حين أعلنت إسرائيل اعتزامها الاستمرار في الحرب، للقضاء على حركة حماس وتفريغ قدراتها العسكرية، ومع استمرار الحرب على قطاع غزة، واشتداد المواجهات، دخل حزب الله اللبناني على خط "المواجهة"، في رسالة هدفها دعم حماس، كما قال أمينه العام حسن نصر الله في خطاباته التي تلت بدء الحرب.
تزداد الضغوط الإسرائيلية على الجبهة الشمالية. في الأيام الماضية، أفادت المؤشرات بأن المواجهة مع حزب الله اللبناني أقرب من أي وقت مضى، فعلى الرغم من أن العمليات المتبادلة على الحدود تحصل بوتيرة شبه يومية منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلا أن تصعيد الأيام الأخيرة من الجانب الإسرائيلي كان لافتاً، خاصةً من ناحية نوعية القصف وقوّته والاستهدافات التي تحصل.
وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليين الإثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد إطلاق صاروخين من جنوب لبنان على معسكر إسرائيلي بالقرب من مستوطنة "شتولاه"، وبعدها ردت الأخيرة بقصف مواقع في جنوب لبنان، وشنّت غارات أسفرت عن مقتل مختار بلدة الطيبة، حسين منصور، بحسب بيان الوكالة الوطنية للإعلام. بعدها، استهدف حزب الله ثكنة برانيت العسكرية، بقذائف المدفعية، وموقع الراهب بصواريخ بركان، كما استهدف موقع حدب البستان.
واعترضت إسرائيل 6 صواريخ من أصل 8، تم إطلاقها صوب الجليل، كما حاول حزب الله إطلاق مسيّراته الأحد الماضي صوب مواقع وأهداف إسرائيلية، لتصبح المواجهات في الأسبوع الحالي هي الأعنف، ما دفع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان "يونيفيل"، للاعتراف في بيان رسمي بتزايد "احتمالات حدوث خطأ في التقدير يمكن أن يؤدي إلى نزاع أوسع".
تزعم إسرائيل أنها تريد التوصل إلى اتفاق وتسوية سياسية دولية تضمن إخراج حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، استناداً إلى القرار 1701، وإذا فشل الخيار الأول، فإن الخيار الثاني يكون إزالة حزب الله بالوسائل العسكرية... فماذا ستفعل؟
المشاهد السابقة تقودنا إلى طرح السؤال التالي: ماذا تريد إسرائيل من جنوب لبنان؟ وما الذي تسعى إليه مع حزب الله؟
المواجهة باتت أقرب
في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، عقد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اجتماعاً مع رؤساء بلديات المستوطنات الشمالية، وأكد لهم أن نحو 80 ألفاً من سكان هذه المناطق لن يعودوا إلى منازلهم حتى يتم تنفيذ خيار من اثنين؛ التوصل إلى اتفاق وتسوية سياسية دولية تضمن إخراج حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، استناداً إلى القرار 1701، وإذا فشل الخيار الأول، فإن الخيار الثاني يكون إزالة حزب الله بالوسائل العسكرية، وإلى أن يتم تنفيذ أحد الخيارين، لن تتم إعادة سكان خط النزاع (0-5 كم من الحدود) الذين تم إجلاؤهم من منازلهم، بحسب ما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء الماضي.
وفي سياق متصل، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بأنه: "إذا اختار حزب الله ذلك إذا بدأت حرب شاملة، فإن إسرائيل ستحول بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس"؛ بحسب ما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية العلنية لحزب الله، حيث وجه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، رسالةً شديدة اللهجة، قال فيها: "لا يمكن أن نسمح لمثل هذه التهديدات والوحوش بالاختباء خلف السياج، حزب الله يفهم جيداً أنه إذا تجرأ فسيكون هو التالي في الصف، وسنسوّي بيروت ولبنان بالأرض. الأمور في غزة معقدة ولا شك أن حزب الله أكثر تعقيداً. نحن ملزمون بإزالة التهديد عن سكان الشمال أيضاً".
