عندما كتب جورج أمادو، روايته "ميتتان لرجل واحد"، جعل كينكاس يضحك وهو ميت، وكأن الموت عليه أن يكون رفيق الضحك، فالحياة التي عشناها متألمين علينا أن ننهيها أو نودّعها ضاحكين. رفع رفاق كنكاس جثة صديقهم الضاحكة من تابوتها، وهرّبوها من بيت العزاء، ليجعلوا كينكاس يعيش ليلته الأخيرة ضاحكاً كما لم يضحك من قبل. هكذا حوّل جورج أمادو الموتَ إلى حفلة، عندما غادرت الجثةُ فضاءَ الحزن الزائف وبروتوكولات الوداع وعوالم تقاسم الميراث، لتهجم على الليل بين أيادي رفاقها السكارى الضاحكين، قبل أن تنهي رحلتها آخر الرواية بقولها: "سأُدفن كما أشتهي، في الساعة التي أشتهي. يمكنكم أن تحفظوا تابوتكم إذاً لميتة جديدة، وميت جديد. أما أنا فلن أترك أحداً يحبسني في قبر أرضي رذيل".
كانت تلك الحكاية أكبر عقاب للموت في طقوسه ومفاهيمه التي ثبتته فيها البشرية كمعادل للحزن وكضديد للفرح، كما كان الضحك ضديداً للبكاء. لم أجد في الرواية العربية ما يعادل هذه الرواية غير رواية "حصار، حكاية لم تحدث"، للعراقي كريم شعلان، التي كانت بارودية ساخرة من الموت، وتتعالق في تلامسٍ شفيف، وفي تناصٍّ غير معلن مع رواية أمادو، وتحاكيها في غير شبه.
اغتيال الكوجيتو الروائي
تمتد رواية كريم شعلان على 128 صفحةً، صادرةً عن دار الرافدين. تتبرأ من صدقها منذ عنوانها، وكأنها تسخر من عبارة الروائي والناقد البريطاني كولن ولسن، التي وضعها في كتابه "فن الرواية": "الرواية لا تتنازل عن وظيفتها في الإيهام بالواقعية". وها هي الرواية عند كريم شعلان، ومن الغلاف، تتبرأ من صدقها وواقعيتها فهي: "حكاية لم تحدث". فعن أي حصار سيتحدث رُواتها؟ وأي حكاية تلك التي سيرويها الكاتب، وهو يقول: إنها لم تحدث؟
رواية كريم شعلان، ومن الغلاف، تتبرأ من صدقها وواقعيتها فهي: "حكاية لم تحدث". فعن أي حصار سيتحدث رُوَاتُها؟ وأي حكاية تلك التي سيرويها الكاتب، وهو يقول: إنها لم تحدث؟
هكذا يبدو كريم شعلان، وكأنه قد أطاح بما يسمى "الميثاق الروائي" الذي يعقده الروائي مع القارئ، عندما يشرع في رواية حكاية عبر روايته يعلم المتلقي أنها متخيلة، وسيقرأها على أنها واقع طوال فترة القراءة، قبل أن يعود إلى الواقع ويغلق الكتاب. يرى الروائي السوري الكردي سليم بركات، في ما معناه، أن القرّاء عادةً ما يرددون بعد أن يقرؤوا رواية "كأنني عشتها"، أو "هذه الحكاية تشبهني تماماً"، لكنني أريد أن أكتب روايةً تقول بعد قراءتها: لم أعِش شيئاً منها في حياتي.
إن سليم بركات بهذا التصور للكتابة قد قلب الكوجيتو الروائي تماماً، وهذا ما فعله كريم شعلان من خلال نحت هذا العنوان الذي وضعه عنواناً فرعياً. لم ينسف شعلان بهذا العنوان العنوانَ الرئيس فحسب، بل طعن بقية المتن كله، فقتله، أي محا وجوده، فهو لم يحدث. فهل نحن في مواجهة حكاية ميتة، أم اغتيال حكاية، أم حكاية لم تحدث فعلاً؟ تتناسل الأسئلة من فكرة عدم الحدوث في العنوان، فأي معنى للحدوث بمعناه الفلسفي وهو رديف الوجود؟ تُدخلنا الرواية منذ البداية في قلب الوجود المنتهي، أي الموت وطقوسه وهكذا نعيد قراءة وتأويل العنوان والحدوث باعتباره معنى ثالثاً وبعداً آخر لفكرة الوجود، فما دامت هناك جثة وهناك من هم حولها يبكون عليها، فهناك حكاية.
يذكّرنا هذا المعنى برأي بورخيس، بالرواية، إذ يعدّ أن كل رواية هي رواية بوليسية، ويُرجع حتى رواية دون كيخوته إلى الحبكة البوليسية. إلا أننا مع رواية كريم شعلان، ومنذ الصفحة الأولى، والحشد الكبير للمجازات والاستعارات والصور الشعرية النثرية، نتعامل مع فكرة الرواية البوليسية بحذر. فلطالما وصفت الرواية البوليسية بالكتابة القالب واللغة البراغماتية السطحية التي لا تقول إلا المعنى الظاهر، بينما رواية كريم شعلان تنهض كل جملة فيها كما لو أنها سطر من قصيدة، فلا ندرك معنى الجملة إلا باعتبارها صورةً ذهنيةً مجازيةً. هنا أيضاً نعيد التفكير في الحبكة البوليسية، لنستحضر كيف تلاعب بعناصرها الروائي إرنستو ساباتو، في روايته "النفق"، وكيف تلاعب بها تشارلز بوكوفسكي في روايته "أدب رخيص".
الشعر والشعرية في الرواية
يحاول كريم شعلان في روايته استدراج الرواية نحو القصيدة وتعليمها المجاز والاستعارة من جديد بعد أن جفف ينابيعها أندريه جيد الذي جعل من إبادة الاستعارة من أرض نصوصه هدفاً من أهداف كتابة الرواية عنده. وكأن أندريه جيد، يردّ على نيكولا بوالو، صاحب كتاب "فن الشعر"، الذي سخر من الرواية في عصره، وعدّ أنها مفسدة للأخلاق ونثر بلا معنى ولا تمتّ إلى الأدب بصلة.
بهذا التوجّه كأن جيد يقول إن فقر الرواية من كل ما هو شعري ليس أصيلاً في فعل الكتابة نفسه، بل هو مكابدة طويلة وضرورية يقوم بها الروائي للوصول إلى شعرية الرواية، يسجل مثلاً في يومياته: "لا أجد أية متعة في الاستعارات، فقد أدى بي نفوري من الصنعة إلى أن منعتها على نفسي. لقد سعيت في 'دفاتر أندريه وولتر'، إلى أسلوب يتوق إلى جمال أكثر سرّيةً وجوهريةً. لقد قال لي هريديا الفاضل الذي عرضت عليه كتابي الأول بأن اللغة فقيرة بعض الشيء، فقد اندهش ألا يجد ولو صورة واحدة. لقد أردت أن تكون هذه اللغة أكثر فقراً وصرامةً ونقاءً، عادّاً أن الزخرف لا علة لوجوده إلا من أجل إخفاء نقص ما، وأن الفكرة التي يعوزها الجمال هي وحدها التي يحق لها أن تخشى العراء الكامل".
بينما المسألة في رواية "حصار"، مختلفة، فالكاتب لا تعوزه الحكاية ليرممها بالمجاز ويخفي عيوب الحبكة، فالرواية مليئة بالقصص والحكاية قائمة الذات، إلا أن الكاتب الذي رسّخ قدمه في فن الشعر يخوض مغامرة تحدٍّ واضح في إعادة تركيب مفهوم الرواية بعدّها حالةً شعريةً، وهو في هذا الأمر ينطلق من مفهوم خاص للأدب بعدّه أكثر من حكاية، وأن لغة الأدب واحدة، شعراً كان أم روايةً أو قصةً، وأن عليه أن يقول جملته بطريقة مختلفة عن جملة الإنسان في الشارع، أو في الصحافة، أو في أي فضاء آخر، وأن جملة الأدب لا يجب أن تتخلى عن هويتها كجملة أدبية، ويذهب بالأدب إلى أقصاه بعدّه شعراً. وهذا المنهج لا يقف في وجه أندريه جيد الشاب فقط بل يعارض مفهوم كل منظّري الرواية في مقارنتها بالشعر وعلى رأسهم اللساني الروسي الشهير ميخائيل باختين الذي تحدث عن الأسلبة والتهجين في كتابه "شعرية دوستويفسكي" وكتابه "الخطاب الروائي" خاصةً.
وإذا سلّمنا بمقولة البنيوية "الشكل ليس مسألةً شكليةً"، استطعنا أن نفهم قصدية هذا البرنامج السردي لكريم شعلان، فالشكل الروائي الذي اختاره ولغته تتناقض كل التناقض مع الواقع الذي ترويه وكأنه بذلك يشيّد واقعاً لغوياً بديلاً موسوماً بالتماسك والشعرية في مقابل الواقع العراقي الموسوم بالخراب والتفكك والبشاعة والنثرية. وهنا تتشكل الصورة الذهنية لفكرة شكل النثر بإحالته الجذرية على التناثر والتفكك مقابل الشعر وإحالته على الضمّ والنظم.
يقول الراوي واصفاً بغداد المحاصرة الجريحة: "هؤلاء البكاؤون الذين أفسدوا ميتة أبي... هؤلاء الذين يصلّون لكي تنتهي الحرب، ويموتون في مكان آخر... يا أمي... فتحدودب الممرّات عن السكون، وتخلد البيوت لأسرار معلنة، وكالعادة تثمل بغداد ببكاء النوافذ وحسرة الأبواب. بغداد مدينة مشجرة بالأعلام الوطنية الزاهية، أعلامها أكفان تغطي جسد الأرض الميّت.
ومن هنا نخرج بالعمل من جدل معرفي حول ماهية الرواية وكيف تكتب إلى الأثر الفني باعتباره تجربة خلق فريدةً تخلق فلسفتها ونظريتها الخاصة. وهذا هو الفرق بين رواية كريم شعلان وأسلوبها الفريد والروايات الأخرى التي كتبها بعض الشعراء والتي تتوسل بالشعرية في غير وعي بالأجناس الأدبية والفروق بينها حيث لا ينجح الشعراء في التخلص من عباءات الشعراء من على أكتافهم ليخوضوا تجربة كتابة الرواية فتأتي أعمالهم لا هي بالرواية ولا هي بالقصيدة".
يتحدث الراوي، في موضع آخر، عن غرفة التعذيب عاكساً موقف الروائي من اللغة ومعجمها المحدود العاجز عن تصوير المعاني: "غرفة التحقيق أو غرفة التعذيب أو غرفة الصراخ أو غرفة الموت، أو غرفة الدعاء والاستنجاد، أو غرفة الإغماء، أو غرفة التغوّط، يطلقون عيها غرفة، لكن اللغة ضعيفة ولا تستطيع إيجاد مفردة تلائم ما هي عليه".
يعدّ باختين أن صوت الشاعر هو صوت الإله وصوت الروائي يختفي وراء أصوات البشر في تعددهم أو هو صوت المهرّج. ويشرح باختين في أكثر من موقع من كتبه ذلك كقوله: "إن الرواية هي التنوع الاجتماعي للّغات، وأحياناً للّغات والأصوات الفردية، تنوعاً منظماً أدبياً وتقضي المسلمات الضرورية بأن تنقسم اللغة القومية إلى لهجات اجتماعية، وتلفّظ متصنع عند جماعة ما، ورطنات مهنية، ولغات للأجناس التعبيرية، وطرائق كلام بحسب الأجيال والأعمار، والمارس والسلطات، والنوادي والموضات العابرة، وإلى لغات للأيام بل للساعات الاجتماعية والسياسية، وكل يوم له شعاره، وقاموسه ونبراته... نتيجةً لهذا التعدد اللساني وما يتولد عنه من تعدد صوتي، فإن الرواية تتمكن من أن تلائم بين جميع تيماتها ومجموع عالمها الدال، ملاءمةً مشخصةً ومعبراً عنها" .
ويحذّر باختين من استبدال لغة الرواية المتعددة بلغة الروائي المتّسمة بالفردية والوحدانية قائلاً: "إن تعويض أسلوب الرواية بلغة الروائي المفردة... معناه الابتعاد عن الدقة مرتين، وتشويه جوهر أسلوبية الرواية نفسه".
فنحن في الرواية لسنا أمام لغة الروائي، بل لغات رواته عكس الشعر لأن "الخطاب الشعري يكفي ذاته بذاته ولا يفترض وجود ملفوظات الآخرين، خارج حدوده. إن الأسلوب الشعري اصطلاحاً، مجرد من كل تأثير متبادل مع خطاب الآخرين، وإن لغة الشاعر هي لغته هو. إنه يجد نفسه داخلها برمته، وبدون شريك يقاسمه إياها" . ومن ثم يتحمل الشاعر مسؤولية كل كلمة أو عبارة جاءت على لسانه، لأنها نابعة منه، بينما الروائي لا يتحمل تلك المسؤولية لأنها ألسنة شخصياته.
يبدو في الظاهر أن كريم شعلان، ليس باختينياً ويسهل وصف سرده في ما يشبه الوصم بالشعري، إلا أننا إذا تثبتنا جيداً في هذا المفهوم للرواية وفي روايته سنجده منضبطاً أيضاً لهذا المفهوم الباختيني، باعتبار أن لغة الشاعر أيضاً في إمكانها أن تكون لغةً من لغات الآخر المتعدد، فالشاعر يعكس طبقةً اجتماعيةً ولغويةً وخطاباً من الخطابات الاجتماعية، ومما يدفع بهذه الفرضية ويؤكدها هو تغيّر تلك اللغة وتبددها في الحوارات التي وضعها كريم شعلان لشخصيات الرواية، حيث تشفّ لغة المحقق على لغة المحقق في كل الأنظمة القمعية حيث لا مكان للاستعارة وللشعرية وللصورة وحيث الخطاب الفاحش يتمركز كخطاب أساسي، وكذلك لغة السجين حيث اللحظة تجعله مجبراً على الرد بوضوح وبلغة براغماتية لا لبس فيه.
ـ "الآن قل لي، ما اسم أختك؟
ـ سيدي والله سيدي، سيدي لا أخت لي.
ـ هل هربت القحبة؟
ـ سيدي لا، أنا لي أخ واحد أصغر مني سيدي، ولا غيره.
ـ ماذا عن زوجتك؟
ـ سيدي ماذا سيدي؟
ـ ما اسم زوجتك يا قوّاد؟
ـ سيدي الله يخليك سيدي، لي طفلان لا يأكلان ولا ينامان بدوني سيدي، أريد أن أذهب سيدي والله أنا بريء، ولم أفعل شيئاً سيدي، الله يخليك سيدي؟
ـ قلت ما اسم قحبتك؟".
الصورة الغرائبية والخطاب السوريالي
تأخذنا استعارات وتشابيه الراوي في رواية حصار، إلى عوالم سوريالية، غير أن الروائي لا يكتفي بذلك، بل يجعل من اللا معقول والغرائبي حاضرَين بقوة في الرواية منذ البداية مع صورة الأب، إلى تلك الصور التي يرى فيها عودة الموتى والشهداء. وينخرط كل ذلك في تصوير خراب بغداد التي صارت غير واقعية تحت حكم طاغية يظهر في صورة بغرفة التحقيق "بزيه البدوي حيث يبدو انتفاخ خصيتيه رافعاً ثوبه كتلويحة مضافة" .
ويتوغل كريم شعلان في هذه اللعبة الفنية التي يشرّع لها مرةً بحالة الراوي الموصوم بالجنون والذي ضحك يوم عزاء والده، ومرةً بخراب المؤسسات وانهيار النظام لتستدعي روايته المستحيل كقول راويه الرئيسي: "في ما بعد تعودنا على الكثير مما لا يُصدّق، فمثلاً الموتى يخرجون دفعات ليشاركونا تفاصيل يومياتنا، حيث أجد عند مسيري في طرقات بغداد ما لا يخطر على بال، رأيت أغلب الذين ماتوا أمام عيني في السجن، رأيت كريم الخياط وهو يبكي مهستراً باحثاً عن عائلته، ورأيت راجحاً أو ناجحاً وهو يتخبط مترنحاً في أزقة لا تفضي، صارخاً بكلماته المعتقة متسائلاً عما يحدث، رأيت الشيخ الذي قطعوا رأسه ووضعوه في غرفتنا لعدة أيام... رأيت ذلك الشيخ المهيب الذي لا يعرف غير الصلاة، رأيته اليوم مترنحاً في شوارع بغداد وهو يخطب على الناس بكلام بذيء ويدعوهم للتضحية بأرواحهم من أجل الوطن والقائد" .
هذا الأسلوب الذي اختاره الكاتب غذّى عوالم اللا معقول التي تدور فيها الرواية وظل يغمز طوال الوقت مذكراً بالعنوان الفرعي لها: "حكاية لم تحدث".
تنهض رواية "حصار"، لكريم شعلان، على ملحمة لغوية وأسلوبية متسلحة بإستراتيجيات التصوير اللغوي مستعينةً بالتشابيه والاستعارات والمجازات، أدوات لتركيب خريطة التراجيديا العراقية الحديثة التي أغرقت العراق في واقع أسود ما زال يعاني منه إلى اليوم
تنهض رواية "حصار"، لكريم شعلان، على ملحمة لغوية وأسلوبية متسلحة بإستراتيجيات التصوير اللغوي مستعينةً بالتشابيه والاستعارات والمجازات، أدوات لتركيب خريطة التراجيديا العراقية الحديثة التي أغرقت العراق في واقع أسود ما زال يعاني منه إلى اليوم.
رواية غريبة الشكل تؤكد عبارة باختين في كتابه الخطاب الروائي "الرواية هي الجنس الوحيد الذي يوجد في صيرورة... فوحده الذي يتطور يستطيع أن يفهم تطوراً ما"، وهي الرواية ذاتها التي تذكرنا بمقولة كونديرا في كتابه "فن الرواية"، بأن الرواية لم تستوفِ بعد كل إمكاناتها.
رواية تقول منذ لوحة غلافها التي رسمها الفنان كريم رسن، نهاية الإنسان وظهور كائنات أخرى معذبة منهزمة تجر ذيولها وتمشي بأقدام لا تقودها إلى شيء سوى غرفة للتعذيب الأبدي اسمها الذاكرة ولتعيش حياةً رديئةً يجثم عليها الموت في كل تفاصيلها. لا شيء في رواية كريم العراقي ثابتاً ومؤكداً، وكل شيء ينفي نفسه، فلا من حمل اسم كريم في الرواية الكاتب ولا شيء يدلل أنه غيره ولا ناجح إلا احتمال أن يكون راجحاً ولا الحكاية حدثت ولا شيء يؤكد عدم حدوثها. رحلة هي من التيه و"الفوضى الخلاقة" التي كانت وراء إنتاج عملي أدبي فريد يقول نفسه بنفسه وإن رأيت وراء طرسه "القبو" لدوستويفسكي و"ميتتان لرجل واحد" لأمادو، و"لاعب الشطرنج" لسفايج، وأطل من خلف ضحك الراوي المجنون غوغول وتوجعه تشيخوف.
وما الأدب في النهاية سوى طروس ومرايا تتحاور فيها الخيالات والتخييلات لتكتب مأساة الإنسان في كل زمن وحصاره الأبدي. وما الحصار سوى "لعبة دولية، كما يقول راجح أو ناجح، تستمر بأشكال مختلفة على مدار عقود طويلة، وهي عاصفة ترابية ستبقى تحوم في سماء العراق. العراق بلد مخترق، وجاهز لأن يكون أنموذجاً للكوارث العظيمة وهو نواة الدمار لكل من يجاوره".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع