بقايا أدخنة ورائحة بارود وأصداء لا تنقطع لأصوات قصف متواصل يدوي على الجانب الآخر، شاحنات تعبر وأخرى تنتظر دورها في العبور، وسائقون يهاتفون أقرانهم بين الحين والآخر للتعرف على تطور الأوضاع على الضفة الأخرى من معبر رفح البري، نافذة قطاع غزة على العالم من خلال مصر.
أمس الثلاثاء، 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس عن التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة مع الحكومة والجيش الإسرائيليين، ويتضمن الاتفاق الذي يسري لمدة 4 أيام تبدأ ظهيرة غد الخميس - بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي- عدة بنود من بينها ضمان دخول الوقود خلال مدة سريان الهدنة المؤقتة، وزيادة عدد عربات المواد الغذائية والطبية وغيرها عبر معبر رفح إلى 300 شاحنة يومياً، فهل يمكن أن تعرقل إسرائيل على طريقتها تدفق تلك المساعدات؟
قبل أيام من الاتفاق على إرساء هدنة مؤقتة وزيادة معدلات تدفق المساعدات، واستمرار شكاوى أبناء قطاع غزة من شح المواد الغذائية والطبية والمياه وغيرها من مواد الإعاشة الأساسية التي تصلهم، مقابل تأكيدات الحكومة المصرية أن المعبر مفتوح من جانبها وأنها لا تمارس أي تضييق على دخول المساعدات، توجه رصيف22 إلى معبر رفح البري للتعرف على مسار المساعدات من سيناء إلى داخل قطاع غزة عبر شهادات السائقين ومتطوعي الإغاثة المسموح لهم بالعبور بين الجانبين، والوقوف على النقطة التي يختنق عندها مسار المساعدات التي يحتاجها أبناء غزة المُحاصرة.
يتضمن اتفاق الهدنة المؤقتة الذي يسري لمدة 4 أيام عدة بنود، بينها ضمان دخول الوقود خلال مدة سريان الهدنة المؤقتة، وزيادة عدد عربات المواد الغذائية والطبية وغيرها عبر معبر رفح إلى 300 شاحنة يومياً، فهل يمكن أن تعرقل إسرائيل على طريقتها تدفق تلك المساعدات؟
على المعبر
عند المعبر يكون أول ما تلاحظه هو الانتشار الأمني الكثيف، واحتشاد الحافلات والشاحنات مختلفة الأحجام، وحركة العابرين من القطاع إلى مصر من حاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المصريين العالقين في غزة المحاصرة، إلى جانب تواجد مندوبي منظمات الإغاثة لمتابعة دخول الشاحنات والاستجابة السريعة لطلبات الجانب الإسرائيلي دائمة التبدل في مواصفات العربات وما تحمله. كما يجد الذاهب للمعبر أهم حلقة في الوصل الآن بين مصر وفلسطين، السائقين المخول لهم العبور بشاحنات المساعدات من سيناء إلى غزة.
هذا المشهد المنظم لا يخلو من بعض أثار المعركة الدائرة على الجانب الآخر ممثلة في رائحة البارود وأثار أصوات القصف التي بدأ الموجودون على المعبر في اعتيادها.
رافق رصيف22 قافلة إغاثة أعدتها جمعيات أهلية مصرية، وجرى تسييرها نحو رفح من محافظات مصرية مختلفة
معبر رفح الحدودي خصص منذ إنشائه وبموجب اتفاقية المعابر لعبور الأفراد من حملة الهوية الفلسطينية وسواهم وفق استثناء خاص، بعد استئذان السلطات الإسرائيلية بأسماء العابرين بين الجانبين الفلسطيني والمصري قبل موعد العبور بـ48 ساعة وللسلطات الإسرائيلية حق الاعتراض المسبب خلال 24 ساعة.
