مرّ 11 يوماً كاملاً على بدء عملية "طوفان الأقصى"، وما زالت إسرائيل مستمرةً في عدوانها على غزة، الذي لا تفرّق فيه بين مدنيين عُزّل وبين أهداف تراها عسكريةً. ووسط هذه الحرب التي اشتد وطيسها، تتباين الأصوات داخل إسرائيل، بين من يرى حتمية الاستمرار في العدوان، وآخرين يرون ضرورة وقفه، لأنهم ارتكبوا جرائم حرب قد تودي بهم إلى لاهاي، وهناك من يظن أن الأمر محاولة من القيادة الإسرائيلية لتجميل الصورة السياسية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أصوات كثيرة متباينة حول الحرب على قطاع غزة، نحاول رصدها لمعرفة السيناريوهات القادمة للحرب، ومعرفة كيف يبدو المشهد السياسي المستقبلي داخل إسرائيل.
استمرار الحرب... رغبة أم اضطرار؟
لا يفرّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بين المدنيين في غزة وبين أفراد حركة حماس وغيرها، وهو ما اتضح في سياسته في تلك الحرب، التي خلّفت حتى الآن قرابة 3 آلاف ضحية، ونحو 10 آلاف جريح/ ة، وهو ما فاق عدد ضحايا ومصابي حرب 2014. لذا يصمم نتنياهو على استمرار العملية الحالية على قطاع غزة، وهو ما أعلنه في اتصال هاتفي مع رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، قائلاً إن "إسرائيل مصممة على تدمير القدرات العسكرية والسياسية لحركة حماس".
تحاول إسرائيل تصدير صورة مفادها أنها تتعرض لخطر وجودي، وتحاول فقط الدفاع عن نفسها، وهو ما تسير عليه الحكومة وأعضاء الكنيست من حزب الليكود الحاكم، حتى يجدوا المبرر لاستمرار الحرب، وفي هذا السياق، رافق عضو الكنيست، داني دانون، سفراء من مختلف أنحاء العالم في جولة إلى مستوطنة سديروت وأوفاكيم، وقال إن "عرضهم للفظائع التي ترتكبها حماس، خطوة مهمة في خلق شرعية دولية مستمرة". وأضاف: "يجب تدمير هذه المنظمة الهمجية، حتى لا يتكرر ذلك مرةً أخرى أبداً".
تحاول القيادة الإسرائيلية رسم صورة شيطانية لحماس حتى يتفهم المجتمع والشعب الإسرائيلي أسباب استمرار الحرب. برغم ذلك، تتباين الأصوات داخل إسرائيل، بين من يرى حتمية الاستمرار في العدوان، وآخرين يرون ضرورة وقفه، لأنهم ارتكبوا جرائم حرب قد تودي بهم إلى لاهاي، وهناك من يظن أن الأمر محاولة من القيادة الإسرائيلية لتجميل الصورة السياسية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه
وحتى يكتمل المشهد، عمدت إسرائيل إلى تشغيل صافرات الإنذار في أثناء جولة السفراء في سديروت، وبالفعل هرعوا إلى أحد الملاجئ، وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد سقطت سفيرة كوسوفو أرضاً وأصيبت بشكل طفيف، وهنا أكد دانون على فكرة الخطر الوجودي الذي تتعرض له إسرائيل والمدنيون من قبل حماس.
وتستمد إسرائيل بعض قوتها في الحرب من تشجيع بعض الدول الغربية لها والولايات المتحدة التي لم تخفِ رغبتها في تدمير حماس، بحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس" على لسان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي أكد في مقابلة مع قناة CBS، على ضرورة تدمير حماس بشكل كامل.
وتحاول القيادة الإسرائيلية رسم صورة شيطانية لحماس حتى يتفهم المجتمع والشعب الإسرائيلي أسباب استمرار الحرب، وفي بداية جلسة الكنيست المنعقدة أمس الإثنين السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، قال نتنياهو إن "الهدف هو النصر وإزالة خطر حماس"، واعترف بأن ما حدث لهم كان كارثةً، وسيتم التحقيق فيها لاحقاً، مشدداً على ضرورة أن يتحد العالم من أجل هزيمة حماس، لأنه يراها "جزءاً من محور الشر الإيراني" على حد وصفه. وفي سياق متصل، حذّر إيران من محاولة الاقتراب من الأهداف الإسرائيلية والتصعيد ناحية الشمال قائلاً: "لا تجرّبونا، الثمن الذي ستدفعونه سيكون باهظاً".
"أبيدوا القطاع عن بكرة أبيه"
ربما تجد القيادة الإسرائيلية الحاكمة مبررات لاستمرار الحرب الحالية على غزة من أجل تحقيق مصالح شخصية تتمحور في استمرارها في الحكم، ومحاولة استعادة الهيبة المفقودة، لكن هناك من يدفع وبقوة نحو استمرار الحرب على غزة وإبادة القطاع عن بكرة أبيه، سواء من مسؤولين سابقين أو من مواطنين إسرائيليين، إذ نجد رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، يؤكد على أن التركيز يجب أن ينصبّ على "القضاء على كافة القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة". ويصف سفير إسرائيل لدى ألمانيا، رون بروسور، مقاتلي حماس بأنهم متعطشون إلى الدماء، ويجب قتلهم، مطالباً العالم الغربي بضرورة الوقوف إلى جانب إسرائيل، ووصف "عناصر المقاومة" بأنهم "حيوانات بشرية"، مشدداً على تلاشي فكرة الاحتواء لحماس وعناصرها، وأن القيادة الإسرائيلية تحولت من فكرة الاحتواء إلى الاستئصال، وهذا يعني القضاء على حماس وجميع بنيتها التحتية العسكرية، بحسب ما نشرته صحيفة "بوليتيكو".
وانتقلت رغبة الانتقام من الفلسطينيين إلى معظم الإسرائيليين، محللين وأصحاب أقلام أو حتى مواطنين، إذ نجد الكاتب الإسرائيلي المعروف، أريئيل كهانا، قد كتب مقالةً في صحيفة "يسرائيل هيوم" بعنوان: "بلا رحمة... على إسرائيل أن تعيد غزة إلى العصر الحجري"، يقول فيها: "يجب كسر عظام العدو وتحطيمه وإخضاعه حتى يجثو على ركبتيه ويقول كفى. يجب ضربهم دون رحمة وسحقهم بكل وحشية، دون احتواء أو رأفة، ولو هناك تخوف من لاهاي، فهناك من يقوم بالمهمة والدفاع عن إسرائيل". وطالب كهانا بـ"عودة القطاع إلى العصر الحجري وتدميره عن بكرة أبيه، وخطف كبار قادة حماس وعائلاتهم وأبنائهم وتدمير منازلهم الفارهة، فقد حان الوقت لقلب الطاولة".
وعزز الكاتب الإسرائيلي كلامه السابق بمقالة أخرى بعنوان "نحن في حرب وجود"، حذّر فيها من عدم تدمير حماس، فوقتها ستجد إسرائيل نفسها أمام حزب الله وإيران. ويضيف كهانا في مقالته: "نحن في حرب وجودية لأنه إذا لم ننتصر، فحتى العرب الذين وقّعوا اتفاقيات السلام معنا سوف يميلون إلى الاعتقاد بأن اليهود، مثل الصليبيين، هم سلطة مؤقتة في إسرائيل، وإذا لم نمحُ حماس من على وجه الأرض، فسيتم حصاد جنوب البلاد وهجره في اليوم التالي، وهذا السيناريو لا يمكن تصوّره".
واستمر الكاتب نفسه في مقالاته المحرّضة على الحرب في صحيفة "يسرائيل هيوم"، وكتب مقالاً ثالثاً في الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر بعنوان: "تعلموا الدرس، اضربوا حزب الله ولا تنتظروا أن يضربونا"، شدد فيه على "ضرورة تعلّم الدرس من عملية طوفان الأقصى، وحتمية أخذ زمام المبادرة لضرب حزب الله حتى لا يبادر هو ويشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل، فلا يجب تركهم في الحدود الشمالية لإسرائيل، يعيشون بهدوء، ولا مفرّ من المبادرة بمباغتة حزب الله وضربه حتى لا يبادر ويشنّ حرباً على المستوطنات الشمالية ويحتلّ بعضها".
