بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر، بإعداد خطة شاملة، مدتها 90 يوماً، من شأنها إنهاء الحرب في غزة، وتتمثل في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وانسحاب الجيش من القطاع، لكنها تواجه عقبات عدة بسبب رفع سقف المطالب من الجانبين، خاصةً أن الكل يريد أن يخرج منتصراً، بعد حرب تجاوزت مدتها الـ110 أيام.
ما هي تفاصيل خطة الـ90 يوماً؟
بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"الأمريكية، فإن خطة الـ90 يوماً، تنقسم إلى مراحل عدة، الأولى يجري في بدايتها إطلاق سراح جميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة لدى حماس، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وهناك مقترح أيضاً يتضمن أن تشهد هذه المرحلة إطلاق سراح النساء والرجال من المحتجزين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، والرهائن الذين هم في حالة طبية حرجة.
وفي هذه الأثناء، ينسحب الجيش الإسرائيلي من مدن قطاع غزة، ويسمح بحرية الحركة في القطاع، وتتوقف حركة الطائرات المسيّرة، لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية، وتتضاعف كمية المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر، بإعداد خطة شاملة، مدتها 90 يوماً، من شأنها إنهاء الحرب في غزة، وتتمثل في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وانسحاب الجيش من القطاع
وتنص الخطة في مرحلتها الثانية، على إطلاق سراح المجنّدات الإسرائيليات المحتجزات لدى "حماس"، وإعادة جثث المختطفين الذين قُتلوا، مقابل إطلاق سراح جميع الأسيرات الفلسطينيات، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة التي تشمل إطلاق سراح بقية الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بالإضافة إلى جميع عناصر الوحدات الاحتياطية، مقابل الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وفي التوقيت نفسه يسحب الجيش الإسرائيلي الجزء المتبقي من قواته إلى خارج قطاع غزة.
لكن مصادر إسرائيليةً أكدت لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الخطة تتمثل في شهرين، أي 60 يوماً وليس 90 يوماً، وتقدمت بها إسرائيل لحماس، عن طريق الوسطاء المصريين والقطريين، على أن تكون جزءاً من اتفاق متعدد المراحل، يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة. ويمكن الجمع بين الروايتين، بالقول إنه ربما يكون هناك مقترح من قبل الوسطاء لاستمرار وقف القتال لمدة 90 يوماً.
إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب
صحيفة "وول ستريت جورنال"، أشارت إلى أن "حماس" وإسرائيل تعارضان تفاصيل المقترح في الوقت الحالي، مشيرةً إلى أن الدول المؤثرة تعدّ استئناف الاتصالات إشارةً إيجابيةً، وستضغط بقوة لتنفيذ الخطة.
وأوضحت "القناة 12" الإسرائيلية، أن الاعتراض من جانب إسرائيل، يتمثل في سحب الجيش من قطاع غزة في المرحلة الأولى،وقد ظهر بعد مناقشة المقترح في مجلس الحرب الذي وافق على معايير الاقتراح بشأن صفقة الرهائن،التي تُعد مختلفةً جداً عن الصفقات السابقة التي رفضتها حماس، وينتظر الإسرائيليون رد الحركة عليها.
على أية حال، يتبين من المقترح أنه لا يتضمن اتفاقاً لإنهاء القتال، لكنه من ناحية أخرى يتضمن أطول فترة لوقف إطلاق النار عرضتها إسرائيل على حماس منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
مصادر إسرائيلية أكدت لموقع "أكسيوس"، أن الخطة تتمثل في 60 يوماً وليس 90 يوماً، وتقدمت بها إسرائيل لحماس، عن طريق الوسطاء المصريين والقطريين
ويدعم هذا الطرح، ما أكده مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس"، بأن الاقتراح يوضح أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، الذين يُقدَّر عددهم بـ6 آلاف أسير.
ويبدو أن إسرائيل اضطرت إلى تقديم هذا المقترح، في ظل وجود أكثر من 130 رهينةً محتجزين في غزة، وسط شكوك في أن العشرات منهم ماتوا في ظل القصف المتواصل خلال الأسابيع الأخيرة على قطاع غزة، بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإنهاء الحرب، مؤكداً أنه لن يشارك في حرب مدتها عام في قطاع غزة، وفقاً لموقع "أكسيوس".
وبحسب الموقع، من المنتظر أن يزور بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، مصر خلال الأسبوع الجاري، ومنها إلى قطر، لإجراء محادثات تهدف إلى إحراز تقدّم في المفاوضات، لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وتضغط إدارة بايدن في الوقت الحالي، على بنيامين نتنياهو، لإنهاء الحرب، التي لم تحقق أهدافها على الأرض، بالإضافة إلى أن هناك حالة من القلق في البيت الأبيض، من خسارة الناخبين الشباب، قبل الانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
الطريق الوحيد لإنهاء الحرب
منذ عرض المقترح، يحاول الوسطاء المصريون والقطريون، الوصول إلى صيغة تفاهم بين الجانبين، من أجل إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق. ويرى مسؤولون أمريكيون في حديثهم إلى موقع "أكسيوس"، أن هذا الاتفاق قد يكون السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ويؤكد الموقع الأمريكي، أنه بموجب الاتفاق بشأن المقترح، ستتفق إسرائيل وحماس في البداية على عدد السجناء الفلسطينيين، الذين سيجري إطلاق سراحهم، مقابل كل رهينة إسرائيلي، ثم ستُجرى مفاوضات منفصلة حول أسماء هؤلاء السجناء.
وقال مسؤولون إسرائيليون لـ"أكسيوس"، إن الاقتراح يشمل إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي، بحيث يجري نقل بعضها من المراكز السكانية الرئيسية في القطاع، والسماح بالعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين إلى مدينة غزة، وشمال القطاع، في أثناء تنفيذ الصفقة.
من جهته، أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، أن واشنطن تُجري محادثات جادةً لمحاولة إطلاق سراح بقية الرهائن، لكن لا صفقة في الأفق حتى الآن، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة عدة في المفاوضات، على رأسها مطالبة "حماس" بإنهاء الحرب في غزة، قبل التوصل إلى أي صفقة، وهو ما ترفضه إسرائيل.
الاقتراح يشمل إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي، بحيث يجري نقل بعضها من المراكز السكانية الرئيسية في القطاع، والسماح بالعودة التدريجية للمدنيين الفلسطينيين إلى مدينة غزة، وشمال القطاع، في أثناء تنفيذ الصفقة
وفي هذا السياق، أكد محمود مرداوي، القيادي في حركة حماس، أنهم في الحركة لن يناقشوا أي مقترحات بشأن صفقات لتبادل الأسرى مع إسرائيل، دون وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، مشدداً على عدم قبولهم بهدن مؤقتة مقابل إطلاق سراح أسرى، وعدم التراجع عن هذا الموقف، وفقاً لحديثه إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
من ناحية أخرى، تضغط "حماس" على إسرائيل للقبول بشروطها، من خلال نشر عدد من الرسائل لأهالي المحتجزين، باللغات العربية والعبرية والإنكليزية، جاء فيها: "إلى عائلات الأسرى... الخيار لكم؛ إما يعود المحتجزون في توابيت، وإما أحياء! حكومتكم تكذب، والوقت ينفد".
وبرغم هذا التهديد، هناك انقسامات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي؛ إذ يؤكد البعض أنه لا بد من إعطاء الأولوية للرهائن، بينما يرى آخرون أن الضغط العسكري المستمر على حماس، سيجبر الحركة على إعادة الأسرى.
صندوق دولي لإعادة إعمار غزة
ومن بين المواضيع المطروحة أيضاً، تشكيل صندوق دولي لإعادة إعمار غزة، وضمانات أمنية لقادة حماس السياسيين، وتريد "حماس" في بنود الصفقة، ضمانات دوليةً للحفاظ على حكم حماس في القطاع، وعدم ملاحقة قادتها.
من جهته، يقول الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الخطة المطروحة تضمن أن يتم،بعد خطط صفقة الأسرى،إنشاء حكومة بترتيبات مع السلطة، لإدارة الوضع في غزة بشكل كامل، وإعادة ترتيب القطاع.
ويرى الرقب في حديثه إلى رصيف22، أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يعدّ نفسه منتصراً؛ لأنه لم يحقق شيئاً من مطالبه"، موضحاً أنه "لم يتمكن من القضاء على حماس، أو الإفراج عن المحتجزين، وتالياً يعدّ الإسرائيليون أنفسهم خاسرين"، مؤكداً في الوقت نفسه أن استمرار الحرب من مصلحة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، شخصياً، لأنه يغامر بكل شيء من أجل مصلحته، ولا يكترث لوضع دولته أو للأسرى.
نتنياهو سيعيق أي اتفاق
برأي الرقب أن "نتنياهو يعلم جيداً أنه بمجرد وقف الحرب، سيخرج الشارع الإسرائيلي مطالباً بإجراء انتخابات عاجلة، وهو لا يريد بالطبع الوصول إلى هذه المرحلة، وتالياً سيعيق أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب".
كذلك، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، أن "حماس" ستوافق على بنود هذه الخطة؛ لأن هذا يعني أن الطرفين لم ينتصرا، وتالياً كل طرف سيعدّ نفسه منتصراً، مؤكداً في الوقت نفسه أن عدد الأسرى الذين تطالب الحركة بالإفراج عنهم كبير، وبناءً عليه سيتهرب الاحتلال الإسرائيلي من أي التزام من شأنه "تبييض السجون".
من بين المواضيع المطروحة تشكيل صندوق دولي لإعادة إعمار غزة، وضمانات أمنية لقادة حماس السياسيين
في السياق نفسه، يقول الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل توافق على هدنة طويلة، لكن ليس على وقف إطلاق النار بشكل نهائي، ومن ناحية حماس لا بد أن تتراجع في مطالبها المتعلقة بإخلاء السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى الفلسطينيين، من أجل إتمام الخطة.
ويشير مطاوع لرصيف22، إلى أن نتنياهو وحكومته لديهما قناعة بأن الضغط العسكري سيؤدي إلى نتائج جيدة، تتمثل في الإفراج عن المحتجزين، موضحاً أن الحكومة الإسرائيلية ترى أن تحقيق أهدافها أولوية أكبر من حياة المحتجزين، متابعاً: "هذا واضح من لقاء تم تسريبه بين نتنياهو وأهالي الأسرى".
ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني، أن "حماس" ستقبل بأي حلول تضمن لها البقاء كجهة حاكمة، خاصةً في ظل الوضع المأساوي في قطاع غزة، وفي وجود مطالب عديدة في خان يونس ورفح والوسطى بإنهاء هذه المذبحة بأي ثمن.
ويدعم هذا الطرح، ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أكدت أن الجانبين، إسرائيل وحماس، متباعدتان بشأن بعض القضايا، خاصةً فيما يتعلق بمصير قادة الحركة الكبار في قطاع غزة.
في النهاية، أصبح كثر في مأزق؛ أمريكا تريد إنهاء الحرب، وإذا رغبت إسرائيل في الاستمرار فستفعل ذلك بمفردها، في ظل تورّط حكومة نتنياهو، الذي سيكون معرضاً للإزاحة من منصبه. وفي المقابل، الوضع يزداد سوءاً في قطاع غزة، وإذا طال الأمر أكثر من ذلك، فذلك أيضاً قد لا يكون في مصلحة حماس.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون