على مدار ثلاثة أيام (من 1 إلى 3 كانون الأول/ ديسمبر 2023)، عُقد مؤتمر أريج السادس عشر للصحافة الاستقصائية في عمان في الأردن، وناقش موضوعات مختلفةً حول التحديات التي يواجهها الصحافيون على الأرض، وفي الحرب، وشمل جلسات متنوعةً حول التحقيق الاستقصائي في جرائم الحرب، وعلاقة الذكاء الاصطناعي بالصحافة الاستقصائية، ورصد النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام، وغيرها الكثير من الجلسات المتنوعة التي تناقش أوضاع الصحافة حالياً.
تقول روان الضامن، المديرة العامة لأريج، لرصيف22: "لطالما كانت أريج جزءاً من كل التحقيقات العابرة للحدود قديماً، مثل "أوراق الجنة" و"أوراق بنما"، ونحن نؤمن بأن التعاون العابر للحدود يمكّننا من الوصول إلى جمهور أوسع وأكبر، بجانب أنه حماية وأمل للصحافي والصحافية، خاصةً في هذه الظروف الاستثنائية. بخصوص حرب غزة، ومقتل صحافيين فلسطينيين ولبنانيين، أصبح من الضروري أن نقوم بتعاون عابر للحدود، لأن صوتنا لا يجب أن يكون فقط من منطقتنا، بل يجب أن نتعاون مع المناطق الأخرى أيضاً". وتضيف: "لذلك نرى في نسخة هذا المؤتمر أكثر من 100 متحدث/ ة من أكثر من 50 دولةً حول العالم، لنشبك بين هؤلاء الناس".
وعن استفادة الصحافيين المستقلين من أريج، تقول الضامن: "إذا كان هناك صحافي يعمل على تحقيق في مصر مثلاً، نشبكه بشركة إيطالية أو بصحافي إيطالي يعمل معه على التحقيق، أو أي شركة أخرى مرتبطة بموضوع تحقيقه. وأريج تكون مسؤولةً عن هذا التواصل الذي سيكون أقوى وأسرع في الرد، مقارنةً بتواصل الصحافي وحده بشكل مستقل".
روان الضامن لرصيف22: "في ظل حرب غزة، ومقتل صحافيين فلسطينيين ولبنانيين، أصبح من الضروري أن نقوم بتعاون عابر للحدود، لأن صوتنا لا يجب أن يكون فقط من منطقتنا، بل يجب أن نتعاون مع المناطق الأخرى أيضاً"
وكما في كل عام، خُصصت 10 جوائز صحافية للقائمة النهائية لأريج، وبحسب أريج، هذا العام، وصلت 149 مشاركةً من 13 دولةً عربيةً، 36% من هذه التحقيقات قُدّمت من قبل صحافيات، وتم تقييم 47 تحقيقاً، منها 10 تحقيقات رُشحت للجائزة القصيرة.
حصل على الجائزة الذهبية رمضان يونس، عن تحقيقه المتلفز "رحلتي السرية لكشف الأطباء الذين يستغلون المرضى مثلي"، الذي نُشر في "بي بي سي نيوز عربية"، وكشف عن حالات احتيال تقوم بها عيادات في روسيا والولايات المتحدة والشرق الأوسط؛ تستهدف المرضى العرب، وهو من تصوير وإخراج جورج هانتون وإنتاج نادر إبراهيم.
ومنحت لجنة التحكيم، الجائزة الفضية لتحقيق "سجناء التدوير.. تعطيل ممنهج لمجرى العدالة في مصر"، للصحافي المصري إيزيس قاسم (اسم مستعار). نُشر التحقيق بالشراكة بين أريج وموقع المنصة، وكشف عن خمس حالات تدوير لسجناء من قضية إلى أخرى، من دون أن توجه إليهم اتهامات بارتكاب وقائع محددة، ما أدى إلى إطالة حبسهم لشهور أو سنوات، خلافاً للقوانين.
الجائزة البرونزية ذهبت مناصفةً بين الصحافية جيهان نصري، عن تحقيق "خط أنابيب غاز الجزائر-إيطاليا يُهدر حق فلاحي تونس"، الذي نُشر بالشراكة بين أريج والجزيرة نت، وكشف عن عدم استجابة شركة "سيرغاز" لمطالب الفلاحين بزيادة سعر إيجار الأراضي التي يمرّ عبرها خط أنابيب الغاز نحو إيطاليا، وأدى إلى أثر على الأرض في المساءلة، وحمزة همكي، الذي تقاسم مع نصري الجائزة البرونزية عن تحقيق "أملاك مسلوبة.. كيف يستولي نافذون على عقارات المغتربين بالقامشلي؟". نُشر التحقيق في الجزيرة نت، وركز على معطيات تزوير عشرات عقود البيع في سوريا.
حصل على الجائزة الذهبية لمؤتمر أريج هذه السنة الصحافي رمضان يونس، عن تحقيقه المتلفز "رحلتي السرية لكشف الأطباء الذين يستغلون المرضى مثلي"، الذي نُشر في "بي بي سي نيوز عربية"، وكشف حالات احتيال تقوم بها عيادات في روسيا والولايات المتحدة والشرق الأوسط؛ تستهدف المرضى العرب
كما نوهت اللجنة بتحقيق عابر للحدود لمجموعة من الصحافيين الاستقصائيين، بعنوان: "في خدمة "البنتاغون.. انتهاك حقوق العمالة المهاجرة في القواعد الأمريكية"، وكشف التحقيق المنشور في مواقع عدة، عن انتهاكات في حقّ العمالة المهاجرة في معسكرات للجيش الأمريكي في دول خليجية، وحصد هذا التحقيق سبع جوائز أمريكية ودولية، وكان بالشراكة بين أريج والاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين وNBC وواشنطن بوست، بجانب تحقيق آخر حاز على تنويه خاص من لجنة التحكيم للصحافية آيات خيري، بعنوان: "مستشفيات مصرية تمتنع عن إجراء جراحات للنساء من دون موافقة أزواجهن".
تحقيقات أخرى كانت ضمن الـ10 تحقيقات المرشحة، وهي باب على الأمل والموت في ليبيا "كيف تجلب الشبكات الدولية أطفالاً أفارقةً للمتاجرة بهم وتهريبهم إلى أوروبا؟"، الذي نُشر في جريدة الشرق الأوسط، ويرصد كيف يجلب السماسرة الأطفال من دول إفريقية وعربية إلى ليبيا، على أمل تهريبهم إلى أوروبا، وإدخالهم في سوق تجارة الأعضاء والدعارة والتسول والسخرة، والبيع للغير أيضاً. وكيف تحوّل القُصّر إلى سلعة ومجال واسع للاستثمار من قبل شبكات دولية. وتحقيق "زراعة العطش هكذا استثمر "كارتيل الدلاح" بإقليم طاطا في عطش الساكنة وقتل الواحة"، للصحافي سعيد المرابط، ويكشف التحقيق عن وجود "كارتيل" يتشكل من مجموعة أشخاص ذوي مصالح متشابكة، يقومون بنهب أراضي الجموع، من أجل زراعة البطيخ الأحمر في المغرب؛ ما أدى إلى تجفيف منابع المياه، وسبب ضرراً للفرشة المائية في منطقة اشتهرت بالواحات ونظام سقي مستدام منذ قرون طويلة.
كذلك تحقيق "الأيدي الدامية أطفال محاجر المنيا"، ونُشر في منصة مصر 360 بالتعاون مع أريج. ويكشف التحقيق عن عمالة أطفال المحاجر في مصر، في ظل ظروف بيئية قاسية، وغياب تام للقوانين، ويوثق حالات الموت والبتر والاستغلال التي يعانيها أطفال في محاجر تدار بطرق شرعية وغير شرعية، وتحقيق "حين ينفد الأكسجين كيف يتسبب الإهمال في موت غواصين تحت الماء؟"، لأحمد عصر ونُشر في منصة إرم، ويكشف التحقيق عن معاناة يعيشها مئات الغواصين التجاريين في مصر، بسبب عدم التزام شركات الأعمال الهندسية البحرية، التي يعملون لها، باشتراطات وتعليمات الأمن والسلامة، ما يعرض هؤلاء الغواصين لمخاطر الإصابة والعجز، والموت أحياناً.
تكونت لجنة التحكيم المستقلة، من كل من بيان التل، مستشارة تربية إعلامية وإعلام واتصال، وعبد الله مكسور روائي ومدرب ومنتج في التلفزيون العربي، وناجي التميمي منتج في وحدة التحقيقات الصحافية في شبكة الجزيرة، وهبة قنديل، مديرة أولى للمبادرات الإعلامية في مؤسسة طومسون رويترز، وأنس بنضريف خبير ومدرب في الإعلام والتواصل.
يقول أنس بنظريف، عضو لجنة التحكيم من المغرب، لرصيف22، عن طريقة التقييم، إن معايير اللجنة في اختيار الجائزة هذا العام اعتمدت بشكل أساسي على الابتكار في فكرة التحقيق، ودرجة تأثير كل موضوع، بالإضافة إلى احترام منهجية الاستقصاء وتعدد المصادر، وطريقة الصياغة.
ويضيف بنظريف: "عموماً كان لمصر نصيب كبير من التحقيقات مقارنةً بقلة عدد التحقيقات من المغرب العربي، وأشار إلى أن الأعمال في التحقيقات التي دخلت اللائحة القصيرة جيدة، وتستحق المشاركة في مسابقات عالمية".
ويصف بنضريف الموضوع الذي نال الجائزة، بأنه تحقيق جيد، فيه قصة شخصية، وطريقة السرد والبحث الأكاديمي كانت مميزةً، لذا استحق الجائزة عن جدارة.
ويقول رمضان يونس، الصحافي الحائز على الجائزة الذهبية، لرصيف22، عن استقباله للجائزة إنه كان يشعر بأنه سيفوز بها، لأن اليوم يصادف اليوم العالمي لذوي الإعاقة ولأن تعبيره كان عابراً للحدود مثلما هو شعار الملتقى هذا العام، ويضيف أن "هذه فرصة جيدة للإعلام للتركيز على قضايا ذوي الإعاقة والإيمان بقدراتهم، ولولا أن آمنت بي البي بي سي، لما كنت هنا اليوم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...