جُملة من الأمور حدثت خلال الساعات الأخيرة زادت من حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، من ضمنها ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأن إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض لقصف جنوب لبنان، وهو ما دفع واشنطن للإعراب عن قلقها إزاء هذه الحادثة التي أسفرت عن إصابة 9 مدنيين لبنانيين، وحرق 4 منازل، بعد استخدام الفوسفور الأبيض في عمليات القصف، وفقاً لرويترز، ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية المعارك الدائرة خلال هذه الأيام بأنها تشبه المعارك التي سبقت حرب لبنان الثانية.
ويرى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن إسرائيل "لم تعد مستعدةً للتسامح"، مع وجود قوات حزب الله على حدودها الشمالية، وسيتعين عليها "التصرف إذا استمروا في تشكيل تهديد"، بحسب ما نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأحد 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. وعلّقت الصحيفة الأمريكية على هذه التصريحات بأنها "دلالة واضحة على استياء إسرائيل من تمركز حزب الله العميق في جنوب لبنان"، كما أشارت إلى تحذير وزير الخارجية إيلي كوهين، الشهر الماضي، من خطر الحرب إذا صدر قرار الأمم المتحدة الذي يحظر على حزب الله دخول المنطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان.
معركة "الطوفان"
شغل احتمال اندلاع المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، بال المحللين وكُتّاب الرأي في تل أبيب، وأطلق الكاتب الإسرائيلي، يائير طال، مصطلح "معركة الطوفان" على المواجهة المحتملة القريبة بين حزب الله وإسرائيل. يقول طال، في دراسته المنشورة في موقع "زمان يسرائيل": "نحن الآن في أزمة على جبهتين: في الجنوب حرب "فيضان غزة"، وهي حرب قوية في قطاع غزة ضد حماس؛ وفي الشمال، في لبنان حرب طوفان حزب الله"، وأسهب الكاتب المتخصص في كتابات الحرب، في الحديث عن رؤية إسرائيل لساحة الحرب اللبنانية، وأهدافها من معارك أسماها إجمالاً باسم "معارك الطوفان"، ويقصد بها المعركة الحالية مع قطاع غزة والمعركة القادمة المحتملة مع حزب الله، ويرى أن "الرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية المفترضة، هي ضمان وجود تسوية سياسية تمنح السلام للّبنانيين والإسرائيليين وتمنع الحرب، وإزالة التهديد العسكري من لبنان لإسرائيل"، ويقصد هنا حزب الله، وبعدها إقامة علاقات سلمية بين لبنان وإسرائيل، وبدلاً من الحرب الدائمة، يجب إيجاد بديل للتقرب من إيران وتعزيز العلاقات الدبلوماسية معها.
يتم الحديث في إسرائيل عن "4 أهداف لمعركة الطوفان القادمة مع حزب الله، في حال حدوثها، هي ما يجب على الجيش الإسرائيلي السعي إلى تحقيقه"، فما هي؟
ووضع الكاتب الإسرائيلي يائير طال، 4 أهداف لمعركة الطوفان القادمة مع حزب الله، في حال حدوثها، هي ما يجب على الجيش الإسرائيلي السعي إلى تحقيقه؛ أولها تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله، ثم إخراج قيادات الحزب من مراكز الحكم ودوائر صنع القرار اللبنانية، وثالث الأهداف أن يمتلك الجيش اللبناني فقط أسلحةً هجوميةً، أما آخر الأهداف فتفريغ جنوب لبنان من الأسلحة الهجومية، على أن يتم الاتفاق على المنطقة معزولة السلاح بين لبنان وإسرائيل.
ونقلت قوات اليونيفيل الأسبوع الماضي رسالة من إسرائيل إلى حزب الله، مفادها أن إسرائيل تعدّ كل ما يتحرك على طول الحدود مع لبنان، وعلى عمق ثلاثة كيلومترات، سواء كان مدنياً أو عسكرياً، هدفاً مشروعاً لقواتها، ورد حزب الله بالمثل بأن أي هدف مدني أو عسكري إسرائيلي سيتحرك على عمق 3 كيلومترات سيكون هدفاً مشروعاً له، وهو ما وصفه البعض بأنه رسائل نارية من الجانبين.
