شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
سجالات

سجالات "العمة" و"الكيبة"... ظل رجال الدين في الحرب على غزة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتطرف

الاثنين 4 ديسمبر 202301:36 م

في خضم رحى المعارك الجارية في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تفجّر الصراع الأزلي "العربي-الإسرائيلي" مجدداً، كاشفاً عن عمق الأزمة على جميع المستويات التاريخية والجغرافية والديموغرافية والعرقية والسياسية، وقبل كل شيء على مستوى البعد الديني الحاضر بقوة في هذا الصراع، سواء أكان ممثلاً في تصريحات رجال الدين، أو حتى من خلال استدعاء الدين في رحى المعركة من قبل الساسة.

يسعى هذا المقال إلى رصد هذه التصريحات والمفارقات الشاسعة في تبنّي وجهات النظر، من خلال متابعة للحوار الديني الثلاثي (اليهودي-المسيحي-الإسلامي)، والوقوف عليها.

فتوى الأزهر

منذ اليوم الأول لحرب غزة، سارع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إلى تقديم الدعم الشرعي والمعنوي والدعاء للمقاتلين من حركة حماس، ودعا في أكثر من مناسبة إلى مراجعة شاملة لعلاقة العالم الإسلامي بالغرب. كان هذا متوقعاً من أعلى مؤسسة دينية سنّية في العالم الإسلامي لها العديد من المعاهد والكليات والبعثات الأزهرية في طول العالم وعرضه. ولكن ما أثار الجانب الإسرائيلي، هي الفتوى التي تخصّ "المستوطنين".

نُشرت الفتوى بتاريخ 18/10/23، على موقع مركز الأزهر العالمي للفتوى، إلا أنها أزيلت لاحقاً ولم تعد متاحةً. لكن مواقع عدة تناقلتها، وأهم ما جاء فيها: "أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن جميع المستوطنين في فلسطين لا ينطبق عليهم تصنيف المدنيين، وجمعيهم جنود سابقون أو لاحقون، حيث يخدمون في جيش الاحتلال لمدة لا تقل عن 3 سنوات بعد سن الـ18".

البعد الديني حاضر بقوة في سياق تجدد الصراع العربي الإسرائيلي، سواء أكان ممثلاً في تصريحات رجال الدين، أو حتى من خلال استدعاء الدين في رحى المعركة من قبل الساسة. هذا المقال يسعى إلى رصد هذه التصريحات والمفارقات الشاسعة في تبنّي وجهات النظر، من خلال متابعة للحوار الديني الثلاثي (اليهودي-المسيحي-الإسلامي)، والوقوف عليها

صدرت الفتوى بعد أحد عشر يوماً من اندلاع الحرب، وجاءت على خلفية ما روّجته السردية الإسرائيلية للإعلام العربي والعالمي، من أن حماس استهدفت المدنيين الآمنين، وأنها لم تلتزم بأخلاقيات الحرب في الإسلام. فكان الرد السريع من مؤسسة الأزهر، هو هذه الفتوى التي أثارت حفيظة الجانب الإسرائيلي، وانتقدها الباحثان أوفير فنتر ومايكل باراك من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي NISS، في مقالة بعنوان: "From Moderate Islam to Radical Islam? Al-Azhar Standswith Hamas"، فتناولا موقف الأزهر المزدوج من محاربة الإرهاب والإخوان المسلمين وتعضيد أواصر المسلمين والمسيحيين في مصر وعالمياً، ووصفه الدائم لعقود مضت، إسرائيل "بالكيان الصهيوني" (للتحقير). واستغربا إدانة رجال الدين الإسلامي لأحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وأشارا إلى لقاءات بين شيخ الأزهر أحمد الطيب وقادة حماس، وكان اللقاء الأخير بين الطرفين، عام 2019، بحضور إسماعيل هنية وصالح العروري.

لاحقاً، أصدر الأزهر عبارةً بالعربية والعبرية والإنكليزية تقول: "الاحتلال أصل الشرور"، لتنال حقها هي الأخرى من النقد من قبل الباحثين الإسرائيليين، ويصرّا في مجمل المقال على مطالبة الأزهر بإدانة حماس. ويبرر المقال خروج المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية بأنها نتاج تنسيق أمني بين الأزهر والدولة! ومن اللافت أن المقال في ختامه يتناول "مجلس حكماء المسلمين" في الإمارات، بسبب دعوته لوقف "العدوان الإسرائيلي"، وينال الشيخ عبد الله بن بيه مفتي الإمارات العربية، نصيبه من النقد لرفضه إدانة أعمال حماس. ويُختتم المقال بثلاثة مطالب لافتة:

أولاً: أن تحجم مصر خطاب الأزهر الداعي للإرهاب، لأنه يحرّض على اندلاع حرب دينية في المنطقة، وأن تمارس كل من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والإمارات ضغوطاً على النظام المصري لتقنين خطاب الأزهر في مواجهة الإرهاب (ضد إسرائيل).

ثانياً: أن تعي المنظمات اليهودية الدولية خطاب الأزهر المعادي للسامية، الذي يحثّ على التطرف، والقطع مع أي حوار ديني تنخرط فيه مؤسسة الأزهر الشريف.

ثالثاً: تقليص حجم الدعم المالي والمساعدات المالية التي تحظى بها مؤسسة الأزهر سواء من الإمارات أو من الولايات المتحدة المنوطة بها محاربة الإرهاب.

رفع حركة "كاخ" من قوائم الإرهاب

إلى هنا ينتهي مقال وينتر وباراك، المهموم بالأمن "الوطني" الإسرائيلي، وتوصياته لاحتواء الحرب الدينية المندلعة في المنطقة، والمرشحة بقوة للتصعيد والتوسع. ولكن مقالهما تجاهل، سهواً أو عمداً، حضور التطرف الديني في الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعقائد الصهيونية الدينية التي تسيطر على المشهد السياسي المشتعل أصلاً في إسرائيل قبل اندلاع "طوفان الأقصى"، والتي ساهمت بشكل مباشر في تفجير الأوضاع الحالية، ولا تزال عقلية الصهيونية الدينية تقود رحى المعارك في غزة متجاهلةً حتى أصوات المعتدلين في الداخل الإسرائيلي.

بالعودة بالذاكرة إلى قرار الخارجية الأمريكية، برفع حركة "كاخ" الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة من قوائم الإرهاب بتاريخ 16/5/2022 (في عهد إدارة جو بايدن الديموقراطي)، تمهيداً لتمويل نشاطها السياسي المستقبلي الذي بانت آثاره جليةً الآن، علّقت صحيفة هآرتس، مع بعض التحفظ. فحركة "كاخ لا تزال تمثل خطراً إرهابياً دولياً". وللتستر على هذه الخطوة، أعلنت الإدارة الأمريكية رفع أربع منظمات أخرى من قوائم الإرهاب، هي منظمة الباسك الإسبانية، ومنظمة أوم شيرينكوه اليابانية التي نفذت هجوم محطات القطار في طوكيو 1995، ومجلس شورى المجاهدين وهي منظمة سلفية مقرّها غزة، والجماعة الإسلامية إحدى أبرز المنظمات الإرهابية في مصر.

التطرف الديني في الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعقائد الصهيونية الدينية التي تسيطر على المشهد السياسي المشتعل أصلاً في إسرائيل قبل اندلاع "طوفان الأقصى" يساهمان بشكل مباشر في تفجير الأوضاع الحالية، ولا تزال عقلية الصهيونية الدينية تقود رحى المعارك في غزة متجاهلةً حتى أصوات المعتدلين في الداخل الإسرائيلي

جاء هذا القرار تحت ذريعة أن هذه المنظمات لم ترتكب أعمالاً إرهابيةً مؤخراً، "وليست لديها النية" في التخطيط لأعمال أخرى، وأن حركة "كاهانة" لم ترتكب أعمال عنف منذ العام 2005.

حاولت إدارة باراك أوباما رفع هذه الحركة من قوائم الإرهاب مرتين، وحاولت إدارة دونالد ترامب مرةً واحدةً، ولكن وحدها إدارة بايدن نجحت في الأمر. وعلّق أنتوني بلينكن وزير الخارجية على هذا القرار، بأنه "ما دامت الظروف قد تغيرت، فلا بد من رفع هذه المنظمات من قوائم الإرهاب"، وأن هذا التغيير جاء تعبيراً عن نجاح البلدان المنوطة بها محاربة الإرهاب، مثل مصر، وإسرائيل واليابان وإسبانيا.

حركة "كاخ" والحاخام كاهانة

من المعلوم أن هذه الحركة البارزة في أجندة الصهيونية الدينية، مؤسسها هو الحاخام اليميني المتطرف الذي انتُخب عضواً في الكنيست عام 1984، مائير كاهانة، ثم جرى إقصاؤه قضائياً من المعمل السياسي في إسرائيل بسبب تحريضه على العنف.

خلّف كاهانة إرثاً ثقيلاً من كراهية العرب في مجمل أدبياته، وأهمها كتابه They must go. ويكفي أن جريمة الحرم الإبراهيمية في الخليل عام 1994، كان مرتكبها باروخ جولدشتاين، واحداً من أتباع كاهانة، وياجال عاميرا كذلك، الذي نفّذ عملية اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين في تشرين الثاني/ نوفمبر 1995، لتأييده السلام ولدوره الريادي في اتفاق أوسلو للسلام، الذي يتباكى عليه اليوم الكثير من الإسرائيليين المؤمنين بالسلام.

عادت هذه Kahanism بقوة مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهي وقود نتنياهو وسنده الحالي، خاصةً بن غفير التلميذ المخلص للأيديولوجيا الكاهانية، والذي انتُخب عام 2021 عضواً في الكنيست.

خاضت المؤسسات القضائية الديموقراطية في إسرائيل حرباً ضروساً ضد الحركة، لمحاصرتها داخل إسرائيل (كتاب "حدود الحرية والتسامح: مكافحة إرث كاهانة" The Boundaries of Liberty and Tolerance : The Struggle against Kahanism in Israel للمؤلف Raphael Cohen-Almagor)، وهذا يفسر لماذا كان نتنياهو ومن خلفه من الأحزاب الصهيونية الدينية، على هذا القدر من الإصرار لإجراء تعديلات قضائية، وتقويض المؤسسات الديموقراطية التي تُعدّ من نقاط القوة في الدولة العبرية، لصالح تحقيق أجندات الصهيونية الدينية التي لها أكثر من هدف وتتنوع ما بين التغيير الديموغرافي لأرض فلسطين التاريخية، والوضع القائم في الأقصى أو جبل الهيكل، ناهيك عن تسليح بن غفير (وزير الأمن الإسرائيلي الحالي)، ومن هم على شاكلته فكرياً أمثال سموتريتش (الزعيم الروحي والسياسي)، وجوت ليب، والحاخام دوف ليؤو الزعيم الروحي والشرعي للأحزاب الصهيونية الدينية، الذين وافقوا على تحويل المستوطنين في الضفة إلى ميليشيات مسلحة فكرياً ولوجستياً ضد العرب، مما أسفر عن قتل عدد من الفلسطينيين.

هذه الأحزاب، بوصولها إلى سدة الحكم، أحيت إرث كاهانة، كما عبّرت عنه صحيفة هآرتس في مقال Kahanism won. Israel is now closing in on a Right wing, Religious, and Authoritarian Revolution، وغيرها العديد من الأصوات التي تخوفت من وصول هذه العقليات الدوغمائية إلى الحكم في دولة تدّعي أنها الديموقراطية الوحيدة في المنطقة.

إرث كاهانة يُبعث من جديد

يُعدّ إيتمار بن غفير، وزير الأمن الوطني في الدولة العبرية، واحداً من الأتباع المخلصين لإرث كاهانة، وقد عبّر عن ذلك في أكثر من مرة، وآخرها يوم الاستقلال حيث وقف متوعداً "بالثأر لدماء" مائير كاهانة (الذي قُتل على يد الجهادي المصري سيد نصير في تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، في نيويورك، ولا يزال محكوماً عليه بالسجن مدى الحياة)، وباروخ جولدشتاين مرتكب مذبحة الحرم الإبراهيمي في شباط/ فبراير 1994، إذ قُتل في أثناء هذه المذبحة. وصرّح بن غفير منتشياً: "كنا دائماً مهمشين، واليوم نحن في سدة الحكم".

بالنظر إلى ما تقدم من عرض للعقائد الدينية المسيطرة وسط المستوطنين المسلحين اليوم على يد تلميذ كاهانة/ إيتمار بن غفير، تبدو فتوى الأزهر التي تخص المستوطنين مفهومةً، ومعقولةً في هذا السياق، الذي اقتطعها منه المقال الإسرائيلي دون النظر إلى التطرف والأصولية اليهودية المسلحة بين أركان المستوطنين، قبل توجيه اتهام أهوج إلى الأزهر بدعم الإرهاب.

الانتقام كعقيدة

وقد تناول الباحثان Adam Afterman and Gedaliah Afterman هذا الموضوع الشائك، في مقال تحت عنوان "مائير كاهانة وعقيدة الانتقام اليهودية المعاصرة"، تتبعا فيه عقيدة الانتقام التي شرعنها مائير كاهانة، وهي ملهمة العنف المسلح في إسرائيل. بالرغم من بزوغ هذه العقيدة مؤخراً، إلا أنها تعود بجذورها إلى العصور الوسطى، وهذا ما حاول مقالهما تتبعه تاريخياً.

شدد كاهانة في عقيدة الانتقام على أن التراث اليهودي يزخر بالحرب وليس السلام، وأن الدفاع المسلح عن الجماعة اليهودية هو فريضة مقدسة، لتحقيق أهداف اليهودية المسيحانية، التي تؤمن بمجيء المسيح المخلص في آخر الزمان. ويرى أن العبث بالحرب والسلام سبب مشكلات إسرائيل الأمنية، وأن هناك توقيتاً "للقتل" في أثناء الحرب، و"توقيتاً للتشافي" في أثناء السلام، و"وقتاً للدمار"، و"وقتاً للبناء"، و"وقتاً للخسارة والفقد في أثناء الحرب"، و"وقتاً للحب في أثناء السلام"، وإلى هنا تنتهي كلمات كاهانة عن الحرب والسلام.

هذه العقائد ومثيلاتها تشكّل سبباً مباشراً في تسخين الجبهة الداخلية الإسرائيلية قبل اندلاع "طوفان الأقصى"، وتعوق إتمام صفقات تبادل الأسرى (افتراض مطلق)، وتدفع إلى حرب شعواء تضع الانتقام من أهل غزة هدفاً أولياً، دون النظر إلى تحقيق أهداف عسكرية أو حتى سياسية واقعية يمكن تحقيقها، فالأصولية الجهادية هنا متهمة بإشعال الصراع على جميع الجبهات، ويزداد الوضع سوءاً في الداخل الإسرائيلي والضفة الغربية والقدس، بتتبع المواطنين العرب وتفتيش هواتفهم، للنظر في ما إذا كان أي منهم يدعم حماس بلايك أو شير، وصولاً إلى التصفية الجسدية، ومنع العمال العرب من الدخول لقطف الزيتون تحت ذريعة أمن المستوطن الإسرائيلي، كما عبّر بن غفير في مقولته الشهيرة "سليخا مخمد/ عذراً محمد"، في أثناء حواره مع محمد مجدلا من الضفة الغربية، إذ قال: "حقي وحق زوجتي وأطفالي أن أتجول في طرقات يهودا والسامرة"، دون النظر إلى حق المواطنين العرب في العمل وحرية الحركة. ولاحظ هنا أن الصهيونية اليمينية لا تحبذ استخدام مسمى الضفة الغربية، وعوضاً عنه تستخدم المسمى التوراتي "يهودا والسامرة"، وذلك ضمن إطار رؤية مائير كاهانة في توسيع نطاق سلطة إسرائيل على كل المناطق العربية في أرض فلسطين المتبقية.

شدد كاهانة على أن التراث اليهودي يزخر بالحرب وليس السلام، وأن الدفاع المسلح عن الجماعة اليهودية هو فريضة مقدسة، لتحقيق أهداف اليهودية المسيحانية، التي تؤمن بمجيء المسيح المخلص في آخر الزمان

نتنياهو نبي هذا الزمان؟

لم يقتصر الحضور الديني على رجال الدين هذه المرة، على عكس ما كان في الحروب السابقة (راجع ملفات مدى رقم 3، 2014 تحرير مهند مصطفى بعنوان "حضور الدين في الحرب على غزة من تديين الصهيونية إلى تديين الصراع)، ولكنه امتد إلى الساسة أنفسهم، مثال على ذلك قول بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في أول لقاء له مع نتنياهو، بعد اندلاع "طوفان الأقصى": "جئت إليكم كيهودي"، ضارباً عرض الحائط بالحياد الديبلوماسي في صراع مشتعل بالأساس على أسس دينية، ليتسلم منه الراية نتنياهو رئيس الوزراء معلناً تحقيقه نبوءة إشعياء النبي بانتصار "النور على الظلام"، والتي تكررت ضمنياً في أكثر من إصحاح في سفر النبي إشعياء، ما بين الإصحاح 9 و11 و60، وقد فسرها البعض بأنه يلمح إلى مصر ضمنياً، لذكرها في أكثر من موضع في النبوءات اليهودية عن أحداث آخر الزمان بشكل عام، فمصر تلعب دوراً محورياً في أشراط الساعة في التراث اليهودي، وتلك هي تجليات العقل الديني المتطرف الذي يدير المشهد من خلف نتنياهو.

في المحصلة، فإذا طالب الباحثان الإسرائيليان الإدارة الأمريكية بتقليص دعم الأزهر مالياً، فمن الطبيعي المطالبة بعودة حركة "كاخ" إلى قوائم الإرهاب، أي إلى وضعها الطبيعي. عدا عن إدانة ورفض إرث الكاهانة، وخطورة الصهيونية الدينية والأصولية اليهودية.

ومن المهم، التوعية عالمياً بأن نقد السياسات الإسرائيلية، والمطالبة بالانسحاب إلى حدود 67، وإقامة دولة فلسطينية لا تُعد بأي حال من الأحوال معادةً للسامية، وأن هذه التهمة الفضفاضة قد أُفرغت من مضمونها جراء إلقائها جزافاً على كل من يخالف وجهة النظر الإسرائيلية الرسمية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

العدالة الاجتماعية ضرورةٌ ملحّة

بينما يحسب المتطرّفون أنّهم يحملون لواء العدالة، لكنّهم في الواقع، يتحدّون جوهرها، وهو أنّ لكلّ امرئٍ الحق في الشعور بأنّ رأيه وكيانه ووجوده أشياء مُقدَّرة، ولو اختلف مع الآخر.

في رصيف22، نسعى إلى نقل رؤيتنا، لنُظهر للعالم كيف بإمكان العدالة الاجتماعية والمساواة تحسين حياتهم، من دون تطرّفٍ، بل بعقلانيةٍ مُطلقة.

Website by WhiteBeard
Popup Image