في السنوات العشر الأخيرة، أصدر عدد من الشبان والشابات من عواصم عربية مختلفة، بالتزامن، بواكيرهم/نّ الأدبية الأولى (شعريةً كانت أو سرديةً)، وبدأت تأخذ حيثيتها في المشهد العربي. سطعت هذه التّجارب وسلكَ كلٌّ منها طريقه ومنحاه، وتوجّه نحو تحقيق مشروعه الأدبي أو الشّخصي. بدأت تتشكل في تلك المرحلة معالم جيل أدبي جديد، له ما له وعليه ما عليه، يكتبُ ويهذي في العواصم. وليس هذا حكراً على بيروت فحسب، بل يمكن للمتصفّح أن يعكس التجربة البيروتية على عواصم عربيّة شتى.
المفارقة الكبرى أنه لم يُتَح لنا المجال آنذاك للتفكير أو حتى السؤال: من أين أتى هؤلاء الشعراء/الأدباء الشباب؟ ما هي الخلفيّة الأدبيّة أو المعرفيّة التي أتوا منها؟ إلى أيّ مدى يمكن للقراءة أن تسهم في بروز تجربة أو خفوتها؟ وغيرها من الأسئلة التي تطولُ وتطول.
المفارقة الكبرى أنه لم يُتَح لنا المجال آنذاك للتفكير أو حتى السؤال: من أين أتى هؤلاء الشعراء/الأدباء الشباب؟ ما هي الخلفيّة الأدبيّة أو المعرفيّة التي أتوا منها؟ إلى أيّ مدى يمكن للقراءة أن تسهم في بروز تجربة أو خفوتها؟ وغيرها من الأسئلة التي تطولُ وتطول
باتَ من المسلّم به اليوم أنّ الجيل العربي هو جيل هوامش وتناقضات؛ تناقضات قد تذهب به إلى مفاصل ومنعرجات معرفيّة وأدبيّة. أيضاً يفتقد بشكل أو بآخر منابر تحتضن مواهبه. هذه المنابر التي وُجدت في ستينيّات القرن الماضي وسبعينيّاته، في مجلة "شعر" أو "مواقف" أو حتى "الآداب"، وصولاً إلى ملاحق ثقافية ونشرات في عواصم عربيّة متنوّعة. ساهمت تلك الفسح الثقافيّة، في عملية تظهير الأصوات العربية ومنحها شرعيّةً أدبيّةً وإطلاقها في هذا الفضاء، وهذا ما يفتقر إليه جيل الجدران الفايسبوكية اليوم.
بطبيعة الحال، لا تولد الكتابة من رحم فارغ. إنّما هي نتيجة حتميّة لتجاذبات داخليّة وإرهاصات عديدة يتشارك الكاتب فيها مع محيطه وعوالمه وما يدور في فلكه. فيغدو بذلك الكاتب ابن بيئته ورهين مكانه المنشود. الحديث عن الكتابة بكليّتها أشبه بالضّرب في الرّمل. إذ لا تخضعُ الكتابة كأيّ من المواضيع الأخرى لقوانين وتعليمات. تمشي على رسلها بلا أيّ اعتداد بما يحدث، وتسلّم أمورها للسّليقة الرّحبة وتفيض.
لا يتّسع المجال للحديث عن الكتابة بمعناها العام والشّامل. والجواب محيّر وملتبس التباس الشعر والأدب عموماً. في أحوال الكتابة ومداراتها يسائل رصيف22، اليوم، مجموعةً من الشعراء والكتّاب الشباب من العالم العربي عن تأثّراتهم. ما هي الكتابة المعاصرة بالنسبة إلى أصوات هذا الجيل الشاب؟ ما طبيعة علاقتهم بالأجيال السّابقة؟ كيف ينظرون إليها؟ وماذا تعلّموا منها؟ وأيضاً كيف يشعرون حيال بعضهم؟ هل هناك انتماء لجيل له سماته وصفاته وجوامعه المشتركة؟
جيل التخبّط والقلق
تستهل شروق حمّود، الشاعرة والمترجمة السورية، حديثها بالقول: "أعتقد أن علينا أن نكفّ عن قولبة الكتابة وتحديد ملامحها عبر التّصنيف وإطلاق الألقاب على أنواع الكتابة. ما هو الطابع الذي يطغى على كتابة ما ويمنحها اسماً جديداً؟ هنالك مئات الإجابات عن سؤال كهذا. أوّلها أنّ الكتابة الحديثة لا تقتصر على الشّكل فهناك كتابة حديثة تجديديّة في المضمون في كثير من القصائد والرّوايات القديمة. الأمر متعلّق بمدى قدرة هذه الكتابة على الإبهار ومدى صلاحيّتها لكلّ الأزمان، أي بما تحتويه من إبداع صرف وتجديد للأفكار، وبطريقة طرحها على نحو غير متوقّع. كلمة كتابة جديدة كلمة فضفاضة جدّاً لها صلة كبيرة بالذّائقة الفنيّة، فما أراه كتابةً جديدةً قد يراه كاتب أو قارئ آخر كتابةً تجاوزها الزمن".
لا تولد الكتابة من رحم فارغ. إنّما هي نتيجة حتميّة لتجاذبات داخليّة وإرهاصات عديدة يتشارك الكاتب فيها مع محيطه وعوالمه وما يدور في فلكه. فيغدو بذلك الكاتب ابن بيئته ورهين مكانه المنشود
وتعليقاً على سؤال عن علاقتها بالسّلف من الكتاب والشعراء، تجيب صاحبة ديوان "الزّمن قبر دون شاهدة": "من الدارج أن ينكر كل جيل من الكتّاب فضل من سبقه في بناء تجاربه وأعتقد أن هذا يشبه نظرية 'قتل الأب' إن صح التعبير، برغم كوننا جميعاً في اعتقادي قد بدأنا من حيث انتهى الجيل الذي سبقنا، وهذا يعني أنّهم مهّدوا لنا الطّريق سواء اعترفنا بذلك أم لا، لذا الكتابة القديمة هي الإرث الذي بنينا عليه مشاريعنا الأدبية التي تطورت بدورها شكلاً ومضموناً بما تقتضيه المرحلة حسب رؤية كل كاتب لها وتأثيرها عليه".
عن انتمائها إلى جيل الشباب اليوم تصرّح: "أنتمي إلى جيل يقف على عتبة خروجه من دائرة الذات الحاضرة نحو ذات مشتهاة أكثر انفتاحاً. جيل التخبط والقلق والحروب ومحاولة عدم الاختناق بهوائها. علاقتي بمن سبقني من الكتاب مقسمة إلى جزئين: علاقة تشبه علاقة الديكتاتور بشعبه، علاقة تستفزّ الثّورة والتغيير وكسر القوالب وعلاقة أخرى هي علاقة امتنان القارئ لكاتب يبهره ويلهمه".
الشّعر كائن هامشي
على الضفة الأخرى، يجيبنا ميشيل الرائي، الشاعر العراقي الذي صدر حديثاً عن منشورات "راية" في الشارقة ديوانه "العالم كله في صناديق": لا أدري كيف أفهم الكتابة الجديدة. أكتب لساعات طوال. أحياناً أقضي 16 ساعةً بحثاً عن كلمات غير مكبّلة بالخطوط المتوازية. تلك الكلمات زئيرها ألوان متوترة تقتل كل شيء فيك لتبقى.
كلّ شيء، كلّ الأشياء؛ المشاعر، الغموض، الظهورات والصّراع الدّقيق المصطنع للأشياء الأكثر وضوحاً، الكتابة على الصخور المتدفقة وعلى الرماد والحجر الحيّ، الشّعر الهامشيّ والبديل في هذا البلد البعيد".
ويضيف حول علاقته بأقرانه وأسلافه: "أستطيع القول بأن لا علاقة فنية لي مع الأجيال الشعرية السابقة التي تتجسد ادّعاءاتها الوحيدة في اكتشاف علاج فوري للأمراض السياسيّة والفلكيّة والفنيّة والزراعيّة والأدبيّة، أقرأ وأكتب دون أي تفكير في الآخر وهذا كلّ ما أريده".
كتابة الرؤية والهموم
من جهته، يعلّق عامر الطيّب، صاحب ديوان "سماء بعيدة كقبر مفتوح" الصادر عن دار النهضة: "يبدو الشعر، الفنّ الأكثر تطوراً بالمقايسة مع الأجناس الأدبية الأخرى كالقصة والرواية. فالشاعر يسعى باحثاً عبر لغته عن قصيدة جديدة يمكن تسميتها بالقصيدة التي لم تُكتب بعد. الجدّة بالنسبة للشّاعر إذاً مثل الحكمة بالنسبة للفيلسوف، وهذا لا يعني أن ما نقرأه من شعرٍ ليس جديداً بقدر ما يعني أن الحداثة ليست قيمةً مطلقةً ولا معياراً نقدياً صارماً للتمييز بين كتابتين إحداهما جديدة والأخرى كلاسيكية. الكتابة الجديدة برأيي هي الكتابة التي تعبّر عن رؤية الشاعر النابعة من إدراكه لذاته واندماجه في زمنه ووعيه لمفهوم الكتابة نفسها".
ويضيف شارحاً نظرته إلى الأجيال: "ليس بإمكان أحد الانتماء إلى جيل أدبي أو عدم الانتماء إليه، إذ ثمة سمات تكاد تكون مشتركةً بين شعراء جيل معيّن تعود لوحدة أشياء مركزية مثل الهموم والأحلام والإرهاصات إلا أنّ هذا الانتماء لا يبرر الكتابات المستنسخة لأن الشعر هو تفرّد في الوعي والإحساس والتعبير، وصناعة نصّ خاص يمكن عدّها محاولةً لتجاوز الواقع العابر على أية حال". وينهي الطيّب مداخلته معلّقاً: "لا تربطني أي علاقة بالأجيال السابقة ولا أعيرها اهتماماً خاصاً. أقرأ النص وأتعامل معه كنص دون أن يعنيني من أي بلد كاتبه ولا إلى أي جيل ينتمي".
أما لجهة إسماعيل توبة، الروائي الشاب الذي صدرت روايته الجديدة مؤخراً في بيروت بتوقيع "الثانية الخامسة"، فيجيب: "ربّما تكون امتداداً يعبّر عن تجربة آنيّة تختزل المعارف كافة، وتبلور مشاعر الكاتب من جهة واستعداد المجتمع للتلقّي من جهة أخرى. لذلك أفهم أنّها ابتكار زواية مختلفة ننظر من خلالها إلى الحياة، ولا بدّ من وقوع لفظ الجِدّة عليها. إنْ كان لهذا الجيل من ملامح فهي 'الغربة'، وطالما أشعر بأنّي غريب فأنا منهم".
ويضيف توبة قائلاً: "علاقتي بالأجيال السّابقة هي علاقة عرفان وتقدير لما قدّموه وبذلوه. نحن نتاجهم وما وصل إلينا وما نحن عليه هو حصيلة ما قدّموه".
الكتابة ولادة ثانية
من جهة أخرى، تبرز وجهة نظر مغايرة لدى الشاعر السوداني آدم إبراهيم، وديوانه "ممرات العزلة". يقول: "الكتابة لو أمكن تعريفها، هي أشبه بحلقة وصل متماسكة وممتدّة بين ماضٍ سحيق ومستقبل قادم من تاريخ الحضارة البشرية. وهي أيضاً بالنسبة لي، محاولة لترميم الخراب الأزلي الذي ما برح يتهدّم.
أنتمي أنا ورفاقي إلى جيل حداثي متمرّد كسر تابوهات الأجيال السابقة كلها، وبنى لنفسه مكاناً جديداً بأسس وأساليب فنّية مغايرة. جيلنا جيل يعرف كيف يسخر، ويتذمّر، وينتقد ويعترض بصراحةٍ مطلقة ولا يهادن ولا يُماري ولا يستكين".
ويعلّق معقّباً: "علاقتي بالأجيال السّابقة حميمية. هي بمثابة ولادة ثانية. أجدني متمترساً في جيل القرن الثامن عشر مع جوزيه ساراماغو (ساراماغو من القرن العشرين)، والسّاخر عزيز نيسين (وكذلك نيسين)، وذي النظرة المتشائمة صموئيل بيكيت. هي أجيال فائقة التميُّز والعبقرية (ولا واحد من هول من القرن 18)، وقد أثرَتْ التراث الإنساني بما يستحقّه".
بحثاً عن التكريس والاعتراف
من غربتها الإنكليزية، تؤكد نجلاء أبو مرعي صاحبة ديوان "يدٌ في بطن الموجة" الصادر حديثاً عن منشورات "موزاييك" في مداخلتها، على أفكار عديدة قائلةً: "الكتابة المعاصرة، هي النص الشعري. أبتعد عن تسميات القصيدة؛ قصيدة نثر، شعر حر، لأنه جدال لا يزال مفتوحاً عند البعض، وهؤلاء أنفسهم في غالبيتهم يلفظون كل ما يُكتب اليوم، حتى أفضله. ما يُكتب اليوم وما نقرأه، نصوص شعرية. هناك شعراء يذهبون بعيداً في التجريب في هذه النصوص، وقد يتلقاها القارئ على أنها نصوص مبعثرة، في قراءة أولى، بعدها قد يتلقاها بمتعة أكبر أو ينبذها تماماً، ولكن ليس بالضرورة رفضاً للشكل، بل للمعنى، لصوت الشاعر/ة".
وتضيفُ أبو مرعي: "تعلمت من الأجيال السابقة أن أبحث عن صوتي. ألا أسعى للتماهي مع كتاب محددين ولا مع أساليبهم، وألا أكتب نصاً بهدف أن يشبه نصَّ كاتب/ة أحبه/ها. علاقتي رافضة للسلطة والتبني ولا أحبذ الغوص في بركة الاحتضان وبعدها الدخول في مرحلة قتل الأب والأم... إلخ. لكن هذا لا يعني أن علاقتي يشوبها أي شيء غير الحب".
وعن علاقتها بالشعراء والكتّاب تصرّح الشاعرة: "أظن أن علاقتي ممتازة! لا أعرف الكثير منهم شخصياً، أعرف بعضهم افتراضياً، لكن الأهم أنني أعرفهم من خلال كتاباتهم وما أمكنني الاطلاع عليه عبر القراءة الإلكترونية بشكل أساسي، منذ سنوات بعيدة عن عواصم المعارض والمكتبات العربية. أتابع نشاط كاتبات أو شاعرات عربيات من جيلي، منهنّ من لا يكتبن بالعربية، وتقلل من اغترابي بالمعنى المجازي، متابعة نتاجهنّ ونشاطهنّ، وتحفزني".
ما هي الكتابة المعاصرة بالنسبة إلى أصوات هذا الجيل الشاب؟ ما طبيعة علاقتهم بالأجيال السّابقة؟ كيف ينظرون إليها؟ وماذا تعلّموا منها؟ وأيضاً كيف يشعرون حيال بعضهم؟ هل هناك انتماء لجيل له سماته وصفاته وجوامعه المشتركة؟
وفي مداخلتها حول ميزة هذا الجيل الذي يكتب الآن وينشر في العالم العربي تقول: "ربما يكون التوق إلى التعبير عن الهشاشة سمة من سمات كتابات جيلي. البوح، بالنسبة لي، سمة شعرية مهمة. لا أتفق مع من ينظرون بازدراء إلى نص يفيض بوحاً وكأن ذلك انتقاص من شعريته وقوته. جيلي هو جيل شباب ما قبل 2011 وما بعده. بالنسبة إلى بنات جيلي، وإن كانت المرأة العربية ليست نفسها في بيروت أو لندن أو الرياض أو تونس، إلا أني أظن أن ما يجمعهن، أو يجمع بعضهن، هو البحث المتواصل لخطَّ طريق خارج الموروثات الذكورية وسلطتها، وللقطع مثلاً مع إعادة توليد نماذج الأمومة نفسها، ولرفض نص يعبّر عما يحدده المثقف الرجل الذكوري والنسوي بفرض الأجندة، وتحديد الثيمات والمواضيع والأساليب الواجب اتّباعها من قبل النساء، كي يحظين بالحيثية. يجمع جيلي المحاولات المجهَضة لكن المستمرة، وهذا ما يعبّر عنه بقوة في ظني".
وتقول في حديثها إن صدور ديوان شعري للشّاعر هو الطريق إلى التكريس والاعتراف: "الشاعر كامنٌ، يولد متى بدأ الكتابة لكنه لن ينمو إلا إذا حافظ على تواصله مع الذات الشاعرة داخله وواصل الكتابة. هناك فرق بين ولادة الذات الشعرية ونموها وبين الشاعر/ ة كلقب يُمنح في ما يُسمى الوسط الثقافي. مثلاً، تجد من يرى أن الشاعر/ة لقب يطلقه عليك الشعراء الأقران، أو من يقدّمه/ا شاعر مخضرم أو مثقف 'مفتاح' يتمتع بقيمة ثقافية وله حظوة وسلطة معنوية في الوسط فيقدّمك إلى الشعراء الآخرين وإلى دور النشر والقرّاء على أنك شاعر تستحق المتابعة والاحتفاء".
وتختم أبو مرعي: "قد تنشر نصوصك الشعرية في صفحات ثقافية، وفي كل مرة سيكون هناك من يندهش من أنك تكتب الشعر، ولو سئلت عن ذلك لا تعرف ماذا تقول: هل تجيب أنا شاعر/ة أو ترسم ابتسامةً وتسأله كيف تلقّى النص؟ ولهذا يصبح بالنسبة إلى من هو من خارج الدائرة، أو لا يريد أن يكون غارقاً تماماً فيها، يصبح صدور الديوان أو المجموعة الأولى مهماً، ويصبح كالآتي من خارج المنظومة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون