فتحت وسائل التواصل الحديثة، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، أبواب العالم بعضها على بعض، فبات من السهل معرفة ما يجري في أي مكان والتواصل مع أي إنسان تريده.
لهذا الموضوع سلبيات وإيجابيات عديدة، وفي السنوات الأخيرة ينشغل الباحثون في تأثيرات التكنولوجيا على جميع جوانب الحياة من العلاقات اليومية الاعتيادية، وصولاً إلى التنوع الجيني الذي سببه تسهيل التكنولوجيا للارتباط بشركاء من أعراق مختلفة.
لا يخفى على أحد أن الإنسان عرف الهجرة منذ قديم الزمان، فتميل بعض الآراء العلمية إلى أن الإنسان الحالي أساساً جاء من قارة إفريقيا وانتشر في كل الكرة الأرضية، أي أن الهجرة كانت سبباً لتشكل الحضارات البشرية بشكلها الحالي.
في السابق، كان على المهاجر أن يندمج تماماً في البيئة التي يعيش فيها حيث كان الاتصال بالبلد الأصلي صعباً، ثم بدأ يصبح أكثر سهولة مع وجود الهواتف ليصبح اليوم سهلاً جداً بوجود وسائل التواصل الاجتماعي.
المقيمون في دول الغرب التي هي المقصد الأول للهجرة، يلاحظون بسهولة الفرق بين المهاجرين الجدد وأقرانهم من القدماء، فبغض النظر عن المستوى التعليمي والمهنة نجد القدماء أكثر اندماجاً في المجتمع وأكثر إتقاناً للغة وأيضاً أكثر نسياناً لبلدانهم الأصلية.
صعب ولكن مريح
في التسعينيات من القرن الماضي وصل فرانسوا، كما يحب أن يعرف نفسه حالياً إلى العاصمة الفرنسية باريس قادماً من دمشق في سوريا، لم يكن يحظى بتعليم عال ولم يهاجر بهدف الدراسة، لقد كانت هجرة اقتصادية بحتة يقول: "متطلبات تعلم اللغة للإقامة والجنسية كانت أقل من الآن، ولكن ضرورتها للحياة كانت حتمية، لا تستطيع أن تعيش وتعمل دون تعلم الفرنسية… لقد تعذبنا كثيراً".المقيمون في دول الغرب التي هي المقصد الأول للهجرة، يلاحظون بسهولة الفرق بين المهاجرين الجدد وأقرانهم من القدماء، فنجد القدماء أكثر اندماجاً في المجتمع وأكثر إتقاناً للغة وأيضاً أكثر نسياناً لبلدانهم الأصليةيتابع فرانسوا برواية قصته: "كان التواصل صعباً جداً مع الأهل، في البداية كنت أقف في الطابور لساعة تقريباً كي أحصل على فرصة للاتصال الدولي، ولم يكن لدينا هاتف في منزلنا، لذلك كنت أتصل بالجيران وأطلب التحدث مع أمي، مرات عديدة انقطع الخط قبل أن تصل أمي إلى بيت الجيران".
يرى فرانسوا أن الجيل الحالي من المهاجرين محظوظ، فلم يتلقى جيله ربع الفرص التي حصلت عليها هذه الدفعة من المهاجرين، والإنترنت برأيه له إيجابيات كبيرة، أبرزها سهولة الحصول على المعلومات ووجود أدوات تساعد بتعلم اللغة بشكل أسرع.
لكن التواصل الاجتماعي هو السلبي بالنسبة له، يقول فرانسوا: "أنا لا أريد التواصل مع كل هذا الكم من الأهل والأقارب والأصدقاء وأبناء الجيران، لقد ظهر جيل جديد، فمثلاً يتواصل معي شاب مراهق ويقول لي أنا ابن ابن عمك فلان … شيء مضحك".
يصف فرانسوا أنماط التواصل الحديثة بالمتعبة، لكنه لا ينفي دهشته وسعادته قبل 20 سنة عندما نجح أول مرة بربط اتصال بالفيديو مع أحد أقربائه في الإمارات، يصف ذلك بالسحر.
صعوبات التواصل بالنسبة لمهاجر ترك بلده بمحض إرادته لا تقارن بصعوبات أولئك الذين خرجوا بسبب الحروب، وتركوا بلاداً مشتعلة ومنقطعة عن العالم، خلال البحث وجدت في أرشيف المعهد الوطني الفرنسي للسمعيات والبصريات INA تقريراً صحفياً يعود إلى العام 1989 خلال حرب التحرير التي قادها الرئيس اللبناني السابق ميشال عون ويصور مجموعة من اللاجئين اللبنانيين يتظاهرون في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا ويطالبون الدولة الفرنسية بالتدخل في لبنان الذي كان منقطعاً عن العالم.
يصور التقرير صعوبات التواصل مع لبنان، وفشل محاولات الاتصال مراراً، كما يتحدث المشاركون في المظاهرة عن انقطاع الاتصالات في البلاد.
صعوبات التواصل بالنسبة لمهاجر ترك بلده بمحض إرادته لا تقارن بصعوبات أولئك الذين خرجوا بسبب الحروب، وتركوا بلاداً مشتعلة ومنقطعة عن العالم.لذلك يرى حسن مراد وهو صحفي لبناني وصل إلى فرنسا عام 2007، أن للإنترنت فوائد كبيرة جداً للمهاجرين، أبرزها إمكانية معرفة ما يجري في البلد الأصلي. ويضرب لنا مثال أحداث 7 مايو/ أيار، التي اجتاح فيها حزب الله شوارع بيروت.
يقول مراد: "الإيجابية الأساسية أن ثورة الإنترنت نقلت المهاجر إلى قلب الحدث وأتاحت التفاعل مع الأحداث لحظة بلحظة مع تنويع مصادر المعلومات. أذكر مثلاً خلال أحداث 7مايو/ أيار 2008 ، أنني تابعت الأحداث على نحو مباشر "نوعاً ما" من خلال مجموعة من الأصدقاء كانوا يزودوننا بالمجريات عبر MSN MESSENGER . لم يكونوا في قلب الحدث وكانوا ينقلون لنا ما ينشر في وسائل الإعلام أو الأخبار التي ترد إليهم. أما اليوم يمكن متابعة أي حدث مباشرة بالصوت والصورة ومن خلال منصات وصفحات الوسائل الإعلامية ذات المصداقية أو الشهود العيان".
ولكن من الجانب الاجتماعي يتفق حسن مع فرانسوا بأن قلة التواصل مع الأهل والأصدقاء في البلد الأصلية مريحة أحياناً: "بالمبدأ التواصل الدائم واليومي مع الأسرة يفتح المجال لمشاركة تفاصيل الحياة اليومية معهم ما يفسح المجال لأفراد العائلة بإبداء آرائهم والتدخل في أمور لا يفقهون بها نظراً لعدم إقامتهم في البلد المضيف".
بعكس الكاتب الصحفي محمد السلوم، والذي يرى التواصل مع الأهل والأصدقاء في البلد الأصلي ربما يكون الحسنة الوحيدة للتواصل الاجتماعي.
وطن افتراضي أم فقاعة؟
يشدد السلوم على الفرق بين المهاجر والمُهجَر الذي ترك بلده بشكل قسري، ويصف هذه الفئة بمعظمها أنها لم تنجح بالاندماج في المجتمعات الجديدة، لكنه لا يستطيع توصيف ما يعيشه هؤلاء المهاجرون على الإنترنت بالوطن الافتراضي ويقول: "هذه الحالة أقل من أن تسمى وطناً افتراضياً وأخطر من كونها كذلك، فهي فقاعات شخصية يحبس المهاجر نفسه داخلها".ويتابع: "ولكن في الحقيقة المجتمع أكبر من ذلك، سواء المجتمع المضيف أو المجتمع الأصلي".
يصف محمد السلوم ما يعيشه المهاجرون على الإنترنت بالوطن الافتراضي، يقول: "هذه الحالة أقل من أن تسمى وطناً افتراضياً وأخطر من كونها كذلك، فهي فقاعات شخصية يحبس المهاجر نفسه داخلها"يواجه المهاجرون بحسب السلوم أيضاً برفض من مجتمعاتهم الأصلية، فلا يكون رأيهم أو مشاركتهم الاجتماعية محل ترحيب وعند أول خلاف يقال لهم: "أنت شو فهمك؟ أنت عايش بأوروبا ما بتعرف نحن كيف عايشين".
ويقول السلوم: "هو فعلياً لا يعيش في أوروبا، جسده فقط يعيش هنا، وفي نفس الوقت هو لم يعد يعيش في مجتمعه الأصلي، هنا تصبح الفقاعة أكثر انغلاقاً".
