديها إذا استمرت حملة التهور الإسرائيلي ضدها وضد شركائها. وعليه، يجب الحكم على الهجوم الإيراني فقط من خلال هدف إيران الإستراتيجي بتعزيز الردع ومحاولة إعادة كتابة قواعد الاشتباك مع إسرائيل، وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير، عبر إظهار قدرة في هجومها أكثر مما يودّ منتقدوها الاعتراف به.

"يمكن القول إن الضربات الإيرانية على تل أبيب، والتي جاءت كرد على استهداف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/ أبريل الفائت، قد عملت على إعادة تعريف قواعد الردع، وباتت قدرة تل أبيب على الردع غير فعالة في مواجهة إيران"، حسب زكريا. 

والشاهد على ذلك، وفق زكريا، "هو إعلان السلطات الإسرائيلية في 1 أيار/ مايو الحالي، أنها ستتخلى عن قدرات منظومة 'باتريوت' الأمريكية بعد فشلها في صد الضربات الإيرانية، وسيتم ذلك بشكل تدريجي خلال الأشهر المقبلة، وأنه سيتم استبدالها بأنظمة أكثر تقدّماً، ضمن منظومة 'القبة الحديدية'".

وكلاء إيران في المعادلة الجديدة 

لو أرادت طهران إحداث أضرار واسعة النطاق حقاً، لأرسلت عدداً أكبر من المقذوفات، أو لاستخدمت ترسانة "حزب الله"، التي تبعد دقائق فقط عن إسرائيل، حسب بول سالم. ووفقاً لتشارلز ليستر، وهو زميل أقدم ومدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، قواعد الاشتباك الماضية خلقت مستوى معيّناً من القدرة على التنبّؤ وضمان بقاء دوامات التصعيد الخطيرة تحت الطاولة، أو مستبعدةً للغاية. وبرأيه، هدَفَت الضربة الإسرائيلية "الضئيلة نسبياً"، إلى إظهار مدى نفوذ إسرائيل والتحذير من التصعيد أكثر، إلا أن إيران تحتفظ بأوراق لمواجهتها بشكل غير متكافئ، أي وكلاءها الذين واصلوا أنشطتهم السابقة دون أن يتأثروا.

بحسب الجنرال والسياسي الإسرائيلي موشيه ديان، فإن "إسرائيل يجب أن يُنظر إليها على أنها مجنون خطير جداً بحيث لا يتم إزعاجه". هل ينطبق ذلك على مواجهتها مع إيران؟

الاستثناء الوحيد، حسب تشارلز، هم وكلاء إيران في العراق وسوريا، الذين التزموا بوقف غير معلن لهجماتهم على القوات الأمريكية منذ أوائل شباط/ فبراير الماضي. فعندما شعرت إيران بالحاجة إلى الرد على الإجراءات الإسرائيلية سابقاً، استخدمت وكلاءها في سوريا والعراق لاستهداف القوات الأمريكية، كوسيلة للضغط غير المباشر على إسرائيل. وقد تسعى حالياً إلى الرد على ضربة أصفهان باستخدام أساليب غير متماثلة، عادّاً أن شنّ وكلاء إيران، في 21 و22 نيسان/ أبريل الماضي، هجمات عدة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، هي الأولى منذ أكثر من 10 أسابيع، قد يشير إلى عودة إلى ديناميكية الأعمال العدائية قبل 1 نيسان/ أبريل الماضي، مع أن وصفه على هذا النحو سيكون متفائلاً بشكل لا مبرر له، وفق ليستر. إذ إنه بمجرد تجاوز الخطوط الحمراء، فإنها ستظل ضبابيةً في أحسن الأحوال. فمن وجهة نظر الدول والوكلاء، أصبحت بيئة العمل الآن أكثر خطورةً وعرضةً للتصعيد المقصود وغير المقصود.

وفقاً لسيلين أويسال، وهي زميلة زائرة في معهد واشنطن، لا يزال الأثر الذي سيخلفه تبادل إطلاق النار المباشر بين إيران وإسرائيل غير واضح على المشهد اللبناني دبلوماسياً أو عسكرياً. فقد تجاوزت الاشتباكات مع "حزب الله" عتبات جديدةً ويتصاعد إطلاق النار عبر الحدود بشكل مستمر. ومن جانبها، تبدو إسرائيل عازمةً على مواصلة عملياتها ضد "الحزب" حتى تغيير الوضع الراهن، وهو هدف ربما تسعى إلى تحقيقه حتى لو استمر وقف التصعيد مع إيران أو تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعيد المنال في غزة. وفي المقابل، لا يريد "الحزب" حرباً شاملةً في الوقت الراهن، إلا أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أظهر أن الاستمرار في خسارة قادة بارزين يمكن أن يدفع "محور المقاومة" إلى تغيير حساباته. 

فرض "حزب الله" شروط اشتباك خاصةً به، عبر إنشاء منطقة عازلة داخل إسرائيل، أجبرها على القيام داخلياً بما لم يستطِع القرار 1701 أن يفرضه على "الحزب"، أي الانتقال بعيداً عن جنوب لبنان. وهذا يشكل إهانةً خطيرةً للردع الإسرائيلي، حسب فورين بوليسي، وقد وصفه اللواء احتياط غيرشون هكوهين، بقوله: "تمكّن حزب الله من القيام بخطوة هنا، مع قتال محدود، يحرج إسرائيل". ويضيف: "حزب الله سيحدد كل ما قد يحدث في المستقبل إذا أجبر إسرائيل على إنهاء حربها على قطاع غزة. في الواقع، حزب الله هو الذي يقرر حالياً ما إذا كان سيتوقف". 

ونتيجةً لذلك، بحسب المجلة الدولية، قد يُجبَر قادة إسرائيل على تكثيف جهودهم لإعادة بناء الردع في حرب واسعة النطاق مع "حزب الله"، برغم احتمالات النجاح الضئيلة دون تدخّل أمريكي قوي في حرب كهذه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image