أعادت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي أدب المعارك إلى واجهة المشهد، لتتوجه الأنظار في المشهد الثقافي إلى ذلك الإبداع المكتوب بالبارود كفعل مقاومة ونضال في الأساس، ينتصر للحق الفلسطيني. وهنا، يتجدد الحديث مرة أخرى عن طبيعة ذلك الأدب، الذي تفرزه اللحظات الحاسمة، ويقترن بالقضايا المصيرية الكبرى، ويتمحور حولها، ممارساً أدواراً قتالية وحماسية وثورية واجتماعية بالغة الأهمية والتأثير. ويثار التساؤل من جديد عن مدى وصول هذا الإبداع الميداني إلى مستوى الحدث، من الوجهة الجمالية والفنية المجردة، وكيف يمكنه أن يرتقي بأدبياته الخالصة، وينجو من فخاخ الخطابية والمنبرية والمباشرة.
ولعل عقد مقارنة مبسّطة، بين الإبداعات الشعرية التي اقترنت خلال السنوات الأخيرة بالثورات العربية، والنماذج الشعرية الحديثة المقترنة بالحرب الدائرة في غزة خلال الأشهر القليلة الماضية، يقود إلى نتيجة ملموسة. هذه النتيجة هي أن شعر الثورات العربية لم يرق إلى المستوى المأمول، وانحصر في دائرة التحريض والزعيق السياسي، أما شعر معركة غزة الحالية والشعر الفلسطيني الذي كُتب خلال السنوات الأخيرة ناظراً إلى الأحداث والحرب والمعارك، ينطوي على تجليات إبداعية، توازن بين نُصرة الفلسطينيين ودعم نضالهم وقضيتهم من جهة، وتفعيل القيم الجمالية والأبجديات الإبداعية الرفيعة من جهة أخرى.
قصائد الثورات العربية
في البداية، وبالنسبة لشعر الثورات العربية، فإنه بعد سنوات من هذه الثورات، تتفجر جدليات كثيرة بشأن الأعمال الإبداعية الشعرية، التي تناولت أجواء الثورة وما سُمّي بالربيع العربي. وتثار إشكالية العلاقة بين الإبداع والثورة، وطبيعة التفاعل بينهما، وكيفية ثورة المبدع، وماهية تحريره إبداعه من الوجهة الفنية، بعيداً عن الشعارية والإحالات المباشرة وعلوّ النبرة السياسية وتهميش الإنسانيات المتعمقة لصالح الحدث المؤقت، وهي السمات السلبية التي اعترت أعمالاً كثيرة تمسحت بالثورة ظاهريّاً.
أعادت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي أدبَ المعارك إلى واجهة المشهد، لتتوجه الأنظار في المشهد الثقافي إلى ذلك الإبداع المكتوب بالبارود كفعل مقاومة ونضال في الأساس، ينتصر للحق الفلسطيني
في مصر، على وجه الخصوص، صدرت دواوين شعرية كثيرة، بالعربية الفصحى وباللهجة العامية المحلية، حاولت بشكل أو بآخر التماسّ والتقاطع مع ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011، وما لحقها من أحداث، وعمدت بعض هذه الأعمال إلى الانغماس التام في ما يمكن وصفه بمفردات الثورة، وكليشهات الربيع العربي، ولافتات الميدان وشعاراته.
وقد نُشرت بعض هذه الإصدارات في إطار سلسلة خاصة حملت عنوان "إبداعات الثورة"، أطلقتها في القاهرة الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، في حين نُشرت بعض إصدارات أخرى بمعرفة سلاسل حكومية بالهيئة العامة للكتاب، وعن طريق دور نشر أهلية، منها الدار المصرية اللبنانية، والشروق، وبيت الياسمين، وغيرها.