هذه الفقاعة هي التي هرب منها قصي تيزيني الذي عاد إلى سوريا بعد عامين ونصف عاشهم في ألمانيا ويقول: " بالتأكيد لعب الإنترنت دوراً محورياً في عودتي وخصوصاً أنني شخص عاطفي ولدي علاقة حب خاصة تربطني بمدينتي حمص".
ويتابع: "في تلك الفترة كانت الحياة بدأت تعود إلى المدينة بشكل تدريجي، وكانت تتأجج عندي الذكريات والعواطف لمجرد مشاهدتي لفيديو من شوارعها أو اتصال هاتفي مع والدي ووالدتي".
يرى قصي أن الإنترنت وسع دائرة الحزن والنوستالجيا وصار من الصعب تخطي الحنين إلى الماضي دون عواقب نفسية تترك ألماً عميقاً، لذلك اتخذ قراره بترك ألمانيا والعودة إلى سوريا دون النظر إلى الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية التي كانت تعصف في البلاد حينها وما زالت مستمرة إلى هذا اليوم.
عاش قصي في سوريا الافتراضية التي أراد عندما كان جسده يعيش في ألمانيا، فمن الضروري بالنسبة له خلق حياة افتراضية بكل مكان وزمان ليستطيع أن يبني أملاً ما عن طريق بناء حياة خاصة تتناسب مع الطموحات والذكريات وتؤمن الاستقرار النفسي إن كانت عن طريق الانترنت أو بالمخيلة أو الأشخاص أو الأمكنة وإلا ستفقد شغفك وعقلك تدريجياً، فبرأيه أن الإنسان اليوم بحاجة لحيوات وليس حياة واحدة ليستطيع الاستمرار بأقل الخسائر الممكنة.
المهاجر يحب القهوة كثيراً
التحدي الرئيسي في عملية الإندماج هو اللغة، والتكنولوجيا لها دور كبير في نجاح أو فشل المهاجر في هذا التحدي.الإنجليزية باتت لغة عالمية، وبالحد الأدنى يعرف أي مهاجر بعض الكلمات الإنكليزية لعل أهمها كلمة "قهوة"، هذه الكلمة العالمية، لقد أخبرني عدد من المهاجرين الذين التقيتهم أنهم في بداية وصولهم إلى هنا كانوا يشربون القهوة أكثر من أي شيء آخر، لأنها أسهل شيء يمكن أن تطلبه في المقهى.
وجدت نفسي أيضاً قد فعلت الشيء نفسه، لو قال لي أحد الفرنسيين إن المهاجرين يحبون القهوة كثيراً، فلن أستغرب.
يوفر الإنترنت اليوم أدوات كثيرة لتعلم اللغة، وكذلك للترجمة، وهذا سلاح ذو حدين، حسن مراد الذي تعلم اللغة الفرنسية بهدف إكمال تعليمه يرى أن هذه الأدوات أعاقت تطور المهاجر لغوياً لأنها تسمح له بمتابعة الأحداث الجارية في بلد الإقامة إما باللغة الأم أو حتى عبر بالترجمة الفورية ما لا يساعد على تعلم لغة البلد المضيف. لكن الأمر لا يتعلق بها كأدوات ترجمة إنما يتوقف على شخصية المتلقي الذي يستسهل التواصل بلغته الأم وعدم بذل أي مجهود لتعلم لغة بلد الإقامة.
أخبرني عدد من المهاجرين الذين التقيتهم أنهم في بداية وصولهم إلى هنا كانوا يشربون القهوة أكثر من أي شيء آخر، لأنها أسهل شيء يمكن أن تطلبه في المقهى.أما محمد السلوم فيجد أن إمكانية الترجمة والعمل عن بعد باللغة الأم تحبس المهاجرين في فقاعة خاصة لا تتجاوز حدود الغرفة التي يعيشون فيها.
ويقول السلوم: "بالتأكيد أنا منغمس تماماً بالعمل، وعملي بلغتي الأم أبعدني تماماً عن اللغة الفرنسية والاحتكاك بالمجتمع الفرنسي".
ويضيف: " في المرحلة الأولى عندما كنت أتابع ساعات اللغة الإجبارية من الحكومة، كنت أخرج من المنزل واحتك بالمجتمع وتعلمت بشكل جيد، لكني نسيت اللغة فيما بعد لقلة الاستخدام".
ويتابع: " علينا التفريق بين الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فللإنترنت إيجابيات كبيرة، حيث نقوم بكل معاملاتنا من خلاله وهذا ما أصبح متاحاً بشكل فعال أكثر بعد جائحة كورونا".