إلا أنه ومنذ بدء معركة السيوف الحديدية (كما تسميها إسرائيل) في أعقاب عملية المقاومة الفلسطينية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بات معبر رفح يستخدم في عبور البضائع (المساعدات) من الجانب المصري إلى داخل قطاع غزة، خاصة مع فرض الجيش والحكومة الإسرائيليين حصار تجويع وعطش وحرمان من الحق في العلاج على أبناء غزة.
أمر لم يخطر على البال
رافق رصيف22 قافلة إغاثة أعدتها جمعيات أهلية مصرية، وجرى تسييرها نحو رفح من محافظات مصرية مختلفة. وتقوم الجمعيات الأهلية في مصر بتشكيل قوافل الإغاثة من الموظفين والمتطوعين، وتتولى الإجراءات التنظيمية الخاصة بتوصيل المساعدات من مختلف محافظات الجمهورية إلى معبر رفح، ثم تتولى توصيل المساعدات وتسليمها عبر الهلال الأحمر المصري إلى مثيله الفلسطيني.
تحمل الشاحنات مواد الإغاثة وتحمل أيضاً صندوقاً صغيراً يحوي بعض الطعام والمياه والأغطية التي يحتاجها السائقون في رحلتهم التي باتت بسبب التضييقات الإسرائيلية تستغرق أياماً طويلة.
على المعبر سائقون مصريون من محافظات مختلفة، أتوا بين ساع للعمل ومتطوع رغبة في المشاركة في إغاثة أبناء قطاع غزة عبر المساهمة في توصيل ما يحتاجونه من مواد ضرورية، وتعرض هؤلاء السائقين لموقف لم يخطر أبدا ببالهم: الاضطرار للتعامل مع أفراد في الجيش الإسرائيلي.
علاء صالح سائق شاحنات نقل ثقيل، هذه المرة الأولي ينقل المواد الإغاثية إلى أهالي غزة، علاء سائق من أبناء محافظة دمياط، يعمل هو وأخوه في قيادة سيارات النقل الثقيل، وسبقه أخاه الذي قضى في وقت سابق أسبوعين كاملين ينتظر السماح له بالعبور إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، قما تقف شاحنته وسط مئات الشاحنات المكدسة أمام معبر رفح من الجانب المصري بينما ينتظرها أهل غزة على الجانب الآخر، وبحسب ما عاينه رصيف22 وتؤكده شهادات السائقين تصطف الشاحنات على امتداد كيلومترات عديدة في رفح المصرية بانتظار الدخول.
على المعبر سائقون مصريون من محافظات مختلفة، أتوا بين ساع للعمل ومتطوع رغبة في المشاركة في إغاثة أبناء قطاع غزة عبر المساهمة في توصيل ما يحتاجونه من مواد ضرورية، وتعرض هؤلاء السائقين لموقف لم يخطر أبدا ببالهم: الاضطرار للتعامل مع أفراد في الجيش الإسرائيلي
لا يضايق علاء في الانتظار سوى تأخر الغذاء والماء والأغطية على أهل غزة، يقول لرصيف22 "إحنا مبسوطين بأخواتنا في غزة والرحلة الطويلة مش مشكله المهم نحس أننا جنبهم وبس". في اتصال هاتفي مع أخيه يعرف صالح "إجراءات التفتيش شديدة في معبر العوجة".
لا تدخل الشاحنات المصرية من رفح إلى غزة مباشرة، بل تتجه بعد دخولها إلى الأراضي الفلسطينية نحو معبر العوجة/ نيتسانا الخاضع للسلطات الإسرائيلية ليقوم الجيش الإسرائيلي بتفتيشها قبل تسليمها للهلال الأحمر الفلسطيني "التفتيش في حد ذاته ميضايقناش لكن اللي مضايقنا إنه اللي بيفتشنا الإسرائيليين".
يشاركه مشاعره محمد إبراهيم، هو أيضاً سائق من دمياط، يعمل في حرفته تلك منذ 10 سنوات واعتاد السفر ونقل البضائع بين الدول العربية. جاء إبراهيم إلى رفح قادماً من السودان حيث كان ينقل شحنة بضائع بين دمياط وعطبرة في شمال السودان، وعاد سريعاً ليكون من بين من يوصلون المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
يقول إبراهيم لرصيف22 إنه استعد بالطعام والشراب والأغطية التي تكفيه لقضاء شهر على المعبر "إن لزم الأمر" للوصول بالمساعدات إلى غزة. تحوي شاحنة إبراهيم "جميع أنواع الأغذية المحفوظة والمجففة"، يقول إبراهيم إن ما يراه يومياً على شاشة التلفاز كان حافز له للقيام بهذه الرحلة "الرحلة دي مش شغل بالنسبة لي، أنا عاوز أعمل حاجة للناس في غزة".
مضايقات إسرائيلية
أشرف عبد المعبود جاء أيضاً من دمياط للمشاركة في جهود نقل المواد الإغاثية، دخل أشرف إلى غزة وعاد منها مرة واحدة منذ بداية العدوان. "الرحلة الاولى انتظرت عشانها 20 يوم من بعد بداية الحرب، ورغم إننا كنا هنا سامعين صوت الضرب ليل ونهار مكنتش متخيل اللي عملوه الإسرائيليين، لما دخلت غزة وشفت اللي حصل بقيت مش مصدق الدمار اللي شفته".
أشرف هو من نقل لنا تفاصيل الرحلة داخل فلسطين المحتلة كما رأتها عيناه، يحكي لنا أنه فور المرور من معبر رفح تتجه كل الشاحنات إلى معبر العوجة للتفتيش: "بيفرغوا كل العربيات من الوقود والمعادن وأي أدوات ممكن نستخدمها في الصيانة أو حتى أدوات للأكل، بعدين يفتشوا بجهاز إشعاع، وفي حالة الشك في أي سيارة يتم تنزيل كل محتوى الشاحنة للتفتيش الدقيق، ثم تحميلها مرة أخرى".
بعد الانتهاء من إجراءات التفتيش تعود الشاحنات إلى معبر رفح في الجانب الفلسطيني حتى يلتقي السائقون ومتطوعو الإغاثة المرافقين لهم بالهلال الأحمر الفلسطيني لاستلام الشاحنات.
بحسب شهادة سائقين ومتطوعي إغاثة ممن عبروا إلى الجانب الآخر، يتفنن الجانب الإسرائيلي في تعطيل الشاحنات من خلال إجراءات عدة حكوا عنها لرصيف22، ويُخشى أن تستمر الممارسات نفسها مع بدء سريان الهدنة لتتعطل شاحنات المساعدات المتفق عليها، وتستمر ندرة المواد الإغاثية الضرورية التي يحتاجها قطاع غزة
بحسب شهادة سائقين آخرين ومتطوعي إغاثة ممن عبروا إلى الجانب الآخر، يتفنن الجانب الإسرائيلي في تعطيل الشاحنات، في كثير من الأحيان بطلب رص كراتين المساعدات بطريقة معينة، وبكميات محددة لا يسمح بزيادتها في كل شاحنة "لو الحمولة أطول من نصف ارتفاع صندوق الشاحنة بيرفضوها"، كما يقومون بالتفتيش ببطء شديد ثم يمتنعون عن التفتيش والسماح للشاحنات بالعودة إلى رفح من جهة غزة إذا حانت الساعة الخامسة مساءً، ويُخشى ان تستمر الممارسات الإسرائيلية نفسها مع بدء سريان الهدنة لتتعطل شاحنات المساعدات المتفق عليها وتستمر ندرة المواد الإغاثية الضرورية التي يحتاجها قطاع غزة.
يؤكد أشرف عبد المعبود أن جميع السائقين لديهم تصاريح من الجهات الرسمية لتوصيل المساعدات، والسيارات "تتم المراجعة عليها قبل بدء الرحلة" سواء من طرف الجمعيات الأهلية، أو تعبر على أجهزة التفتيش المصرية الموجودة في نفق تحيا مصر الحدودي، وهذه الإجراءات مقبولة بالنسبة له ولكنه لم ينكر أنه يشعر بضيق شديد بسبب إجراءات التفتيش في معبر إسرائيلي وبأيدي جنود إسرائيليين: "إحنا عندنا غزيزه كره الإسرائيلين وبالتالي عملية التفتيش ثقيلة علينا ولكن هدفنا في النهاية أن المساعدات توصل".
بحسب ما يشهده أشرف وزملائه من تعقيدات على أيدي الجنود الإسرائيليين: "هدفهم واضح جدا إنهم يقطعوا أي مساعدات للفلسطينيين عشان يزودوا عليهم الحصار".
هذه هي المرة الثانية التي ينقل فيها أشرف المواد الغذائية إلى الجانب الفلسطيني، وأكد أن الجمعيات الاهلية تحرص على توصيل مواد غذائية ذات جودة عالية إلى للجانب الفلسطيني.
ورصد رصيف22 خروج شاحنات مساعدات كبيرة عليها شعار الهلال الأحمر المصري نحو فلسطين، وأكد سائقو هذه الشاحنات أن بعضها دخل المعبر في الصباح وعاد ليلاً والبعض الآخر ينتظر دوره في التفتيش.
تعبر من معبر رفح البري أيضا سيارات الهلال الأحمر المصري التي تقف بانتظار عودة الشاحنات من العوجة إلى رفح بعد التفتيش كي تستقبلها وتسلمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، بجانب تقديم الخدمات والدعم للرعايا الأجانب والمساعدة في نقل المصابين والجرحى وأسرهم ممن تم السماح لهم بتلقي العلاج في المستشفيات المصرية حيث يستقبل الهلال الأحمر سيارات الإسعاف القادمة من داخل القطاع محملة بالجرحى.
يعد معبر رفح هو المعبر الوحيد بين 6 معابر تحيط بقطاع غزة لا تملك اسرائيل السيطرة عليه فيما تعرض المعبر لعدة مرات للغلق الكامل خاصة بعد 2006 والتي تصادف معها إعلان الجانب الإسرائيلي إغلاق المعبر بشكل جزئي بينما تم اغلاقة بالكامل بعد عام 2007 وحرب الفصائل قبل أن يتم فتحه بشكل كامل مع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ليخضع بعدها للاعتبارات الأمنية التي يراها الجانبان المصري والإسرائيلي فيما يتعلق بالغلق والفتح.
المبيت في المعبر
حسن السيد* أحد السائقين المتواجدين داخل معبر رفح المصري، جاء من الفيوم للمشاركة في إدخال المساعدات إلى غزة، وأحيانا يضطر إلى المبيت داخل المعبر في انتظار إجراءات التفتيش أو انتظار زملائه للخروج من المعبر. يقول السيد: "أصوات القذائف قريبة جداً كأننا في المعركة والصوت يشتد وإحنا جوا المعابر. أنا أول مرة خفت لما سمعت القصف، وكل مرة بسمع القصف بقيت حاسس بصوت الضحايا والموت اللي بيحصل جوه وحسيت إني مش قادر أنام".
دخل السيد أكثر من مرة للمعبر الفلسطيني لتوصيل المساعدات ولم يشعر بالقلق أثناء دخوله لنقل المساعدات فالجهات والمؤسسات المصرية بحسب شهادته تعمل على تأمين عملية دخول المساعدات ومن يحملونها، ووصف ما يفعله بأنه "أقل من الواجب لنصرة الفلسطينيين".
