على مدار يومي 9 و10 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، كان الغاز الإسرائيلي مصدر قلق لمصر، مع إعلان تل أبيب، الإثنين، تعليق إنتاجها من حقل تمار للغاز الطبيعي، ثم إعلانها، الثلاثاء، وقف إمدادات الغاز في خط أنابيب شرق المتوسط الواصل إلى مصر وتحويل الصادرات إلى خط الغاز العربي المتجه صوب الأردن.
وتتزايد المخاوف بشأن تراجع صادرات الغاز الإسرائيلية إلى كل من القاهرة وعمان، على خلفية تصاعد وتيرة المعارك بين حركة حماس الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، الأمر الذي ينذر بكارثة محتملة في قطاع الطاقة.
وأعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء 10 تشرين الأول/أكتوبر، أن شركة شيفرون الأميركية علقت صادرات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط "إي.إم.جي"، وتستخدم خطاً بديلاً يمر عبر الأردن.
بدورها، أعلنت شركة شيفرون الأميركية أنها أعادت توجيه صادرات الغاز إلى مصر، ولكن استخدمت خط الغاز العربي المملوك لشركة "فجر".
في حين نفى مصدر رسمي بوزارة البترول أن تتأثر مصر بالقرار الإسرائيلي تبين الأرقام والحقائق وضعاً يتحمل تكلفته المواطنون المصريون في الداخل
نفي مصري لوجود أزمة
نفى مصدر في وزارة البترول والثروة المعدنية لرصيف22، أن تكون هناك أزمة تتعلق بالغاز الإسرائيلي الموجه إلى مصر، مؤكداً أن الأمر لا يتخطى كونه تحويل مسار، ليصل الغاز إلى القاهرة من خط فجر بدلاً من أنبوب غاز شرق المتوسط.
ويشير المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أهمية الغاز الإسرائيلي بالنسبة إلى مصر، حيث تسعى القاهرة إلى استغلاله في زيادة حجم صادراتها، وبالتالي الحصول على مزيد من العملة الصعبة.
ويضيف: "التفاهم بين مصر وإسرائيل بلغ مدى متميز، لا يجعل تل أبيب تتسرع بموقف يخالف المصالح المصرية" حسب وصف المصدر.
المسؤول في وزارة البترول والتعدين في مصر بيَّن أن "التفاهم بلغ حد أن إسرائيل تسعى إلى زيادة حجم صادرات الغاز إلى مصر"، لذلك وافقت حكومتها في أيار/مايو الماضي على خطة لتدشين خط أنابيب غاز يتجه جنوباً نحو الحدود المصرية، لنقل 6 مليارات متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي.
وقف إنتاج حقل تمار الإسرائيلي يعني فقد مصر 150 قدم مكعبة يومياً من الكميات المتعاقد على إسالتها وتصديرها، ويتعين على مصر تعويض ذلك من كميات الغاز المخصصة للاستخدام المحلي، في ظل أزمة نقص وقود تزيد من انقطاعات الكهرباء
كيف تتأثر مصر؟
يعلق الخبير في شؤون الطاقة الدكتور أحمد حنفي لرصيف22، أن الإعلان الإسرائيلي "لا يمكن أن يمر دون ربطه بإعلان وزير الطاقة نفسه -قبل يومين- قطع جميع إمدادات الكهرباء عن قطاع غزة، لا سيما أن هناك ضغوطاً تُمارس على مصر من أجل فتح الحدود للفلسطينيين" في إشارة لتقارير تفيد بتدخل أمريكي من أجل "فتح ممر آمن للمدنيين في غزة نحو سيناء" تخشى السلطات المصرية أن يكون من تبعاته تفريغ قطاع غزة من الفلسطينيين أصحاب الأرض وإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة المحاصر.
مصر عقدت اتفاقاً مع إسرائيل في شهر تموز/يوليو الماضي، لزيادة كميات الغاز الموجهة إلى القاهرة إلى 800 مليون قدم مكعبة يومياً. ومع وقف حصيلة تبلغ 150 مليوناً قدم مكعبة كانت تستقبلها مصر يومياً من تمار؛ تناقصت الكميات لتصبح 650 مليون قدم مكعبة
ويشير الدكتور أحمد حنفي إلى أن مصر ستتأثر "جزئياً" بالقرار الإسرائيلي الخاص بوقف تصدير الغاز غليها عبر خط شرق المتوسط: "مصر ستحصل على الغاز من تل أبيب في كل الأحوال، ولكن من خلال طريق أصعب، وهو خط الغاز العربي الذي يتجه إلى الأردن أولاً، وما زال في مراحل اكتماله" كما أن تكلفة الغاز ستزيد بالنسبة لمصر لطول خط التصدير وزيادة الرسوم المتعلقة بمرور الغاز في الأراضي الأردنية، في وقت لا تحتمل فيه مصر زيادة تكاليف تدفع بالعملة الصعبة في ظل أزمتها الاقتصادية الحالية.
يذكر أن مصر عقدت اتفاقاً مع إسرائيل في شهر تموز/يوليو الماضي، لزيادة كميات الغاز الموجهة إلى القاهرة إلى 800 مليون قدم مكعبة يومياً. ومع وقف حصيلة تبلغ 150 مليوناً قدم مكعبة كانت تستقبلها مصر يومياً من تمار؛ تناقصت الكميات منذ قرار وقف التصدير يوم الإثنين، لتصبح 650 مليون قدم مكعبة.
ويقول الخبير في شؤون الطاقة، إن تحويل الإمدادات من خط أنابيب شرق المتوسط إلى خط الغاز العربي، لن يشكل خطورة كبيرة على الإمدادات المتجهة إلى مصر، إذ أن الخط العربي يمكنه توصيل الإمدادات إليها، ولكنه سيمر على الأردن أولاً، مما يعني اختلاف في حجم هذه الإمدادات
وعن الضرر الأكبر، يوضح أن الأزمة ليست في تحويل الإمدادات، وإنما في تعليق إنتاج الغاز في حقل تمار، بما يخفض الكميات الواردة إلى مصر، ومن ثم ستعمل القاهرة على تحويل جزء من الغاز المستعمل داخلياً إلى محطات الإسالة ثم تصديره، وذلك للوفاء بالالتزامات التعاقدية التي اتفقت عليها الحكومة المصرية ولا تملك الإخلال بها.
بالنسبة للمصريين، يعني هذا أن الحكومة قد تضطر إلى زيادة ساعات قطع الكهرباء بهدف تخفيف الأحمال لتوفير الغاز المطلوب للتصدير، في وقت تتناقص فيه كميات الغاز الموجهة إلى الاستهلاك الداخلي، لا سيما أن قطع الإمدادات من حقل تمار للغاز –وحده- تسببت في خسارة مصر نحو 150 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً.
خط الغاز العربي
في تصريحات متلفزة، قال الخبير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" وائل حامد عبدالمعطي، إن خط الغاز العربي يعد طريقاً تمر فيه إمدادات الغاز إلى مصر من الجانب الأردني، ولكن ذلك في حالات الطوارئ، ووفق أطر تحفظ أمن الطاقة للبلدين.
لذلك، لا يستبعد الخبير في شؤون الطاقة الدكتور أحمد حنفي، أن يكون الوضع الراهن من حالات الطواريء، إذ يمكن أن تتعرض الخطوط البحرية للاستهداف من جانب أطراف تريد أن تؤجج الخلاف، خاصة أن هناك اتهامات توجه من جانب الإسرائيليين إلى أطراف بعينها -أبرزها إيران- بالضلوع في دعم الهجمات الفلسطينية، وهو ما يمكن اتخاذه ذريعة لتبرير خطوة تحويل الإمدادات.
وتعمل مصر على تحقيق أكبر استفادة من الغاز الإسرائيلي، إذ تسعى لاستيراده وتمريره في محطات إسالة الغاز قبل إعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية، فيما تسعى الحكومة الأردنية إلى الحصول على هذا الغاز للاستهلاك الداخلي.
وبالنسبة إلى مشروع خط أنابيب شرق المتوسط، يرى الخبير الطاقي أنه لن يتأثر، لأنه يسير بشكل سليم على المحور الأوروبي، بينما ما يجري حالياً مجرد تعطيل مؤقت ربما يكون هدفه أمنياً، وربما يكون الهدف من ورائه ممارسة ضغط ما، لن يمثل خطراً على أمن الطاقة.
وكانت مصر، ممثلة في وزارة البترول المصرية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، قد وقعت اتفاقية في شهر يونيو/حزيران الماضي، مع شركة الكهرباء الأردنية، للتعاون في خفض التكاليف التشغيلية لتسهيلات تخزين وتغويز الغاز المسال، في الوحدة العائمة للغاز المسال بميناء الشيخ صباح بمدينة العقبة، لتأمين إمدادات الغاز لكلّ من مصر والأردن.
واردات مصر والأردن
يبلغ إنتاج حقول الغاز الإسرائيلية 28 مليار متر مكعب سنوياً، وتصدّر تل أبيب نحو ثلث هذه الكميات إلى مصر والأردن، بينما كانت إسرائيل تستعد لزيادة هذه الكميات قبل أن تقع المعارك الحالية مع حركة حماس، ما أسفر عن تعطيل جزء من الصادرات.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر إلى أن شهر تموز/يوليو الماضي، شهد زيادة في حجم واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بنسبة 53%، على الرغم من تراجع إجمالي الواردات بشكل ملحوظ.
وكانت القاهرة قد وقعت اتفاقاً مع تل أبيب في عام 2014، ينص على أن تزود الثانية الأولى بنحو 4.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، لمدة 15 عاماً، في صفقة بلغت قيمتها 20 مليار دولار.
إلا أن مصر بدأت استيراد الغاز الإسرائيلي في عام 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركة "نوبل إنرجي"، المملوكة لشركة شيفرون الأميكرية، وشركة"ديليك دريلينغ"، وشركة "دولفينوس" المصرية القابضة.
كما وقع الأردن اتفاقية مماثلة، في عام 2016، نصت على حصوله على 45 مليار متر مكعب من الغاز، على مدار 15 عاماً، أي 3 مليارات متر مكعب سنوياً، بداية من كانون الثاني/يناير من عام 2020.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يوميناوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ يومينمبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ 3 أياملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ 4 أيامهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ 4 أيامجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...