شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
صحّة النساء في غزة تحت خط النار... لا فوط صحية والولادات غير آمنة

صحّة النساء في غزة تحت خط النار... لا فوط صحية والولادات غير آمنة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الخميس 26 أكتوبر 202310:31 ص


رافق إعلان الحرب على غزة الكثير من الجرائم ضد الإنسانية التي على ما يبدو أن إسرائيل سـ "تنجو" منها.

منذ بداية العدوان، كان العدد الأكبر من الضحايا من النساء والأطفال (بحسب وزارة الداخلية في قطاع غزة)، هذا يأتي إلى جانب معاناة خمسين ألف حامل داخل القطاع (الأمم المتحدة) من صعوبة الوصول إلى أي خدمات طبية، وحرمان الكثير من الفتيات والنساء من الحصول على فوط صحية وأدوات نظافة، بسبب عدم دخول مساعدات وقصف الكثير من المتاجر وقلة الموارد في القطاع.

النساء في خطر

قصة وفاء، وهي امرأة ثلاثينية، فلسطينية مصرية، تشبه الكثير من قصص معاناة نساء غزة. تقول لرصيف22: "أنا في الأشهر الأولى من الحمل الثاني، أعيش برفقة زوجي وطفلي الوحيد في قطاع غزة، في ظل استمرار آلة البطش الصهيونية على القطاع منذ أكثر من أسبوعين، وبعد أسبوع من الحرب، اضطررتُ للنزوح إلى أحد مراكز الإيواء التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، بعد أن فقدت بيتي وحصني الذي كنت أعتقد بأنه متين".

تكمل وفاء: "الوضع الكارثي يؤثر على حملي، أنا، ومنذ بداية الحرب، أواجه العديد من المشكلات والتي من شأنها أن تؤثر على حياة جنيني سلباً، ومن أهم هذه المشكلات هي سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية للأسرة والأمومة بشكل كامل بعد الحرب البربرية على القطاع".

"أنا في الأشهر الأولى من الحمل الثاني، أعيش برفقة زوجي وطفلي الوحيد في قطاع غزة، في ظل استمرار آلة البطش الصهيونية على القطاع منذ أكثر من أسبوعين"

وتضيف: "كنت أنوي الذهاب قبيل ولادتي برفقة زوجي إلى مصر، والتي أحمل جنسيتها، كي ألد هناك، لكن آلة الحرب أبت إلا أن أبقى هنا في ظل الإغلاق الكامل لكافة المعابر، وعلى رأسها معبر رفح البري الذي يربط قطاع غزة مع العالم الخارجي".

تختم حديثها بالقول: "عشت حياتي كاملة في مصر، وجئت إلى غزة قبل حوالي عامين ونصف برفقة زوجي، للاستقرار هنا مع عائلته الكبيرة والممتدة، وقمنا ببناء بيتنا حجراً على حجر، وأنجبنا طفلنا الأول هنا، وافتتح زوجي مشروعه الخاص، إلى أن جاءت الحرب ودمّرت أماننا وحياتنا وقلبتها رأساً على عقب في لمح البصر".

رعاية النساء والجرحى غير ممكنة

"جمعتُ التبرعات من الناس لشراء فوط صحية وحاجات للنساء، ووزعتها على المدارس الحاضنة للهاربات من الحرب"، هذا ما تقوله الدكتورة سبا الجرار من جنين.

وتضيف لرصيف22: "هناك أكثر من ستمائة ألف نازح فى المنطقة الوسطى، جميعهم، مع عوائلهم من النساء والأطفال، موجودون فى كل بيت في دير البلح والمدارس والأبنية العامة والأندية والشوارع والمنتزهات، والملاعب الخماسية، وعلى الأرصفة، لا يوجد مكان فى دير البلح إلا ويوجد فيه نازح، والآن هم بأمس الحاجة الى دعم دولي كامل، وليس مساعدات صغيرة تُقدم بشكل فردي".

"جئت إلى غزة قبل حوالي عامين ونصف برفقة زوجي، للاستقرار هنا مع عائلته الكبيرة والممتدة، وقمنا ببناء بيتنا حجراً على حجر، وأنجبنا طفلنا الأول هنا، وافتتح زوجي مشروعه الخاص، إلى أن جاءت الحرب ودمّرت أماننا وحياتنا وقلبتها رأساً على عقب في لمح البصر"

وتتابع بالقول: "هناك 500 حالة ولادة يومياً في قطاع غزة، تحتاج الى رعاية أولية للطفل والأم، كما نحتاج إلى فوط صحية للنساء وحفاضات للأطفال، بمعدل 40 إلى 50 ألف وحدة يومياً، بالإضافة إلى حليب الأطفال".

من ناحية أخرى، تقول سعاد، وهي مواطنة في غزة: "النساء هنا تستعمل فُتات، لا يوجد أي مساعدات طبية أو صحية، والأطباء يجرون العمليات على أبواب المستشفيات".

وتضيف لرصيف22: "الوضع كارثي وحجم الإجرام ليس عادياً، نريد أن يصل صوتنا".

الوضع الكارثي

أما أنور يوسف أصيلح، وهو صحفي من داخل غزة، يقول لرصيف22: "نحن لسنا بخير، قصف العدو الإسرائيلي بيتنا وأخرجوني من تحت الأنقاض، ولم يستطع أحد تقطيب الجرح، فالوضع الصحي هنا شحيح بسبب قلة الإمكانيات أو حتى انعدامها".

بالنسبة لمراكز الإيواء، يجيب أصيلح: "تحتوي مراكز الإيواء حتى الآن على أكثر من مليون فلسطيني نزحوا بفعل التدمير الهمجي لمنازلهم، عدد كبير من النساء المصابات بأمراض مزمنة لم يتلقين علاجهنّ منذ بداية الحرب، والنساء الحوامل لم يتلقين الرعاية الصحية الأسرية منذ بداية الحرب، حتى على صعيد الخصوصية، هناك انعدام كامل للخصوصية بسبب الأعداد الكبيرة التي تحتويها مراكز الإيواء، لأن أقل مركز إيواء يحتوي ما لا يقل عن 6000 نازح وما يزيد عن ذلك".

ويكمل أصيلح: "الوضع كارثي في ظل استمرار الهمجية الإسرائيلية تجاه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، هذه الوحشية والبربرية غير المسبوقة على مرّ التاريخ، وجرائم الحرب التي يمارسها هذا الإحتلال الأرعن تجاه قطاع غزة منذ 14 يوماً إلى حد هذه اللحظة دون توقف".

الجهات المسؤولة في لبنان

في حديث خاص لرصيف22، يقول د. محمد حمود، وهو مدير عام جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان: "وجّهنا نداءات مساعدة لجميع الجهات والشركاء في البلدان العربية، لإدخال المساعدات إلى غزة عبر الهلال الأحمر الفلسطيني".

ويتابع بالقول: "الوضع في الداخل صعب جداً، قد نقول إن هذا المستشفى آمن وقد يُقصف في نفس اللحظة، نحن لا نعرف إلى أين سيتجه الوضع، لكننا نتابع وصول المساعدات إلى داخل غزة".

بحسب وزارة الصحة في غزة، بتاريخ 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ارتفع عدد الضحايا إلى 4,651 شخصاً منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، 40% منهم أطفال، وكانت النساء تشكل ما نسبته 22% وكبار السن 4%؛ فيما أصيب 14,245 شخصاً بجروح.

 "الوضع في الداخل صعب جداً، قد نقول إن هذا المستشفى آمن وقد يُقصف في نفس اللحظة، نحن لا نعرف إلى أين سيتجه الوضع"

وتستمر إسرائيل بممارسة أبشع أنواع الحصار والانتهاك للقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنصّ على "حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب، أي طريقة الاعتناء بالجرحى والمرضى وأسرى الحرب، حماية المدنيين الموجودين في ساحة المعركة أو في منطقة محتلة"، كما أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، تنصّ بشكل أساسي على "التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وحظر مهاجمة أولئك العاجزين عن القتال (أي أولئك الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية)، حظر التسبب في معاناة لا داعي لها".

باختصار، إن وضع النساء في قطاع غزة صعبٌ جداً من ناحية الحصول على الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، كما أن البعض منهنّ لا يستطيع الحصول على الفوط الصحية أو أدوات التعقيم وأكياس القمامة، وهي ضرورة إنسانية وصحية يجب التركيز عليها، كي لا تتعرّض النساء لمزيد من الأمراض النسائية وانتقال البكتيريا، ما سيؤثر على صحتهنّ الإنجابية، وقد يؤدي إلى مخاطر مختلفة على صعيد صحتهنّ بشكل عام.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image