كنتُ في الثانية والعشرين من عمري، وأماً لطفل لا يتجاوز عمره السنة، وفي حاجة ماسة إلى عمل يؤمّن لي مدخولاً ثابتاً. لفت نظري إعلانٌ مبوّب في إحدى الجرائد، فتوجّهتُ إلى الشركة المعلِنة، وتقدمتُ بطلب توظيف، وأجريتُ مقابلة مع المسؤولة عن الموارد البشرية، بلا كثير توقّعات. فالشغل المطلوب كان في مجال المبيعات، وأنا لم أكن أتمتّع بأي خبرة عملية أو معرفة دراسية أو حتى حنكة فطرية فيه (كنتُ، ولم أزل، أعجز من أن أقنع غريقاً بشراء سترة نجاة)، ولكن بعد أسبوعين، وبعدما كنتُ قد نسيتُ أني تقدّمتُ بالطلب، تم إبلاغي أني حصلتُ على الوظيفة، ففوجئتُ وفرحتُ أيّما فرح.
لم يكن المركز، مثلما ذكرت، يتناسب مع تطلعاتي واهتماماتي ومؤهلاتي لا من قريب ولا من بعيد. كان تعليم اللغة الإيطالية في معهد للغات بضع ساعات في الأسبوع، جلّ ما كنتُ قد حققتُه حتى تلك الساعة على مستوى ما يسمّى "حياة مهنية"، إذا ما استثنينا الوظائف الموسمية العابرة التي كنتُ أشغلها في الصيف أثناء دراستي الجامعية (دروس خصوصية، أمينة صندوق في محل عطور، مساعدة في متجر ألبسة... الخ). لكنّ مسؤولة الموارد البشرية أعجبت على ما يبدو بشخصيتي وحماستي و"طاقتي الإيجابية"، كما وصفتها، ورأت فيَّ إمكانات لم أكن أراها أنا، فقرّرتْ المخاطرة والرهان عليّ.
كان الأجر جيداً ومقرّ الشركة قريباً من مكان إقامتي، فاعتبرتُ هذه الوظيفة محطة مؤقتة ممتازة، أكتسب فيها خبرات جديدة ريثما أجد ما يتلاءم أكثر مع قدراتي وطموحاتي التي كانت، من الأساس، تتمحور حول الأدب والكتابة والترجمة واللغات وكل ما يدور في فلك هذه الفضاءات.
ماذا ينفع الضحية أن تكون جلادتها ضحية أيضاً؟ كيف يخفّف ذلك من معاناتها وآلامها؟ ولماذا يجب أن يختلف ذلك عن منطق "الرجل ضحية أيضاً"، الذي يستخدمه بعض الرجال لتبرير العنف الذكوري حيال النساء؟
عظيم... ونصّ
بدأت الجلجلة منذ اليوم الأول. كانت مديرتي المباشرة امرأة قاسية، متسلّطة، سادية، تتمتّع بلذّة إصدار الأوامر كأنها جنرالة في الجيش ونحن فيلقها؛ وتتمتّع، خصوصاً، بتعذيب مَن حولها معنوياً ونفسياً.
كانت الغالبية العظمى من فريق العمل من النساء، وكنّا جميعاً نهابها ونحسب لها ألف حساب، لأن لسانها اللئيم لا يرحم، ونظراتها الساخطة تحرق ما تقع عليه كالصاعقة. نادراً ما كانت "س" تبتسم، نادراً ما كانت تحادث أو تشاور؛ بل كانت تجول حولنا بسيجارتها المشتعلة وكعبها العالي، توزّع انتقاداتها اللاذعة يميناً وشمالاً، ونحن نطأطئ ونلزم الصمت، بناء على منطق "إبعد عن الشرّ وغنّيلو".
كثيراً ما عدتُ إلى البيت باكيةً بسببها، ولم يمرّ يوم لم أفكرّ فيه بترك هذا العمل اللعين، الذي لم أكن أحبّه أصلاً (ولا أجيده صراحةً)، لكن ظروفي الصعبة لم تكن تسمح لي بترف مماثل. كان عليَّ، بكل بساطة، أن "أطنّش" وأصبر وأسكت. دامت هذه الجلجلة سنتين، لم أتعلّم فيها شيئاً تقريباً عن استراتيجيات البيع، لكني، في المقابل، تعلّمتُ الكثير عن طاقة الاحتمال لديّ، وعن الحاجة التي تكسر الرأس، وعن شرّ النساء.
"شرّ النساء"، نعم. أقولها بلا تردّد. أقولها بلا خوف من أن أُتّهَم بأني خائنة لبنات جنسي، وبأني أكرّس الصورة النمطية المجحفة عن المرأة (كيدهنّ عظيم... الخ). طبعاً، بتُّ أعرف وأفهم اليوم، بعد مرور ثلاثة عقود على تلك التجربة الموجعة، أنّ مديرتي الأربعينية لم تكن بالضرورة شريرة، بل كانت امرأة مريرة وخائبة، وعلى الأرجح، خائفة ووحيدة أيضاً.