أما وسائل التواصل الاجتماعي فتجعل السلوم منغمساً تماماً مع مجتمعه الأصلي، فلا يستخدمها إلا بمتابعة بعض الصفحات الرسمية للخدمات العامة في المجتمع المضيف مستعيناً بأدوات الترجمة التي تساعده على فهم ما يحدث حوله.
ويلتفت محمد السلوم إلى نقطة بالغة الأهمية متعلقة بالأطفال الذين يعيشون هنا وتصبح لغتهم العربية أضعف تدريجياً ما يجعل التواصل صعباً مع الأهل.
لتفادي هذه المشكلة عليك تبحث عن عمل في المجتمع المضيف، وهنا يمكن أن نوجه السؤال لحكومات الدول المضيفة، هل سياسات الاندماج المتعبة مع اللاجئين والمهاجرين صحيحة وتؤدي فعلاً لجعلهم عناصر مندمجة وفاعلة اجتماعياً؟
للتكنولوجيا الحديثة العديد من الأوجه وبالتأكيد منها أوجه إيجابية أبرزها: مصادر المعلومات والموارد: توفر وسائل التواصل الاجتماعي للمهاجرين الوصول السريع والسهل إلى معلومات حول الخدمات المتاحة والفرص الوظيفية وبرامج تعليم اللغة والمزيد، مما يساعدهم على تكييفهم بسرعة مع البيئة الجديدة.
بناء العلاقات والتواصل الاجتماعي: تمكن وسائل التواصل الاجتماعي المهاجرين من التواصل مع أقرانهم وبناء شبكات اجتماعية توفر لهم الدعم الاجتماعي. والانتماء.
تطوير المهارات اللغوية: توفر وسائل التواصل الاجتماعي منصات لتعلم اللغة بشكل تفاعلي ممتع، مما يساعد المهاجرين على تحسين مهاراتهم اللغوية بسرعة.
تبادل الثقافات والتعرف على الثقافة المحلية: يمكن للمهاجرين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة ثقافتهم الأصلية وتعريف الآخرين عليها، كما يمكنهم تعلم وفهم الثقافة المحلية للمجتمع الذي يعيشون فيه.
الوصول إلى الخدمات والدعم الاجتماعي: تستخدم المنظمات غير الحكومية والوكالات الحكومية وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع المهاجرين وتقديم الدعم والمساعدة لهم.
المشاركة المدنية والنشاط السياسي: يمكن للمهاجرين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في النقاشات العامة والمظاهرات والحملات السياسية للدفاع عن حقوقهم والمساهمة في تغيير السياسات.
لكن هذه الجوانب وبعيداً عن فكرة الاندماج والعلاقة بالبلدان الأصلية، لها أوجه سلبية ومظلمة، فمثلاً في ظل وفرة المعلومات المتاحة عبر الإنترنت، تجد المجتمعات المهاجرة اليوم إمكانية الوصول إلى موارد تعليم اللغة والمعلومات حول الثقافة والمجتمع المضيف بسهولة أكبر مما كانت عليه في السابق وهذا صحيح لكن في الوقت نفسه يواجه الأفراد أيضاً تحدياً في فرز العديد من المعلومات وتقييم مصداقيتها.
وفيما يسهل التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشكيل مجتمعات الدعم للمهاجرين، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تكوين فقاعات اجتماعية قد تعزل المهاجرين عن المجتمع المضيف.
من جهة أخرى، تشكل وسائل التواصل الاجتماعي منبراً للتعبير عن الهوية الثقافية وتبادل الثقافات، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات المختلفة. لكنها أيضاً قد تثير صراعات ثقافية أو تعزز الأفكار النمطية.
كذلك تسمح وسائل التواصل الاجتماعي بالتعرض بشكل أسهل للتمييز ورهاب الأجانب.
بصفتها جزءاً من التحولات الاجتماعية الرئيسية، فإن التكنولوجيا تقدم فرصاً مهمة لدعم عملية اندماج المهاجرين، لكنها تتطلب أيضاً مراقبة وتوجيهاً من قبل السياسات العامة والمجتمع المدني لضمان استخدامها بشكل يعزز التواصل والتفاهم بين جميع الثقافات والمجتمعات. ويمنع المهاجرين من تشكيل وطن افتراضي يعيشون فيه جسداً في جغرافيا، وروحاً وعقلاً في جغرافيا أخرى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ اسبوعينمقال رائع فعلا وواقعي