"نحن في حرب وجودية لأنه إذا لم ننتصر، فحتى العرب الذين وقّعوا اتفاقيات السلام معنا سوف يميلون إلى الاعتقاد بأن اليهود، مثل الصليبيين، هم سلطة مؤقتة في إسرائيل، وإذا لم نمحُ حماس من على وجه الأرض، فسيتم حصاد جنوب البلاد وهجره في اليوم التالي، وهذا السيناريو لا يمكن تصوّره".
الدعاوى الإسرائيلية لتدمير القطاع كانت واسعةً، إذ نجد الكاتبة شوفال ليلاخ، تكتب مقالاً بعنوان "قبل فوات الأوان هناك حاجة للمبادرة والحزم ضد حزب الله"، تحدثت فيه عن ضرورة تدمير قدرات حماس وقطاع غزة، وقالت: "لو كنا شعباً يحب الحياة، فلا يوجد أمامنا من مفرّ سوى إنهاء الحرب في غزة بانتصار ساحق وواضح لا شك فيه، والقضاء على حماس".
حقيقة الأمر أن النبرة الانتقامية واسعة وبشكل كبير داخل المجتمع الإسرائيلي، وداخل وسائل الإعلام الموالية للحكومة التي تبحث لها عن مخرج، إذ نجد موقع "ماكور ريشون"، المهتم بنقل واقع المجتمع الديني المتشدد داخل إسرائيل، يدفع إلى زاوية الانتقام بشكل أكبر، وهو ما اتضح في العديد من المقالات المنشورة فيه. فالكاتب أمير رابابوت، يكتب مقالاً بعنوان "ليس أمام إسرائيل خيار آخر سوى شنّ حرب إبادة ضد حماس"، يعزز خلاله فكرة الانتقام وضرورة الانتصار على حماس، ويشدد على أن إسرائيل تمتلك كل الأدوات لتحقيق ذلك الانتصار، بما فيها الشرعية الدولية الواسعة.
ويعزز الكاتب أوري فرتمان، فكرة ضرورة القضاء على حماس من خلال مقالة في الموقع نفسه بعنوان: "همجية حماس ما هي إلا مقدمة للعصر الذي ستصبح فيه إيران دولةً نوويةً"، ويصف فيه مقاتلي حماس بالهمجيين، ويحذر من التوجه الإسلامي الراديكالي المتشدد، ويرى الحرب الحالية "أخطر من الحرب الروسية الأوكرانية"، وأنها "نبهت العالم إلى خطر حماس"، وينتقل بعدها للتحذير من إيران وامتلاكها سلاح نووي، ويشدد على ضرورة القضاء على هذا الفكر سواء حملته حماس أو من على شاكلتها.
أوقفوا الحرب وحاكموا الفشلة
اعترف الشاباك الإسرائيلي بالفشل في الحرب الحالية، على لسان رئيسه رونين بار، فهم "لم يستطيعوا توجيه رسالة تحذير مبكرة للمواطنين من عملية طوفان الأقصى"، وقال: "أخفقنا في صد هجوم حماس وأتحمّل المسؤولية، وسيكون هناك تحقيق في ذلك". وأدى البيان وغيره من الاعترافات بالإخفاقات إلى موجة من الانتقاد اللاذع للحكومة والمؤسسة العسكرية، طالبتهم بالاستقالة، والمحاكمة في كثير من الأحيان بسبب الإخفاق.
وسادت نبرة حادة من الهجوم على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بعد عملية "طوفان الأقصى"، وطالب كثيرون داخل دولة الاحتلال بأمرين؛ الأول هو إنهاء الحرب الحالية، والثاني هو محاكمة نتنياهو وبعض القيادات العسكرية، بسبب الفشل الكبير في إدارة المعركة. وفي افتتاحية صحيفة "هآرتس"، أمس الإثنين السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، وصفت الصحيفة، حكومة نتنياهو بـ"الكارثية، والفاشلة"، واستشهدت بالاستجابة البطيئة لاستغاثات المواطنين في مستوطنات غلاف غزة إبان الهجوم يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وشددت على أن "حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الحالية على الجانب الإسرائيلي يطرح تساؤلات أهمها استعداد إسرائيل لحالة مماثلة من الحرب في ناحية الشمال، واحتمال الدمار الناجم وقتها؟".
هجوم حاد على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وحكومة نتنياهو بـ"الكارثية، والفاشلة" بعد عملية "طوفان الأقصى"، وشكوك في أن "حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الحالية على الجانب الإسرائيلي يطرح تساؤلات أهمها استعداد إسرائيل لحالة مماثلة من الحرب في ناحية الشمال، واحتمال الدمار الناجم وقتها؟"
وصف الكاتب الإسرائيلي، ناداف إيل، نتنياهو بالفاشل، وبأن "مسيرته قد انتهت بالفعل، وإسرائيل لا تتحمل أن يقودها شخص مرتعش مثل نتنياهو لا يمكنه قيادة الأمور في الفترة المقبلة"، ووصف الكاتب الإسرائيلي، حاييم رامون، وأحد الوزراء السابقين، في صحيفة "معاريف"، نتنياهو وحكومته الحالية بـ"الخونة"، بعدما فشلوا في صد هجوم حماس، خاصةً أن نتنياهو يتولى الحكم منذ 2009، وكان شعاره دوماً القضاء على حماس، لكنه لم يستطع. وفي هذا يقول الكاتب: "أنت الذي انتخبت رئيساً للوزراء عام 2009، على أساس الوعد بإسقاط حكم حماس. من يسمح لحماس بتلقّي الأموال والسلاح؟ إسرائيل دولة بأكملها تسجد أمام مدينة! مدينة الإرهابيين".
وطالب الكاتب الإسرائيلي المشهور، جدعون ليفي، الحكومة الحالية بوقف الحرب ضد غزة، وحذّر من مغبة استمرارها، وفي مقالته المنشورة الأحد 15 تشرين الأول/ أكتوبر بعنوان: "نحن على شفا كارثة تاريخية... أيضاً لإسرائيل"، تحدث خلالها عن الكارثة والإبادة التي تقودها إسرائيل داخل القطاع، واتهم بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بالخيانة لمنع تلك الصور من الظهور للجميع، مشدداً على أن ذلك لن يحول دون ظهور جرائم وكوارث الحرب التي قامت بها إسرائيل في غزة، وطالب بوقف الحرب، محذراً من الوضع غير الإنساني.
وتساءل ليفي: "أين سيذهب فلسطينيو قطاع غزة؟ أين سيختبئون؟ أين سيجدون المأوى؟ ربما في البحر، لا كهرباء ولا ماء ولا أدوية ولا إنترنت؟". ووصف عملية التهجير القسري بأنها عقاب جماعي، واستنكر المزاعم الإسرائيلية بأنها تحارب فقط حماس، فـ"نحو ألف طفل قُتلوا؛ هل هم من حماس أيضاً ويحاربون إسرائيل؟"، سأل.
وزاد الكاتب من حدته وانتقاده للحكومة الإسرائيلية المستمرة في قتل وتدمير وتجويع الفلسطينيين في القطاع، وقال ساخراً: "إسرائيل ستنتصر، ستتم تسوية غزة بالأرض، وسيتم تنظيف الأنفاق، وستتم إبادة الحيوانات البشرية، وستختلط رائحة الموت التي تتصاعد من القطاع بصور الجياع والمحتضرين في المستشفيات المختنقة"، ونصح الكاتب حكومة نتنياهو بسؤال الحليف واشنطن: "ماذا جنت من حروبها الكاذبة ضد الأنظمة في العالم؟ هل غيّرتها؟ ومن وصل بعدها إلى الحكم؟ وكم من ملايين الأشخاص قُتلوا عبثاً بسبب تلك الحروب؟".
وحذر الكاتب في نهاية المقالة من أن الحرب الحالية ستكون آثارها ممتدةً لسنوات قادمة، وقال: "إذا انتهت المهمة بالفعل، ودمّرت إسرائيل قطاع غزة على حكّامه وسكانه، فسيبقى ذلك محفوراً في أذهان العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث لأجيال عديدة. النكبة الثانية ستمنع مئات الملايين من البشر في كل أنحاء العالم من قبول إسرائيل، قد تكون هناك أنظمة عربية ستتردد في البداية، لكن الرأي العام فيها لن يسمح لها بالتراجع بعد الآن، والثمن ستدفعه إسرائيل، وسيكون أثقل مما تتصور".
كاتب إسرائيلي محذراً حكومته: "إذا انتهت المهمة بالفعل، ودمّرت إسرائيل قطاع غزة على حكّامه وسكانه، فسيبقى ذلك محفوراً في أذهان العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث لأجيال عديدة. النكبة الثانية ستمنع مئات الملايين من البشر في كل أنحاء العالم من قبول إسرائيل، قد تكون هناك أنظمة عربية ستتردد في البداية، لكن الرأي العام فيها لن يسمح لها بالتراجع بعد الآن، والثمن ستدفعه إسرائيل، وسيكون أثقل مما تتصور"
تحذيرات من استمرار الحرب
علت بعض الأصوات الإسرائيلية التي تحذر من استمرار عملية "طوفان الأقصى"، وتداعياتها المستقبلية. الأمر لا يتعلق فقط بمن ينتصر في النهاية، أو بالمساعي السياسية للحكومة لتجميل صورتها، أو باسترداد المنظومة العسكرية هيبتها، لكن هناك تداعيات أخرى حذّر منها الكاتب الإسرائيلي، تسفي برئيل، حال استمرار تصدير الأزمة الحالية، ودفع الفلسطينيين نحو التهجير أو ترك غزة، أو حتى تدميرها، خاصةً في ما يتعلق بمستقبل العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية مع دول الجوار.
ويرى برئيل في مقالته المنشورة في صحيفة "هآرتس" بعنوان: "الحرب في غزة ضرورية لكنها تعرض اتفاقات السلام للخطر"، أن "وقوع الكوارث في غزة يمكن أن يدمر العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ويرى أن ارتفاع عدد القتلى المدنيين من صفوف الفلسطينيين سيكون ورقة ضغط على إسرائيل في المستقبل، خاصةً في حشد الرأي العام العالمي ضدها"، كذلك فإن استمرار الحرب الحالية من نتائجه بحسب الكاتب، تجميد مفاوضات التطبيع مع السعودية، وهو ما سيكون إنجازاً سياسياً يُحسب لحماس، كذلك بدأ الحديث عن "النكبة الثانية" من وجهة نظر الكاتب، بسبب كثرة الضحايا المدنيين والتهجير القسري لهم، محذراً من تضرر العلاقات مع الجانب المصري، خاصةً أن مصر تحاول منع تنفيذ المخطط الإسرائيلي من تهجير السكان صوب الجنوب في شبه جزيرة سيناء.
وحذرت بعض الأصوات من أن استمرار الحرب الحالية سيزيد من نبرة العداء ضد إسرائيل في أوروبا، وهو ما تحدث عنه موقع "غلوبس" الإسرائيلي، الذي لفت إلى أن استمرار عمليات القتل للمدنيين في الحرب الحالية، أدى إلى زيادة المظاهرات ضد إسرائيل في أوروبا، وزادت حالات المعاداة للسامية على حد وصف الموقع، ففي فرنسا تم تسجيل 189 حالة معاداة للسامية، وكذلك في بريطانيا وألمانيا، وبحسب الموقع فإنه على الرغم من الدعم الذي حصلت عليه تل أبيب في بداية "طوفان الأقصى"، من الحكومات داخل الاتحاد الأوروبي، إلا أن الشارع الأوروبي يزداد سخطاً من ناحية خروج الآلاف في أوروبا في تظاهرات ضد إسرائيل، وأخرى مؤيدة للشعب الفلسطيني والتنديد بالقتل الإسرائيلي المتزايد للأطفال والنساء والمدنيين داخل قطاع غزة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...