شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"لم أعد أخاف الموت والمغامرة"... مؤسسة "الحلم الأفريقي" تبني جسراً بين مصر وقارتها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة نحن والنساء

الأربعاء 8 نوفمبر 202301:42 م


فور تخرجها في العام 2001، وجهت الإعلامية والخبيرة في الشأن الأفريقي، سالي عاطف، كل اهتمامها للعلاقات بين مصر وغيرها من دول القارة السمراء. فبعد تخرجها في كلية الآداب بجامعة عين شمس. التحقت عاطف بفريق عمل مجلة "السياسة الدولية" لتتعلم الكثير عن السياسات والصراعات التي تنتشر في أفريقيا، وواصلت مشواها الصحافي منشغلة بالشأن الأفريقي مهما تنقلت بين الاقسام والمؤسسات الصحافية في مصر.

اختيرت عاطف متحدثةً إعلاميةً لحكومة جنوب السودان في مصر، عقب اتفاقية نيفاشا 2005، وشاركت في تأسيس إذاعة "دريم جوبا". نشاطها الإعلامي والاجتماعي في أفريقيا، وجهودها في توطيد العلاقات المصرية الأفريقية، خاصةً ما يتعلق بأحوال اللاجئين الأفارقة في مصر. كان سبب اختيارها لتقديم برنامج "زووم أفريقيا"، الذي يُبث عبر فضائية CBC، هو ما يميزها عن غيرها من خبراء الشؤون الأفريقية، إذ عايشت الشعوب الأفريقية على أرضهم، وتنقلت بين بلدانهم وفرحت معهم وبكت من أجلهم، وأسست جمعية "الحلم الافريقي" لتكون جسر تواصل بين شعوب القارة انطلاقاً من مصر.

قبل بداية "الحلم الأفريقي" كمؤسسة، كيف انطلقت رحلتك في قلب القارة السمراء؟

مع بداية تخرجي من الجامعة، أجريت حواراً مع ممثل حكومة جنوب السودان في مصر، بعد الاتفاق على حق تقرير المصير لجنوب السودان في 2005. كان المكتب عبارة عن سفارة مصغرة ومؤقتة قامت على إثر اتفاقية نيفاشا، كتمثيل لحكومة جنوب السودان. كان الحوار محل إعجاب وتقدير، ووصلني عرض بالعمل كمتحدثة إعلامية للسفارة، فقبلت العرض، وكنت أول امرأة تتقلد هذا المنصب لديهم. كانت دولة جنوب السودان بالنسبة لي الجسر الذي بدأت من خلاله بالتنقل بين دول قارة أفريقيا واكتشاف أسرارها وعوالمها.

اختيرت متحدثةً إعلاميةً لحكومة جنوب السودان في مصر، عقب اتفاقية نيفاشا 2005، وشاركت في تأسيس إذاعة "دريم جوبا"، وتميزت بجهودها في توطيد العلاقات المصرية الأفريقية، خاصةً ما يتعلق بأحوال اللاجئين الأفارقة في مصر

لم يكن لديّ الوعي الكافي بما يحدث في جنوب السودان، لكنني شعرت بالتعاطف الكبير مع دولة الجنوب، فكل العاملين في السفارة فقدوا أفراداً من أسرهم، أو فقدوا أسرهم بالكامل، بسبب الحرب مع دولة الشمال. تعاطفت معهم لأنهم كانوا يشعرون بأنهم شعب من الدرجة الثانية، ويعانون من التهميش والإهمال.

في عام 2019، ترأست مصر الاتحاد الأفريقي. في تلك اللحظة شعرت بأن الوقت قد حان لخروج مؤسسة "الحلم الأفريقي" إلى النور، وبأنه يجب أن تعمل بشكل رسمي لتكون حلقة وصل بين مصر وأفريقيا، وكذلك لتدعم اللاجئين الأفارقة في مصر التي لطالما كانت حلماً في خيالي لا يغيب.

كيف تدعم مؤسسة الحلم الأفريقي الجاليات الأفريقية في مصر؟ وما هي أشكال المساعدات التي تقدّمها المؤسسة لهم؟

تعمل المؤسسة في اتجاهين، الاتجاه الأول خيري ويقوم على تجهيز القوافل الطبية المجانية لفحص أفراد الجاليات، وننظم رحلات ترفيهية للأطفال، وفي مختلف المناسبات نقوم بتوزيع الهدايا، والسلع الغذائية.