أحمد العمدة سائق شاحنات نقل ثقيل من الفيوم، بمجرد بدء العدوان لم يتردد في الذهاب فوراً إلى المعبر واستخراج التصاريح اللازمة للبقاء هناك والمساعدة "جيت مع أخواتي وولاد عمي عشان ننقل المساعدات وبايتين كل يوم في المعبر".
بحسب ما شاهده العمدة "الوضع في الجانب المصري آمن تماما وهناك حرص من جميع الجهات على توصيل المساعدات دون أي مشكلات سواء من قبل قوات الأمن أو من قبل الهلال الأحمر المصري وأيضاً الهلال الأحمر الفلسطيني، التعطيل بس من الإسرائيليين- إحنا بندخل كل يوم 90 عربية ولولا التفتيش ندخل أكتر". يؤكد السيد أن من يتولى التفتيش في معبر العوجة/ نيتسانا، هن "مجندات الاحتلال" لكن "بصراحة مبيضايقوش السواقين".
وأكد مجدداً على أن جميع عبوات الغاز والوقود الإضافية الموجودة داخل الشاحنات يتم إنزالها من الشاحنة قبل دخول معبر العوجة، وفقاً لورقة التعليمات التي يتسلمها كل سائق والتي تتضمن إفراغ السيارة من الوقود أو أي معدات معدنية أو أدوات طعام معدنية أو سكاكين أو سلاح، "جميع السائقين ملتزمين بهذه الشروط من أجل توصيل المساعدات".
سائق آخر تحفظ على ذكر اسمه قال لرصيف22 إن من يلتقيه من أفراد الهلال الأحمر الفلسطيني لدى كل واحد منهم مصاب مختلف، و"لديهم الكثير من الهموم وطول الوقت أخبار سيئة ولكن ما تلمسته أن لديهم نفس راضية وصبر ويظهر ذلك في اللحظات البسيطة التي قد نلتقي بأحد منهم، أنا قابلت سائق فلسطيني قال لي إنه بيعاني من أجل الحصول على رغيف خبز".
منذ بدء معركة طوفان الأقصي، يتواجد متطوعو المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية وخاصة من متطوعي الهلال الأحمر المصري عند المعبر. رصيف22 التقى أحدهم في معبر رفح المصري وروى لنا خط سير المساعدات فقال إن السيارات تدخل في الصباح من معبر رفح المصري وتسير حتى معبر العوجة فمثلا السيارات تصل 9 ليلاً في مصر تتحرك الساعة 6 صباحاً إلى معبر العوجة والذي يبعد عن معبر رفح نحو 45 كيلومتر، وأكد أن معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مفتوح طول الوقت ولم يتم إغلاقه ويستقبل عشرات الشاحنات يومياً، "السيارات محملة بكل معدات الإغاثة الإنسانية والطبية والمواد الغذائية المطلوبة لإغاثة أهالي القطاع، ولدينا مئات الأطنان استقبلتها مصر من مختلف الدول تنتظر الدخول".
أكد أن جميع شاحنات الإغاثة أثناء دخولها من المعبر يرافقها سيارة مخصصة للهلال الأحمر المصري عليها شعار الهلال، وسيارات تابعة للجهات الأمنية المصرية المتواجدة في معبر رفح الحدودي من الجانب المصري، وتسير السيارة التي تحمل شعار الهلال الأحمر المصري أمام الشاحنات حتى توصلها للنقطة المحددة في الشريط الحدودي بين مصر وغزة ثم تستكمل الشاحنات طريقها وحدها إلى معبر العوجة لإجراءات التفتيش، وتستغرق الرحلة بين المعبرين ساعة إلى ساعة وربع.
بحسب مصادر الهلال الأحمر المصري التي تحدثت إلى رصيف22، فإنه على الرغم من دخول نحو 120 شاحنة من مصر يومياً، لا يفتش الجانب الإسرائيلي سوى بعض من تلك الشاحنات "مرة يفتشوا 10، مرة أقل مرة أكثر… لا يوجد معايير لعدد السيارات التي يتم تفتيشها
عن إمكانيات استيعاب المعبر للمساعدات قال إنه في بداية السماح بإدخال المساعدات كان المسموح به إدخال 20 شاحنة في اليوم الواحد، بدأت تزداد تدريجياً حتى أصبح يتم السماح لإدخال أكثر من 120 سيارة يومياً من المعبر المصري، "هذه طاقة استيعابية كبيرة خاصة وأن معبر رفح الحدودي هو معبر مخصص في الأصل لعبور الأفراد وليس الشاحنات وتم استخدامه خلال الشهر الأخير لنقل المساعدات إلى قطاع غزة".
أكمل متطوع الإغاثة أن شاحنات الإغاثة جميعها تتجه إلى معبر العوجة للتفتيش ولكن لا يدخل أي من متطوعي الهلال الأحمر مع الشاحنات داخل معبر العوجة، بل يلتزم المتطوعون بالبقاء في الشريط الحدودي وهي الأرض المحايدة بين الحدود المصرية والحدود الإسرائيلية والفلسطينية في انتظار الانتهاء من التفتيش وعودة الشاحنات مرة أخري، وذلك لأن الهلال الأحمر المصري هو الجهة المسؤولة عن نقل المساعدات من معبر رفح حتي معبر رفح الفلسطيني، ويتم تسليم الشاحنات إلى الهلال الأحمر الفلسطيني والأنروا اللذين يتوليا مهمة تفريغ الشاحنات إلى سيارات نقل فلسطينية ثم إدخالها إلى داخل القطاع، ثم يتم تسجيل نوع الشاحنات ونوع المساعدات التي تم تسليمها في بيان خاص مختوم وموقع بختمي الهلالين المصري والفلسطيني للتأكيد أن المساعدات تم تسليمها من الجانب المصري إلى الفلسطيني بشكل رسمي.
بحسب مصادر الهلال الأحمر المصري التي تحدثت إلى رصيف22، فإنه على الرغم من دخول نحو 120 شاحنة من مصر يومياً، لا يفتش الجانب الإسرائيلي سوى بعض من تلك الشاحنات "مرة يفتشوا 10؛ مرة أقل مرة أكثر… لا يوجد معايير لعدد السيارات التي يتم تفتيشها".
ويتوقف التفتيش تماماً عند مغرب الشمس، "هم بيعرقلوا عملية نقل المساعدات بخفض أعداد السيارات التي يتم تفتيشها يومياً، تكدس الشاحنات ليس على الجانب المصري فقط، ولكن هناك تكدس كبير في معبر العوجة بسبب التقاعس في التفتيش".
بحسب الشهادات التي حصل عليها رصيف22 أيضاً فإنه رغم تدفق المساعدات إلا أن الأنروا قالت إنها ليس لديها وقود كافي لتحريك الشاحنات إلى معبر رفح لاستلام المساعدات، وطالبت بزيادة حصة الوقود الداخلة إلى القطاع والبالغ مجموعها شاحنة واحدة يومياً حتى تمكن من استلام المساعدات.
هذه الشهادة تتطابق مع بيانات الخارجية المصرية حول عمليات نقل المساعدات حيث أكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان له بأن معبر رفح مفتوح ولم يتم إغلاقه في أي مرحلة من المراحل منذ بداية الأزمة فى قطاع غزة، وأن من يعيق دخول المساعدات إلى قطاع غزة هو الجانب الإسرائيلي من خلال الإجراءات والشروط المعيقة والمبررات الواهية.
وكشف أبو زيد، أنه قد لوحظ وجود "تشدد كبير" من الجانب الإسرائيلي في إجراءات التفتيش، بل ورفض دخول العديد من المساعدات لاعتبارات سياسية وإدعاءات أمنية مختلفة، فضلاً عن البطء في إجراءات التفتيش، والتصعيد العسكري المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين