شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
الحب والشتاء

الحب والشتاء "دونت ميكس"... رومانسية يضيّعها "كسل" عشّاق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحريات الشخصية

الخميس 11 يناير 202411:21 ص

ماذا لو وجدت نفسك مرتبطاً بشخص لا يحب فصل الشتاء، ويكتفي فيه بالجلوس في المنزل، ولا يؤمن بأن هذا الجو مناسب للحب والخروج، ولن يحقق لك أمنيتك بالركض معه تحت المطر في جو رومانسي؟ هذا ما تواجهه هند مع شريكها في فصل الشتاء بسبب اهتماماتها المختلفة عن اهتماماته.

تقول هند أشرف (24 سنةً)، من محافظة القاهرة، لرصيف22: "برغم أن خطيبي رومانسي بطبيعته، ولكن عندما يأتي فصل الشتاء لا يرغب إطلاقاً في الخروج، ويفقد كل طاقته، ويذهب إلى العمل فحسب، ويكتفي بالحديث معي على التليفون دون أي زيارات إلا في أضيق الحدود".

تضيف هند: "تحدثت معه أكثر من مرة عن ذلك. أؤمن بأن فصل الشتاء هو المناسب للخروج وتكوين الذكريات الجميلة، ولكنه لا يقتنع بذلك، ويرى أنه فصل مناسب للنوم"، كاشفةً أن أحلامها عن المشي مع حبيبها تحت حبات المطر ضاعت.

العلاقات والشتاء

يكشف موقع out side، أن الشتاء يمكن أن يكون سبباً في حدوث خلافات بين الشريكين، خاصةً لو كانت لكل شريك طبيعة مختلفة في التعامل مع هذا الفصل، لا تتناسب مع طبيعة الآخر أو تتعارض معها.

في هذا السياق، تنصح الخبيرة الاجتماعية الدكتورة زينب نجيب، في حديثها إلى رصيف22، بأن يقوم الثنائي باستثمار الشتاء في تكوين العديد من الذكريات: "إن دفء المشاعر في الشتاء أمر مهم جداً للأحبّة، إذ يمكن بأقل التكاليف أن يحقق كل منهما للآخر السعادة، وذلك من خلال التنزّه مثلاً واحتساء مشروب ساخن أو تناول وجبة لذيذة".

ماذا لو وجدت نفسك مرتبطاً بشخص لا يحب فصل الشتاء، ويكتفي فيه بالجلوس في المنزل، ولا يؤمن بأن هذا الجو مناسب للحب والخروج، ولن يحقق لك أمنيتك بالركض معه تحت المطر في جو رومانسي؟

وتضيف نجيب: "الاحتضان في فصل الشتاء يكون له طعم آخر، فالبرودة تساعد على اشتعال الحب والاهتمام بالآخر والشعور به، وعدم تقبّل أحد الطرفين لهذا الاحتياج قد يكون محبطاً وبشدة للطرف الثاني، وتالياً على المرء أن يتحدث عن عواطفه ويعبّر عنها بكل صدق حتى يحقق الإشباع العاطفي الذي يتمناه".

وتنصح زينب نجيب: "يجب أن تتحدث بشكل مباشر عمّا تريده وتحلم به في العلاقة، فالذكريات التي تحلم بتكوينها جزء منك ولا يمكنك تجاهلها ويجب على الشريك أن يهتم بها".

رومانسية تحت التهديد

برغم أن مروة محمود (32 عاماً)، تحبّ أن تمشي في المطر، وتخرج في الجو الماطر، وترى أن هذا الجو البارد ممتع إلى أقصى حد، إلا أن شريكها يكره الشتاء: "كنت أعشق الخروج في فصل الشتاء مع صديقاتي لنتمشى، وكذلك كنت أخرج مع أخي ونذهب للتسوق ونأكل الآيس كريم، وأذهب إلى كل الأماكن التي أحبّها، ولكن الآن لا أخرج كثيراً فزوجي لا يحب الشتاء ويعدّه أسوأ فصول السنة، وعندما أحدّثه عن الرومانسية في هذا الفصل يسخر مني".

تضيف مروة لرصيف22: "لا يرى زوجي أن المشي تحت المطر وتحت مظلة واحدة أمر رومانسي بل يعدّه قلة عقل. في إحدى المرات، وبينما كان الجو ماطراً، وجدته ممتعضاً جداً وغاضباً، وحاولت أن أحول الجو إلى جو رومانسي غير أنني لم أجد أي استجابة وطلب لنا تاكسي بسرعة لنعود إلى المنزل".

هذا الموضوع يصيب مروة بالإحباط الشديد برغم أنه قد يكون مسألةً بسيطةً وغير مهمة في نظر البعض.

"يجب أن تتحدث بشكل مباشر عمّا تريده وتحلم به في العلاقة، فالذكريات التي تحلم بتكوينها جزء منك ولا يمكنك تجاهلها ويجب على الشريك أن يهتم بها"

واللافت أن هذه المشكلة لا تعاني منها النساء فقط، ولكن بعض الرجال لم يجدوا من شريكتهم الحماسة الكافية للتمتع بفصل الشتاء.

في هذا السياق، يوضح محمود عماد (32 عاماً)، من محافظة الجيزة، لرصيف22، أن حبيبته السابقة لم تكن من محبّي فصل الشتاء أبداً: "أعدّ فصل الشتاء من أفضل فصول السنة، فهو في رأيي الوقت المناسب للخروج والمشي وزيارة الأماكن المختلفة. كنت مرتبطاً بفتاة تكره فصل الشتاء وتعدّه أسوأ فصول السنة وكانت تصاب بالخمول عند بدايته وترفض الخروج من المنزل إلا للضرورة".

يضيف محمود لرصيف22: "مع الوقت، شعرت بأنها ستغيّر من عاداتي وتصرفاتي، خاصةً أنها لم تقتنع أبداً بأن هذا الفصل مناسب للرومانسية وتفضّل فصل الصيف الذي أكرهه بشدة. ذات مرة أقنعتها بالخروج في الشتاء فنزل المطر وكادت تُجنّ عندما ابتلت ملابسها وشعرها".

أما حسام أحمد (25 سنةً)، فقد حاول أن يتعامل مع الاختلاف مع شريكته بشكل أبسط: "حبيبتي لا تحب الشتاء ولكن لأنني أعشقه بشدة استطعت مع الوقت أن أجعلها تراه كما أراه، ولو بنسبة بسيطة. في البداية كانت ترفض فكرة الخروج وقت المطر ولكن أقنعتها بالخروج أكثر من مرة وبدأت تعتاد على الأمر".

يضيف حسام: "لن أقول إنها أصبحت تعشق الشتاء مثلي، ولكن بدأنا نتعامل مع الموضوع بشكل أفضل وأكثر تفهماً ونستمتع بوقتنا معاً".

من هنا، ينصح استشاري العلاقات، الدكتور كامل ناصر، بأن يكون المرء أكثر مرونةً في التعامل مع متطلبات الشريك/ ة، وألا يجعل أي مشكلة تتراكم وتتسبب في تغير طبيعة العلاقة أو توترها: "لو كان الشريك من عشاق الشتاء وله أحلامه الخاصة فيه، فإن الشريك الآخر لا يجب أن يتجاهل هذه الحقيقة، ويمكن أن يصلا معاً إلى حلّ وسط يحقق لهما الرضا الكامل والمشاركة المثمرة".

يتابع: "على المرء أن يتساءل عن السبب الذي قد يجعل شريكه يكره الشتاء، ويحاول أن يخلق له ذكريات جديدةً تجعله يتخلص من هذا الإحساس مع مرور الوقت. هذا الفصل من أكثر الفصول المليئة بالمشاعر المناسبة لتدفق الذكريات والرومانسية".

متع الشتاء المخفية

تؤكد مجلة كوزموبوليتان الأمريكية أن الطاقة في فصل الشتاء تنخفض بنسبة أكبر من سائر فصول السنة بسبب عدم التعرض للشمس بشكل كبير، ولذلك تكون الخلافات أكثر شيوعاً في هذا الفصل، وقد يبدأ المرء مع عيد الحب وتحديداً في شهر شباط/ فبراير، باكتشاف عيوب الآخر والشعور بالإحباط من تصرفاته، ما يدفع البعض للتفكير في التخلي عن العلاقة.

عليه، ينصح معالج الأزواج بارتون غولد سميث، بأن يقوم الأزواج بالخروج من المنزل، خاصةً في فترة الظهيرة ومحاولة التعرض لأشعة الشمس، ثم العودة إلى المنزل وتناول الأطعمة الدافئة والاستمتاع معاً بمشاهدة فيلم ما، ويرجح أن تنتهي الليلة بممارسة الحب مع تكرار الأنشطة المختلفة كل يوم والابتعاد عن عادة الجلوس في المنزل.

"لا يرى زوجي أن المشي تحت المطر وتحت مظلة واحدة أمر رومانسي بل يعدّه قلة عقل. في إحدى المرات، وبينما كان الجو ماطراً، وجدته ممتعضاً جداً وغاضباً، وحاولت أن أحول الجو إلى جو رومانسي غير أنني لم أجد أي استجابة وطلب لنا تاكسي بسرعة"

ويقول بارتون إن هناك بعض المتع التي قد لا يلاحظها الثنائي في فصل الشتاء ومنها القدرة على اللعب بالثلج، تناول الأكلات الدافئة، الاستمتاع بالعلاقة بشكل رومانسي جداً وإضاءة الشموع التي تثير بعض العشاق.

وبالمثل وفي ختام حديثها، تنصح الخبيرة الاجتماعية زينب نجيب جميع العشاق بالاستثمار أكثر في فصل الشتاء: "هذا الفصل هو ذخيرة بالنسبة للعشاق وعليهم أن يستغلوه بشكل مناسب فهو الفصل الأكثر دفئاً للمشاعر، وعلى الشريكين أن يضعوا خطةً عن كيفية التمتع به قدر الإمكان".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard