شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
كيف نفكّر معاً في العدالة الحيضيّة؟

كيف نفكّر معاً في العدالة الحيضيّة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الخميس 14 ديسمبر 202310:24 ص
Read in English:

On menstrual justice in Lebanon


تعاني بعض النساء في لبنان، من حرمانهنّ الحق في الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية، ما يشكّل هاجساً كبيراً يعيق حياتهنّ اليوميّة، خاصةً في ظل صعوبة الوصول إلى العديد من المنتجات، كالفوط الصحيّة أو مراكز الرعاية الصحيّة، بالإضافة إلى نقص الموارد، كالمياه النظيفة، والحمامات التي تحترم خصوصيّتهن، وصعوبة وصولهنّ إلى مصادر المعرفة التي تشمل التثقيف الصحي والجنسيّ.

هذا كله يؤثر بشكل سلبي على صحتهنّ النفسية والجسدية، ويؤدي إلى حرمانهنّ من حقوق عديدة، مثل العمل والدراسة في ظروف عادلة وآمنة، ما يدفع بالعديد منهن للجوء إلى بدائل غير آمنة، كاستخدام القماش أو الفوطة الصحية نفسها لأكثر من 6 ساعات دون تغيير.

في الآونة الأخيرة، أي منذ بدء الأزمة الاقتصادية واقتصار الدعم على منتجات تُعدّ ثانويةً، ارتفعت نسبة اللبنانيات اللواتي يعانين من "فقر الدورة الشهريّة"، فصار من العسير عليهنّ شراء ما يكفي من مستلزمات لدورتهّن الخاصة.

نحو عدالة حيضيّة

هذه الظروف تستدعي الحديث بشكل جدّي عن العدالة الحيضيّة، كمشروع قانوني يفرض على الدولة اللبنانية توفير مستلزمات الصحة الحيضيّة والجنسيّة، مع فرض توافرها ومجانيّتها في أماكن العمل والدراسة والأماكن العامة، ما يتيح سهولة الوصول إليها، وهو ما يحمل إقراراً بأنها ليست مواد ترفيهيّةً بل مطلب أساسي للعيش، تعادل في قيمتها الحاجة إلى المأكل والمشرب، مع إزالة الوصمات الاجتماعية عن الدورة الشهريّة والمفاهيم المغلوطة حولها، وإجازة شهريّة مرافقة لها دون حسم من الراتب، وذلك لأن العديد من النساء تصاحب دوراتهنّ الشهريّة آلام وتقلّصات تمنعهنّ من أداء عملهنّ، وتشكل عبئاً إضافيّاً على كواهلهنّ لا يستطعن احتماله، ما يدفع بعضهنّ لأخذ إجازات مرضيّة على حسابهنّ الخاص.

تعاني بعض النساء في لبنان، من حرمانهنّ الحق في الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية، ما يشكّل هاجساً كبيراً يعيق حياتهنّ اليوميّة، خاصةً في ظل صعوبة الوصول إلى العديد من المنتجات، كالفوط الصحيّة أو مراكز الرعاية الصحيّة

يُعدّ قانون إجازة الدورة الشهريّة، من القوانين المطبّقة في بلدان متفاوتة، مثل بعض الولايات الهنديّة والصين، وهو مشروط بتقرير طبّي يقول إن المرأة تعاني من تقلّصات وآلام دورة شهريّة حادّة، كما أقرّ البرلمان الإسباني في العام 2023، قانوناً ينص على إجازة الدورة الشهرية المدفوعة للنساء اللواتي يعانين من آلام الحيض، ومدتها تتراوح بين 3 و5 أيام خلال الشهر، بينما في اليابان يطبَّق هذا القانون منذ الـ1947، مع غرامة ماليّة على الشركات التي ترفضه.

حركة "هي تقرّر"

تعرّف زهراء الديراني، وهي ناشطة نسويّة، بمبادرة "هي تقرّر"، التي نشأت في العام 2019 في لبنان، وتقدّم دورات تدريبيّةً ونقاشات حول الصحة الجنسيّة والإنجابيّة للنساء البقاعيّات، بقولها: "المبادرة مرتبطة بحركة 'هي تقرّر'، وهي حركة عالمية تأسست بعد أن أطلق الرئيس ترامب الـgag rules، التي تمنع التمويل عن الجمعيات الداعمة للإجهاض. وكانت إستراتيجية هذه الحركة في السابق قائمةً على دعم الحركات الشبابية في العديد من البلدان، وحاولت تأسيس هذه الحركة في لبنان".

وتضيف لرصيف22: "إن فكرة المبادرة تقوم على توزيع حصص متعلّقة بمستلزمات الصحة الحيضيّة، مع الأخذ في الحسبان الأزمة الاقتصادية في لبنان، وغلاء أسعار هذه المستلزمات. أردنا مساعدة النساء والتخفيف من أعبائهنّ، مثل عمل جمعيات أخرى مثل 'سلامة' التي تيسّر جلسات عن الصحة الجنسية والإنجابية".

أما عن مصادفتها لمستلزمات الدورة الشهرية في الأماكن العامة، فتقول: "لم أصادف يوماً فوطاً صحيةً، لا في حمامات المقاهي ولا في أي مطعم... أجدها أحياناً في حمامات بعض المنظمات الحقوقية".

وتضيف الديراني في حديثها: "بالنسبة إلى لوازم الصحة الحيضيّة، فمن المؤكد أنها عندما تصير مجانيةً، سيكون هناك اعتراف بأن الدورة الشهرية ليست أمراً معيباً، بل أمر طبيعي بيولوجياً يفرض ضرورة الدعم والعناية به وإعطاءه خصوصيةً من الناحية الإيجابية، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبلدان التي تشهد أزمات ماليةً وتكثر فيها النظرة الدونية إلى النساء، فبمجرّد أن تصبح مستلزمات الصحة الحيضية مجانيةً، أو يتم دعم النساء خلال فترة الحيض، فهذا يعطي دعماً نفسياً لهنّ، ودلالة على أن فترة الحيض غير متعلقة بالنساء فحسب، بل بسياسات دول، فالحيض ليس شيئاً فردياً بل هو جماعي، تتحكّم فيه الأنظمة والقوانين، لذا عليها أن تعدَّل بشكل يناسب احتياجات النساء لكونهنّ جزءاً من المجتمع والدولة".

"بالنسبة إلى لوازم الصحة الحيضيّة، فمن المؤكد أنها عندما تصير مجانيةً، سيكون هناك اعتراف بأن الدورة الشهرية ليست أمراً معيباً، بل أمر طبيعي بيولوجياً يفرض ضرورة الدعم والعناية به وإعطاءه خصوصيةً من الناحية الإيجابية، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة"

وتتابع زهراء: "في ظل الأنظمة الاستهلاكية والرأسمالية، من واجبنا أن نكون مع مجانية الفوط الصحية، لأنها تشكل عبئاً إضافياً فوق الأعباء المترتبة والمفروضة على النساء. ومن هنا تُطرح أهمية العدالة الحيضية من خلال تأمين الطبابة، المياه وتأمين بيئة آمنة للنساء، يستطعن فيها الشعور بالراحة، وهو ما لا يمكن تحققه في ظل نظام تنعدم فيه الخدمات. فالعدالة الحيضية تتحقّق عندما تكون مسألة الصحّة الحيضيّة والجنسيّة والإنجابيّة مسألةً اجتماعيّةً ولها أهميتها باستمرار".

سلال تضامنيّة لمنتجات الدورة الشهريّة

في حمام مكتبة "مَيْلي"، وهي مكتبة ومقهى للنساء في بعلبك، قررت بعض المؤسسات التي فضلت القائمات عليها عدم الكشف عن أسمائهنّ، وضع سلّة تضامنيّة لمستلزمات الدورة الشهريّة ونظافة النساء الشخصيّة.

ففي حين أن البعض يرى الدورة الشهريّة مسألةً شخصيّةً وفرديّةً تخصّ النساء وتدور حولها خرافات كثيرة، ومطبوعة بالعيب، فإن هذه المؤسسات في المقابل تعدّها مسؤوليةً جماعيّةً في المقام الأول، وتطرح مسألة مجانيّة الفوط الصحيّة في هذا المضمار، سواء في المقاهي والمطاعم أو في الأماكن العامة، لأنها من الحقوق الجسديّة والجنسيّة التي لا يمكن تجاهلها، ومن دون أي تكاليف إضافية تزاد على عاتق النساء.

"من واجبنا أن نكون مع مجانية الفوط الصحية، لأنها تشكل عبئاً إضافياً فوق الأعباء المترتبة والمفروضة على النساء. ومن هنا تُطرح أهمية العدالة الحيضية من خلال تأمين الطبابة، المياه وتأمين بيئة آمنة للنساء"

كما تعدّ هذه المؤسسات في بيان عُلّق في حمام "مَيْلي"، أنّه من الضروري وضع قوانين تعطي النساء فرصاً شهريةً من الدراسة أو العمل خلال دوراتهنّ الشهريّة، فهذه مسألة تخصّ مواطنات هذه الدولة، وقدراتهنّ الإنتاجيّة فيه، وسلامتهنّ الشخصيّة والنفسيّة في المقام الأول.

وترى المؤسسات المعنية أنّه إلى حين تحقيق العدالة الحيضيّة، ليس أمام النساء سوى التضامن وبناء شبكات تضامنيّة تشاركيّة، لدعم بعضهنّ البعض في أثناء دوراتهنّ الشهريّة، ويمكن تحقيق ذلك عبر وضع سلال تضامنيّة في أماكن متعددة، من ضمنها المكتبة، مما يمكّن النساء من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، من الوصول إليها، وهو ما يعزّز منظور مؤسسات "مَيْلي" لمعنى إعادة بناء الأماكن العامة من منظور نسائي ونسوي، يضع حاجات النساء واهتماماتهنّ كأولويّة، وتحقيقاً للعدالة المكانيّة في الوقت نفسه.

منظّمة "جايتنا"

تأسست منظّمة "جايتنا" النسوية من أجل محاربة فقر الدورة الشهرية والتوعية على كسر التابوهات المتعلقة بالحيض.

في حديثها إلى رصيف22، تشرح سمر السمرا، منسّقة البرامج في منظمة "جايتنا"، عن كيف بدأت فكرة المنظمة في العام 2021، التي تأسّست بالتعاون بين مجموعة من الناشطات النسويات، هن فانيسا زمّار، أماندا كوزي، أسيل خليفة وإيفي ليويلين: "بعد الأزمة الاقتصادية وانفجار بيروت الذي خلّف دماراً هائلاً، لاحظت المنظمة أن المساعدات التي تأتي للضحايا لا تأخذ بعين الاعتبار حاجات ومستلزمات الدورة الشهرية، بالإضافة إلى الحاجة لتوثيق تجارب النساء في هذه المرحلة، ولكي يصبح الحديث في هذا الأمر عادياً بينما يُعدّ من التابوهات في المجتمع، خصوصاً أن هذا الحدث الشهري ليس فردياً أو شخصيّاً أو خاصاً، بل هو تجربة جماعيّة تتشارك فيها غالبيّة النساء برغم اختلافاتهن".

وجدت الجمعية أيضاً أن التربية الجنسية قليلة جداً لدى الفتيات والنساء، وفق ما تقول السمرا: "لا برامج تعليم جنسي في المناهج التربوية، معظم النساء لا يعلمن ماذا يحصل لأجسامهنّ خلال فترة الحيض، ولا يعلمن ما هي التغيّرات التي تترافق مع تلك الفترة. معظم المفاهيم تأتي من منطلق مجتمعي غير علمي، تسيطر عليه عادات وتقاليد مختلفة".

حصلت الجمعية مؤخراً على منحة مقدّمة من منظمة مرسى وهيفوس Hivos بعنوان Welead، وبدأت بتنفيذ نشاطات مختلفة كالنقاشات الجماعيّة لمشاركة التجارب بين جماعات مختلفة، بحضور الأقليات من نساء عابرات ونساء ذوات احتياجات خاصة وعاملات أجنبيات وغيرهنّ.

يؤمّن مشروع Welead أيضاً، مستلزمات الدورة الشهرية الدائمة التي يمكن إعادة استخدامها بسبب ارتفاع كلفتها في لبنان.

من بين النشاطات التي قامت بها الجمعية، العمل مع متطوعين/ ات من الطلاب داخل الجامعة الأميركية في بيروت، لتأمين مستلزمات الدورة في حمامات الجامعة، وحتى في مكتبة "ميلي" في بعلبك، سعت الجمعيّة إلى المشاركة في تأمين سلّة تضامنيّة تؤمّن هذه المستلزمات.

تكمل سمر حديثها: "نعمل حالياً على مشاريع مستقبلية عدة، منها معرض أعمال فنية من شأنها أن تضيء على تجارب الدورة الشهرية، وهي فرصة ستتاح للفنانين/ ات المهتمين/ ات كافة".

"لا راحة خلال الدورة الشهرية"

"أشعر بعدم الراحة دائماً، في أثناء فترة الدورة الشهريّة التي تصل لديّ عادةً إلى 7 أيام، فكلّ شهر عليّ أن أذهب إلى العمل وأنا مجبرة على وضع الفوط الصحية ومستلزمات الدورة مسبقاً داخل حقيبتي، وأحياناً قبل 10 أيام من توقيت مجيئها، لأن مكان عملي لا يؤمّن هذه المستلزمات"؛ هذا ما تقوله ياسمين، وهي صحافيّة تعمل في مؤسسة إعلاميّة لبنانية.

