شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
في ظل تكثيف الاعتداءات على سكان غزة… إسرائيل

في ظل تكثيف الاعتداءات على سكان غزة… إسرائيل "تهدد" ومساعدات مصر تنسحب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

نقلت وسائل إعلام عربية عن التلفزيون الإسرائيلي، أن الحكومة الإسرائيلية هددت السلطات المصرية بأنها ستقصف أية شاحنات مصرية تنقل مساعدات إلى غزة، وأتى ذلك الإعلان بعد ساعات قليلة من قصف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح المصري الفلسطيني للمرة الثانية، ظهر اليوم الثلاثاء 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قبل أن تعود لتقصفة مرة ثالثة في اليوم نفسه في الخامسة إلا الربع بتوقيت القاهرة عصر اليوم الثلاثاء. 

يأتي قصف معبر رفح الحدودي بمثابة اعتداء أول من نوعه من الجيش الإسرائيلي على المنفذ الحدودي المصري، والذي تعد السيطرة عليه من أعمال السيادة المصرية. ولم يصدر عن السلطات المصرية أية تصريحات بشأن تكرار قصف المعبر او التهديدات الإسرائيلية حتى الآن، إلا أن الرئيس السيسي قال في تصريحات متلفزة فيما بدا رداً على دعوات توطين مواطني غزة في مصر، إن أمن مصر القومي مسؤوليته التي لن يتهاون أو يفرط فيها.

فيما نقلت وسائل إعلام عربية أخرى نبأ انسحاب شاحنات المساعدات المصرية التي حوت مساعدات طبية وغذائية من منطقة منفذ رفح الحدودي عقب التهديدات الإسرائيلية.

منذ توقيع اتفاق السلام بين البلدين، لم يسبق للسلطات الإسرائيلية الاعتداء عسكرياً على منفذ حدودي بين فلسطين ومصر (رفح وكرم أبو سالم)، أو بين مصر ودولة الاحتلال، كما لم يسبق أن هددت السلطات الإسرائيلية نظيرتها المصرية بالاعتداء على قوافل المساعدات التي تبادر مصر حكومة وشعباً على إرسالها للشعب الفلسطيني

في الوقت نفسه، نقلت قناة القاهرة الإخبارية، وهي قناة مملوكة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة لأحد الأجهزة الأمنية السيادية المصرية، عن مصادر أمنية رفيعة رفض مصر محاولات دفع المواطنين الفلسطينيين العزل لترك أراضيهم والنزوح تجاه مصر، وذلك بعد تصريحات مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب فيها فلسطينيو غزة بتركها إلى مصر إن أرادوا الحياة، وهي التصريحات التي نفاها متحدث باسم جيش الاحتلال بعد ساعات.

ونشرت مؤسسة سيناء "مؤسسة حقوقية تختص بشؤون محافظتي شمال وجنوب سيناء" فيديو قالت إنه يظهر انسحاب شاحنات مساعدات مصرية عند معبر رفح، فيما أعلنت الاردن بصفة رسمية عن تنسيق مع السلطات المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، وذلك بعد تكرار قصف المعبر من الجانب الإسرائيلي.


سابقة خطيرة

منذ توقيع اتفاق السلام بين البلدين، لم يسبق للسلطات الإسرائيلية الاعتداء عسكرياً على منفذ حدودي بين فلسطين ومصر، أو بين مصر ودولة الاحتلال، كما لم يسبق أن هددت السلطات الإسرائيلية نظيرتها المصرية بالاعتداء على قوافل المساعدات التي تبادر مصر حكومة وشعباً على إرسالها للشعب الفلسطيني في أوقات الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية. 

قوافل المساعدات تعبر ميناء رفح

واعتادت السلطات والجمعيات الأهلية والمجتمع المدني في مصر نقل المساعدات إلى الجانب الفلسطيني عبر معبر رفح، كما يمر منه الجرحى الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية لتلقي العلاج في المستشفيات والوحدات الطبية المصرية التي رفعت درجة تأهبها في شمال سيناء. 

تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية وغرف الطوارئ بديوان عام مديرية الشؤون الصحية في شمال سيناء ، بجانب مرفق إسعاف شمال سيناء، إضافة إلى توفير أرصدة الأكسجين وأكياس الدم وتفعيل غرفة العمليات بديوان عام المديرية مع التنسيق مع غرفة عمليات المحافظة

وأعلنت مصر يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول،  مع بدء عملية "طوفان الأقصى" عن رفع درجة استعداد المستشفيات داخل سيناء القريبة من معبر رفح لاستقبال الحالات الحركة من القطاع، لما يستتبع عمليات المقاومة الفلسطينية من اعتداءات عسكرية على قطاع غزة.

وقالت مديرية الشؤون الصحية في شمال سيناء، إنه تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية وغرف الطوارئ بديوان عام المديرية، بجانب مرفق إسعاف شمال سيناء، إضافة إلى توفير أرصدة الأكسجين وأكياس الدم وتفعيل غرفة العمليات بديوان عام المديرية مع التنسيق مع غرفة عمليات المحافظة، وأعربت المديرية عن استعداد مستشفيات المحافظة لاستقبال أي حالات إصابة من قطاع غزة، بسبب الأحداث الجارية، طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية، وبالتنسيق بين وزارتي الصحة المصرية والفلسطينية.

وعلى الجانب الأهلي، سلم الهلال الأحمر المصري نظيره الفلسطيني أمس الاثنين مجموعة من المساعدات الطبية الطارئة اللازمة للوضع داخل القطاع الذي يتعرض للقصف المستمر من دون سابق إنذار منذ مساء السبت الماضي، إلا أن هذه المساعدات توقف دخولها بسبب توقف المعبر للمرة الثانية خلال يومين.

قصف المعبر والتهديدات الاسرائيلية ليسا العائقين الوحيدين أمام جهود الإغاثة، فقبل إطاحة الإخوان المسلمين كانت النقابات الطبية في مصر واحدة من روافد الإغاثة للقطاع المحاصر منذ 16 عاماً، إلا أن استهداف رموز محسوبة على الجماعة مثل د.عبد المنعم أبو الفتوح، أضعف دور النقابات الطبية 

من جانبه قال محمد أبو مصبح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، في تصريحات لرصيف22، إن جهود الاغاثة متوقفة من الجانب المصري بسبب ضرب معبر رفح. جاء هذا بعد قصف الجانب الفلسطيني من المعبر للمرة الأولى مساء الإثنين، قبل تجديد القصف مشمولاً بصالة الوصول المصرية ظهر اليوم الثلاثاء.

وأضاف أن توقف المعبر تسبب في عدم خروج الحالات الحرجة التى تحتاج إلى العلاج خارج القطاع، لاسيما مع عدم توفر امكانيات العلاج في مستشفيات غزة بسبب الحصار، والضغط على مرافق المستشفيات بسبب أزمة الحصار المستمر. وفي تصريحات صحفية منفصلة قال أبو مصبح أن قوات الاحتلال تستهدف الطواقم الطبية، وأن عدد الشهداء وصل لنحو 687 شهيد، وما يزيد عن 3700 جريح.

عوائق مصرية "داخلية" لإغاثة غزة 

إلا أن قصف المعبر والتهديدات الاسرائيلية ليسا العائقين الوحيدين أمام جهود الاغاثة، فقبل إطاحة الإخوان المسلمين كانت النقابات الطبية في مصر واحدة من روافد الإغاثة للقطاع المحاصر منذ 16 عاماً، إلا أن استهداف وجوه محسوبة في نظر السلطات المصرية على الجماعة، ومنهم  الدكتورعبد المنعم أبو الفتوح الامين العام السابق لاتحاد الاطباء العرب، أضعف دور النقابات الطبية وكذلك اتحاد الأطباء العرب الذي كان يرأسه أبو الفتوح وكان من أهم المنظمات الإغاثية التي تنشط في أوقات الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة المحاصر.

ووجهت السلطات المصرية اتهامات لأبو الفتوح الذي شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب بتمويل الجماعة، في إشارة لاستخدام صناديق تبرعات لجنة الإغاثة لذلك.

وبحسب مصدر داخل نقابة الأطباء المصرية تحدث إلى رصيف22 شريطة عدم ذكر اسمه، فإن نشاط نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب في الإغاثة توقف منذ سنوات عن دعم القضية الفلسطينية، خوفاً من استخدام ذلك ضد القائمين على لجان الإغاثة أمام السلطات كما جرى مع أبو الفتوح الذي سجن بعد انتقادات وجهها للرئيس عبد الفتاح السيسي. قال المصدر النقابي أيضاً أن هناك "عدم اهتمام" بنشاط الإغاثة لدى مجالس النقابات والاتحاد خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف المصدر أن الخطاب العام في مصر حول "الحرب ضد الإرهاب"، وإلقاء اللوم على الجانب الفلسطيني داخل قطاع غزة في "إثارة" الاعتداءات الإسرائيلية كما تردد بعض الأبواق الإعلامية؛ تسبب في تخوف البعض من المشاركة في جمع تبرعات أو تشكيل جهود إغاثة خشية اتهامهم بالتخابر أو التعاون مع جماعة إرهابية، وهي من التهم الجاهزة في مصر.

وبحسب المصدر نفسه فإن نقابة الأطباء تشهد حالياً الاستعدادات للانتخابات النقابية، وهو ما صرف جهود كافة المعنيين بالإغاثة سواء في اتحاد الأطباء العرب أو النقابة عما يحدث في غزة، وتم الاكتفاء بالبيان الذي نشر على صفحة النقابة، من دون أي تحركات للدعم.


ولم يشر البيان المذكور إلى أية جهود للإغاثة تشارك فيها النقابة أو الاتحاد، وإنما أعرب عن استعداد النقابة لتقديم الدعم.

وتواصل رصيف22 مع الدكتور أسامه عبد الحي، الأمين العام الحالي لاتحاد الأطباء العرب، والمرشح لمنصب نقيب الأطباء، للتعرف على جهود الاتحاد المزمعة لمواصلة تقديم جهود الإغاثة للمواطنين الفلسطينيين، إلا أنه اعتذر عن الرد على اسئلتنا لتواجده خارج القاهرة.

على الجانب الآخر، قررت نقابة الصحفيين المصريين "تفعيل لجنة الإغاثة ودعم الشعب الفلسطيني، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع النقابات الشقيقة ومؤسسات المجتمع المدني وكل القوى الوطنية الداعمة للأشقاء في فلسطين المحتلة، خصوصًا بعد إعلان الاحتلال الصهيوني حالة الحرب وتصاعد الهجمة الوحشية البربرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة"، بحسب نص البيان الصادر عنها ظهيرة اليوم الثلاثاء، 10 أكتوبر/ تشرين الأول. 

 وأعلنت نقابة الصحفيين كذلك "إعادة تفعيل الحساب المخصص لدعم الأشقاء الفلسطينيين في نقابة الصحفيين، ومخاطبة الجهات المعنية بهذا الشأن، على أن يُخصَّص دخل ما يتم التبرع به لصالح أسر الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين وكذلك لدعم الهلال الأحمر الفلسطيني، كبادرة رمزية للتضامن مع أهلنا في غزة بعد العدوان الصهيوني على القطاع، وكذلك تنظيم يوماً للتبرع بالدم لصالح الجرحى الفلسطينيين بالتنسيق مع الهلال الاحمر، على أن يتم الاعلان عن موعده قريباً".


وقال خالد البلشي نقيب الصحفيين لرصيف22 إن النقابة في طور التواصل مع الجهات المعنية لتنفيذ هذه القرارات، وأن هذه القرارات تم اتخاذها من قبل المجلس ولكن لم يتم التنسيق قبلها مع أي جهة، وأن المجلس بأكمله يتواصل حالياً مع الجهات المعنية في مصر سواء كانت رسمية أو أهلية لتسهيل هذه القرارات.

يذكر أنه مع ضرب معبر رفح، نقلت قناة القاهرة الإخبارية التابعة للشركة المتحدة عن مصادر أمنية "رفيعة" لم تسمها، تحذيرات مصرية من دفع الشعب الفلسطيني للنزوح الجماعي خارج قطاع غزة.

 وتواصل رصيف22 مع لطفي غيث مدير عمليات الهلال الأحمر المصري للتعرف على خطة الهلال الأحمر للإغاثة وسبل تقديم المساعدات إلى الجانب الفلسطيني عقب التهديدات الإسرائيلية بقصف شاحنات المساعدات المصرية بما فيها شاحنات الهلال الأحمر، إلا أنه لم يستجب للرد على اتصالاتنا حتى دقائق سبقت نشر التقرير. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard
    Popup Image