تستهدف المؤسسة تدريب النساء الأفريقيات في مصر على الأشغال الحرفية، حتى يتمكنّ من إيجاد فرص عمل مستقلة توفر لهن دخلاً مادياً، كما ندعم النساء في فتح المشروعات الصغيرة في مصر من خلال دورات تدريبية تشرح طرائق التخطيط للمشروعات وتسويق المنتجات، وهناك نماذج نسائية نجحت بالفعل في إطلاق مشاريع صغيرة مستقلة، وهذا هو الاتجاه الثاني، كما تحاول المؤسسة إزالة الحواجز التي تعيق التفاهم بين المصريين أنفسهم والأفارقة الوافدين إلى بلدهم، ويهمنا كمؤسسة أن يكون كل لاجئ من أفريقيا في مصر شخصاً منتجاً في المجتمع، وليس عالةً على أحد، كما نتعاون مع مؤسسات عمل وشركات لتوظيف العمالة الأفريقية واللاجئين. وفي حالة حدوث أي مشكلة بين العامل وصاحب العمل نتدخل لحلها، كذلك تقوم المؤسسة بتعريف رجال الأعمال المصريين على المشروعات المطروحة في أفريقيا، وخططها وقوانين البلدان الأفريقية وسياسة العمل في كل دولة حتى تسهل عملية التعاون. كذلك تقدّم لهم دراسات جدوى ودراسات عن السوق الأفريقي ومتطلباته.

قبل بداية موسم الانتخابات في معظم الدول الأفريقية يبدأ موسم السحر. يذهب الراغبون في الاستمرار في مناصبهم الحكومية إلى الساحر ليصنع لهم سحراً يجعلهم يفوزون في الانتخابات، أو يستمرون في منصبهم

ولماذا تهتمين بتشجيع رجال الأعمال المصريين على الاستثمار في أفريقيا؟

بعد 18 عاماً من السفر والتنقل بين دول أفريقيا، زرت خلالها ما يقرب من 32 دولةً أفريقيةً، لاحظت غياب الاستثمار المصري فيها مقارنةً بالتواجد الاستثماري السعودي والإماراتي والقطري والبحريني.

كذلك اكتشفت أن القارة مليئة بالفرص الاستثمارية، وأن الروابط الاستثمارية بيننا كمصريين وأفريقيا ضعيفة برغم التقارب الثقافي. نجد مثلاً أن نيجريا والسنغال فيهما أغلبية مسلمة، وإثيوبيا الدولة ذات الأغلبية المسيحية الأرثوذكسية فيها التعاليم الدينية المسيحية نفسها التي في مصر، لكن بسبب المعلومات المغلوطة عن أفريقيا وشعوبها نتباعد ثقافياً واجتماعياً.

أتبنّى المبدأ الذي يقول: "الست الشاطرة تقدر تنجح في أي مكان"

ماذا اكتشفتِ عن نفسك بعد سنوات طويلة من مغامراتك في أفريقيا؟

اكتشفت أنني صبورة. لا أعرف إن كنت محظوظةً أم لا، بسبب كل هذه الرحلات التي قمت بها في أفريقيا. ربما كل أسبوع في مكان مختلف. اكتشفت أنني امتلك قوة تحمّل كبيرةً. التجارب في البداية لم تكن سهلةً بالنسبة لفتاة في مقتبل العمر تجازف بالسفر إلى بلاد تجهلها تماماً، لكنها تغامر من أجل العمل وتحاول التكيّف في ظل الصعوبات والمعوقات التي لا يمكن التغاضي عنها.

الأمر كان يحتاج إلى الصبر والبشاشة والتحدي. الكثير من الرجال كانوا يتعجبون من إصراري على الاستمرار. قبل سفري إلى أفريقيا كان لدي "ڤوبيا التعامل مع الحيوانات"، لكن بفضل سفري تخلصت من هذه المخاوف إلى درجة أنني عندما سافرت إلى "زامبيا"، ودخلت عرين الأسد، وضعت يدي على ظهره من دون قلق. أتبنّى المبدأ الذي يقول: "الست الشاطرة تقدر تنجح في أي مكان".

هل راودتك مخاوف من المجازفة أو المخاطرة أو حتى فكرة الغربة؟ وكيف تغلبتِ على مخاوفك؟

سافرت إلى دولة جنوب السودان كأول تجربة سفر لي في أفريقيا. في اليوم الأول أخذ المطر يتدفق بشدة فوق سقف المسكن الذي حللت فيه، وانقطع التيار الكهربائي. وجدت نفسي بمفردي في مسكن بدائي ضعيف يكاد يسقط فوق رأسي من غزارة الأمطار، ولم تكن هناك فنادق. صوت الرعد كان يخيفني للغاية، لم أستطع إيقاف دموعي وأخذت أبكي وحدي. شعرت في هذه اللحظة بأن يوم القيامة قد حلّ.

الحشرات والزواحف كانت في كل مكان، حتى في الغرفة التي أسكنها، ومنها الخطيرة والسامة كالثعابين مثلاً. في أحد الأيام دخلت غرفتي ووجدت ثعباناً على سريري. أخذت أصرخ ودخل الزملاء ولحقوا بي.

الخوف من الأمراض أكثر ما كان يقلقني، خاصةً أنني تعرضت للإصابة بمرض الملاريا بسبب لدغة حشرة، وهذه اللدغة قد تسبب الموت أيضاً، كما أن اختلاف الأطعمة من الأشياء التي لم أستطع التأقلم عليها حتى الآن. في العام الماضي سافرت إلى الكونغو، ولم أجد طعاماً بسبب الحشرات. إذ لا يوجد هناك بروتين أحمر. البروتين الوحيد هناك من الـ"ديدان"، ومن المستحيل أن أجرؤ على تناولها. كنت أعيش طوال فترة الزيارة على الفاكهة، حتى وقعت ذات يوم فاقدةً الوعي، لكن ذلك لم يمنعني من استكمال مسيرتي.

صدر لكِ مؤخراً كتاب "سحر أفريقيا"، وسبقه كتاب "ونسة أفريقيا ومانديلا الجنوب". حدّثينا عن أسرار هذه الإصدارات وعما تتحدث؟

طرحت كتاب مانديلا الجنوب ورحلتي إلى جوبا، عام 2019، وتحدثت فيه عن تجربتي في العمل ضمن سفارة جنوب السودان، وعن التحديات التي واجهتني في بداية عملي، ومعاناة شعب جنوب السودان والقصص التي سمعتها والتجارب التي مررت بها، وسردت أوضاع جمهورية جنوب السودان بدايةً من عام 2010 وحتى عام 2018. فتح الكتاب ملف ترسيم الحدود بين الجمهوريتين، وأعطيت قضية "آبيي" نصيبها من الضوء، وتناولت النزاع القبلي الدائر حولها، وهل هي ملك لقبيلة الدينكا، أم قبيلة المسيرية. ثم استكملت حديثي، بسيرة القيادي السوداني الراحل جون قرنق، هذا الزعيم الذي كرّس حياته لإيجاد سبيل لاستمرار الوحدة بين شمال السودان وجنوبه.

لم أعد أخاف من الموت، وأصبحت مقتنعةً بأنني جزء من القارة. من خلال تجاربي أصبحت أضحك كلما سمعت صوت رجال يتهمون المرأة بالضعف والجبن وعدم قدرتها على المغامرة

طرحت كتاب "ونسة أفريقيا" عام 2020، بالتعاون مع الكاتب شعبان بلال، وهو متخصص في الشأن الأفريقي، وتحدثنا فيه عن عادات وتقاليد القبائل الأفريقية والرقصات الشعبية هناك وأشكال الاحتفال بالمناسبات والأوضاع السياسية والأمنية الحالية في نحو 30 دولةً أفريقيةً. جمعت قصص هذه الدول على لسان سفرائها ووزرائها.

