من هو ذاك الذي لا يعاني في هذه الأيام من متابعة أخبار القتل المستمر طوال النهار في غزة. إلا أن محنة ذوي الأصول المهاجرة في ألمانيا مضاعفة، وسط تضييق غير مسبوق على الحريات وخطاب إسلاموفوبي مناهض للأجانب.
لم يعد الساسة والشخصيات العامة يجهدون أنفسهم في تجميل سخطهم حيالهم. يصورونهم كجماعة معادية للسامية باتت تمثل خطراً على اليهود، مقابل أكثرية ألمانية فهمت الدرس من تاريخها المظلم وتقوم بواجبها في حماية الحياة اليهودية.
نعم، هناك خيبة أمل من قبل الحكومة ألمانية وساسة وشخصيات عامة، توقعوا خطأ أن يدعم مواطنوهم ذوو الأصول شرق الأوسطية إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
لكن على الجانب الآخر أيضاً، هناك خيبة أمل وثقة ضاعتا، ليس في حكومة وسلطات بدا وكأنها تحاول إلغاء ومنع أي رمز أو فعالية متعاطفة مع فلسطين، بل أيضاً في إعلام قدم تغطية منحازة لإسرائيل، مع استثناءات قليلة، تجبر المتفرج على متابعة وسائل إعلام دولية أكثر موضوعية، بل حتى قنوات عربية تنشر بروباغاندا ليلاً ونهاراً. خيبة أمل في شخصيات ألمانية عامة فقدت موضوعيتها، في هذا المناخ المستقطب، في وقت كانت الأقلية ذات الأصول المهاجرة في أمس الحاجة إليهم. بالنسبة للأناس من خلفية مهاجرة، لم تكن الأحوال في ألمانيا مثالية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن ما يمرون به مذاك يبدو مأخوذاً من أسوأ كوابيسها.
يبدو الساسة الألمان غير مبالين بما يمر به مواطنوهم ذوي الأصول الفلسطينية أو العربية، متخذين التهديد أساساً في التعامل معهم، ومستسهلين تقييد حرياتهم رغم كونها مكفولة كما يفترض في دستور البلاد
يبدو الساسة الألمان غير مبالين بما يمر به مواطنوهم ذوي الأصول الفلسطينية أو العربية، متخذين التهديد أساساً في التعامل معهم، ومستسهلين تقييد حرياتهم رغم كونها مكفولة كما يفترض في دستور البلاد. بلاد يطيب لها تقديم دروس في الحقوق للآخرين، كما رأى العالم في مونديال قطر 2022 .
لم يعد الخطاب اليميني المتطرف مفاجئاً مهما تمادى، عندما يصبح خطاب ساسة من اليسار أكثر تشدداً.
كان من الملحوظ والصادم بالنسبة للمهاجرين، كيف تم الاحتفاء بخطاب انقسامي لنائب المستشار، روبرت هابيك، الألماني الذي تحدث فيه بنبرة: "نحن الألمان وأنتم المسلمون"، رغم تعارض مطالباته من الأقلية المسلمة مع الدستور، واعتبارها لاحقاً عنصرية متبعة عادة في الأنظمة التوتاليتارية، وفقاً لقاض سابق في محكمة العدل الألمانية.
هابيك زعم أن للمسلمين حق الحصول على الحماية من عنف اليمين المتطرف وعليهم الآن تقديم هذه الحماية عندما يتعرض اليهود للهجوم، وكأن حق الحماية أمر ينبغي عليهم السعي إلى الحصول عليه مقابل تقديم خدمات معينة.
طلب كذلك منهم النأي بأنفسهم "بوضوح" عن معاداة السامية، حتى لا يقوضوا حقهم في التسامح. لكن عن أي تسامح يتحدث الوزير؟ ألم يكن من الأجدى دعوة جميع الذين يعيشون في ألمانيا إلى الوقوف إلى جانب مواطنيهم من اليهود، الذين يشعرون عن حق بالتهديد، عوض استخدام لغة تهديدية ضد أقلية.
خطاب هابيك تبعه تصريحات صادمة أكثر من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في الثامن من نوفمبر، يدعو فيها المسلمين والعرب إلى "النأي بأنفسهم بوضوح عن حماس، ورفض إرهابها بشكل واضح"، وألا يسمحوا بأن يتم "استغلالهم من قبل المتواطئين مع حماس".
أعزائي الساسة الألمان، مطالبة جميع العرب والمسلمين بالنأي بأنفسهم عن حماس أو عن معاداة السامية غير لائق وعنصري.
افتراض أن جميع القادمين من المنطقة هم موالون لحماس أو معادون للسامية بالضرورة، هو كافتراض أن جميع الألمان موالون للنازية لأنهم لم يعلنوا نأيهم بأنفسهم عن خلية "إن إس أو"، التي قتلت قرابة 10 مهاجرين "بوضوح" قبل عقد واحد فقط.
معاداة السامية ليست مترسخة لدى اليمين المتطرف أو أطياف من اليسار أو لدى المسلمين كما يزعم هابيك، بل في كل شرائح المجتمع الألماني، الذي لم يتضامن بالمناسبة" بوضوح" مع إسرائيل بعد 7 أكتوبر، كما فعل سابقاً بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول أو مع هجوم "تشارلي إيبدو"، على ما لاحظ بمرارة باحث إسرائيلي.
يصبح هذا المطلب مستغرباً أكثر، عند النظر إلى مكافئة الناخبين/ات في بافاريا، هوبرت آيفنغر، زعيم حزب "الناخبون الأحرار"، بعد فترة قصيرة من الكشف عن ماضيه المعادي للسامية. آيفنغر، يربط دون خجل الآن بين انتشار معاداة السامية في البلاد بـ"الهجرة غير المضبوطة".
هناك تجاهل لحقيقة أن غالبية المظاهرات الفلسطينية في ألمانيا تشهد مشاركة من مختلف الجنسيات والأديان، ومن بينهم يهود.
بلغت الحماسة بهابيك في خطابه حد إشارته إلى مظاهرات إسلاموية مناصرة لفلسطين في برلين، توصيف ليس انتقائياً وتوصيمياً فحسب، بل يظهر تجاهلاً لحقيقة أن غالبية المظاهرات الفلسطينية تشهد مشاركة أناس من مختلف الجنسيات والأديان، ومن بينهم يهود. هؤلاء الذين يرفعون أعلاماً داعمة لمجتمع الميم-عين مع علم فلسطين، لا ينزلون الشارع لدعم حماس ولا يدعون لازدهار منظمة إسلاموية!
من المفهوم الغضب الذي تسببت به صور توزيع حلوى في برلين، في يوم تنفيذ حماس هجومها، الذي تضمن ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، وما تلى ذلك من تأكيد حكومي ألماني على حظر "الموافقة" أو مدح هذه الجرائم، لكن لا يمكن تفهم ومن الخطير محاولة الساسة ووسائل إعلام وصف كل مظاهرة مناصرة للقضية الفلسطينية بمظاهرة "كراهية" أو موالاة لحماس، لمجرد ضبط عدة أشخاص يتلفظون أو يحملون لافتات معادية للسامية بين آلاف المحتشدين.
مناصرو القضية الفلسطينية في ألمانيا لا يقتصرون على جماعات صغيرة العدد كحركة "صامدون" المحظورة أخيراً، أو موالين لحماس، ولا يضمون في صفوفهم بالتأكيد أنصار جماعة حزب التحرير الإسلامي المحظورة، التي طاب للساسة ووسائل الإعلام إلقاء الضوء على مظاهرتهم في مدينة إيسن.
من الواضح أن الطبقة السياسية الألمانية لا تدرك مدى ضآلة التأييد لحماس في ألمانيا. ينبغي النظر إلى إن خروج الآلاف للشارع، رغم رفض منحهم تراخيص بدون حجج قانونية مقنعة في كثير من الأحيان وخشيتهم عنف الشرطة، متعلق بدعم هائل للقضية الفلسطينية الرمزية والمقدسة بالنسبة لهم. لا يدرك معظم الساسة ربما أن الكثير من المتظاهرين/ات، قادمون من بلدان شهدت ربيعاً عربياً، يمقتون في الحقيقة حماس، لأسباب أولها أيديولوجيتها الإسلاموية وليس آخرها علاقاتها مع أنظمة وجماعات مثل إيران والنظام السوري وحزب الله.
لا يدرك معظم الساسة الألمان ربما أن الكثير من المتظاهرين/ات، قادمون من بلدان شهدت ربيعاً عربياً، يمقتون في الحقيقة حماس، لأسباب أولها أيديولوجيتها الإسلاموية وليس آخرها علاقاتها مع أنظمة وجماعات مثل إيران والنظام السوري وحزب الله
مع وفاة آخر الناجين من المحرقة، لا جدال على أن "ثقافة التذكر" الألمانية باتت مهمة أكثر من أي وقت مضى.
بالنسبة لي، من الصعب تصوّر أن يختلف القادمون من المنطقة العربية مع ضرورة حماية الحياة اليهودية في ألمانيا ومن المرجح أنهم يمقتون توجيه أي تهديد لفظي أو جسدي ضد اليهود، كالذي يحدث للأسف، بوتيرة أعلى مقلقة في الأسابيع الأخيرة في ألمانيا، على يد بعض الأفراد المعادين للسامية.
وقع مطالبة الفلسطينيين أو المناصرين لقضيتهم، بالوقوف إلى جانب إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وإدانة حماس وعدم ذكر السياق، هو بمثابة مطالبة الألمان بنسيان "ثقافة التذكر".
رغم عدم اتفاق الكثيرين وبل إدانتهم انتهاكات حماس بحق المدنيين في إسرائيل، لكن ليس بوسعهم تناسي عقود من الانتهاكات الإسرائيلية والاحتلال.
لا يستطيع سوري أن يقف فجأة إلى جانب إسرائيل التي تحتل قطعة من بلاده منذ عقود، حتى وإن لم يقلل من شأن الجرائم ضد المدنيين ولم يعتبر هجوم حماس "عملاً تحررياً" فهو لن يتذكر في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كالألمان، ضرورة دعم إسرائيل المبنية على مشاركة أجدادهم النازيين في جرائم الهولوكوست، بل لن يستطيع سوى تذكر أهله أو معارفه الذين فروا أو هُجروا من أراضيهم في الـ1984 أو احتلت إسرائيل أراضيهم في الـ1967.
إنه لمن المفيد أن يدرك صناع القرار الألمان أنه يتعاملون مع 7 أكتوبر/تشرين الأول، كجزء من معالجة تاريخ توقف عندهم في العام 1945، فيما يتعامل الفلسطينيون/ات ومن يناصرونهم من الشرق الأوسط معها كجزء من صراع قائم منذ عقود وما زال.
مع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في غزة، كان من اللافت كيف حرصت الحكومة ووسائل الإعلام الألمانية العامة على التذكير كل مرةبالسياق والحديث عن مسؤولية حماس فحسب، التي بدأت كل هذا.
ها نحن باقون هنا!
أعزائي الساسة، تحاولون إقناع مواطنيكم بالتخلص من معاداة سامية "مستوردة"، عبر الترحيل وإلغاء الإقامات.
لدي خبر سيىء لكم، هذا غير مجدٍ!
حملة الجنسية الألمانية من أصول مهاجرة، ولاجئون من دول ما زالت في حالة حرب، وأناس لا يحملون أي جنسية، باقون ها هنا.
قد تنجحون في اقتناص بعض الأصوات المناهضة للمهاجرين بمثل هكذا خطاب، لكنني أخشى أنكم لن تدركوا تبعات هكذا نهج انقسامي في التعامل مع مواطنيكم ذوي الأصول المهاجرة، إلا بعد سنوات.
"أعزائي الساسة، تحاولون إقناع مواطنيكم بالتخلص من معاداة سامية "مستوردة"، عبر الترحيل وإلغاء الإقامات. لدي خبر سيىء لكم، هذا غير مجدٍ!"
اتخاذكم لغة التهديد تطور غير محسوب العواقب، يهدد بدفع شباب في مقتبل العمر للانضمام سراً أو علناً إلى جماعات متطرفة، وبالطبقة الأكثر وعياً منهم ربما إلى التخلي عن جهودهم في الانخراط في المجتمع، طالما باتت حريتهم في التفكير والتعبير مقيدة.
التهديد بتجريد من ينشر ربما ما يمكن اعتباره معاداة للسامية من الجنسية الألمانية، لن يغير معتقدات أحد. عوضاً عن ذلك ستحول هذه الأقلية إلى أصوات ناقمة من سلطات قامعة.
بوسع الجميع التوقيع على تعهدات بخصوص الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود. لكن ذاك لن يعزز اقتناعهم بالقيم الديمقراطية، إن لم يكن ذلك على أساس حوار على مستوى النظر، وعبر إيجاد حل سياسي مرض.
هكذا أجواء كارثية مخيفة ستذكرهم أكثر بدول توتاليتارية هربوا منها في المقام الأول. ما تنوون القيام به هدية لكل جماعة متطرفة تسعى لإقناع الناس بزيف الديمقراطية في الغرب.
أعزائي الساسة الألمان، سيعدكم أصحاب مؤسسات تربوية الآن، بعضهم حول مكافحة معاداة السامية إلى نموذج أعمال لتحقيق الربح، بالمعجزات حيال "تفكيك بنى" معاداة السامية لدى القادمين من الشرق الأوسط. قد ينجحوا في التعامل مع معاداة سامية قائمة على صور نمطية ربما. لكن لا حل لوقف "كراهية إسرائيل"، كما تحبون تسميتها، سوى عبر حل عادل للقضية الفلسطينية، واتخاذ الحكومة الألمانية موقفاً متوازناً أكثر من الصراع، والتفريق بين حماية الحياة اليهودية وبين تبني سياسة وخطاب حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، داخل ألمانيا.
لسنا مستوردين
ألمانيا لم تستورد اللاجئين ومعهم معاداة السامية إليها، ولم تختر لاجئين من "الدول الخطأ" في العام 2015، كما زعم محلل سياسي ألماني.
جاء مئات الآلاف من السوريين إليها في العقد الأخير هرباً من حرب، ما زالت مستمرة، جزئياً بسبب فشل سياسي للاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم ألمانيا. فيما كان نظام الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقصفان مناطق المعارضة في سوريا، كانت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، في شهر عسل اقتصادي مع موسكو.
ما يجري في هذه البلاد في الأسابيع القليلة الأخيرة،"ليس ألمانياً".
عندما تغيب لغة الحوار وتنوع الآراء، وتحاول الأكثرية فرض الرأي السائد على الأقلية تحت وقع التهديد، هذه ليست ألمانيا، كما تقدم نفسها في دستورها.
لم يأت السوريون/ات لكي يطاردوا اليهود في ألمانيا. هذا الاتهام يبدو سخيفاً أكثر إن نظرنا إلى صداقات تجمع بين كثيرين منهم واليهود هنا. إنه لمن المثير للغضب أن يتم تصوير السوريين/ات جميعاً كأشخاص متشابهين في الأفكار والمعتقدات وتجريدهم من الفردانية (المقدسة في الغرب)، والافتراض بأنهم لا محال معادون للسامية، ببساطة لكونهم قادمين من ديكتاتورية معادية لإسرائيل. نحن مختلفون!
بعيداً عن بعض الصور النمطية المعادية للسامية المنتشرة في سوريا كشأن أي دولة في العالم بمن فيها ألمانيا، يتعلق الرأي العام حيال إسرائيل بالسياسة، وخاصة بقضية فلسطين والجولان المحتل.
إنه من الخطأ ببساطة أن يسقط الساسة والفاعلون في الحياة العامة الألمانية مشكلتهم التاريخية مع معاداة السامية، المتعلقة بكراهية اليهود في الغرب، على القادمين من الشرق الأوسط الذين يحملون ثقل صراع سياسي مع إسرائيل، كما هو حال صراعهم مع روسيا وإيران مثلاً.
استغلال "معاداة السامية"
بالنسبة للأقلية المهاجرة، كان الخوف من تجاوز الخط غير الواضح بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية موجوداً دائماً. لكن الموالاة غير المشروطة والتسابق على "الوقوف إلى جانب" إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، دفع بعض المغالين إلى إبداء تعليقات غير مسؤولة وغير معقولة، مفسرين أي رأي ناقد، حتى وإن كان قائله يهودياً، على أنه معاد للسامية.
بلغ الاستسهال حد وصم من يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بأنه معاد للسامية.
تلغيم النقاش حول إسرائيل واتهام كل من ينتقدها بجدية بمعاداة السامية لن يفيد في مكافحة معاداة السامية. هناك حاجة ملحة للنقاش حول الالتزام بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، لمعاداة السامية المتعلقة بإسرائيل. بعض المواطنين اليهود يجادلون بأنه يعيق أي نقاش في هذا الصدد.
من الغريب اتهام من يصف إسرائيل بأنها دولة تمييز عنصري بأنه معاد للسامية في ألمانيا، عندما يتحدث باحثون إسرائيليون عن كون ذلك يعكس الواقع.
يتهم فليكس كلاين مفوض ألمانيا لمعاداة السامية هؤلاء الذين يدعون إسرائيل بدولة Apartheid بأنهم يقدمون "رواية معادية للسامية".
المؤرخ الإسرائيلي المتخصص في الهولوكوست عمر بارتوف، قال لدير شبيغل، إن على "كلاين أن يدرس أولاً معنى معاداة السامية قبل أن يجد في قول ذلك معاداة للسامية، تهمة معاداة السامية هي للأسف في كثير من الأحيان أداة رخيصة لتشويه الآراء الأخرى".
بارتوف يرى أنه لا يمكننا استخدام معاداة السامية كعلامة نضعها على كل ما لا يعجبنا، لأن في ذلك تقليل من شأن معاداة السامية الحقيقية. ويرى أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب، يمكن تقييمها حتى كجرائم ضد الإنسانية، محذراً من أن ما تفعله في غزة قد يتحول إلى تطهير عرقي أو ربما إبادة جماعية، داعياً إلى قول أن هذه التحذيرات من وقوع إبادة جماعية هناك علناً، "ليست معادية للسامية".
لا يمكن تصور قول مثل هذه الآراء في ألمانيا، دون أن يتهم المرء فوراً بأنه معاد للسامية أو أن يفقد وظيفته كما كان حال مفوضة شؤون الاندماج في ولاية شليزفيغ هولشتاين.
لم أنشر باسم مستعار منذ خروجي من سوريا. حينها كنت أخشى من قوات أمن النظام السوري. عندما أعود للنشر باسم مستعار داخل ألمانيا، خشية أجواء إقصائية خانقة، وتبعات انتقامية حكومية، يعني أن هناك شيئاً خاطئاً يمضي في ألمانيا
ما يجري في هذه البلاد في الأسابيع القليلة الأخيرة،"ليس ألمانياً".
عندما تغيب لغة الحوار وتنوع الآراء، طالما تعلق الأمر بإسرائيل، وتحاول الأكثرية فرض الرأي السائد على الأقلية تحت وقع التهديد، هذه ليست ألمانيا، كما تقدم نفسها في دستورها. لا يمكن لساستها رفض "نعم ولكن" عندما يتعلق بهجوم حماس الإرهابي على المدنيين، ثم يضعوا 100 "لكن"، عندما يتعلق الأمر بفرض القيود على ممارسة الفلسطينيين والمناصرين لهم حق التعبير والتظاهر.
لم أنشر باسم مستعار منذ خروجي من سوريا قبل أكثر من عقد. حينها كنت أخشى من قوات أمن النظام السوري. عندما أعود للنشر باسم مستعار داخل ألمانيا، خشية أجواء إقصائية خانقة، وتبعات انتقامية حكومية أو حزبية من أقصى اليمين استغلت الأزمة، يعني أن هناك شيئاً خاطئاً يمضي في ألمانيا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينمقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 5 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.
mohamed amr -
منذ اسبوعينمقالة جميلة أوي