شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"سنكون جاهزين فور البدء بإعادة الإعمار"... "أحياء صمود" تبني الكرافانات لغزة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 8 مايو 202401:59 م

في الوقت الذي يحاول أشخاص كثر من مختلف أنحاء العالم إرسال التبرّعات إلى قطاع غزة بعد حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" عليه، يجمع متطوعون أُردنيون من الحملة الشعبيّة لدعم الأهل في غزة "صمود"، التبرّعات بغية إنشاء أحياء صمود المؤهلة بشكلٍ كامل بعد إعلان وقف إطلاق النار.

تسعى هذه الحملة إلى إنشاء أحياء كاملة جاهزة للتركيب فور إعلان وقف إطلاق النار، بحيث يستوعب كل حي من أحياء صمود ما يقارب ألف مسكن، أو حسب المساحات المتوفرة، ويتسع لنحو 10 آلاف شخص، مع حيٍّ كامل بمختلف حاجاته التي تضمن حياة مستقرةً للغزاويين.

وستتضمن الأحياء، بالإضافة إلى المنازل الجاهزة، مركزاً للرعاية الصحية الأولية، وغرفاً، ومساحة لعب للأطفال، ومخبزاً، ومرافق تجارية.

ما هي أحياء صمود؟

تسعى هذه الحملة إلى إنشاء أحياء سكنيةٍ كاملةٍ في أكثر المناطق تضررًا في القطاع وهي عبارة عن مساكن جاهزة التصنيع لضمان سلامة الغزاويين وراحتهم إلى حين إعادة الإعمار، فيما تتشكل الأحياء من وحدات سكنية معدنية وجاهزة ومصنّعة في الأردن ومركز للرعاية الصحيّة الأولية وغرف وملاعب أطفال ومرافق تجارية مثل (سوبرماركت) ومخبز. 

يجمع متطوعون أُردنيون من الحملة الشعبيّة لدعم الأهل في غزة "صمود"، التبرّعات بغية إنشاء أحياء صمود المؤهلة بشكل كامل بعد إعلان وقف إطلاق النار

يقول متطوع الفريق الإداري في الحملة سعد دروزة لرصيف22 إنَّ المتطوعين قرروا عدم الوقوف مكتوفي الأيدي إلى حين وقف إطلاق النار في قطاع غزة وذلك عبر جمع التبرعات من أجل إدخال المنازل المتنقلة (الكرفانات) فور إعلان وقف إطلاق النار.

ويضيف أنَّ الحملة لا يمكنها قانونياً جمع التبرعات من الناس، لذا فقد فتحت حساباً باسم "حملة صمود" لدى الهيئة الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لتجمع التبرعات بصفتها جهةً مخوّلة بالقيام بذلك.

وقف إطلاق النار وبدء العمل

ويتابع دروزة: وبعد إعلان وقف إطلاق النار ستطرح الهيئة عطاء للمصانع في الأردن، حيث ستقوم الجهة التي سيرسو عليها العطاء بتصنيع البيوت قبل إرسالها إلى غزة بغية تركيبها هناك من قِبل الغزاويين، وهو ما سيتيح توفير فرص عمل لهم بعد تضرر أعمالهم وخسارتها إثر العدوان على القطاع.

فيما سيتم نقل البيوت عبر الشاحنات برًا عن طريق معبر كرم أبو سالم، وسترسل غير مركبة مع التجهيزات والمعدات فيها نظرًا إلى أنَّ الناس خرجوا من منازلهم دون أخذ مستلزماتهم. 

ستتضمن الأحياء، بالإضافة إلى المنازل الجاهزة، مركزاً للرعاية الصحية الأولية، وغرفاً، ومساحة لعب للأطفال، ومخبزاً، ومرافق تجارية. 

وتواصل مسؤولون من الحملة مع رؤساء البلديات في قطاع غزة لمعرفة حاجاتهم وأكثر الأماكن تضررًا لبدء المشروع فيها مع التأكيد أن الأرض التي سيقوم عليها مملوكة للبلديات هناك. وتقوم الحملة على مبدأ 100% تطوع وتبرع لأنَّ جميع احتياجات الحملة يقدمها متبرعون من الأفراد والمؤسسات.

كيف ستصل لغزة؟

يوضح المدير المالي للهيئة رائد عوض لرصيف22 أنَّ العاملين في الهيئة يقومون بتوثيق كل شيء وعمليات شراء (الكرفانات) ستكون عبر طرح عطاء لشرائها والعمل عليها.

ويتابع: "الهيئة تقوم بأخذ التبرعات التي تصل إلى الحملة من قِبل المتطوعين في الحملة ثٌم يتم وضعها في حساب إلى أن يحصل وقف إطلاق النار للبدء بتنفيذ المشروع"، مؤكداً: "دورنا رقابيّ وليس قانونيّاً".

ويلفت عوض إلى أنَّ فتح الحساب للحملة جاء بعد حصولهم على موافقة من وزارة التنمية الاجتماعية لجمع النقود والتبرعات من الناس، لذا فهي الجهة المسؤولة عن الحملة.

وتمكن الأردن الأربعاء الماضي من إدخال قافلة مساعدات جديدة لغزة عن طريق القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، فيما يتم إدخال المساعدات للمرة الأولى إلى شمال قطاع غزة عبر معبر بيت حانون.

كيف ستُنقل البيوت؟

شركة عاشور للصناعات المعدنية التي صنعت سابقاً منازل المتنقلة لمخيم الأزرق للاجئين السوريين في الأردن وصدّرتها إلى العراق، تنوي التقدم للعطاء الذي ستطرحه الهيئة من أجل أحياء صمود.

يشرح مدير الشركة المهندس ماهر عاشور لرصيف22 غبتهم في إرسال 20 منزلاً في كل شاحنة - في حال أخذوا للعطاء- ليتم تركيبها في غزة، مع تقليل عدد الشاحنات قدر الإمكان من أجل سهولة الحصول على تصاريح من قِبل إسرائيل من أجل إدخالها. 

بحسب القائمين على الحملة فإن الهيئة الخيرية  تقوم بأخذ التبرعات التي تصل إلى الحملة من قِبل المتطوعين ووضعها في حساب إلى أن يحصل وقف إطلاق النار للبدء بتنفيذ المشروع، ويؤكدون أن دورهم بالأساس رقابي وليس قانوني. 

ويتابع أن المنازل مهيأةٌ للتركيب خلال يوم، قائلًا: "صنعنا لمخيم الأزرق 50 منزلًا خلال أُسبوعين".

ويؤكد عاشور أنَّ أهمية هذا النوع من المنازل يكمن بقدرته على احتواء الناس مدة تراوح بين 5 و 10 سنوات إلى أن تتم إعادة الإعمار، وهي أفضل من الخيم التي لا يمكنها إيواء الغزاويين من درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة، قائلًا "البيت أحسن من خيمة وإزالة الأنقاض بدها سنوات لترجع تتعمر".


إعادة الأعمار ولحظة الصفر

وفي تصريحاتٍ صحافيّة لوكالة الأناضول قال رئيس مجلس الإدارة في الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين زهير العمري إن عملية إعادة إعمار قطاع غزة ستستغرق 10 سنوات بفعل الدمار الكبير الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي، وأن رفع الأنقاض وحده سيستغرق عدة سنوات قبل البدء في الإعمار.

واتفق معه المتحدث باسم منظمة العفو الدولية رامي حيدر، إذ أكد في تصريحاتٍ صحافية أُخرى أن إعادة إعمار القطاع في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب ستأخذ 10 سنوات على الأقل، قائلًا إن "ذلك بحسب ما رأيناه من أبراج سكنية وأحياء بالكامل تمت تسويتها بالأرض، هذا إن كانت الحالة طبيعية، وما لم تفرض إسرائيل الحصار وتضع قيوداً على إدخال مواد البناء والوقود". 

بحسب القائمين على الحملة ستكون المنازل جاهزة للتركيب فور البدء بإعادة الإعمار، وأن هذا الترتيب تم بالتعاون مع البلديات في غزة التي تبرعت بقطع الأراضي لإقامة أحياء صمود. 

وكانت منظمة الصحة العالمية قد صرّحت أن الحرب المستمرة تسببت في دمار غير مسبوق يحتاج إصلاحه عقودًا من الزمن، وأن القصف المكثف أدى إلى تدمير ما بين 70 و80% من البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه التي تهدمت أو تعرضت لأضرار جسيمة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image