يشير الدكتور محمد علي، أستاذ اللغة العبرية والدراسات الإسرائيلية في القاهرة، إلى أن الجبهة الشمالية مرتبطة بما يحدث في قطاع غزة، وكلما زاد الضغط على غزة ومقاتلي حماس، فلن تهدأ جبهة لبنان، ويقول في تصريح لرصيف22: "طالما صممت حكومة نتنياهو على نيتها في تنفيذ القرار 1701 بإزاحة حزب الله من جنوب الليطاني إلى ما وراء النهر، فإن احتمال الدخول في حرب مفتوحة مع حزب الله يزداد، لأن الأخير ينفذ هجمات من هذا الشريط الحدودي، من حين إلى آخر".
وحول المساعي الدولية لإيجاد تسوية سياسية دائمة بين حزب الله وإسرائيل، يقول أستاذ الدراسات الإسرائيلية: "تلك المساعي بالأساس هدفها حماية إسرائيل وأمنها في إطار تعاون معلن ومستتر، وعلى حزب الله أن يعلم مغبة جرّ لبنان إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل، فوقتها ستلجأ الدولة العبرية إلى استخدام غاشم للأسلحة، ولن تفرّق بين مدنيين وعسكريين، وسيكون الهدف هو الضغط على حزب الله من خلال قصف بلدات لبنانية أخرى، وهي تأتي في إطار الحرب النفسية الإسرائيلية، فمعظم تهديدات المسؤولين في تل أبيب تشمل كلمة تسوية لبنان بالأرض، وضرب البنية التحتية فيه، وقصف بيروت العاصمة، وحينها ستدخل المنطقة في أزمة مشتعلة، وحروب متعددة الجبهات، ولن تترك إيران حزب الله يغرق في الوحل الإسرائيلي، كما ستزيد المقاومة الفلسطينية حينها ضغطها على المستوطنات الجنوبية الإسرائيلية، وكلها أمور ستجرّ المنطقة إلى حرب مفتوحة قد تتورط دول كبرى فيها، سواء عبر الوكالة أو عبر المواجهات المباشرة، لحماية مصالحها أو وكلائها".
وفي ما يتعلق بالمطالبات الإسرائيلية بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن هذه السردية، وتراها تصطدم بعائقين، أولهما أن الدول الغربية التي تقترح هذا الأمر لمنع نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل لا تملك بالأساس تصوراً يضمن عدم قيام إسرائيل بالاعتداء على السيادة اللبنانية، والثاني بحسب "الأخبار" نفسها، صعوبة إرسال قوات من الجيش اللبناني إلى الجنوب، لأن الجيش نفسه تعرّض لنحو 60 استهدافاً في مواقع الألوية والأفواج المنتشرة على الحدود، ووقتها لم تتحدث الدول الغربية. وشبّهت الصحيفة اللبنانية مسألة المطالبات بالانسحاب إلى شمال نهر الليطاني كمن يطالب الجيش الإسرائيلي بالتراجع إلى جنوب حيفا.
معضلة الـ1701
حذّر الكاتب الإسرائيلي، يارون فريدمان، من الضغط المتزايد على حزب الله والجنوب اللبناني، وأكد في مقالة بعنوان "الضغط على حزب الله يتزايد، ونصر الله سيضعنا أمام معضلة صعبة"، نُشرت في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الحرب الشاملة ضد حزب الله هي مسألة وقت فقط، وشكك في فكرة تجنّب الحرب بالتوصل إلى تسوية إقليمية لأنه أمر غير قابل للحصول، ويرى أن موقف الساسة والحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي، هو عدم الرغبة في جرّ لبنان إلى حرب، بسبب الظروف الاقتصادية، لأن حرباً واسعةً قد تؤدي إلى انهيار تام للاقتصاد.