للوهلة الأولى، يمكن رصد مجموعة من الملامح العامة تسم أغلبية هذه الأعمال، خاصة الدواوين الشعرية التي أعقبت كانون الثاني/يناير 2011 بفترة وجيزة، فالعناوين ذاتها كعتبات مفتاحية للنصوص تأتي دائماً متمحورة حول لفظة يراد لها اختزال ما يدعيه المؤلف من النزعة الثورية، من قبيل: الشهداء، الثوار، الميدان، الشعب، الربيع العربي، يناير، التحرير، إلخ. ثم يأتي الغلاف بتصوير موغل أكثر في السطحية، كأن يحتوي مثلاً لقطة فوتوغرافية لمظاهرات الشوارع، أو للقنابل الدخانية في أثناء الاشتباك مع الأمن، أو لمواكب الشهداء المحاطة بالورود، أو لمجموعة من النساء يرتدين علم مصر، وما نحو ذلك.
أما متون النصوص، فهي أقرب إلى الهتافات الشعارية، كتلك التي يرددها الثوار في "الحالة الميدانية الثورية"، والخطاب البياني، والزعيق السياسي المجاني، بما يمثل خطورة على القيمة الإبداعية الصافية، التي يتم إهدارها مع إهدار المشترك الإنساني، إعلاءً لذلك الحدث المؤقت، والعارض الضيق المحكوم بالزوال.
ومن الأمثلة على هذه الإصدارات الشعرية ديوان "وطن راجع من التحرير" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة للشاعر مصباح المهدي، الموصوف بأنه "ديوان لشعب مصر العظيم"، ومن أجوائه التي تشبه أغنيات الميدان في ثورة يناير قصيدة "من التحرير"، وفيها يقول: "من التحرير/أسميك يا وطن صوتي/اللي خارج نوح/أسمّي حضنك الدافي سفينة نوح/ أسمي بنت مصرية/ خلاصة روح/أسمي النيل أبو المووايل/وريد مفتوح/على دفتر حنين عاشق/حلم بالفجر بيشقشق/ ببكره الجاي/أسميك يا وطن بكره/اللي طالع فجره من التحرير".
ويطرح صدور مثل هذه الأعمال سؤالاً إجرائيّاً أوليّاً يتصل بالإنفاق المؤسسي العام من مالية الدولة على كتابات تفتقر للشروط البدائية للإبداع في سياق عام من التزلف والممالقة والمزايدات الوطنية، على أن التساؤل الذي تعنى به هذه القراءة هو ذلك المتعلق بالفنيات، والذي يثير من جديد إشكالية العلاقة بين الأدب والثورة، وطبيعة التفاعل بينهما، ومعنى أن يكون المبدع ثائراً في ميدان الكلمة.
فرق كبير بين حلول الثورة كموضوع لنص إبداعي، وبين تثوير الإبداع ذاته على الورق، وخلخلة تقنياته الراسخة، فقد يثور المبدع في أكثر من ميدان، لكن الحقل الذي ينبغي أن ينفرد فيه بالثورة الخاصة هو "إبداعه"، فبالثورة الإبداعية داخل العمل الفني، وحدها، تنجو الكتابة ذاتها من القولبة وسائر وجوه العطب والفساد.
مناداة الشعر بالحرية أو الهتاف باسمها في الميادين أمر، وأن يحقق الشعر الحرية بيديه، في ميدانه هو، أمر آخر. وأن تصفّق قصيدة لثورة أو حتى تباركها قبل اندلاعها شيء، وأن تكون القصيدة بذاتها ثورة مكتملة شيء آخر. ويبدو الشاعر الطامح إلى التفرد مراهناً دائماً على أدواته هو، احتراماً منه لاستقلالية الشعر، وغناه، واستغنائه، وقدرته على أن يفعل، لا أن يكون صدىً صوتيًاّ لأفعال. ولعل من الازدواجية أن يمجّد نص أدبي قيمةَ الحرية، ويغذّي الثورة، في حين يبدو النص ذاته تقليديّاً تابعاً، غير قادر على التجاوز الفني.
ومن وجوه الحرية وملامحها وتجسّداتها في النص الذي يجري تثويره من داخله، مغامرات الوجود والتحقق والتفاعل والاكتفاء الذاتي، أي أن يكون النص هو "فعل التحرر" على كافة المستويات، و"الثورة المكتملة بذاتها"، لا أن يكون بيان الدعوة إلى التحرر والثورية، وأن يحدث هذا التحرر وتلك الثورية في سياق طبيعي حيوي عفويّ. والأهم أن يستقل الإبداعي تماماً بجمالياته، وأن يمشي على الأرض ويحلق في الفضاء بطاقة أدواته وفنياته فقط، بدون أن ينفصل بالطبع عن معطيات واقعه، ومستجدات عصره، ومتطلبات جمهوره.
وهكذا، في حقل القصيدة، تبدو الهوة واسعة جدًاّ بين "ثورة الشعر" بفضائها الرحب، وبين "شعر الثورة" بمعناه المحدود. الشعر مطالب دوماً بأن يكون في الأساس شعراً، وأن يتحرر من كل تبعية، ومن كل شيء، إلا الجوهر الشعري الأصيل أو الشعرية الخام النقية بالتأكيد، وهذا لم يحدث للأسف الشديد إلا في حالات نادرة للغاية في تاريخ الذائقة العربية، تلك التي أفرزت، وتفرز، الشعري على أنه تابع دائماً للبوابات السلطوية (شعراء الباب العالي).
قصائد الثورات العربية، كما يبدو، في جانبها الأكبر، هي كتابات تتحدث عن الثورة، كفعل خارجي، وربما تدعو إليها، وتتعاطف معها، وتتحمس لها. ولكنها من الوجهة الفنية لم تلتفت في أغلب الأحوال إلى التثوير الإبداعي للكتابة ذاتها، وتقديم طرح متجاوز للثابت، مخلخل للمستقر، على مستوى التقنية والرؤية، وهذا هو ميدان الثورة الحقيقي للشاعر إذا ابتغى المصداقية والتحقق والتأثير.
حرب غزة والجوهر الشعري
نسبة غير هيّنة من الإبداعات الشعرية الجديدة التي فجّرتها المعارك التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين ومنها الحرب الأخيرة على قطاع غزة، هي كتابات ناضجة فنيّاً، مفتوحة على الجوهر الشعري بامتياز، في الوقت ذاته الذي تنفتح فيه أيضاً على الجُرح الفلسطيني النازف، وقضية الفلسطينيين والعرب المركزية.
وتنفرد قصيدة المقاومة الفلسطينية بأنها تبقى دائماً حية نابضة، ما بقيت القضية قائمة متأججة، وما بقي الشعر قادراً على أن يكون فنّاً أوّل للعربية. ولقد تطورت القصيدة العربية على وجه العموم، عبر أجيالها المتلاحقة، خلال السنوات الماضية، وصولاً إلى ما هي عليه الآن لدى أحدث تيارات قصيدة النثر، من المحيط إلى الخليج. وانسحبت هذه الانزياحات والتوترات الجمالية على الشعر الفلسطيني بطبيعة الحال، لكن بدون أن يفقد هويته الخاصة المميزة كشعر نضالي تحرري في الأساس.
تنفرد قصيدة المقاومة الفلسطينية بأنها تبقى دائماً حية نابضة، ما بقيت القضية قائمة متأججة، وما بقي الشعر قادراً على أن يكون فنّاً أوّل للعربية.
وبالتعبير الأدونيسي، يمكن طرح السؤال: ما "الثابت" وما "المتحول"، في النص الشعري الفلسطيني المعاصر؟ الثابت ببساطة هو المحور المركزي لهذا الشعر، شاء أم أبى، وعى أم لم يكن واعياً. وهو الواقع الفلسطيني الدامي، أو القضية الفلسطينية المصيرية، التي لا تزال متقدة الأحداث، مفتوحة الجراح، فهي قضية الوجود، وهي معنى الحياة، وجوهر الشعر، وأصل كل شيء. وهذا الثابت هو أرض الشعر التي ينبع منها، وينشأ في طينتها وخميرتها النشطة، ويقف عليها في فتوته وعنفوانه. ومن غير هذه التربة الضرورية، لا تكون للشعر بصمة، ولا تصير له ثمرات فعلية.