بتُّ أعرف وأفهم أنّ تسلّطها كان ضعفاً، وأنّ استبدادها كان علامة نقص الثقة في النفس، وأنها كانت تكره نفسها أكثر بكثير مما كانت تكرهنا. وبتُّ أعرف وأفهم، أخيراً وخصوصاً، أن المرأة الموجودة في مواقع القيادة والقرار غالباً ما تشعر بالحاجة إلى المبالغة في إثبات ذاتها ونفوذها، بسبب التشكيك الاجتماعي في مدى استحقاقها المنصب الذي تتولاه، وأن هذا الإثبات نادراً ما يتحقّق بلا ممارسات مؤذية وظالمة من جانبها.
لكنّي لا أعتبر، بكل بساطة، أن ما سبق يعفي هذا النوع من النساء من أي مسؤولية. ولستُ مقتنعة، بكل بساطة، بأن الشرّ الذي ترتكبه امرأةٌ ما بطريقة لا واعية أو مبرمجة، أقلّ ضرراً من ذاك الذي يُرْتَكب عن سابق تصور وتصميم. ولا أؤمن، بكل بساطة، بأن منطق "هي ضحية أيضاً" المنتشر بكثرة في أيامنا، ينبغي له أن يغفر لامرأة مماثلة ارتكاباتها الشنيعة، واعتباره بمثابة شمّاعة.
إذ ماذا ينفع الضحية أن تكون جلادتها ضحية أيضاً؟ كيف يخفّف ذلك من معاناتها وآلامها؟ ولماذا يجب أن يختلف ذلك عن منطق "الرجل ضحية أيضاً"، الذي يستخدمه بعض الرجال لتبرير العنف الذكوري حيال النساء؟ في نهاية الأمر، ألسنا جميعنا ضحايا هذا النظام البطريركي الجائر، وأسلوب التربية المشوّه الناجم عنه؟ وإذا شئنا أن نرفض استخدام هذه الحجّة لتبرير عنف الرجال العنيفين، أليس علينا، نحن النسويات في الأقل، أن نتحلى بالجرأة الأدبية الكافية لكي نرفض استخدام هذه الحجّة لتبرير عنف النساء العنيفات أيضاً؟
هذا فقط غيض من فيض الأسئلة التي أهجس بها في هذا الشأن، ولكن لأوضح قبل أن أغوص أكثر، أن هدف هذا المقال ليس الجلد وتوجيه اللوم، بل "الفهم": فهم هذه الظاهرة، انطلاقاً من واجبنا كنسويات في تطبيق النقد الذاتي المستمر، بغية التصدي لها ومحاربتها والتخلّص منها.
التضامن النسوي، لا "النسائي"
لقد التقيتُ على مرّ حياتي بنساء كثيرات مثل "س"، لا بل التقيت أيضاً بأخريات ممّن كنّ أسوأ منها: ماكرات، مزدوجات الشخصية، خبيثات، حاسدات، غادرات، طاعنات في الظَّهر (أشهد لـ "س" أن عدائيتها كانت مباشرة وفي الوجه، لا في الخفاء، وهذا ليس بالقليل)، كما التقيتُ بنقيضاتها: نساء داعمات، محبّات، معطاءات، صادقات، لا يشعرن بالتهديد من نجاح سواهنّ؛ نساء آزرنني في أصعب الأوقات، ووجّهنني في مراحل الضياع والحيرة، وعلّمنني في ساعات الجهل، وساندنني بسخاء وبلا "تربيح جميلة".
التقيتُ على مرّ حياتي بنساء ماكرات، مزدوجات الشخصية، خبيثات، حاسدات، غادرات، طاعنات في الظَّهر، كما التقيتُ بالنقيض: نساء داعمات، محبّات، معطاءات، صادقات، لا يشعرن بالتهديد من نجاح سواهنّ؛ نساء آزرنني في أصعب الأوقات، ووجّهنني في مراحل الضياع والحيرة
وقد تعلّمتُ من الأخيرات الكثير حول أهمية التكافل والمعاضدة ومدّ يد العون. ولكن ليكن معلوماً أني لا أتحدث هنا عن أسطورة "التضامن النسائي"، الذي لا يقنعني منطقُهُ البتة، بل عن التضامن الإنساني، أو النسوي، وهما سيّان في رأيي في الأقل. أتحدّث عن التضامن الذي يشمل النساء والرجال على حد سواء، أو بالأحرى يشمل نوعاً معيّناً من النساء والرجال، في مقابل النوع الآخر، الذكوري، المؤذي والكاسر. النوع الأول يضم نساء ورجالاً محترمين، عطوفين، عادلين، واثقين في أنفسهم وقدراتهم، يؤمنون بالمساواة والكرامة وبالقيم الإنسانية الراقية، ويطبقونها في جميع مجالات حياتهم، الخاصة والعامة على السواء.