كما طرحت كتاب "سحر أفريقيا"، في 2022، ويتناول الحديث حول السحر في أفريقيا والسحرة، وكيف يتم استخدام السحر في جلب المال والفوز في مباريات كرة القدم وغير ذلك. ويعتمد نجاح مفعول السحر على تقديم القرابين الروحية للساحر. السحر من الأشياء المهمة عند رجال الطبقة العليا في أفريقيا، خاصةً رؤساء الدول، ونوابهم ووزراءهم. قبل بداية موسم الانتخابات في معظم الدول الأفريقية يبدأ موسم السحر. يذهب الراغبون في الاستمرار في مناصبهم الحكومية إلى الساحر ليصنع لهم سحراً يجعلهم يفوزون في الانتخابات، أو يستمرون في منصبهم، ويشتهر رئيس أوغندا بزيارة السحرة من أجل البقاء في منصب الرئاسة.

تجمعين في إطلالتك الإعلامية بين الذوق الأفريقي حيناً والمصري أحياناً أخرى... هل تظنين أن هناك فارقاً بين زينة المرأة المصرية وغيرها من بنات القارة؟ 

كل امرأة لها زينتها وجمالها الخاص في نظري. لكن من خلال تجاربي في أفريقيا، لاحظت أن المرأة في معظم دول أفريقيا أكثر اهتماماً بجمالها، إذ تنتشر أسواق مستحضرات التجميل والملابس ذات الألوان المبهجة، وحينما تدخل في تجمع نسائي حتى لو زاد عددهن فيه عن الألف امرأة، تشتمّ رائحة عطورهنّ الفواحة.

"في عام 2019، ترأست مصر الاتحاد الأفريقي. في تلك اللحظة شعرت بأن الوقت قد حان لخروج مؤسسة "الحلم الأفريقي" إلى النور، وبأنه يجب أن تعمل بشكل رسمي لتكون حلقة وصل بين مصر وأفريقيا، وكذلك لتدعم اللاجئين الأفارقة في مصر التي لطالما كانت حلماً في خيالي لا يغيب"

المرأة في أفريقيا أشد حرصاً على زينتها حتى تتزوج. العرف السائد للرجال هناك سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، تعدد الزوجات، وليس أربعاً فقط، بل الأمر يصل إلى عشرين زوجةً وأكثر، ونجد الرجل في أفريقيا مثلاً لديه ما يزيد على 150 حفيداً، وهذا التنافس من أجل اتساع رقعة القبيلة وزيادة عدد أفرادها. ومن الغريب هناك أنه إذا حملت الزوجة، فإن الزوج لا يقترب منها حتى تلد وتنتهي فترة الرضاعة وتصبح مؤهلةً للحمل مرةً أخرى.

أحاديث كثيرة تتردد حول أفريقيا المجهولة وأفريقيا أرض الكنوز. كيف تصفينها كما شاهدتها بعينيك؟

أفريقيا موطن الجمال، بهجة الألوان تأخذك إلى عالم آخر غير تقليدي، لأن الألوان جزء أصيل من شخصيتهم. لشدة حبهم للغناء والرقص تُخصص في المناسبات العامة فقرة استعراضية بشكل أساسي. لديهم انتماء شديد لكل ما هو شعبي في الموسيقى، والطعام والملابس أيضاً. يحاولون الحفاظ على هويتهم بكل الطرق الممكنة، ولديهم انتماء شديد ورغبة قوية في العودة إلى الجذور.

ما الذي تغيّر في شخصيتك بعد حياتك في أفريقيا؟ وكيف أثّر ذلك على نظرتك إلى الحياة وإلى نفسك كامرأة وإلى المستقبل؟

الحياة في أفريقيا جعلتني أكثر تطلعاً، وازداد شغفي بالحياة والمغامرات وتحقيق الذات، أصبحت لديّ رغبة في إقامة مشروعات وخطط جديدة وأشكال مختلفة للاستمتاع بحياتي وعمري. كذلك أرغب في زيارة باقي الدول الأفريقية. لم أعد أخاف كما في البداية حتى لو سقطت الطائرة التي استقلّها من مدينة إلى أخرى في أفريقيا. الطائرات الداخلية صغيرة وتتسع لـ6 أفراد، وهي وسيلة نقل معتادة في الكثير من البلدان الأفريقية وتسقط أحياناً في أثناء الطيران.

لم أعد أخاف من الموت، وأصبحت مقتنعةً بأنني جزء من القارة. من خلال تجاربي أصبحت أضحك كلما سمعت صوت رجال يتهمون المرأة بالضعف والجبن وعدم قدرتها على المغامرة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image