معظم تهديدات المسؤولين في تل أبيب تشمل كلمة تسوية لبنان بالأرض، وضرب البنية التحتية فيه، وقصف بيروت العاصمة، وحينها ستدخل المنطقة في أزمة مشتعلة، فكيف سيكون رد إيران عبر حزب الله؟
وعلّق الكاتب فريدمان على احتمال الانسحاب إلى شمال الليطاني، بأن ذلك "لن يحدث إلا في إطار ترتيب من شأنه توسيع اتفاقية تقسيم الحدود البحرية لترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، كما أن هذا الاتفاق يجب أن يشمل عودة مناطق مزارع شبعا وكفر شوبا إلى السيادة اللبنانية"، لذلك يرى الكاتب الإسرائيلي أن تنفيذ القرار 1701 سيكون بمثابة إذلال لحزب الله وضربة قاصمة لهيبته، كما أن مسألة إعادة مزارع شبعا التي تم احتلالها عام 1967، إن تحقق في إطار اتفاق دبلوماسي من أجل إنهاء الصراع، أمر مشكوك فيه".
ووصف الكاتب الأمر بـ"المعضلة الصعبة، فحينها لن يكتفي حزب الله وزعيمه، حسن نصرالله، بمزارع شبعا، وسيكون الطلب التالي هو الانسحاب من قرية الغجر التي احتلتها إسرائيل عام 1967، ثم الانسحاب من القرى الشيعية كافة في مناطق الجليل"، واختتم الكاتب مقالته بقوله: "سيتعين على إسرائيل أن تقرر في اليوم التالي لغزة ما إذا كانت ستبدأ حرباً أم ستتوصل إلى اتفاق بعيد كل البعد عن المثالية".
ودفع عدد من الكتّاب ومراكز الفكر الإسرائيلية، نحو استنكار بعض التدخلات الدولية والأمريكية للضغط على حزب الله من أجل إلزامه بالقرار 1701، وهو الانسحاب إلى ما وراء الليطاني، وحول هذا نشر موقع "ميدا" المتخصص في الدراسات والتقارير الإسرائيلية، مقالةً تحليليةً للكاتب ديفيد ورمسر، في 11 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعنوان "المخطط الأمريكي للحدود اللبنانية هو اقتراح لا يجب الموافقة عليه"، قال فيه: "على إسرائيل أن تقف بحزم في وجه أي محاولة لفرض تنازل إستراتيجي، في إطار سياسة الاسترضاء التي ينتهجها بايدن تجاه طهران"، وبحسب التقرير فإن هناك خطةً أمريكيةً فرنسيةً تهدف إلى انسحاب حزب الله نحو الشمال، وأن تتخلى إسرائيل عن الأراضي المتنازع عليها على طول الحدود، ثم ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة.
ويرى الكاتب، ديفيد ورمسر، أن إسرائيل لو وافقت على هذا المقترح فإن ذلك يُعدّ انتصاراً كبيراً لحزب الله، لأن امتثاله لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لم يكن محققاً بالأساس، والموافقة على خطة من هذا النوع تُعدّ مكافأةً له وتأكيداً على وجوده كتنظيم مقاوم مسلح وشرعي، ويرى أن فكرة إحكام السيطرة من قبل الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، محض خيال في ما يتعلق بقدرة لبنان على الاحتفاظ بالسلطة السيادية.
وطرح الكاتب سؤالاً مفاده: "لماذا إذاً تروّج الولايات المتحدة لمثل هذه الخطة؟"، وخلص إلى أن واشنطن تهادن طهران، وحلفاءها، ليس عند الحدود اللبنانية فحسب، وتمنع أي تصعيد ضدهم، واستشهد بتحذير الولايات المتحدة لإسرائيل من مهاجمة اليمن لأن مثل هذا الإجراء "قد يستفز إيران"، وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإنه "من غير المتوقع أن يقبل حزب الله بالخطة أيضاً، برغم أنه إذا تم قبولها بالفعل، فهي فرصة أخرى لإذلال إسرائيل، إلا أن حقيقة موافقة حزب الله على الانسحاب تحت التهديد العسكري ستكون إذلالاً له أيضاً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين