أعلنت فرق بحثية من الصين، الولايات المتحدة، أستراليا واليابان، مؤخراً، عن تطوير الأرحام الصناعية بتقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف أصغر علامات التغيرات الحيوية على الأجنّة في أثناء تواجدها داخل الرحم الصناعي. وفي الوقت ذاته يقوم الآن باحثون في هولندا بتطوير نظام مماثل باستخدام تكنولوجيا المحاكاة، حيث يحاكي هذا النهج ولادة الأطفال المبسترين للغاية باستخدام دمية مجهزة بأجهزة مراقبة متقدمة حتى يفهم العلماء كيفية نمو الرضيع في بيئة تحاكي ظروف الرحم.
يأتي الرحم الصناعي على شكل كيس بلاستيكي شفاف مزود بالسائل الذي يحيط بالجنين في رحم الأم الطبيعي، ويكون هذا السائل بدرجة حرارة الجسم ومتصلاً بالوظائف الحيوية، كما أنه مرتبط بجهاز أشبه بالحبل السرّي، ويتم الآن إجراء أبحاث علمية لعمليات غرس البويضة المخصبة داخل الرحم الصناعي مع توصيل أنابيب لتدفق الدم إلى الأجنّة.
وفي مستشفى فيلادلفيا، تم اختبار كيس بيولوجي أشبه ما يكون بالرحم الصناعي وتم وضع 8 أجنّة للخراف وبعد 4 أسابيع اكتملت الرئتان والمخ بشكل جيد للغاية كما بدأ الصوف بالنمو.
نساء يراودهنّ حلم الأمومة
"حين انتشر الحديث عن تقنية الأرحام الصناعية، شعرت بأنه ما زال هناك أمل في أن أصبح أمّاً، وأتمنى أن تنتشر هذه الأرحام في جميع البلاد فهي الوسيلة الوحيدة لكل سيدة لا يمكن لرحمها أن يحمل طفلاً"؛ هذا ما تقوله منى أبو السعود (32 عاماً)، بصوت مليء بمشاعر مختلطة: "أنا لم أفقد رحمي ولكن لديّ ضعفاً وارتخاءً في عضلات الرحم يجعلان استكمال حملي صعباً، إذ كنت أفقد الجنين في الشهر الرابع أو الخامس، وللأسف هذا الأمر تكرر أكثر من مرة والأطباء أكدوا أنه عيب خلقي، مما جعلني أفقد الأمل في أن يحمل رحمي طفلاً لمدة 9 أشهر كاملة، وهو ما أصابني باليأس والإحباط".
وتضيف لرصيف22: "حين بدأ الحديث يتردد حول وجود تقنية الأرحام الصناعية، قفزت من شدة السعادة وشعرت بأنه ما زال هناك أمل، وأتمنى أن تكون تكلفة تلك العملية في متناول جميع النساء، فهي بمثابة العصا السحرية في يد كل امرأة لا تستطيع الحمل بشكل طبيعي داخل رحمها".
"حين انتشر الحديث عن تقنية الأرحام الصناعية، شعرت بأنه ما زال هناك أمل في أن أصبح أمّاً، وأتمنى أن تنتشر هذه الأرحام في جميع البلاد فهي الوسيلة الوحيدة لكل سيدة لا يمكن لرحمها أن يحمل طفلاً"
بدورها، تعرب سالي نعيم (30 عاماً)، عن سعادتها بتقنية الأرحام الصناعية: "مش مصدقة إني ممكن أكون أمّ في يوم من الأيام".
وتقص حكايتها لرصيف22: "فقدت رحمي بعد العام الأول من الزواج، بعد أن حملت مرةً واحدةً، ولكن الحمل لم يكتمل بسبب إصابتي بسقوط في الرحم ترتبت عليه ضرورة استئصال الرحم. بعد عام طلّقني زوجي، فأُصبت باكتئاب حاد ما زلت أحاول التعافي منه حتى الآن، ولكن بعد انتشار الحديث عن تقنية الأرحام الصناعية بدأ الأمل يدبّ في داخلي مجدداً في أن أتزوج مرةً أخرى وأصبح أمّاً لطفل مني ومن صلب والده، طفل يعوضني عن لحظات التعاسة التي عشتها".
في السياق نفسه، تقول عالية المهدي لرصيف22: "سوف أتخلى عن سيارتي ومنزلي وكل شيء في سبيل أن أجمع المال لأتمكن من إنجاب طفل".
وتتابع: "تزوجت قبل ستة أعوام وحملت في بداية الزواج ولكن زوجي كان رافضاً لذلك الحمل فاشتد الخلاف بيننا وقام بضربي بطريقة وحشية حتى تسبب في نزول الحمل وفي إصابتي بنزيف حاد أدى إلى ضرورة استئصال الرحم، وأتذكر وقتها كم توسلت إلى الأطباء كي يتركوا رحمي، ولكن للأسف لم يكن لديهم خيار، وبعد أن خرجت من المستشفى شعرت بأنني أكره جسدي وتخليت عن حلم الأمومة، ولكن حين بدأت تنتشر دراسات وأخبار عن تقنية الرحم الصناعي، وجدت نفسي مستعدةً لبيع جميع ممتلكاتي في سبيل اقتناء رحم صناعي يحوي طفلاً من صلبي ليكون بمثابة الحياة التي سوف تدبّ في داخلي من جديد".
في انتظار الحلم
في حديثها إلى رصيف22، تكشف أخصائية أمراض النساء والتوليد، الدكتورة هدى القاضي، أنه يمكن تقسيم عمل الأرحام الصناعية إلى شقّين: الأول هو احتضان الأجنّة ممن يولدون ولادةً مبكرةً خاصةً أنه وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك ما بين 13 إلى 15 مليون طفل يموتون قبل الأسبوع الـ37 من الحمل.
لذا سوف تساهم الأرحام الصناعية في إنقاذ حياة الأطفال الذين يولدون ولادةً مبكرةً خاصةً أن تلك الأرحام مزوّدة بتقنيات أشبه برحم الأم، كما يتم إمداد الجنين بخراطيم تحمل دماً لتوصيل الغذاء وتنقية دم الجنين تشبه الحبل السرّي.
وتضيف هدى: "أما الشق الثاني فهو خاص بالنساء اللواتي فقدن أرحامهنّ وما زالت لديهنّ مبايض حيث يمكن غرس الحيوان المنوي داخل بويضة المرأة وتتم هذه العملية داخل الرحم الصناعي ليحوي الجنين كرحم الأم تماماً، وتالياً يمكن لأي امرأة فقدت رحمها أن تصبح أماً بكل سهولة".
"وجدت نفسي مستعدةً لبيع جميع ممتلكاتي في سبيل اقتناء رحم صناعي يحوي طفلاً من صلبي ليكون بمثابة الحياة التي سوف تدبّ في داخلي من جديد"
وتقرّ القاضي بأن هذه التقنية بحاجة إلى الكثير من التجارب قبل بدء انتشارها في العالم: "هذه الأرحام الصناعية قد تكون تعويضاً لأي امرأة فقدت رحمها لأي سبب، لذا أتمنى أن يبذل العلماء قصارى جهدهم للوصول إلى شكل نهائي بتقنيات أشبه بالرحم الطبيعي للمرأة".
في النهاية يمكننا القول إن بعض النساء اللواتي فقدن أرحامهنّ في انتظار تطبيق تقنية الرحم الصناعي لتحقيق حلمهنّ بالأمومة، ويرى البعض الآخر أن الرحم الصناعي هو وسيلة لتوفير العدالة الإنجابية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع