شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
بعد استهداف سائحين إسرائيليين في الإسكندرية… ترقب وقلق في قطاع السياحة المصري

بعد استهداف سائحين إسرائيليين في الإسكندرية… ترقب وقلق في قطاع السياحة المصري

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتنوّع

الاثنين 9 أكتوبر 202311:16 ص

طالب مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مواطنيه ممن يقضون إجازاتهم في مصر بمغادرتها في أسرع وقت بعد ساعات من حادث إطلاق نار قام به شرطي مصري في مدينة الإسكندرية ظهر أمس الأحد 8 أكتوبر/ تشرين الأول، ليتسبب في مقتل سائحين إسرائيليين ومرشد سياحي مصري، وإصابة إسرائيلي آخر. 

 وقال بيان لوزارة الداخلية المصرية لمنصات إخبارية أن شرطياً هو المسؤول عن إطلاق النار بشكل عشوائي من سلاحه الشخصي، من دون أن تفصح عن تفاصيل أخرى، مؤكدة أن الحادث قيد التحقيق. في الوقت نفسه، قال إعلاميون محسوبون على أجهزة الدعاية الرسمية إن الشرطي الذي قام بإطلاق النار لم يقصد قتل السائحين الإسرائيليين، وإنما قتلهما وقتل مصرياً وأصاب إسرائيلياً آخر أثناء تنظيف سلاحه في موقع الحادث جوار منطقة عمود السواري السياحية بالإسكندرية.


يأتي إطلاق النار على يد شرطي نظامي ليكون حادثاً فريداً في تاريخ الاعتداءات المحلية داخل مصر على الإسرائيليين بعد مرور أربعة أشهر على قيام الجندي المصري محمد صلاح، بعبور الحدود المصرية الإسرائيلية والاشتباك مع جنود إسرائيليين، وقتل ثلاثة منهم قبل أن يُقتل برصاص إسرائيلي.

أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق لرصيف22، أن مرتكب الحادث "شخص موتور متهور، قام بتصرف انفعالي غير مسؤول تضامناً مع الأشقاء في غزة، ولا يمثل وزارة الداخلية ولا الدولة المصرية

كما يأتي الحادث في وقت دخلت العمليات العسكرية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى" يومها الثاني، وقد أسفرت حسب الأرقام المعلنة عن مقتل نحو 500 إسرائيلي وفقاً لتقرير بي بي سي.

وبحسب موقع "ذات مصر" فإن أمين الشرطة قاتل الإسرائيليين في الإسكندرية أحد أبناء محافظة الشرقية، ويدعي "السيد صابر" ويعمل ضمن أفراد قوة مباحث قسم شرطة كرموز. أما المصري الذي لقى حتفه في الحادث فهو المرشد السياحي سيد كامل الخوالقة، بحسب شهادات مقربين منه تم التعرف من خلالهم على هويته.

"موتور متهور"؟

على الرغم من أن النيابة العامة وأجهزة التحقيق المعنية لم تتوصل إلى ظروف ارتكاب الحادث بعد، أكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني وعضو مجلس الشيوخ لرصيف22، أن مرتكب الحادث "شخص موتور متهور، قام بتصرف انفعالي غير مسؤول تضامناً مع الأشقاء في غزة، ولا يمثل وزارة الداخلية ولا الدولة المصرية، بدلاً من القيام بمهمته الأمنية ودوره في حماية ضيوف مصر، وهو يضر بالسياحة المصرية وزوار مصر الآمنيين".

ولا يعتقد المقرحي أن الداخلية المصرية بصدد اتخاذ إجراءات أمنية مشددة إضافية لحماية الوفود السياحية "لأن الحادث فردي والسياح في مصر آمنيين ومدينة الاسكندرية آمنة"، بحسب تأكيده لرصيف22.

ولم تعلن وزارة الداخلية المصرية حتى اللحظة عن أية إجراءات امنية استثنائية فيما يتصل بالوفود السياحية في مصر، إلا أن السفارة الامريكية بالقاهرة أصدرت بياناً تنذر رعاياها خلاله "التزام الحيطة والحذر". وذكرت السفارة في بيان تلقى رصيف22 نسخة منه أنها "أحيطت علماً بالتقارير التي تفيد بمقتل سياح أجانب بهجوم في الإسكندرية"، مشيرة إلى أن "هذا الحادث قد يكون مرتبطاً بالأعمال العدائية المستمرة في غزة وإسرائيل".

منشور على مجموعة فيسبوك خاصة بالكامبات السياحية في جنوب سيناء

وإسرائيل تسحب رعاياها

وفي حين لم يصدر أي تعليق من وزارة الخارجية المصرية فإن الخارجية الإسرائيلية، أعلنت في بيان لها، إن إسرائيليين اثنين كانا في زيارة سياحية إلى الإسكندرية في مصر قُتلا، بعد أن فتح "محلي" النار عليهما، وأصيب مواطن إسرائيلي آخر، لكنه في حالة متوسطة، مؤكدة أنها تعمل بالتنسيق مع السفارة الإسرائيلية في القاهرة ومجلس الأمن القومي ومكتب رئيس الوزراء والجيش الإسرائيلي إلى جانب السلطات المصرية من أجل إعادة مواطنيها قريباً.

يرجع السفير جمال بيومي المساعد السابق لوزير الخارجية، عدم صدور بيان للخارجية المصرية بشأن الحادث للرغبة في التهدئة، "لكنها في الوقت نفسه لديها قنوات اتصال مع إسرائيل، وهي ملزمة بتقديم شرح للحادث الفردي الانفعالي غير المدبّر للجانب الإسرائيلي"، متوقعاً أن تتفهم إسرائيل ذلك

ويعزو السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة ومساعد وزير الخارجية الأسبق، عدم صدور بيان عن الخارجية المصرية حتى لحظة إعداد هذا التقرير للنشر، لكون الحادث متعلق بالدرجة الأولى بـ"الداخلية" لذا تم الاكتفاء ببيان الوزارة المسؤولة عن قوات الشرطة في مصر، معتبراً أن إجراء سحب إسرائيل لمواطنيها من مصر هو "إجراء وقائي مؤقت تحسباً لوقوع حوادث استهداف مشابهة للإسرائيليين في مصر، تزامناً مع ما يحدث في فلسطين من مواجهات عسكرية لحماس مع إسرائيل".

ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن حادث الإسكندرية "فردي انفعالي، وقع نتيجة تأثر فرد الشرطة المسؤول عن التأمين بما يحدث في قطاع غزة وما تفعله إسرائيل من استفزازات وانتهاكات وتنكيل بحق الشعب الفلسطيني والقدس المحتلة والمخيمات، وهو ما استفز الرأي العام المصري والعربي وأفقدها التعاطف"، مستبعداً أن تتأثر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أو عملية السلام.

بينما يرجع السفير جمال بيومي المساعد السابق لوزير الخارجية، عدم صدور بيان للخارجية المصرية بشأن الحادث للرغبة في التهدئة، "لكنها [الخارجية] في الوقت نفسه لديها قنوات اتصال مع إسرائيل، وهي ملزمة بتقديم شرح للحادث الفردي الانفعالي غير المدبّر للجانب الإسرائيلي"، متوقعاً أن تتفهم إسرائيل ذلك، "لا سيما أن مصر ستقوم بتعويض الضحايا".

 ويرجح بيومي أن الإسرائيليين "يشكلون النسبة الأكبر من السياح في سيناء، وبالتالي ستتضرر السياحة لفترة مؤقتة نتيجة الحادث وقيام إسرائيل بإعادة مواطنيها كإجراء احترازي"، مستبعداً أن يؤثر الحادث على العلاقات بين البلدين.

في العام 2022 وحده بلغ عدد السائحين الإسرائيليين الذين دخلوا إلى سيناء عبر معبر طابا البري 566 ألف سائح، كما جاء إلى مصر بالطائرات 169 ألفاً آخرين قادمين من مطار بن غوريون في فلسطين المحتلة، منهم 124 ألف سائح إلى شرم الشيخ و45 ألف إسرائيلي توجهوا إلى القاهرة

566 ألف سائح إسرائيلي سنوياً

وفقاً لما نقله موقع إسرائيل بالعربية عن سلطة المطارات الإسرائيلية؛ فقد تنامت السياحة الاسرائيلية في مصر بشكل ملحوظ. وفي العام 2022 وحده بلغ عدد السائحين الإسرائيليين الذين دخلوا إلى سيناء عبر معبر طابا البري 566 ألف سائح، كما جاء إلى مصر بالطائرات 169 ألفاً آخرين قادمين من مطار بن غوريون في فلسطين المحتلة، منهم 124 ألف سائح إلى شرم الشيخ و45 ألف إسرائيلي توجهوا إلى القاهرة.

ويتوقع عماري عبد العظيم، الرئيس السابق لشعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية، أن تتأثر السياحة في مصر بشكل محدود بعد الحادث، الذي يظن أنه "مبهم ويثير التساؤلات حول كيفية معرفة فرد الأمن الذي أطلق الرصاص على السياح الإسرائيليين لجنسيتهم"، مؤكداً أن السياحة صناعة تتأثر بأي حادث، ومشيراً لكون حجم السياحة الإسرائيلية لمصر محدود ويرتبط معظمه بطابا ومدينة شرم الشيخ.

"رسالة لإسرائيل"

عقب الحادث أعلن المحامي طارق العوضي، عضو لجنة العفو الرئاسي تطوعه للدفاع عن فرد الشرطة المتهم بإطلاق النار على الفوج الإسرائيلي، مناشداً زملائه من كبار محامي مصر وأساتذتها والنقابة العامة للمحامين والنقابات الفرعية والأحزاب وجمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان إعلان تطوعهم جميعاً للدفاع عن فرد الشرطة المتهم.

وتضامن مع دعوة العوضي عدد من المحامين منهم: منتصر الزيات، مها أبو بكر.

وفي حديثه لرصيف22، أكد العوضي أنه لم يطلع بعد على تحريات الأمن حول حادث إطلاق النار على السياح الإسرائيليين في الإسكندرية، كما لم يتم إخطاره بعد بموعد التحقيقات مع فرد الشرطة المتهم بإطلاق الرصاص لذا لا يعرف تحديداً دوافع الشرطي لذلك.

وأوضح العوضي أن تطوعه للدفاع عن الشرطي جاء "بغرض توجيه رسالة للكيان الصهيوني بأن التطبيع مع الحكومات ما لم يصاحبه تطبيع مع الشعوب فإنه يبقى حبراً على ورق، وأن هناك رفض شعبي لإسرائيل بسبب ممارساتها بحق الشعب الفلسطيني التي تعيد للأذهان انتهاكاتها بحق الأسرى المصريين في نكسة 1967، ورفضها لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

منبر الشجعان والشجاعات

تكثُر التابوهات التي حُيِّدت جانباً في عالمنا العربي، ومُنعنا طويلاً من تناولها. هذا الواقع هو الذي جعل أصوات كثرٍ منّا، تتهاوى على حافّة اليأس.

هنا تأتي مهمّة رصيف22، التّي نحملها في قلوبنا ونأخذها على عاتقنا، وهي التشكيك في المفاهيم المتهالكة، وإبراز التناقضات التي تكمن في صلبها، ومشاركة تجارب الشجعان والشجاعات، وتخبّطاتهم/ نّ، ورحلة سعيهم/ نّ إلى تغيير النمط السائد والفاسد أحياناً.

علّنا نجعل الملايين يرون عوالمهم/ نّ ونضالاتهم/ نّ وحيواتهم/ نّ، تنبض في صميم أعمالنا، ويشعرون بأنّنا منبرٌ لصوتهم/ نّ المسموع، برغم أنف الذين يحاولون قمعه.

Website by WhiteBeard
Popup Image