وتشرح ياسمين لرصيف22، حالة التوتر التي تصيبها في كل مرة مستذكرةً حادثةً حصلت معها مرةً: "أستعين عادةً بتطبيق عبر الهاتف لمعرفة موعد قدوم دورتي، إلا أنني في شهر تموز/ يوليو الماضي، دخلت إلى حمام المؤسسة وتفاجأت بكمية كبيرة من الدماء تنذر بدورة قاسية هذه المرة، وسرعان ما تملّكني الذعر لأنني كنت أرتدي حينها بنطالاً لونه وردي. بحثت عن الفوط في حقيبتي فلم أجدها، وسألت زميلات العمل واحدةً تلو الأخرى ولسوء الحظ، لم أجد أي فوطة، ولأنه من الصعب عليّ الذهاب إلى الدكان دون وضع أي شيء لامتصاص الدم، قرّرت وضع كمية كبيرة من المناديل الورقية علّها تساعدني في الوصول إلى الدكان. كانت المسافة بين المؤسسة والدكان تستغرق نحو 10 دقائق. كانت أصعب 10 دقائق في حياتي".

وتكمل ياسمين حديثها: "بعد عودتي إلى مكان العمل بسلام، تحدّثت مع زميلاتي وبحثنا عن حلول، ثم قرّرنا أن نقتطع من معاشنا الشهري مبلغاً بسيطاً يُجمع من كل واحدة منا لشراء مستلزمات الدورة من فوط وأدوية ومناديل وغيرها، ووضعها في حمام السيدات في المؤسسة. كان قراراً غيّر الكثير في حياتنا".

واقع "فقر الدورة الشهرية"

في العام 2021، وفي ظل الأزمة الاقتصادية، عانت 76 فتاةً وامرأةً يعشن في لبنان، من صعوبة الوصول إلى مستلزمات الدورة الشهرية، بحسب دراسة قامت بها جمعية "فيمايل"، بالتعاون مع منظمة "بلان إنترناشونال"، حول "واقع فقر الدورة الشهرية".

لم يتحسّن الوضع كثيراً منذ سنتين وحتى الآن، فالقدرة الشرائية إلى انخفاض والوضع يزداد سوءاً، وحتى تأمين مستلزمات وحاجات الدورة الشهرية الأساسية ما زال يُعدّ من الكماليات في خطط الحكومة، برغم المبادرات الفرديّة وغير الحكومية لتأمينها والجهود النسويّة.

تشرح رنا حيدر، معاناتها مع عدم وجود ما يسعفها خلال الدورة الشهريّة في الأماكن العامة، فهي تعمل في مؤسسة إعلامية، الدوام فيها يجب أن يكون حضورياً أكثر من مرتين في الأسبوع: "يأتي الحيض أحياناً بلا سابق إنذار، الحل الوحيد طبعاً هو في شراء علبة جديدة من الفوط الصحية، لكن الصيدليات والمحال التجارية ليست متوافرةً في كل مكان".

"كم كانت لتكون الحياة أسهل لو كان التعامل مع الفوط كحاجة أساسيّة كباقي احتياجات الإنسان؟"

تكمل رنا حديثها وتقول لرصيف22: "لا نطالب بأن تكون الفوط مجانيةً، لأن هذا الأمر يصعب تأمينه في بلد كلبنان، إلا أننا نريد أن تدفع الفتيات مبلغاً رمزياً للحصول على هذه المستلزمات متى نشاء دون الحاجة إلى أن نطلبها في كل مرة".

وتضيف: "أصبحنا نخاف أن تأتينا الدورة بسبب كمية الإحراج التي يمكن أن نشعر بها إلى جانب المضاعفات الصعبة التي تترافق معها".

تروي رنا كيف ذهبت مرةً، إلى مركز تجاري في العاصمة بيروت، عندما فاجأتها الدورة الشهرية، حاولت الاستعانة بصديقتها إلا أنها كانت قد انتهت للتو من دورتها، لذلك اضطرت إلى إحضار الفوط بنفسها برغم شعورها بالألم الشديد: "كم كانت لتكون الحياة أسهل لو كان التعامل مع الفوط كحاجة أساسيّة كباقي احتياجات الإنسان؟". وتختم حديثها سائلةً: "متى سنطبّق فكرة مجانية الفوط الصحية كدولة إيرلندا؟".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image