شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل هناك جذور علمية للطبّ النبوي وطبّ الأئمة؟… أم أيمانية أم طبيعية؟

هل هناك جذور علمية للطبّ النبوي وطبّ الأئمة؟… أم أيمانية أم طبيعية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

من الثابت في علوم التاريخ والاجتماع أن علاج البشر لأنفسهم يخضع لثقافة المجتمع في الزمان والمكان، فإنسان العصر الحجري كان يُعالِج نفسه بطريقة مختلفة عن التي يُعالَج بها إنسان القرون الوسطى، وهي مختلفة بالطبع عن طريقة العلاج الحديثة، وكذلك أهل القرى يختلفون في علاجاتهم عن أهل الجُزر المنعزلة وعن سكان الصحراء وبالطبع عن سكان المدن.

نمط الحياة يؤثر في رؤية علاج البشر لأنفسهم، فالذي يعيش حياةً صناعيةً يرى حلولاً وعلاجات تختلف عن الذي يعيش حياة الزراعة أو البَداوة، أو الذي يسكن أعالي الجبال والهضاب، أو عن البحّارة في عرض المحيطات، فالإنسان منذ القِدَم يرى أمراضه مثلما يرى مجتمعه، ويفطن إلى علاجاتها وفقاً لحدود عقله ومُدرَكاته، مما يعني أن ما نراه طبّاً حديثاً اليوم سوف يصبح بدائياً في المستقبل بعدما يتوصل الإنسان إلى طرائق علاجية أحدث وأسرع وأقوى، فالمعيار الذي يحكم العلاج ومن خلاله تُقاس صلاحيته هو "القوة والسرعة"، فلو لم يكن الدواء قوياً في استئصال أو علاج المرض ولو لم يكن الشفاء به سريعاً، ما وثق به الإنسان.

بدائية البشر في تناولهم العلاج

هذه البدائية ليست محصورةً في طريقة تصوّر القدماء لعلاجاتهم فحسب، فهي تطال النظريات الحديثة. في عام 1872، وصف الطبيب الفرنسي وأستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة تولوز بيير باشيه، نظرية الطبيب لويس باستور عن الجراثيم، والتي توصّل إليها سنة 1862، بأنها "بدائية وخيالية ومثيرة للسخرية"، وهي النظرية الطبية الشهيرة التي لا تزال تُدرّس في معاهد الطب، وتُعدّ من أولى وأهم القفزات العلمية في الطب الحديث.

في "طب الأئمة" و"الرسالة الذهبية" و"طب الإمام الصادق"، نرى أن طريقة علاج الإمامين الصادق والرضا لم تخرج عن الطريقة البدائية المتعارفة، فتنقل الكتب هذه عن المجلسي في "بحار الأنوار" كيف أن الإمام الصادق ينصح بشُرب الكمّون والعسل لعلاج آلام المعدة، وأكل البصل والتفاح وغيرهما من الفواكه لعلاج الحُمّى

فما حال الأقدمين الذين تميزت نظرياتهم في العلاج بالمحلية، أي بأنها مرتبطة بثقافة المجتمع المحلي الذي نشأوا فيه؟ ومن أشهر هذه النظريات والتفاصيل العلاجية المحلية، ما نُسب إلى إمامَين من أئمة الشيعة الاثني عشرية.

الأول هو الإمام جعفر الصادق (80-148هـ)، وهو الإمام السادس ضمن سلسلة الأئمة الاثني عشر في المذهب الشيعي، وقد رُويت عنه فصول من كتاب "طب الأئمة" للأخوين عبد الله والحسين بن بسطام، وفصول من كتاب بالاسم نفسه أي "طب الأئمة" أيضاً للسيد عبد الله شبر، والكتابان يحتويان على تعاليم أخلاقية حول الأطعمة والمشروبات الضارّة والمفيدة، وعن بعض الأمراض وعلاجاتها، ومصادر هذه الكتب هي المراجع الشيعية الحديثة الكبرى كـ"وسائل الشيعة" للحرّ العاملي، و"بحار الأنوار" لمحمد باقر المجلسي، و"الكافي" لأبي جعفر الكليني، و"مستدرك الوسائل" للنوري.

علماً بأنه جرى تحقيق أحد الكتب الموسعة في ذلك بأكثر من 500 صفحة حملت اسم "طب الإمام الصادق" لمحسن عقيل.

الثاني هو الإمام عليّ الرضا (148-202هـ)، وهو الإمام الثامن ضمن سلسلة الأئمة الاثني عشر في المذهب الشيعي، وقد رُويت عنه "الرسالة الذهبية" التي كتبها للخليفة المأمون العباسي، وطُبعت مؤخراً في العراق وإيران ولبنان بتحقيق عدد من العلماء الشيعة منهم محمد مهدي الموسوي والشيخ مهدي نجف.

وسياق تصنيف الرسالة الذهبية للإمام الرضا، كان متّسقاً مع بناء دار الحكمة العباسية، وهي أشهر مكتبة علمية في ذاك العصر بناها الخليفة هارون الرشيد وورثها عنه ولده الخليفة عبد الله المأمون. والمأثور أن هذا القرن، أي الثاني هجري/الثامن ميلادي، كان عصراً علمياً نهضوياً أنشئت فيه المستشفيات والمراكز الطبية في أنحاء الدولة العباسية، ومن أشهر أطباء هذا العصر الطبيب السرياني المسيحي جبريل بن بختيشوع، وطبيب سرياني مسيحي آخر هو يوحنا بن ماسويه، وقد تم تعيينهما في بلاط الخليفة المأمون، فيكون بذلك سياق ظهور "الرسالة الذهبية" للإمام الرضا أنها كانت في ظل تنافس محموم بين العلم والدين، فالرضا كان ينطلق من منظور ديني قومي محلي للعلاج، بينما بن بختيشوع وبن ماسويه كانا ينطلقان من منظور علمي عقلي تجريبي وفقاً لحدود ومُدركات ذاك الزمان.

ويبدو أن ميول الخلفاء العباسيين (خاصةً الرشيد والمأمون)، إلى ترجمة علوم اليونان خصوصاً في الطب والفلسفة، هي التي أخرجت هذه الجهود الدينية إلى العلن، فالمأمون كان من أشهر الذين جاؤوا بالمترجمين الذين أحصاهم ابن النديم في "الفهرست"، وبلغ عددهم أكثر من 50 مترجماً وعيّنهم في "دار الحكمة" لنقل علوم اليونان المختلفة. ويذكر ابن النديم في "الفهرست" أيضاً (صفحة 301)، أن المأمون أرسل الحجاج بن مطر وابن البطريق لجلب الكتب اليونانية إلى "دار الحكمة" لترجمتها، وفي الصفحة نفسها يذكر السبب وراء ذلك وهو أن أرسطو جاء إليه في الحُلم (المنام) ليؤكد له بأنه لا تَعارُض بين العقل والدين، وأن عليه ترجمة علوم اليونان العقلية من أجل صالح الإسلام.

أما محتوى هذه الكتب للإمامين الرضا والصادق، فلم يخرج من البيئة العربية الغذائية والعلاجية، ففيه أوامر وتعليمات بأكل البطيخ والعنب والتفاح والتمر والحمضيات وغيرها مما يُزرع في أرض العَرب والشام والعراق، كما فيها أوامر وتعليمات حول الأشربة كالماء والعسل والخل واللبن وماء الورد وغيرها. وقد استفاض محسن عقيل في كتابه "طب الإمام الصادق"، عن فوائد هذه المشروبات الصحية، كما استفاض في أنواع اللحوم والأسماك المفيدة، ونهى عن لحم الخنزير والميتة والعديد من الأشربة كالخمر والدم.

والمُلاحَظ أن محتوى هذه الكتب لم يخرج عن الثقافة العربية، ولم يخرج أيضاً عن تعاليم الدين الإسلامي الواضحة في القرآن بتحريم بعض الأشربة والأطعمة، لكن المحتوى نقل عن هذا النص القرآني على وجه الإفادة، فذِكرها في أقدس نص إسلامي يعني وجود حكمة عليا وإلهية وراء ذلك تهدف إلى مصلحة الإنسان.

الطبّان الطبيعي والنبوي واحد وهما من أشكال الطب البدائي

في "طب الأئمة" و"الرسالة الذهبية" و"طب الإمام الصادق"، نرى أن طريقة علاج الإمامين الصادق والرضا لم تخرج عن الطريقة البدائية المتعارفة، فتنقل الكتب هذه عن المجلسي في "بحار الأنوار"، كيف أن الإمام الصادق ينصح بشُرب الكمّون والعسل لعلاج آلام المعدة، وأكل البصل والتفاح وغيرهما من الفواكه لعلاج الحُمّى، وهما علاجان بدائيّان تجريبيان عرفتهما معظم شعوب ذاك العصر، وهما من العلاجات التي عرفها المصريون في الحضارة المصرية القديمة، بل ذُكر الكثير منها في طب أبقراط. وأشهر العلاجات التي ذُكرت في الحضارات القديمة وعند أبقراط اليوناني، "الحجامة".

لكن الجديد أن أخبار علاجات الرضا والصادق كانت تؤكد الموروث عن الرسول وطبه النبوي الشهير في الفكر الإسلامي، وعدم تناول هذا الموروث العلاجي كحالة طبية منفصلة عن الدين، لأن العلم والدين في هذه العصور كانا شيئاً واحداً، ومن أمثال هذا الخلط المنسوب إلى النبي المذكور في طب الأئمة قوله: "ربيع أُمّتي العنب والبطّيخ". وعنه أنه قال: "تفكّهوا بالبطّيخ، فإنّها فاكهة الجنّة، وفيها ألف بركة وألف رحمة، وأكلها شفاء من كلّ داء". وقال أيضاً: "عضّ البطّيخ، ولا تقطعها قطعاً، فإنّها فاكهة مباركة طيّبة، مطهّرة الفم، مقدّسة القلب، وتبيّض الأسنان، وترضي الرّحمن" (بحار الأنوار 59/ 296).

وعنه أنه قال أيضاً: "عليكم بالبطّيخ، فإنّ فيه عشر خصال: هو طعام، وشراب، وسنان، وريحان، ويغسل المثانة، ويغسل البطن، ويُكثر ماء الظهر، ويزيد في الجماع، ويقطع البرودة، وينقّي البشرة" (بحار الأنوار 59/ 297). وفي الواقع أن العنب والبطيخ من أشهر فواكه المنطقة العربية، لذا فالمأثور الروائي بحقهما كان كبيراً، بخلاف المانغو وجوز الهند والبهارات والتمر الهندي مثلاً، والتي لم يعرفها العرب سوى مؤخراً عند السفر إلى الهند وشرق آسيا، حيث الموطن الرئيسي لتلك النباتات التي يخلو الموروث الإسلامي من الإشارة إليها من قريب أو بعيد.

الدّين أحد أشكال الحكمة والبشر تناولوه كعلاج لهذا السبب

المتديّن عامةً يبحث عما يبرر إيمانه حسب ثقافة العصر الذي يعيشه، وحرص المسلم -كمثال- على تبرير إيمانه علمياً، هو نفس ما يحدث للهندوسي والمسيحي واليهودي والبوذي، وكل هؤلاء لديهم نصوص في كتبهم تتفق مع العلم الحديث، لكن هذا لا يعني صحة النص بذاته، فقد يتغير العلم مستقبلاً ويصل إلى نتائج جديدة، ووقتها سيخرج أي تفسير آخر للآيات على أنه "نفاق وضعف وكذب"، ولذلك رفض العديد من فقهاء المسلمين قصة ما يُسمّى بالإعجاز العلمي في الطب النبوي أو عدّه أمراً دينياً على الإطلاق.

يقول ابن خلدون في المقدمة: "الطب المنقول في الشرعيات، ليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عادياً للعرب ووقع في ذكر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة، لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما بُعث ليعلمنا الشرائع، ولم يُبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات، وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع فقال: 'أنتم أعلم بأمور دنياكم'، فلا ينبغي أن يُحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث المنقولة على أنه مشروع؛ فليس هناك ما يدلّ عليه" (ص 452).

ويقول يوسف القرضاوي: "إن جلّ الأحاديث المتعلقة بـ'الوصفات الطبية' ليس من أمور الدين التي يثاب فاعلها، أو يلام تاركها، بل هو إرشاد إلى أمر دنيوي نابع من تجربة البيئة العربية" ("السنّة مصدراً للمعرفة والحضارة"، ص 66،67).

وليست كل فتاوى الفقهاء على هذا النحو، إنما درج الخلاف في ما بينهم حول تصور هذه العلاجات ومرجعيتها بين المجتمع والبيئة وبين الدين، فالذين نحوا نحو تفسير هذا العلاج للدّين اعتمدوا على الرباط بين الدين والمصلحة، وعلى تقديس أفعال البشر والمبالغة في تصورها، فكلما جاء الخبر بفضل طعام وشراب ودواء بالغوا في وصفه ومنفعته، وعدّوا أن هذا الفعل لا يدلّ على أمر شخصي من فاعله فحسب، إنما هو توجه ديني أساسه أن الدين جاء للمصلحة، فلما ثبتت في عقولهم تلك المصلحة، ثبت لديهم أن هذا العلاج ديني عقائدي.

جذور الطب النبوي تنبع من أنه كان يشيع عند القدماء أن الطب والعقل والعلم والدين واحد، ورأينا الكثير من العلماء والفقهاء والفلاسفة يعملون بالطب كأبي الريحان البيروني وأبي بكر الرازي وابن رشد وابن مسكويه ولسان الدين ابن الخطيب، وغيرهم

ومن أمثلة ذلك ما تم تأليفه قديماً ككتاب "الطب النبوي" لابن قيم الجوزية، و"الطب النبوي" لابن السني الدينوري، وحديثاً "الطب النبوي والعلم الحديث" لمحمود ناظم النسيمي، و"الطب النبوي بين العلم والإعجاز" لحسان شمسي، و"علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة" للشيخ عبد المجيد الزنداني، وغيرها، لكن هذه من ثمار الخلط القديم بين العلوم، وجلّ ما يحتجون به ينطلق من أن الدين والعلاج واحد، وقدسية الرموز والمبالغة في تصوير سلوكياتهم، لذا فقد نشأت حركة علمية حديثة اعترضت على هذه المؤلفات أبرز روادها الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، والشيخ نوح القضاة مفتي الأردن السابق.

من ظواهر الخلط... اشتغال الفقهاء بالطب والفلسفة في العصور الأولى

قبل ظهور الفكر التحليلي في القرن الـ19، كان الإنسان يفكر بطريقة شمولية لا تخضع لحسابات التحليل والتفكيك والربط، فعندما يتناولون مفهوم الدين كانوا يربطون معه مفاهيم أخرى كالسياسة والاقتصاد والطب والفلك، إلخ، ولم يكن هذا الشمول حكراً على العرب بل على العالم أجمع، حيث كانت تشيع في أوروبا علاجات القساوسة وتخصصاتهم المختلفة في الطب والفلك والسياسة وغيرها.

ثم جاء الفكر التحليلي وفصل هذه المفاهيم الكلية إلى جزئيات، فصار الدين منفصلاً عن الطب وعن السياسة وعن الاقتصاد، وأصبحت هذه العلوم مستقلةً يجري فهمها بعيداً عن بعضها البعض في سلوك فلسفي أدبي عُرف لاحقاً بـ"التجريد"، وهو سلوك طال العلم التجريبي أيضاً حيث انقسم الطب إلى تخصصات مختلفة كالمعدة والدماغ والعظام والحنجرة والتوليد... إلخ، فيما كانت هذه التخصصات واحدة عند الأطباء القدامى.

جذور الطب النبوي تنبع من هنا، حيث كان يشيع عند القدماء أن الطب والعقل والعلم والدين واحد، ورأينا الكثير من العلماء والفقهاء والفلاسفة يعملون بالطب كأبي الريحان البيروني وأبي بكر الرازي وابن رشد وابن مسكويه ولسان الدين ابن الخطيب وابن طفيل وابن باجة، وغيرهم، ثم جرى فصل هذه العلوم عن بعضها في العصر التحليلي في القرن التاسع عشر، ثم نشط هذا الفصل بشكل راسخ ويقيني في القرن العشرين، ومنذ هذا القرن صار التعامل مع العلاجات القديمة يتم في إطار سياقه التاريخي وبُعده الاجتماعي في الزمان والمكان، وفي الحقل الأكاديمي العلمي جرى تدريس هذا الخلط بين العلوم كتاريخ يشكّل أحد جذور وتطورات العلوم الأولى.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

‎من يكتب تاريخنا؟

من يسيطر على ماضيه، هو الذي يقود الحاضر ويشكّل المستقبل. لبرهةٍ زمنيّة تمتد كتثاؤبٍ طويل، لم نكن نكتب تاريخنا بأيدينا، بل تمّت كتابته على يد من تغلّب علينا. تاريخٌ مُشوّه، حيك على قياس الحكّام والسّلطة.

وهنا يأتي دور رصيف22، لعكس الضرر الجسيم الذي أُلحق بثقافاتنا وذاكرتنا الجماعية، واسترجاع حقّنا المشروع في كتابة مستقبلنا ومستقبل منطقتنا العربية جمعاء.

Website by WhiteBeard
Popup Image