امتداداً للمبادرات العربية والعالمية الداعمة للشعب الفلسطيني، انطلقت حملة مقاومة رقمية أطلقت على نفسها اسم "إسناد" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لتكون وسيلة من وسائل الدفاع عن أحقية الشعب الفلسطيني في أرضه، ولمجابهة سيل المعلومات المضللة التي تروّجها الماكينات الإعلامية الإسرائيلية، في وقت الجمهور الإسرائيلي وغيره من أوائل المتأثرين بزيف ادّعاءات القادة الإسرائيليين وتلاعبهم بالرأي العام. وهو ما جعل من "إسناد" مصدر إزعاج - كما وصفها الإعلام الإسرائيلي - يعطّل آلة البروباغندا الإسرائيلية، التي تنفق إسرائيل ملايين الدولارات عليها لترويج مزاعمها.
لكن الأسئلة ما تزال تدور حول ما تقوم به هذه المبادرة وأدوارها المستقبلية المحتملة، وكيف يمكن استثمارها بالشكل الأمثل لحماية حق المواطن العربي في التعبير عن رأيه ومواقفه دون التعرض إلى القمع أو الإقصاء في الفضاء الرقمي| وهو ما نسعى للإجابة عنه في تقريرنا.
ما هي حملة "إسناد" وكيف انطلقت؟
"إسناد" هي حملة شعبية تقودها مجموعة كبيرة من المختصين بالمجال الرقمي والذكاء الاصطناعي، من جنسيات عربية مختلفة، يعيشون في دول عديدة حول العالم، ومتطوعين يزيد عددهم عن 4700 شاب وشابة من المنطقة، لـ"إسناد القضية الفلسطينية" من خلال العمل على كسر قيود الرقابة العسكرية الإسرائيلية على المحتوى الإعلامي الذي يَنقل للشارع الإسرائيلي والعالمي حقيقة الوضع على الأرض في غزة.
تقوم المبادرة بإيصال "الواقع" إلى الشارع الإسرائيلي من خلال التدوين باللغات المختلفة وعبر "طوفان حسابات" بهويات عبرية على مختلف المنصات. وفقاً لبيانات الحملة التي يتابعها نحو 31 ألفاً على تلغرام، فقد نشرت أكثر من 800 ألف منشور باللغة العبرية، ويقوم فريقها بما أسماه "125 مهمة يومياً" لنشر محتوى متنوع يتعلق بفلسطين في الأوساط الرقمية الإسرائيلية
تقوم المبادرة بإيصال "الواقع" إلى الشارع الإسرائيلي من خلال التدوين باللغات المختلفة وعبر "طوفان حسابات" بهويات عبرية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وفقاً لبيانات الحملة التي يتابعها نحو 31 ألفاً على تلغرام، فقد نشرت أكثر من 800 ألف منشور باللغة العبرية، ويقوم فريقها بما أسماه "125 مهمة يومياً" لنشر محتوى متنوع يتعلق بفلسطين في الأوساط الرقمية الإسرائيلية.
في حديث لرصيف22، يقول منسق حملة إسناد، الكاتب عز الدين دويدار: "حين بدأت التظاهرات الداعمة للحق الفلسطيني في الغرب تشتد وتنتظم بشكل أسبوعي، وأثبتت الشعوب الغربية أنها أكثر تفاعلاً مع القضية من بعض الشعوب العربية، اتضح لنا أن التدوين باللغات الأجنبية والإنكليزية لم يعد العامل الحاسم في المعركة لأن المجتمع الغربي يقوم بذلك على أكمل وجه. سيّما أن النشطاء والشباب حاملي الجنسيات الغربية ومعهم أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية تبنّوا القضية ويتابعونها بشكل مكثّف ونجحوا في إيصالها لشعوبهم".
يستطرد دويدار: "لذا، تساءلنا - كشباب عرب - لماذا نستهلك أنفسنا في دائرة الحديث باللغات الأجنبية مع شعوب غربية بالأساس هي أكثر تفاعلاً منّا مع القضية؟ ومن هنا انطلقت الفكرة والمبادرة بأن يكون لنا دور أكثر تقدماً وقرباً للميدان والتصاقاً بالمعركة، وأكثر من مجرد الكتابة باللغات الأجنبية أو مناشدة المنظمات الدولية، لأن هذه المهمات قد تناسب الشعوب الغربية والجاليات العربية هناك، فقررنا استهداف الرأي العام الإسرائيلي".
وبخلاف مزاعم الإعلام الإسرائيلي بانتماء شباب المبادرة إلى جماعة الإخوان المسلمين أو توجهات سياسية معينة، يشدد دويدار على أن "منطلقنا كان المسؤولية والواجب، وليس منطلقاً إنسانياً لأن هذا يعني أننا لسنا معنيين بالقضية. وللحملة جزء عقائدي بالتأكيد ككل المسلمين والعرب في العالم، إنما الدافع الأساسي هو المسؤولية. نحن لا ندافع عن آخرين، بل ندافع عن أمتنا وبلدنا وأقصانا، ولم نتطوع لمهمة إنسانية عامة كمثل أي أحد ينظر للمسألة كالشعوب الغربية، إنما هذا ميداننا ومعركتنا وقضيتنا".
ويلفت دويدار إلى أن "أكثر ما أحدث ضجة وعرّف بالحملة هو أننا في الأسابيع الأولى من تدشينها استطعنا أن نصبح ‘التريند رقم 1‘ في إسرائيل لمدة يومين، بسبب وسم صنعناه وأطلقناه. هذا ما شغل الإسرائيليين ولم يكونوا يعرفوا أننا مسؤولين عنه"، موضحاً أن الوسم كان عن المرتزقة الأوكرانيين الذين قتلوا الأسرى الإسرائيليين الثلاثة بالخطأ في المرحلة الثانية من الحرب، بسبب جهلهم باللغة العبرية التي وجّه الأسرى استغاثتهم بها.
وعن التحديات التي تواجه عمل المبادرة، يقول دويدار: "لا نواجه تحديات كبيرة ولدينا آلية منظمة لاستقبال الناس والتعامل فيما بينهم وتكوين تنظيم الحملة، وهذا منظم بشكل جيد جداً". يأمل دويدار ورفاقه أن يكون لهم أثر في هذه المعركة إذ يقول: "نحاول أن نقوم بالأدوار التي لا يمكن للمقاومة الفلسطينية عملها لأنها ليست في وضع يمكِّنها من ذلك، وننوي الاستمرار لما بعد انتهاء الحرب على غزة لأن سقف طموحاتنا ارتفع بعد الإقبال الكبير من آلاف الشباب على التطوع في الحملة، وبعدما شاهدنا التأثير الكبير لما نقوم به على الشارع الإسرائيلي، ونجاح الحملة واضح من الاهتمام بها من الإعلام الإسرائيلي ومحاولات تحجيمها وعدد التقارير الصحافية التي نشرت عنها".
ويردف: "لن تقتصر المبادرة على ما يحصل حالياً في غزة، بل ستستمر حتى تحرير فلسطين. لكن لن نتدخل في في قضايا أو أحداث أخرى. بل سنركز جهودنا على القضية الفلسطينية الممتدة، وهدفنا أن نساهم في معركة تحرير فلسطين بشكل كامل مهما امتدت لسنوات".
يختم دويدار حديثه موضحاً "نحن لا نخفي هوياتنا، أي شخص يشارك في الحملة ويدخل المجموعة الخاصة سيتعامل مع كل أفراد الحملة بشكل كامل ويتحدث معهم بشكل مباشر، وغالبيتهم يعملون بأسمائهم، ولا نخاف أو نحذر من الملاحقة في بلادنا، لأننا نتعامل مع قضية عامة، وقبلة ومساحة واحدة للأمة العربية، ولا نخالف أي قوانين للدول أو حتى لإسرائيل، بل نستخدم حقنا في النشر والتعبير بأي لغة نريدها، واخترنا النشر باللغة العبرية، وهذا لا يخالف أي قانون وهو جزء من حقنا في التعبير. وأي ملاحقة إسرائيلية لنا، لا تكون ملاحقة قانونية، وإنما تقنية، كالتهكير وإغلاق الحسابات والحملات الإلكترونية. ولدينا استعداد وفرق خاصة لمواجهة هذا ونتعرض له بالفعل بشكل يومي. وفي حال تطورت الهجمات الرقمية ضدنا، فإننا مستعدون لدفع ضريبة ما نؤمن به".
لماذا أزعجت الصحافة الإسرائيلية؟
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يتوقف الإعلام الإسرائيلي عن اقتباس ادعاءات القادة الإسرائيليين - غير المدعومة بالدلائل - حول "طوفان الأقصى" ونشرها، أو اختلاقها حتّى، بدءاً من إشاعة قطع عناصر حماس رؤوس أطفال إسرائيليين - التي لم تقدّم إسرائيل أي دليل على صدقيتها - مروراً بالدفاع غير المنطقي عن رواية "إسرائيل لم تستخدم الفوسفور الأبيض في غاراتها" التي دحضتها منظمات حقوقية ذائعة الصيت مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، وصولاً إلى محاولة الاحتلال الربط بين جرائم تنظيم داعش وممارسات الفصائل الفلسطينية، لإشاعة صورة نمطية تمنح تل أبيب ذريعةً للإجرام بحق الشعب الفلسطيني.
منسق "إسناد" لرصيف22: نحاول أن نقوم بالأدوار التي لا يمكن للمقاومة الفلسطينية عملها لأنها ليست في وضع يمكِّنها من ذلك. وننوي الاستمرار إلى ما بعد انتهاء الحرب على غزة لأن سقف طموحاتنا ارتفع بعد الإقبال الكبير من آلاف الشباب العرب على التطوع في الحملة، وبعدما شاهدنا التأثير الكبير لما نقوم به على الشارع الإسرائيلي
حتّى اللحظة، لم ينتهِ التكتيك الإسرائيلي المضلل الذي تتبعه الصحف الإسرائيلية. مع ذلك، وصفت هذه الصحف "إسناد"، بأنها "حملة لبث المعلومات المغلوطة والتي تضلل الرأي العام". هذا الادّعاء أيضاً لم تعززه الصحف الإسرائيلية بأدلة، بل وحاولت الظهور بموقف تطبيقها لمهنيات الصحافة ومبادئها حيث قالت صحيفة "هآرتس" إن عناصر الحملة "ينشرون معلومات مضللة في إسرائيل" وإن الحملة "مدعومة من إيران وروسيا". أما "قناة i24"، فقالت إن "آلاف المتطوعين من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين المنفيين خارج مصر وراءها".
يرد منسق حملة إسناد، دويدار، على هذه الادعاءات بالقول: "من المتوقع أن يعلق الإسرائيليون تبعية الحملة على أي جهة في العالم، غير اعترافهم بأننا شباب عربي مستقل. فكانوا في البداية يصرّون على أننا إيرانيين ثم روس ثم إخوان ثم مصريين فقط. لكن الحقيقة أننا شباب عربي من كل الجنسيات العربية، حتى أن مجلس إدارة الحملة مكوّن من عدة جنسيات، ويبدو أن كوني مصري منسقاً الحملة، أعطى الصحف الإسرائيلية التصنيف ووجهة النظر هذه، لكن قوام الحملة بكل تفصيلاتها من جنسيات عربية متنوعة. وكوننا شباب متطوع مستقل هو المزعج في الأمر بالنسبة لهم، لما يمكن أن يكون له إشارات خطر على المستوى الإستراتيجي".
يبرز دويدار أن جميع الشباب العربي مرحب بانضمامهم إلى المبادرة "بلا شروط أو مؤهلات محددة، لا يهمنا البلد، ولا اللون، ولا الانتماء، ولا الحزب والدين، فقط امتلاك جهاز الهاتف، وأساسيات التعامل مع الإنترنت"، مؤكداً "إسناد حملة مستقلة من متطوعين عرب ليست تابعة ولا متصلة بأي جهة أو طرف في العالم. تعتمد على التطوع ولا تتلقى أو تجمع تبرعات ولن تفعل. ولا تحمل أيديولوجيا، وبلا توجه سياسي ولا تتعرض للشؤون الداخلية للدول العربية. كما أنها مكونة من آلاف المتطوعين الناطقين بالعربية في العالم كله، وليست من المصريين فقط ومفتوحة للجميع. أما الشعار المتداول عن إننا ‘نلعب بعقولهم‘، فهو ليس شعاراً لنا لكن هذا ما أطلقوه علينا في إسرائيل خلال تغطياتهم الإخبارية عن الحملة".
"إسناد"... إلى أين؟
يرى المدير التنفيذي لمؤسسة "أنسم" للحقوق الرقمية حيدر حمزوز، في حديثه لرصيف22، أن "في ظل السياسات الحديثة التي انتهجتها شركات التواصل الاجتماعي، لن تواجه الحملة مشاكلاً تقنية أو إغلاقاً لحسابات أفرادها، وطالما لن تغير هذه الشركات سياساتها فإن الحملة ستبقى قائمة، حيث أن منصة "إكس" مثلاً لم تعد تعطي الأولوية لإثبات ملكية الحساب عند طلب توثيقه بالعلامة الزرقاء، بل أصبح الأمر مرتبطاً بدفع اشتراكات مالية مقابل التوثيق، وبهذا أصبحت تصرف النظر بشكل كبير عن الحسابات غير الموثقة عموماً، عكس ما كانت تفعل سابقاً حين كانت تشدد على ضرورة عدم انتحال الشخصية وإثبات تطابق هوية الحساب مع هوية مالكه عند إنشاء حساب أو حتى طلب توثيقه".
هذا ما يفسر، والحديث ما يزال لحمزوز، وجود عدد كبير من الحسابات الوهمية والانتحالية الموثقة وغير الموثقة على المنصة، حيث أن إنشاء حساب عليها لا يتطلب سوى خلق هوية عشوائية للحساب وباستخدام خدمات متعددة تتيح استعمال بريد إلكتروني مؤقت يستطيع مدير الحساب من خلاله تأكيده، بالإضافة إلى المواقع التي تتيح صوراً لشخصيات غير موجودة على الواقع، إلا أن المستخدم غير المتخصص لن يلاحظ زيفها مطلقاً، وهذا ما يساعد بشكل كبير أفراد الحملة على إنشاء أعداد كبيرة من الحسابات وبالهويّات التي يختارونها.
"ذات الأمر بالنسبة لفيسبوك وانستغرام التابعتين لشركة (ميتا). فبالرغم من أنها ما تزال تتمسك نسبياً بضرورة التأكد من المالك الحقيقي للحساب، إلا أنها اتبعت نفس سياسة منصة أكس، وشرعت بتوثيق الحسابات مقابل الاشتراكات المالية، وقلّلت اهتمامها بالحسابات غير الموثقة، وهذا ما يعزز قوة وانتشار الحملة على نطاقات متعددة في الفضاء الرقمي"، يضيف حمزوز.
كما يلفت: "ربما تثير هذه السياسات حفيظة المدونين والمشاهير وحتى بعض المنظمات الحقوقية، لأن من شأنها تضليل المستخدمين، والتسبب بمشاكل للأشخاص الذين يتم انتحال شخصياتهم، إلا أن الأمر بالنسبة لـ‘إسناد‘ يمكن اعتباره ذات فائدة كبيرة بل وضرورة لاستمرارها. لكن بمجرد تطبيق سياسات التأكيد، ستنتهي الحملة بحساباتها ولن تبقى فعالة مطلقاً. ومع ذلك، يبقى استمرار نشاط هذه الحملة مرهوناً بمدى إدراك المنصات لما يحصل، وبتطبيقها لأية سياسات مفاجئة، كما حصل في الأيام الأولى للأحداث في غزّة، حيث قامت تلك المنصات بحجب المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية، وفرض قيود على كلمات معينة تخص فلسطين، وهذا حصل بشكل مفاجئ دون إعلام المستخدمين بأن تغييراً طرأ على السياسات، لذا فإن هذه النظرية ليست مستبعدة أو صعبة الحصول".
وللحملة لجان متخصصة وآليات لتنظيم عمل عناصرها، يشرحها دويدار: "في كل يوم يتقدم مئات المتطوعين، ونقوم بتحويلهم إلى ‘بوتات‘ مختصة باستقبال المتطوعين وتسجيلهم وإعطائهم أرقام عضوية، وبعد ذلك تذهب هذه العضويات إلى لجنة مختصة تفحص كل الطلبات وتختار الطلبات التي أتمّت الإجراءات بشكل سليم، ثم يتم ضمه لـ‘أكاديمية إسناد‘ أو ‘أكاديمية التمهيدي‘ لتدريبهم على كيفية التعامل مع المجتمع الإسرائيلي، وكيف ينشؤون حسابات عبرية وطريقة العمل وكيفية تنفيذ المهمات، وخلال يومين يكون المتطوع قد أتمّ هذه المرحلة ويدخل مباشرة في إسناد".
رغم أهمية الحملة وريادتها في الوقت الحالي، ومميزاتها التي اتسمت بالتنظيم، وروح الحماس وسهولة الاشتراك بالحملة. هناك تحفظات عليها، أحدها "فيها نوع من الحرب الإعلامية وتوظيف منهجيات التأثير والتضليل" علاوة على "أن المشاركة فيها تتطلب التخلي عن بعض الخصوصية في منصة تلغرام"
ومما يسهل المهمة على أفراد الحملة تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بترجمة المنشورات إلى اللغة العبرية واللغات الأخرى، بوجود فريق تقني متخصص يوجه الأفراد بكيفية التعامل مع المنشورات وطرق نشرها، ومعالجة طلبات العضوية في الحملة، وفق ما يؤكّده دويدار.
ويرى خبير الأمن السيبراني في مشروع "سايبر كورد"، آسو وهاب، في حديثه لرصيف22 أن شركات التكنولوجيا العملاقة بدأت بقمع المحتوى الفلسطيني قبل "طوفان الأقصى" وزاد قمعها بعد العملية لكن "بالنظر إلى المحتوى المقدم والرسائل المنشورة على منصات إسناد، فهي تستغل المنصات الكبرى لنشر محتوى موجه إلى الداخل الإسرائيلي باللغة العبرية ربما لن يكون مؤثراً بشكل ملحوظ على المدى القريب خاصة وأن الهدف الأساسي للمبادرة هو زعزعة الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومخاطبة المتلقي الإسرائيلي حول ما يجري في غزة".
يستدرك وهاب: "مع زيادة الوعي ومرور الوقت وتسليط الضوء على الحملة والتوعية باستخدام التكنولوجيا، سيكون لإسناد أثر كبير إذا ابتعدت عن نشر الأخبار المضللة والمزيفة وركزت على الجانب الإنساني والحقيقي لما يعيشه الفلسطينيون بسبب الاحتلال الإسرائيلي. إضافة إلى استهداف المجتمعات بلغاتهم المحلية لحشدهم ضد سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل في غزة".
"التحديات التي تواجه المبادرة ربما لن تشكل فارقاً، بما أن العمل تطوعي. فغياب التمويل لا يشكل فارقاً، هم فقط بحاجة إلى تطبيق إستراتيجيات نشر محددة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهدفين للتأثير عليهم"، يتوقع وهاب.
ولا يختلف رأي الباحث التقني، جهاد عمر، من ليبيا، عن رأي وهاب حول أهمية الحملة وريادتها في الوقت الحالي، ومميزاتها التي اتسمت بالتنظيم، وروح الحماس وسهولة الاشتراك بالحملة. إلا أن جهاد يشير إلى بعض النقاط ويتحفظ عليها. يقول لرصيف22: "الحملة فيها نوع من الحرب الإعلامية وتوظيف لمنهجيات التأثير والتضليل، وكمدقق معلومات أجد بعض التحفظ في الانخراط فيها، بسبب منهجيات التعبئة الإعلامية المتّبعة. بالإضافة إلى أن المشاركة فيها تتطلب التخلي عن بعض الخصوصية في منصة تلغرام، كإظهار صورة الملف الشخصي بشكل واضح، والسماح باستقبال المكالمات والرسائل من الجميع".
ختاماً، يمكن القول إن جميع المبادرات الشبابية الداعمة للشعب الفلسطيني في العالمين العربي والغربي، قد يكون لها دور هام وفعّال في هذه الحرب. بالإضافة إلى الحراكات الاحتجاجية والتجمعات الطلابية، وجهود المؤسسات الحقوقية، وكشف الجرائم الإسرائيلية وإدانتها بشتى الطرق عبر الإضراب والفن والشعر وحملات المناصرة الرقمية، والمناظرات، والدعاوى القانونية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت