شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
فصل من رواية

فصل من رواية "المنكوح" لنسرين النقوزي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز نحن والتنوّع

السبت 25 نوفمبر 202311:57 ص



هدأتُ بعدها، أخذتُ سيجارةً، أمسكتها بفخرٍ، ودخّنتها على مهلٍ وأنا أعبثُ بلحيتي الخفيفة، أدخل أصابعي بين الشعرات وأنا أفكّر في حالي طوال مراهقتي: قبل أذان الفجر بربع ساعةٍ، قبل أن يأتي أبي ليوقظني لأصلّي الفجر حاضراً، كنتُ أثبّت المنبّه كي أستيقظ قبلها، أبدأ بتصفّح المجلات الإباحيّة الّتي أحرص على اقتناء كل أعدادها، ثم أتقصّد أن يأتي ظهري أثناء الأذان. كنت أشعر بلذّةٍ فظيعةٍ، خاصّةً عندما يدخل أبي الغرفة بوجهه الكشر، ويصرخ بي أن أقوم. كنت لا أتوضّأ، بل كنت أترك باقي المنيّ في سروالي وعلى يدي.

أشعر بانتصارٍ عليه...

كنت بعدها أذهب الى النوم تعباً، فأستمع إلى القرآن من المذياع بصوتٍ منخفضٍ، وأدعو الله أن يسامحني على ما فعلته. والآن شعرتُ بنشوة الماضي مجدّداً، نشوةٍ تتصاعد كلّما تراكمت الممنوعات داخل رأسنا، وما زلت أنتقم من أبي، ومن مكبّرات الصوت الّتي تجبرنا على القيام في أوقاتٍ معيّنةٍ، ومن مجيد الذي ضاجع مراراً دون مقابلٍ، والّذي لا رادع يردعه.

كم أنا ضعيفٌ وهشٌّ، كم أنا فارغٌ إلا من اضطراباتٍ تجتاح جسمي كالسوس، فتنخره، ولا تبقي منه غير قضيبٍ لا يقوم إلّا الفجر.

قبل أن يأتي أبي ليوقظني لأصلّي الفجر حاضراً، أبدأ بتصفّح المجلات الإباحيّة الّتي أحرص على اقتناء كل أعدادها. كنت أشعر بلذّةٍ فظيعةٍ، خاصّةً عندما يدخل أبي الغرفة بوجهه الكشر، ويصرخ بي أن أقوم. كنت لا أتوضّأ، بل كنت أترك باقي المنيّ في سروالي وعلى يدي... مجاز

صارت الساعة الخامسة فجراً، ولم يوقظني بعد. غريبٌ أمره، هذه أوّل مرّة تحدث منذ أن صارت الصلاة واجبة علي، ومن وقتها لم نتخلّف عن القيام إلى صلاة الفجر واجباً أنا وإخوتي.

في البدء كنت أتضايق وأبكي خاصة في البرد. حاولتُ الرفض مرات عديدة بطريقةٍ أو بأخرى مستعيناً بكل أنواع الحجج، ولكن العقاب كان موجعاً، لهذا قررتُ بيني وبين نفسي أن أفسد وضوئي كل فجر قبل أن يوقظني والدي بدقائق.

صارت الساعة الخامسة والربع.

قررتُ أن أستمني للمرة الثّانية على التوالي، وأنا أفكر: هل يَفسُد الوضوء مرتين؟ كنت كل مرة أقوم للصلاة وأرى وجهه العبوس، أبتسم في سرّي، وأشعر أنّي انتصرت.

كنت في منتصف هيجاني وأنا أتفرج على صورة ابنة خالتي ونهديها البارزين في عرس أحد أقاربنا. أتخيل أنّي أرضع حلماتها، بدأت أحرّك يدي بطريقة أسرع على قضيبي وأتنهّد، وأنفاسي تتسارع... أضع نهديها الاثنين في فمي وألحسهما... قلبي يدقّ، يدقّ...

‑ حسّان... حسّان افتح الباب.

بابُ غرفتي يطرق بقوّةٍ، أصواتٌ وصراخٌ في الخارج... لم أعد أعرف ماذا أفعل. فأنا شبه عار.

‑ ماذا هناك؟ ثوانٍ وآتي...

فتحتُ الباب وتوجّهتُ إلى حيث يصرخ الجميع، في غرفة أبي. كان ممدداً على سريره بدشداشته البيضاء. عيناه مفتوحتان. ينظر إليّ بعبوس. يريد أن يأمرني أن أفعل شيئاً... مجاز

فتحتُ الباب وتوجّهتُ إلى حيث يصرخ الجميع، في غرفة أبي. كان ممدداً على سريره بدشداشته البيضاء. عيناه مفتوحتان. ينظر إليّ بعبوس. يريد أن يأمرني أن أفعل شيئاً. الكلّ يصرخ وينتحب حوله بطريقة هستيريّة.

اقتربتُ منه بهدوء ماشياً بطريقة واثقة تليق بأهميّة الابن البكر، أغمضتُ عينيه بكف يدي، صرتُ أحرّك أصابع يديّ فوق وجهه وأتمتم بسرّي كلمات غير مفهومة. ثم صرختُ: لا إله إلا الله، لا إله إلا الله... الله أكبر، الله أكبر....

توجّهتُ بعدها إلى الحمام، توضأتُ لأوّل مرة في حياتي.

ذهبتُ الى غرفتي، صلّيتُ الفجر قضاءً. أخذت صورة ابنة خالتي من تحت الوسادة... كي أكمل ما بدأت به... قبّلتها طويلاً على رقبتها البضة.

انتصب قضيبي وأنا أفكر: هل استجاب الله دعواتي المتكررة أن يموت أو أنه قضاءٌ وقدر؟!


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard
Popup Image