"شحمة على فطيرة"
مهما اختبأنا، نحن النسويات، وراء إصبعنا، ومهما وجدنا من ذرائع مجدية وتفسيرات عقلانية، ومهما تحدثنا عن التربية المؤذية التي تجعل بعض النساء (لسن أقلية في المناسبة، وهذه مأساتنا) يتبنّين بشكل لا واعٍ النظرة نفسها التي تضطهدهنّ وتهينهنّ وتحرمهنّ من حقوقهنّ البديهية؛ لا مفرّ من أن نعترف بأن المرأة يمكن أن تكون- ليس فقط رغماً عنها ولكن أيضاً بإدراك منها، بمعزل عن المسبّبات والحوافز والجذور، اجتماعية أكانت أم نفسية أم دينية أم سياسية- حليفة قوية، صلبة، لا يستهان بها، للنظام البطريركي، وخصمة لدودة وباطشة للمرأة نفسها: لا أريد أبداً أن أروّج هنا للكليشيه القائل إن "المرأة عدوّة المرأة الأولى"، فهذا تعميم خاطئ جداً، عدا كونه جزءاً من الترّهات "المؤامراتية" التي تحشوها الأبوية في رؤوس بعض النساء.
لكنّي، وبالحَسْم نفسه، لا أريد أن أكذب وأوارب وأدوّر الزوايا: الحقيقة هي أن هناك من دون شكّ، في هذا العالم، صنفاً من النساء يمثّل امرأةً عدوّةً عديمة الرحمة للمرأة، لا لسبب سوى لأن الثانية امرأة أيضاً: إنها المرأة الذكورية التي تنافس الرجل الذكوري في ذكوريته، تبعاً لمقولة "مَلَكية أكثر من الملك".
هذه المرأة مسؤولة، في شكل مباشر وأساسي، عن قهر الكثيرات من النساء وكبحهنّ، وعن استمرارية هذا النظام المتعسّف حتى اليوم، وعن إضعاف الجهود النسوية الهادفة إلى إطاحته واستبداله بنظام أكثر عدالة وإنسانية، وهي، أي هذه المرأة الذكورية، "شحمة على فطيرة" الرجل الذكوري، وأشرس مدافعة عنه، وأفضل حامية له، وأوفى حاملة للوائه، شاءت ذلك أم أبت، لا إرادياً أو عن قصد، بمعرفة منها أو من دون معرفة.
من هي؟
لا بدّ، قبل الاسترسال في موضوعي هذا، من أن أطرح السؤال البديهي الآتي: "من هي المرأة الذكورية؟"، وأن أحاول الإجابة عنه، أكرّر، بمعزل عن الدوافع والعلل الكامنة وراء وجودها.
للأسف، لا يزال كثر يخلطون، عمداً أو جَهلاً، بين المرأة الذكورية والمرأة "المسترجلة"، أي المتشبّهة بالذكر أو الرجل، علماً أن لا علاقة ولا تماثل بين المفهومين على الإطلاق. إذ قد تكون المرأة الذكورية في غاية الأنوثة، وليس ثمة أي رابط بين شكلها الخارجي وصوتها و"حركاتها" ومدى تطابق ذلك مع معايير الأنوثة النمطية، وبين سلوكها واقتناعاتها ورؤيتها للحياة.
إنها، إذا شئنا أن نبسّط المسألة إلى أقصى الحدود، المرأة التي تؤمن إيماناً قاطعاً وجوهرياً بأن الرجال "أفضل" من النساء، وأكثر استحقاقاً وقدرةً وذكاءً ومعرفة؛ المرأة التي "تزلغط" إذا أنجبت صبياً، وتلعن حظها إذا أنجبت بنتاً؛ المرأة التي لا تنتخب امرأة مرشحة، حتى إذا كانت هذه المرأة أكثر توافقاً مع شروط المنصب، لا لسبب سوى لأنها امرأة، أي أنها "ستفشل حكماً"؛ المرأة التي تطعن زميلاتها في ظهورهنّ، وتغدر بهنّ، وتبخسهنّ حقهنّ، بدلاً من أن تمارس حيالهنّ المنافسة الشريفة؛ وهلمّ.
لا شكّ أنكنّ وأنكم فهمتم قصدي، وأنكنّ وأنكم، جميعاً بلا استثناء، تعرفون امرأة، بل نساء عديدات من هذا الطراز. ولكن، لأتعمّق أكثر في توصيف بعض الأمثلة عن المرأة الذكورية التي تشكّل موضوع مقالي هذا.
"أنا أو لا أحد"
المرأة الذكورية هي، أولاً، تلك التي تحطّم نساءً أخريات ظنّاً منها أنها تسطع بهذه الطريقة، وتخفض قدْرهنّ توهّماً منها بأن هذا يُعلي قدْرها ويزيدها شأناً، وتغدر بهنّ في غيابهنّ علماً أنها قد تمدحهنّ وتُجاملهنّ في وجوههنّ، لأنها، عموماً، جبانة تماماً مثلما الرجل الذكوري جبان.
قد تتحجّج هذه المرأة بأنها تمارس حقّها في النقد، لكنها، في الواقع، لا تنتقد بل تريد، فقط وخصوصاً، أن تلغي، والفرق شاسع بين النيّتين والفعلين. للعلم، قد تكون هذه المرأة تمجّد الذكور وتنظر إليهم كآلهة وقادة، وقد لا. قد تكون حتى مقتنعة بأنها "نسوية" (النماذج هذه أكثر من الهمّ على القلب هنا في لبنان، ولكن أيضاً في كل مكان). قد تكون ناجحة وشاطرة وموهوبة، لكنها لا تحتمل فكرة أن يكون هناك نساء أخريات ناجحات وشاطرات وموهوبات (متلازمة "أنا أو لا أحد").
هذه المرأة، هي بلا مواربة، عار على جنس النساء، بل على جنس البشر ككل. سأستبق هنا ما سيقول البعض: أن هذه المرأة "ضعيفة"، ونظرتها إلى نفسها ممسوخة، ولا بد أنها لم تكبر على الثقة في نفسها وقدراتها بما يكفي لكي يحصّنها ذلك ضد الغيرة المؤذية. وسوف أسأل بدوري هؤلاء: هل يعفي ذلك امرأةً مماثلة من الضرر الذي تتسبب فيه للأخريات؟ وسوف أجيبهم على الفور: لا. لا يعفي. لا بل لن أتردد في مقارنة هذه المرأة، رغم الاختلاف الصارخ بين الحالتين، بمغتصب الأطفال الذي يستخدم محاميه، للدفاع عنه، حجة أنه تعرّض للاغتصاب عندما كان طفلاً. هنا ضحية، وهناك ضحية. هنا معتدية، وهناك معتدٍ (أشدّد: مع اختلاف درجات الاعتداء): حجة كمثل هذه الحجة هل نعتبرها مقبولة؟
المرأة التي تؤمن إيماناً قاطعاً وجوهرياً بأن الرجال "أفضل" من النساء، المرأة التي "تزلغط" إذا أنجبت صبياً، وتلعن حظها إذا أنجبت بنتاً؛ المرأة التي لا تنتخب امرأة مرشحة، حتى إذا كانت هذه المرأة أكثر توافقاً مع شروط المنصب، لا لسبب سوى لأنها امرأة، هي امرأة ذكورية
الإبراء المستحيل
المرأة الذكورية هي، ثانياً، الأمّ المتحيّزة، التي تربّي بناتها على الإذعان والصمت وعلى الحلم بالزواج حصراً، وتربّي أبناءها الذكور على الإحساس بأنهم ملوك العالم، ويحقّ لهم كلَّ شيء، بما في ذلك ما استطاعوا من النساء. بين أيدي الأمهات قوة هائلة، خطيرة، لا يمكن الاستهانة بها؛ قوة لها دور جوهري في تغيير معادلة الظلم القائمة، لكنها، في الكثير من الأحيان، قوة غير مستثمَرة.
سأستبق، مجدداً، ما سيقول البعض: إن أمّاً كهذه هي بدورها ضحية النظام وثمرته، وإنها تكرّر ما تعلّمته، لأنها لا تعرف سوى ذلك. لكنّي لا أتحدث عن هذه الأمّ، بل عن "الثانية"، أي عن تلك "العارفة" و"المعرّضة"، ولكن الممعنة في تربيتها المتحاملة. إدراك الخطأ وتداركه لم يعودا مهمة صعبة في أيامنا هذه، حيث أبواب الدراية باتت مشرعة أمامنا على مصراعيها. ولكن ثمة أمهات كثيرات "عارفات" و"معرّضات" لهذا النوع من الدراية، لكنهنّ يتجاهلنها، ويتمادين في ترسيخ المعايير المزدوجة.
لا أريد، وليس دوري، أن أتوغّل في الجانب النفسي لهذه الظاهرة، كأن أقول مثلاً إنها قد تكون عملية انتقام لا واعية للأم من الابنة (هناك دراسات كثيرة عن الموضوع تبيّن فعلاً ذلك، لمن يرغب في الاطلاع عليها). ولكن هل يبرّئ ذلك أمّاً مماثلة؟ أكرّر وبإصرار: لا. لا يبرّئ. ومجدداً سوف أقارن هذه الأمّ برجلٍ يعنّف زوجته ويسيء معاملتها، بحجة أن مديره يسيء معاملته، ودولته تسيء معاملته، وظروفه الاقتصادية صعبة، وأنه إنسان محبط وخائب ويحتاج إلى أن "يفشّ خلقه". هل نقبل بهذه الحجة من رجل مماثل؟
جاذبية "الماتشو" والمراهقة المستدامة
المرأة الذكورية هي، ثالثاً، تلك المتلذّذة بضعفها والمحتفية بخنوعها، التي تنظر إلى الرجل كالبطل الخارق، وتريده "سي السيد" عليها، وكلما ازداد بطشه ازداد اعجابها وتعلّقها به، وكلما كان لائقاً ولطيفاً صدّته وازدرته واستخفّت به. هذا النوع يقتل الإيمان لدى الرجال الجيدين، الأوادم، غير الذكوريين، بأنهم يصنعون فرقاً. وهم حتماً قادرون على صنع الفرق. ولكن أي حوافز لديهم عندما يرون بأمّ العين كيف تفضّل نساء كثيرات "الزعران" (the bad boys) وكيف يحتقرن الرجال المحترمين ويعتبرنهم ضعفاء وبلا شخصية؟
كلنا، في مرحلة المراهقة، نشعر بانجذاب إلى الأشقياء، لكنه انجذاب "صبياني" سطحي (وسينمائي مفتعل أيضاً)، ينبغي لمرحلة النضج أن تنهيه وتقضي عليه. فهل يحصل ذلك؟ للأسف، عدد الصديقات من حولي، أكنّ في الثلاثينات أم في الأربعينات أم حتى في الخمسينات من العمر، اللواتي لا يزلن يفضّلن أصحاب هذه الشخصية "الماتشو"، على مساوئها، هنّ أكثر مما أودّ أن أعترف، على الرغم من الصدمات والخيبات المتتالية الناجمة عن هذه المفاضلة.
الإنكار والتسلّط المضاد
فلأكمل: المرأة الذكورية، رابعاً، هي تلك العمياء أو "المتعامية" التي تعتبر، لأنها تعيش في نعيم من الراحة واليسر والدلال ليس متوافراً إلا لأقلية ضئيلة، أن لا ظلم لاحق بالمرأة في أيامنا هذه، وترى أن الحديث عن التمييز والتخضيع ينطوي على مبالغات، وأن كل واحدة تستطيع أن تكون حرّة شرط أن تشاء هي ذلك. كمية الجهل والخبث والأنوية التي تنضح من اقتناعات مماثلة، لا يعادلها شيء، ومثلها كمية الضرر الناتجة منها.
والمرأة الذكورية هي، خامساً، المتطلّبة المتقاعسة التي تريد كل شيء من دون أن تبذل أي مجهود في المقابل. المقتنعة بأن المساواة هي محض فعل أخذ ولا تترافق مع أي واجبات، أو المقتنعة بأن مواجهة التمييز الجندري تعني التسلّط المضاد على الرجال. تجعلني، امرأة كهذه، راغبة في أن تنشقّ الأرض لتبتلعها.
يسمّونها "مسالمة"
لن أمضي أكثر في تعداد النماذج الموجودة عن المرأة الذكورية، لكني واثقة من أنها تطول وتطول، ما يحملني إلى سؤالي الآتي: لماذا المرأة الذكورية موجودة أصلاً، خصوصاً في زمننا هذا؟ كيف يمكن لإنسان أن يقبل، طوعاً، فكرة أنه "أقل" من إنسان ثان، لا لسبب سوى لكونه ينتمي إلى جنس آخر؟ هل كل النساء المماثلات قد تربّين في ظروف قامعة – عائلية واجتماعية ودينية وسياسية - لم تسمح لهنّ باكتشاف الغبن اللاحق بهنّ في الحد الأدنى، أو بالتمرّد عليه؟
الجواب عن السؤال الأخير، هو، يا للهول: لا. إذ ثمة نساء كثيرات من الفئة الذكورية المُشار إليها قد تربّين تربية "عادية"، لا بل حتى داعمة و"مشجِّعة" على الانعتاق من الخنوع، وعلى الإيمان في الذات والاعتماد عليها. جميعنا يعرف نماذج مشابهة في بيئته ومجتمعه ومحيطه، لكنهنّ، رغم هذه التربية، اخترن أن يحملن رؤية بطريركية عن الجنسين وأدوارهما في الحياة، وأن يصدّقن أن جنس الرجال هو "الأعلى"، الأكثر تفوّقاً، وأن جنس النساء هو الثانوي والأقل أهمية.
هنا أفتح استطراداً قصيراً لأوضح نقطة مهمة في إطار هذا النقاش: بات علماء النفس، كما علماء الاجتماع، يميّزون بين نوعين من الذكورية أو التحيّز الجنسي: النوع العنيف، والنوع "المسالم". فما هي الذكورية "المسالمة"، وهي التي، بحسب الدراسات، تتسم بها النساء الذكوريات عموماً، ويتسم بها عدد لا بأس به من الرجال الذكوريين أيضاً؟ إنها الذكورية التي، بحسب تحديدها، لا تؤيد تعنيف النساء، لا بل على العكس من ذلك تؤمن بأنه ينبغي "احترامهنّ"، ولكنها تؤمن أيضاً بأنهنّ يحتجن إلى "الحماية" من جانب الرجال.
المرأة الذكورية هي، تلك المتلذّذة بضعفها والمحتفية بخنوعها، التي تنظر إلى الرجل كالبطل الخارق، وتريده "سي السيد" عليها، وكلما ازداد بطشه ازداد اعجابها وتعلّقها به، وكلما كان لائقاً ولطيفاً صدّته وازدرته واستخفّت به
أي أنها ذكوريةٌ تنطلق، لا من عقدة كره، بل من عقدة دونية. لستُ واثقة، صدقاً، من أن الذكورية الثانية أفضل بكثير من الأولى، أو من أنها فعلاً "مسالمة" كما توصف. فالدمار النفسي الناجم عن عقدة نقص كهذه، لا يقلّ ضرراً عن الدمار الجسدي والجنسي اللذين تتسم بهما وتعبّر عنهما الذكورية المسمّاة "عنيفة". العنف قائم ومؤكد في الذكوريتين، ولا شك عندي في ذلك.
خيار السهولة
أكرّر: لماذا المرأة الذكورية موجودة؟ وهنا لا أقصد بسؤالي بداهة وجودها في المجتمعات أو البيئات القامعة والظلامية و"المتخلّفة": فوجودها في هذه المجتمعات الأخيرة حتمي وأكاد أقول إنه "طبيعي" (ومؤلم للغاية)، ولا تساؤلات ضرورية حول أسبابه، لأنها أوضح من نار على علم. ولكن، ما سبب وجودها، أقصد، في المجتمعات المسمّاة "متطوّرة"، وتلك التي ينتشر فيها الخطاب النسوي ومفاهيم كالتمكين والمساواة وحقوق الإنسان والحرية الفردية؟ السبب الأساسي هو، "من الآخِر"، الكسل. نعم، الكسل، وليس ثمة كلمة أخرى لوصف هذه الحالة المحزنة. على سبيل المثل، أظهرت دراسة نشرت منذ بضع سنوات في مجلة علم النفس الأسترالية، وأجريت على عينة كبيرة من النساء الأستراليات والنيوزيلنديات والأميركيات، أن النساء اللواتي يتماهين مع النظام البطريركي ويدافعن عن مبادئه، يفعلن ذلك لأنهنّ يعتبرن أنه يجعل حياتهنّ "أكثر سهولة".
فعلاً، إن الكفاح في سبيل المساواة ليس مهمة يسيرة أو ممتعة، ذلك أن الانعتاق يتطلب استعداداً عنيداً للمواجهة، وللتخلّي عن "الامتيازات" التي يوفّرها الامتثال، كما يتطلّب، خصوصاً، قدراً كبيراً من الجهد والكدّ، ليس أقلهما الجهد والكدّ في سبيل الاستقلالية المادية التي هي شرط أساسي من شروط التحرّر.
لأجل ذلك، تفضّل فئة ليست قليلة من النساء التزام مبدأ الهرمية، والاعتراف بتفوّق الرجال كجنس، في مقابل حصولهنّ على الرفاهية المادية والحماية المعنوية والجسدية اللتين يفترض بهذا المبدأ أن يوفّرهما لهنّ. إذ تعني الهرمية أن الرجل أكثر قدرة من المرأة على النجاح في مجالات العمل وكسب القوت، وأن عليه تالياً أن "يهتمّ" بها ويؤمّن لها ولأولادهما حاجاتهم، في مقابل ثمن "زهيد" هو خضوعها له وامتثالها لرغباته وإقرارها بأنه أقدر منها. وهذا، في رأيي، أكثر الأثمان الزهيدة تكلفة علينا كأفراد وكمجتمعات.
لا بدّ، قبل الاسترسال في موضوعي هذا، من أن أطرح السؤال البديهي الآتي: "من هي المرأة الذكورية؟"، وأن أحاول الإجابة عنه، أكرّر، بمعزل عن الدوافع والعلل الكامنة وراء وجودها.
حركة ارتجاعية
إنه الكسل إذن، أولاً وخصوصاً. تشير الاحصاءات إلى أن نسبة 76% من النساء والرجال لا يزالون يعتبرون الرجل أكثر تناسباً مع متطلبات العمل خارج المنزل، والمرأة أكثر تناسباً مع متطلبات موقع "ربة البيت". حتى أنه في بلد كالدانمارك مثلاً، حيث حققت المساواة مكاسب لا نزال بعيدين عنها سنوات ضوئية، هناك حركة "ارتجاعية" تقلق النسويات، تضمّ مجموعة من النساء اللواتي بتن يرفعن شعار "نريد أن نكون ربات بيوت"، ويفضّلن المكوث في المنزل على العمل خارجه. وقد بلغ عدد هؤلاء عشرات الألوف حتى اليوم، وذلك رغم كل التسهيلات المقدّمة إلى النساء العاملات في تلك البلاد، من مراكز العناية بالأطفال، إلى عطل الأمومة الطويلة، إلى سواها من الحوافز المادية والنفسية الهائلة.
طبعاً، لا أزعم هنا أن العمل في المنزل ورعاية الأولاد هما دلالة "كسل"، بل على العكس من ذلك تماماً: إنه عمل يتطلب قدراً عظيماً من الجهد والتفاني والعناء، وهو خيارٌ مشروع -عندما يكون خياراً بحقّ- ولا ينطوي على أي تبعية. ولكن مما لا شك فيه أن محيط العمل في البيت أقل "عدائية" وتحدياً من محيط العمل خارجه، وأن تفضيل أعداد متزايدة من النساء له، على خوض غمار الوظيفة بمعناها التقليدي، يظهر ميلاً إلى اجتناب المواجهة والمنافسة والأخطار والصدامات، حتى لو كان ذلك على حساب تحقيق الذات أو نيل الاستقلالية المادية. وهذا، في معنى ما، شكل من أشكال الكسل المعنوي في الأقل.
يزيد فداحةَ الوضع أن النساء الذكوريات (أكنّ "مسالمات" أم لا؛ أكنّ ذكوريات عن تقاعس أو غسل دماغ أو اقتناع حقيقي) هنّ، حتى اليوم، أكثر عدداً من الرجال النسويين في العالم. إذ في حين يسهل وقوع المرأة في فخ الذكورية، للأسباب التي ذكرتها آنفاً، يصعب في المقابل إقناع الرجال باعتناق مبادئ النسوية، رغم الوعي الذي بات موجوداً، بسبب عوامل كثيرة، أبرزها خوفهم من أن يُنظَر إليهم كـ "ضعفاء"، وفهمهم الخاطئ للنسوية على أنها مؤامرة لسحق الرجال وإلغائهم، وتمسكّهم بالذكورية كخطة مواجهة لما يرصدونه كاعتداء عليهم.
أي أننا، بينما نشهد اليوم انتكاساً، أو مساراً ارتدادياً، على مستوى المكاسب النسوية في العالم (ليس أقلّها، على سبيل المثل، ارتفاع عدد جرائم قتل النساء في أوروبا، أو إلغاء المحكمة الأميركية العليا الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض، بعدما كان هذا قانونياً في البلاد طوال الخمسين عاماً الفائتة)، فإننا لا نشهد في المقابل تقدماً موازياً ومعادِلاً وموازِناً على مستوى إدراك المجتمعات عموماً، والرجال خصوصاً. إن المساواة في الحقوق والفرص شرط أساسي من شروط ازدهار أي بلاد، فضلاً عن كونها حقاً إنسانياً طبيعياً. يعني أننا الآن، بامتياز، في حقبة "إلى الوراء سر". هل يكون ذلك نوعاً من التراجع التكتيكي الذي سيجعلنا، في الغد القريب، نقفز إلى الأمام أقوى وأعلى؟ لا أملك سوى أن آمل ذلك.
أسباب أخرى
هل الكسل هو السبب الوحيد وراء وجود النساء الذكوريات، إلى جانب الأسباب البديهية، كالتربية النمطية وتشرّب مبادئ النظام البطريركي منذ الصغر؟ لا. ثمة أيضاً عوامل أخرى، قد تكون هامشية، لكن لها دورها وتأثيرها، وفي ما يأتي بعضها:
• لطالما سمعنا أو قرأنا أن النساء أكثر غيرة من الرجال، لكنّ هذا ليس دقيقاً البتة، وقد أثبت عدد هائل من البحوث والدراسات المقارِنة عدم دقته: ربما النساء أكثر "تعبيراً" عن غيرتهنّ من الرجال، لكن هذا الشعور موجود لدى الجنسين بلا تباين. الصحيح هو أننا نعيش في عالم حيث لا يزال يسيطر الرجال على مراكز القرار والقيادة إلى حد كبير، ما يجعلنا نتوهّم أن المواقع المتوافرة للنساء في القمّة هي قليلة. وهذا ما يدفع بعض النساء إلى تحطيم أخريات، بغية تحييدهنّ كمنافسات محتملات، وهذا سلوك ذكوري بحت. ولكن حان لنا أن نفتخر بنجاحات بعضنا بعضاً، لأن النجاح، أي نجاح، حتى عندما يكون فردياً، ينعكس إيجاباً لا محالة على المجموعة؛ وأيضاً لأن النجاح، أي نجاح متحقّق، لا يحرم الأخريات من نجاحاتهنّ الممكنة: ليس صحيحاً أن هناك كمية محدودة من الإنجازات التي يمكن النساء تحقيقها، حتى نظنّ أن إنجازاً ما تحققه امرأة هنا، يعني حتماً أن ثمة فشلاً ستمنى به امرأة ثانية هناك.
• نحن نعيش، أيضاً، في عالم تسود فيه شريعة الغاب: ففي السياسة كما في الاقتصاد والأعمال والمجالات الأخرى كافة، نرى القوي يطحن الضعيف ويتنمّر عليه. مَن الأضعف من المرأة؟ غالباً الجواب هو: امرأة أخرى. أي أن بعض النساء يتنمّرن ويستقوين الواحدة منهنّ على الأخرى انتقاماً ممّن يتنمّرون عليهنّ، لكي يشعرن أحياناً بأنهنّ "مسيطرات"، وهذا بدوره نهج ذكوري تماماً (تظهر مثلاً دراسة حديثة أن النساء اللواتي يستخدمن خطاباً كارهاً للنساء على منصة تويتر هنّ أكثر عدداً من الرجال الذين يستخدمون خطاباً مماثلاً). إنها حلقة مفرغة من العنف والبؤس والميزوجينية.
• ثمة، أيضاً، نساء "كلاسيكيات" ومحافظات، لا يحتملن وجود نوع مختلف من النساء، كالمتمرّدات، أو المتحرّرات، أو المستفزّات، أو النسويات، أو اللواتي يكرّسن أنفسهنّ لسيرهنّ المهنية، أو الرافضات للأدوار الجندرية النمطية: المرأة المحافظة ترى هؤلاء، "الخارجات على الصف"، كنساء "سيئات"، وتهاجمهنّ لأنهنّ لا ينسجمن مع اقتناعاتها الخاصة، أو ربما خصوصاً لأنهنّ يتحدين هذه الاقتناعات، ويظهرن بدائل ترفض المرأة الكلاسيكية أن تراها، لأسباب مختلفة، منها شعورها بالنقص حيالها، أي إحساسها بأنها فوّتت عليها فرصة حياة "مختلفة"، ربما تشتهيها سراً أو في لا وعيها، وتنتقدها علناً.
تفضّل فئة ليست قليلة من النساء التزام مبدأ الهرمية، والاعتراف بتفوّق الرجال كجنس، في مقابل حصولهنّ على الرفاهية المادية والحماية المعنوية والجسدية اللتين يفترض بهذا المبدأ أن يوفّرهما لهنّ
وبعد، هناك أيضاً، في معشر الذكوريات، النساء الكارهات أنفسهنّ، وتالياً الكارهات بنات جنسهنّ انطلاقاً من كره الذات هذا؛ أو أولئك اللواتي يتمتّعن بأداء دور الضحية، ويحكمن على الأخريات بقسوة لأنهنّ يحكمن على أنفسهنّ ويشفقن على أنفسهنّ في آن واحد؛ أو أولئك المتماهيات مع الرجال حدّ تبنّيهنّ عيوبهم ومآخذهم، ووو: اللائحة تتنوّع، والمصيبة الذكورية واحدة.
حان وقت الشفاء
أكرّر، ختاماً، السؤال الذي يشكّل جوهر هذا المقال: هل ينبغي أن نسامح النساء الذكوريات، ونتغاضى عن أفعالهنّ، ونقلّص حجم وقع هذه الأفعال وأذاها وخطورتها، بحجة أنهنّ "ضحايا"، حتى إذا كان ذلك صحيحاً في بعض الحالات؟ جوابي الشخصي أن لا. حان لنا، نحن النسويات، أن نكفّ عن إيجاد الأعذار والمسوّغات لنساء مماثلات، لأن هذا شكل من أشكال ازدواجية المعايير التي ندعي مكافحتها ونبذها. حريٌّ بنا، بدلاً من ذلك، أن نفكّر في كيفية "شفاء" هؤلاء النساء من ذكوريتهنّ المسمومة، أكانت ذكورية طوعية أم لا إرادية، وأن نظهر لهنّ أن المساواة، مهما تطلّبت من تعب وخطورة وأثمان، أعلى قيمة وأكثر أهمية من أي تذلّل أو دونية أو اعتماد على الرجل، وأن نظهر لهنّ، أيضاً وخصوصاً، أن مهاجمة النساء الأخريات، مهما كان السبب، لا يجعل وضعهنّ، أي وضع الذكوريات، أفضل، أو خياراتهنّ الخانعة في الحياة، مسوّغة ومستحسنة ومقبولة. أكرّر: ليس المطلوب منّا تضامناً أعمى واعتباطياً مع أي امرأة، فقط لأنها امرأة، إذ لدينا كل الحق في أن ننفر من امرأة أخرى، أو أن نتجاهلها، أو أن ننتقدها، أو أن نتعارض معها. ولكن آن الأوان لكي يكون التضامن الواعي والمبرّر بين البشر رد فعل طبيعياً وغريزياً لدى كل إنسان على وجه الأرض. هذه الأرض تتسع للجميع، صدّقوني.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.