أما المتغير في القصيدة الفلسطينية المعاصرة، فهو ببساطة أيضاً ما يتعلق بعملية المعالجة الشعرية، أي الرؤية والصيغة وطبيعة اللغة والآليات التصويرية والتعبيرية وغيرها من لوازم الكتابة وعناصر التفوق والإدهاش. فقد صار تجسيد معاني المقاومة والنضال والبطولة والتطلع إلى الانتصار واستعادة الوطن الحر وما إلى ذلك هو الذي يجري بكيفية مختلفة عما سبق.
وهذه الكيفية المختلفة في الشعر الفلسطيني الراهن لا تبتعد عمّا بلغته القصيدة الثورية بالمفهوم الناضج في الشعر العربي الحالي عموماً. فهذه القصيدة العربية الثورية هي بحد ذاتها حالة تحرر من القيود، وتمرد على سائر الأنساق. وهي من حيث شعريتها وجمالياتها، كتلة ملتهبة من الوهج والانعتاق، والخروج عن المألوف، وكسر أفق التوقع، والنسج على غير منوال.
اختلفت الأمور كثيراً في معالجات الشعر الفلسطيني الجديد، فيما لم تختلف النزعات الداخلية، الظاهرة والخفية، نحو التحرر والتفجر والاستبسال والصمود والإمساك بالحياة واستعادة أرض الوطن المغصوبة. لكن قصيدة اليوم هي قصيدة التشرذم والتشظي وربما الفوضى واللاوعي، التي تتوازى مع المشاهد المفككة والمفخخة من حولها، دون أن تنسى قضيتها الأم.
من ذلك، مثلاً، ما يصفه الشاعر غسان زقطان عن خنادق مقاتلين "كانوا في الأصل شعراء علقوا في كمائن من القلق"، وما يحكيه عن "الجيش الذي نسيته الحرب في المدينة، الحرب التي نسيها الجنرال في الغرفة، الجنرال الذي نسيه السلام في نومنا، السلام الذي كان يقود الميركافا"، وكيف أنهم جميعاً هناك في مدن الجنون "ما زالوا يطلقون النار على رؤوسنا دون أوامر، هكذا بحكم العادة".
ويصوّر الشاعر فخري رطروط حلمه بخيوط النور التي تنبع من كل ما هو فلسطيني، حتى من جثث الشهداء، وشواهد القبور، متسائلاً: "لم لا تتحول الجثث تحت التراب إلى جذور؟/هل هناك مقبرةٌ في العالم تخلو من قبر فلسطينيّ؟/الأيام الميتة، كم عدَدُها؟". وهو يسلك في قصائده مسارات غير مألوفة، ذات حس عجائبي وسوريالي وفوضوي، جامعاً في خيمة اللاوعي ما يتبقى من نثارات العالم، ومازجاً معاناته الفردية وكوابيسه وأشباحه بالهم الوطني العام والجرح الفلسطيني النازف: "أيّ رعب تراه الجدران كي تفقد ألوانها؟/الفأر الذي يُخرْخشُ في رأسي، ماذا يريد؟/ماذا تفعل دبّابة آخرَ الليل في غرفتي؟/أين أختبئ؟/المساءات مالحة".
ولا يضع الشاعر حدّاً أبداً لمشاهداته وتأملاته الطفولية القريبة، التي لا تخلو من توقع ميلاد أمل في الأرض أو في السماء "لماذا يُشِعُّ القمر؟/هل القمر قرصُ أسبرين لهذه السماء المصابة بالصداع؟!".
وتسعى الشاعرتان فاتنة الغرة، وابتسام أبو سعدة، نحو استيعاب القضية الفلسطينية وهضمها وإعادة إنتاجها فنيّاً بما تتضمنه من معاني التحرر والتثوير والانفلات والتمسك بالأرض وانتظار الحصاد وما إلى ذلك، على نحو غير مباشر أيضاً.
مناداة الشعر بالحرية أو الهتاف باسمها في الميادين أمر، وأن يحقق الشعر الحرية بيديه، في ميدانه هو، أمر آخر. وأن تصفّق قصيدة لثورة أو حتى تباركها قبل اندلاعها شيء، وأن تكون القصيدة بذاتها ثورةً مكتملة شيء آخر
فمن جهتها، ترى فاتنة الغرة، فيما يرى النائم، مجدليةً تفرش ضفائرها على مدّ البصر، فيما "يزرع الفلاحون تعاويذ وأيقونات، ويحصدون في الوقت ذاته تماماً خبزاً أسمر وإكليلَ شوك، وكان الوقت ظهراً معتماً، وكان ذلك شيئاً عظيماً".
أما الشاعرة ابتسام أبو سعدة، فإنها تتخذ من الأنوثة معادلاً للخصوبة والأمومة والمخاض والميلاد والتجدد والتحولات والفيوضات وانتظار فجر جديد. وتتمدد فضاءات هذه الأنوثة لتشمل النساء والأرض والخريطة وعرائس البحر والأساطير وجميع مفردات الحياة وعناصر الثورة القادمة لا محالة: "ستثمر من يدي ورقة/سيزهر من بنفسجي ياسمين أبيض/ستلد الدماء المنسيّة ثورة".
ومن النماذج الشعرية الفلسطينية الحديثة أيضاً، المنشورة بعد اندلاع الحرب على غزة، في عدد خاص من مجلة "إبداع" المصرية (كانون الأول/ديسمبر 2023)، تأتي قصيدة الشاعر الفلسطيني مهيب البرغوثي "حين تنتهي الحرب". وفيها يتجلى بشكل واضح ذلك الاختلاف البيّن بين الشاعر الفلسطيني (والإنسان الفلسطيني عموماً) وغيره من البشر، وهو اختلاف يجعل كل شيء حتى البكاء مستعصياً على الفلسطيني في ظل أزمته المصيرية: "حين تنتهي هذه الحرب اللعينة، سيكون لي وقت للبكاء، وانتظار رحيلكِ".
أما الشاعرة الفلسطينية مايا أبو الحيّات، في قصيدتها النثرية الجديدة "الدماء الناشفة في عروقنا لا تجعلنا نسمع ما تسمعون"، فإنها تكاد تبلور هذه المقوّمات المغايرة للنص الفلسطيني، التي هي أضلاع حياة مغايرة ومختلفة بالكامل، بكل تداعياتها المأساوية وكوابيسها السوداء "القيود في أعناقنا/لا تجعلنا نشعر بما تشعرون. لقد انتشلنا أطفالنا/ من أسفل العمارات/وحاولنا تركيب رؤوسهم لتصبح الجثث كاملة. الرماد في عيوننا لا يجعلنا نرى ما ترون".
ويمضي الشاعر الفلسطيني خالد جمعة في قصيدته "لم يأتِ أحد"، التي ضمّها كتاب "ما قالته غزة"، الصادر عن دار "ميريت" للنشر في القاهرة بعد اندلاع الحرب الجارية، صوب إبراز سمات الاختلاف في تراب غزة ذاتها، التي لا تعرف الاستسلام: "غزة تعتني بحديقتها. لا يجوز أن يأتي العاشق/ ويرى العشب مهروساً تحت أقدام الغرباء/أو يرى وردة تذوي على غصنها".
بات من المؤكد أن قصيدة الثورية والنضال والتحرر الفلسطينية الراهنة هي قادرة على إنجاز هذا التحرر فعليّاً، بيديها، ومن داخل بنيتها ولغتها وأخيلتها، فهي لا تكتفي بأن تدعو إلى الحرية بمفرداتها، وهذا ما يجعلها ذات وعيٍ وحضور حقيقي وجاد في المشهد الإبداعي العربي الحالي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع