يبدو أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد دخلت مرحلةً جديدةً، في ما يُعرف بخطة "اليوم التالي" للحرب، والتي ترسم الخطوط العريضة لما بعد انتهاء معركة "طوفان الأقصى"، وهي التي قدّمها رئيس الحكومة الإسرائيلية للمجلس الوزاري المصغّر، للموافقة عليها.
اشتملت الوثيقة على تفاصيل كثيرة، فما هي تفاصيلها وانعكاساتها على مستقبل غزة؟ وكيف علّق عليها الإعلام الإسرائيلي؟ أيضاً ماذا عن الدور المصري، ورد الفعل العربي والأمريكي عليها؟ وكيف تترقبها إيران، خاصةً أن الخطة في جزء منها تتعلق بالقضاء على "ذراع إيران"، أي حركة حماس؟ وهل تُنهي الخطة حلم الدولة الفلسطينية؟ وهل تحقق مآرب وطموحات حكومة نتنياهو؟ وكيف يراها المحللون العرب؟
تفاصيل خطة اليوم التالي
اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر خطة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التي قدّمها لمجلس الوزراء المصغر "الكابينت" للموافقة عليها. واشتملت الخطة بحسب الوثيقة المكونة من صفحتين والتي نشرتها "هآرتس"، على محاور عدة.
تنقسم الخطة إلى ثلاثة محاور رئيسية لها أهداف محددة، سواء على المدى الفوري أو القصير بعد الحرب مباشرةً، أو المتوسط، أو الطويل، وجميعها تنقسم إلى عدد من المحاور الفرعية. وبحسب الوثيقة، فإن الأهداف قصيرة المدى تشمل تدمير القدرات العسكرية والبنية التحتية الحكومية لحماس والجهاد الإسلامي، وإعادة المختطفين و"منع التهديد من قطاع غزة مع مرور الوقت".
تكاثرت ردود الفعل حول خطة نتنياهو المعلنة لما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. فما هي تفاصيلها وانعكاساتها على مستقبل غزة؟ وكيف علّق عليها الإعلام الإسرائيلي؟ أيضاً ماذا عن الدور المصري، ورد الفعل العربي والأمريكي عليها؟ وكيف تترقبها إيران؟
أمّا هدف المدى المتوسط، وفقاً لخطة نتنياهو، فيتضمن الحفاظ على حرية العمل في قطاع غزة وإقامة منطقة أمنية، ومنع التهريب على حدود غزة مع مصر، بالتعاون معها وبمساعدة الولايات المتحدة قدر الإمكان. وبحسب هآرتس، فقد أعربت القاهرة في السابق عن معارضتها لنشر قوات إسرائيلية على حدودها مع قطاع غزة.
أما في ما يتعلق بإدارة القطاع بعد الحرب، فيقترح نتنياهو في خطته أن تُسند الإدارة إلى مسؤولين محليين ذوي خبرة إدارية، ولن يتم ربط هؤلاء المسؤولين المحليين بدول أو كيانات تدعم الإرهاب، ولن يحصلوا على رواتب منها، وعلى حد قوله فإن إسرائيل ستعمل على استبدال الأونروا، التي تَورّط نُاشطوها في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بوكالات إغاثة دولية أخرى. وتؤكد خطة نتنياهو على أن عملية "استعادة قطاع غزة لن تكون ممكنةً إلا بعد الانتهاء من عملية نزع السلاح"، وبدء عملية اجتثاث التطرف. وسيتم تنفيذ خطط إعادة التأهيل بقيادة دول مقبولة لدى إسرائيل وتمويل منها".
وفي ما يتعلق بمستقبل الدولة الفلسطينية في خطة نتنياهو، كشف رئيس الوزراء رفض بلاده بشكل قاطع الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، مدّعياً أن اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية من جانب واحد "سيعطي مكافأةً كبيرةً للإرهاب لم يسبق لها مثيل، وسيمنع أي تسوية سلمية في المستقبل".
حماس ترفضها وواشنطن تعارضها والسلطة تهاجمها
تكاثرت ردود الفعل حول خطة نتنياهو المعلنة صباح الجمعة 23 شباط/ فبراير الجاري. يؤكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أن الخطة لن تنجح، وهي عبارة عن أفكار نتنياهو المكررة. يقول: "هذه الورقة لن يكون لها أي واقع أو أي انعكاس عملي لأن واقع غزة وواقع الفلسطينيين يقرره الفلسطينيون أنفسهم". ويرى أن هدف نتنياهو هو رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك الفصل بين الضفة وغزة من جهة، وبين القدس والضفة من جهة أخرى، ما يعني أن المخطط هو الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتفتيتها.
وفي ما يتعلق برد فعل واشنطن، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، في ردّه على الخطة الإسرائيلية: "لا ينبغي أن تكون هناك إعادة احتلال إسرائيلية لغزة، ولا ينبغي تقليص حجم أراضيها"، وفي ما يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية من إعلان إسرائيل نيتها بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة، قال: "المستوطنات الجديدة تؤدي إلى نتائج عكسية في التوصل إلى سلام دائم، كما أنها تتعارض مع القانون الدولي. وتحتفظ إدارتنا بمعارضة حازمة للتوسع الاستيطاني. ومن وجهة نظرنا فإن هذا لا يؤدي إلّا إلى إضعاف -ولا يقوي- أمن إسرائيل".
بدورها، رفضت وزارة الخارجية الفلسطينية خطة نتنياهو، وعدّتها اعترافاً رسمياً إسرائيلياً بإعادة احتلال القطاع، وخطةً لإطالة أمد حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وخطةً واضحةً لإفشال الجهود لوقف الحرب كلها، وطالبت بمساعدة الفلسطينيين على ممارسة حقوقهم في تقرير المصير. وعلّقت الرئاسة الفلسطينية على خطة نتنياهو بأنها لن تكون سوى جزء من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأكدت أن إسرائيل لن تنجح في محاولاتها تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزة.
الخطة في الميزان الإسرائيلي
يعلّق الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، يارون أبراهام، على خطة نتنياهو بتدوين ملاحظات عدة، نشرتها "القناة 12" الإسرائيلية على موقعها الرسمي، أوّلها أنها لا تقدّم جديداً، وهي فقط ترضي وزراء الحكومة كافة بميولهم المختلفة، سواء اليمينية المتطرفة والتي يمثلها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسئليل سموتريتش، فهي لم تذكر مثلاً مصطلح "الدولة الفلسطينية"، كذلك ترضي ميولاً أخرى لشخص مثل الوزير بيني غانتس، وكذلك غادي آيزنكوت، فقد يكونون سعيدين لوجود منصة للنقاش. وثاني الملاحظات، أن نتنياهو وصف من سيديرون القطاع بأنهم أشخاص أو جهات محلية ذات خبرة إدارية، والمهم بحسب الكاتب هو استبعاد السلطة الفلسطينية من المشهد في اليوم التالي للحرب. والملاحظة الثالثة ترتبط بعملية إعادة الإعمار، التي تستغرق مدةً طويلةً، ويرى أبراهام أن نتنياهو يعوّل على دول عربية مثل الإمارات والسعودية. أما الملاحظة الرابعة فهي عدم تحديد خليفة الأونروا، لكن الكاتب شدد على ضرورة التخلص منها.
ومن جهته، يصف الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، رامي يتسهار، خطة نتنياهو بأنها غامضة ومتخيلة وغير عملية وعامة، وبحسب يتسهار، فإنها "لا تشكل أساساً جدياً لبدء أعمال التنفيذ، والغرض من هذه الخطوة تبديد مطالب الحكومة بالإظهار للجمهور أنها بدأت تفكر في إنهاء الحرب"، وفقاً لما نشره الكاتب في موقع "عنيان مركازي".
ويرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي، أريئيل كاهانا، في موقع "يسرائيل هيوم"، أن الخطة تشكل تطوراً مهماً جداً من جوانب عديدة أهمها أن نهاية الحرب تلوح في الأفق، كذلك يرى أن نتنياهو وضع "خريطة طريق إسرائيلية واضحة ولا ينتظر إملاءات خارجيةً". وفي ما يتعلق بنزع سلاح حماس وتسريح الأونروا، يعتقد الكاتب أن نتنياهو أثبت فهمه العميق للتحدي، وبخصوص إدارة القطاع لاحقاً من قبل خبرات محلية، يعتقد كاهانا أن حماس سوف تستهدف هؤلاء في الفترة المقبلة حال قبولهم تولي مسؤولية إدارة القطاع، ومن المرجح بحسب الكاتب حمايتهم من قبل جنود إسرائيليين، وعلى الرغم من إشادة الكاتب بالخطة، لكنه يرى أنه كان يجب أن تتحدث عن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر والدروس المستخلصة منه.
ويعتقد الكاتب الإسرائيلي، رون بن يشاي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو يريد استنساخ الوضع القائم في الضفة الغربية، بأن يكون الحكم في غزة مزيجاً من السلطة المدنية والعسكرية الإسرائيلية. واستخلص الكاتب أن نتنياهو لا يريد كياناً فلسطينياً يكون بمثابة السلطة العليا للحكم المدني في القطاع، بل كياناً عربياً أو دولياً. ويقول الكاتب: "نتنياهو يرسم وضعاً ستكون فيه، في الواقع، ثلاث دول لشعبين. كيانان بسيادة للفلسطينيين، أحدهما في الضفة الغربية والآخر في قطاع غزة، ودولة إسرائيلية واحدة للشعب اليهودي. بينهما، ما يريده نتنياهو هو السيطرة الأمنية على الدولتين الفلسطينيتين، وإعادة تثقيف مواطنيهما بطريقة أو بأخرى، مما سيحولهم من إسلاميين فلسطينيين متطرفين إلى مواطنين في أبو ظبي يتطلعون إلى حياة جيدة وتعليم وتنوير وصداقة".
يعتقد الكاتب الإسرائيلي، رون بن يشاي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو يريد استنساخ الوضع القائم في الضفة الغربية، بأن يكون الحكم في غزة مزيجاً من السلطة المدنية والعسكرية الإسرائيلية. واستخلص الكاتب أن نتنياهو لا يريد كياناً فلسطينياً يكون بمثابة السلطة العليا للحكم المدني في القطاع، بل كياناً عربياً أو دولياً
وعلّق مسؤول إسرائيلي كبير في المجلس الوزاري المصغر للـ"قناة 12" الإسرائيلية، على الوثيقة بقوله إنّ "نتنياهو كتب وثيقةً لطمأنة الأمريكيين، وكان القصد من مضمونها عدم إثارة غضب سموتريتش وبن غفير"، وأكد المصدر نفسه أنها لم تقدّم جديداً، بل وكأنها خلاصة تنفيذية لمؤتمرات نتنياهو الصحافية.
هل الخطة نهاية للقطاع؟
ازداد الزخم والتناول والتحليل لخطة نتنياهو في الوطن العربي، خاصةً أنها تتحدث عن العديد من النقاط الشائكة والمصيرية لمستقبل قطاع غزة. وحول هذا يقول الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، لرصيف22: "هذه الخطة ليست فقط نهاية للقطاع؛ ولكنها نهاية لكل ما يتعلق بالمشروع الوطني الفلسطيني، أو إقامة الدولة الفلسطينية، فنتنياهو وتحالف اليمين المتطرف يهدفان إلى القيام بإجراءات في غزة وتمريرها، ثم الانتقال بهذه الإجراءات نفسها إلى الضفة وتمريرها، حتى تحول هذه الإجراءات دون قيام دولة فلسطينية، ويعود إلى مشروع روابط القرى الذي كانت إسرائيل قد حاولت فرضه في نهاية السبعينيات بهدف خلق قيادات محلية، ولكن منظمة التحرير استطاعت مقاومته ولم يتجاوب معظم الشعب الفلسطيني مع هذه الروابط، والآن تستغل إسرائيل حالة الجوع والفقدان الموجودة في غزة لتبرير مرور مثل هذا المخطط".
ويؤكد الدكتور شفيق التلولي، المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، في حديثه إلى رصيف22، أن "نتنياهو يرمي إلى تنفيذ مشروعه السياسي من هذه الحرب، وهو القضاء على حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، وليس كما يزعم بأن الحرب للردع ورد الاعتبار، كما أن الخطة تأتي لإنقاذ نتنياهو من مغبة ما بعد الحرب وما يتحيّنه من سجلٍ سيُفتح له لمحاسبته".
ويضيف: "نتنياهو يستغل صمت العالم، وتؤاطؤ الإدارة الأمريكية، وعدم جديتها في فرض حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعموماً فإنه يحاول أن يمسك العصى لكل من يسعى إلى فرض كيانية وطنية فلسطينية".
ماذا عن مصر والعرب؟
تعدّ مصر حدودها مع قطاع غزة -خاصةً من ناحية رفح- "أمناً قومياً"، وهو ما عبّرت عنه القيادة المصرية مراراً وتكراراً. لكن السؤال هو حول ماذا بعد خطة نتنياهو، خاصة أنه تحدث عن منع التهريب من الجهة المصرية، وأشار إلى أن القاهرة ستقوم بدور في هذا الصدد؟
يجيب مطاوع عن هذا السؤال بقوله: "مصر سعت في كل المناسبات إلى عدم حدوث تهجير للشعب الفلسطيني، وعدم اقتطاع مساحات من قطاع غزة، ومصر لن تعارض أي ترتيبات تمنع التهريب أو مخالفة القانون، لكن الخوف المصري هو أن تكون هذه الخطة هي المقدمة لاحتلال غزة".
ويرى أن الرد العربي والرد الأمريكي متقاربان في ما يخص مستقبل القطاع، وهو أن إدارة حكم غزة يجب أن تكون للفلسطينيين، وأن إسرائيل يجب أن تخرج في النهاية من القطاع، حتى لو في إطار اتفاق سلام، مضيفاً أن عرض السعودية كان واضحاً في ما يخص "أنه لن يكون هناك تطبيع من دون بادرة ومسار سياسي واضح زمنه محدد للوصول إلى الدولة الفلسطينية"، وهو ما تتقبله واشنطن التي تنظر إلى الرياض كعنصر مهم في مشروعها "الممر الهندي"، وهو المشروع المعارض للمشروع الصيني "طريق الحرير"، لذا يهمها أن تكون منخرطةً في دول الخليج مثل السعودية، ومصر والأردن وأيضاً إسرائيل، وتالياً يجب أن يكون هناك اتفاق".
تعدّ مصر حدودها مع قطاع غزة -خاصةً من ناحية رفح- "أمناً قومياً"، وهو ما عبّرت عنه القيادة المصرية مراراً وتكراراً. لكن السؤال هو حول ماذا بعد خطة نتنياهو، خاصة أنه تحدث عن منع التهريب من الجهة المصرية، وأشار إلى أن القاهرة ستقوم بدور في هذا الصدد؟
يقول رئيس قسم اللغة العبرية في جامعة الإسكندرية والمحلل السياسي الدكتور أحمد فؤاد أنور، في حديثه إلى رصيف22: "هناك عدم رضا إسرائيلي عن سياسات القاهرة، فالجانب الإسرائيلي يرى أنه يجب الضغط على مصر وابتزازها لكي تضغط على المقاومة الفلسطينية بدورها، وهذا يخدم الأمن القومي المصري، فليس هناك تعارض بين دعم المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني من جهة، والأمن القومي المصري من جهة أخرى. وفي اعتقادي هذا من العناصر الضابطة والحاكمة في مسار التفاوض والذي يخلق نوعاً من التوازن، ومصر لها رؤية تدعو لاستقرار المنطقة وما تسعى إسرائيل إلى تمريره سيؤدي إلى اشتعال جبهات جديدة، وعدم استقرار المنطقة، وتالياً مسارات التجارة العالمية".
ويضيف أنور: "أعتقد أنه إذا ما اندلعت عملية عسكرية في رفح دون الاستجابة للطلبات المصرية المتمثلة في نقل السكان وعدم المساس بمحور فيلادلفيا، فسيكون هناك تصعيد خطير ومواجهات كبرى، وقد تندلع مقاومات أخرى عن طريق الخطأ أو عن طريق تفسير خطأ لبعض التحركات، وهذا الذي ترغب مصر في تجنبه".
مستقبل إيران في خطة نتنياهو
تُعدّ إيران من الدول الراعية والمتبنية لحركة حماس من الناحية العسكرية، وكذلك من ناحية التمويل المالي، إذ تقدّم لها الدعم بشكل مستمر، حتى أن حماس وفق الكثير من الآراء محسوبة بشكل قاطع على الجانب الإيراني، والسؤال اليوم: ما هو الموقف الإيراني "المتوقَّع" من هذه الخطة؟
يقول عبد المهدي: "إيران تستخدم الفصائل والميليشيات في قطاع غزة وفي مناطق أخرى كأدوات لتنفيذ مشروعها، وتنفيذ حرب الوكالة لإبعاد الحرب عن إيران، فإيران لا يزال لديها مشروع غير مكتمل، ولن تجازف في توسيع هذه الحرب ما لم تحصل على هذا المشروع وهو القنبلة النووية. لكن إذا تمت المقارنة بين حزب الله وحماس، فإن حزب الله أهم لدى إيران، فقد وصل إلى مرحلة أصبح فيها أهم من الحرس الثوري الإيراني، كونه يدير كل العمليات في سوريا والمنطقة، وتالياً لا يمكن لها التضحية بحزب الله".
"خطة نتنياهو هي استهلاك محلي، خاصةً أن كل المؤشرات تؤكد أن نتنياهو لن يبقى في السلطة في اليوم التالي للحرب، كما أن النزاعات في حزب الليكود الحاكم بزعامته تشير إلى قرب انتهاء هيمنته".
ويضيف: "ربما تعتقد إيران أنها حققت هدفها بتأخير التطبيع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى إيقاف أو تعطيل مسار مشروع الممر الهندي، لكن في الوقت نفسه لا تريد خسارة كل هذه الأذرع".
ويؤكد الكاتب السياسي الفلسطيني، ديمتري دلياني، لرصيف22، أن طهران اتخذت قرارها المهم، وهو أنها لن تخسر حزب الله من أجل غزة، وأنها اكتفت فقط بانتداب أذرعها في المنطقة للقيام بأعمال تستثمرها إعلامياً، ولغاية اليوم تحاول إسرائيل استدراج هذه الأذرع إلى مواجهة عسكرية، لكن هذه الأذرع سواء كانت حزب الله أو غيره ملتزمة بالتعليمات الإيرانية".
المكاسب الوهمية
يرى البعض أن خطة نتنياهو ما هي إلا محاولة لإطالة عمر بقائه في السلطة، وفي هذا السياق، يقول دلياني: "خطة نتنياهو هي استهلاك محلي، خاصةً أن كل المؤشرات تؤكد أن نتنياهو لن يبقى في السلطة في اليوم التالي للحرب، كما أن النزاعات في حزب الليكود الحاكم بزعامته تشير إلى قرب انتهاء هيمنته".
ويختم الدكتور أحمد فؤاد أنور، عن المكاسب التي وصفها بالوهمية، قائلاً: "الجانب الإسرائيلي يحاول تعقيد المحاولات الجارية حالياً بهدف انتزاع مكاسب وهمية، فالحرب التي لم تضع أوزارها بعد، ولم تحقق أهدافها، سواء في إعادة الأسرى أو تدمير بنية حماس التحتية. هذا كله يجعل الجانب الإسرائيلي يحاول انتزاع مكاسب أمام الرأي العام ليحسن صورته ولينتزع الحضانة الشعبية من حركة حماس، وليزيد شعبيتها في الضفة، لذلك يحاول نتنياهو قطع الطريق أمام أي سيناريو يقضي بإقامة الدولة أو الترويج لانتصار حماس داخل غزة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...