شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"بونوت ألترناتيفا"... ميليشيا نسائية إسرائيلية لـ "تعزيز المساواة وتمكين المرأة"!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والتطرف

السبت 30 سبتمبر 202302:57 م

في إسرائيل، السلاح في كل يد، خشنةً كانت أو ناعمة. إسرائيل أساساً تقوم على عقيدة قتالية، استمرارها مرتبط بتفوقها العسكري. لكن السلاح، لم يعد موجهاً إلى الأغراب، غير اليهود وغير الإسرائيليين، فحسب، ولم يعد حكراً على الرجال. مؤخراً صار سلاحاً ضد الأهل، وموجهاً من النساء نحو الرجال، ذوداً عن حقوقهن.

في آب/ أغسطس الماضي، وخلال مساعي حكومة نتنياهو إلى إدخال إصلاحات مزعومة على القضاء بقيادة وزير العدل الإسرائيلي، ياريف ليفين، والتي ازدادت خلالها حدة الخوف من نشوب حرب أهلية، برزت إلى العلن ميليشيا "بناة البديل"، وهي ميليشيا نسائية، إذ ظهرت نساء إسرائيليات بشكل مميز وسط الاحتجاجات بالزي الأحمر، ما أحدث ضجةً كبيرةً، علّقت عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية باستفاضة.

هذا الأمر أدى إلى زيادة انتشار "بناة البديل" وشعبيتها، إذ أعلنن عن التصدي بالقوة من خلال جماعات نسائية مسلحة لأي محاولات لليهود المتدينين لفرض الزي المحتشم في المواصلات إثر بعض الأصوات اليمينية التي طالبت بذلك. وتحدث العديد من الإسرائيليين عن مخاوف من تبنّي "بناة البديل" نهجاً مسلحاً خلال الأيام القليلة المقبلة، وهو ما حدث في العديد من الجماعات الإسرائيلية التي بدت في بدايتها سلميةً، لكن سرعان ما تحولت إلى جماعة مسلحة تضغط للحصول على مكاسب، مثل حركة "كاخ" المتطرفة التي أسسها الحاخام مئير كاهانا، والتي تحولت مع الوقت إلى ميليشيا مسلحة، وأشهر عملياتها حادثة "الحرم الإبراهيمي" التي راح ضحيتها 29 مسلماً على يد الإرهابي باروخ جولدشتاين عام 1994، وغيرها الكثير من الجماعات والحركات والميليشيات الإسرائيلية.

فما قصة هذه الجماعة؟ وما هي أهدافها؟ وهل تسير في فلك الميليشيات المسلحة الإسرائيلية؟ ولماذا ازداد بريقها في عهد نتنياهو الحالي؟ وهل بالفعل تناضل ضد الحكومة؟ أم لها أهداف غير معلنة كبقية الميليشيات المسلحة الإسرائيلية وهو الثابت تاريخياً؟ وهل تسير في فلك الحكومة ذات التوجهات اليمينية المتطرفة أم تغرّد خارج السرب؟ ولماذا تظهر الجماعة متخفيةً في كثير من الأحيان؟ وما هي دلالات اللون الأحمر الذي ترتديه؟ وما قصة مؤسِسة هذه الجماعة؟

لمحة تاريخية

شكّلت الميليشيات المسلحة نواة تكوين الجيش الإسرائيلي. فقبل عقود من إعلان دافيد بن غوريون عن إقامة دولة إسرائيل عام 1948، كانت الجماعات المسلحة هي البداية التي قامت عليها دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة.

يوضح الدكتور عبد الوهاب المسيري، في موسوعته الشهيرة "اليهود واليهودية والصهيونية"، في المجلد السابع، صفحة 203، أن تنظيم "بار جيورا" أو كما تُنطق بالإنكليزية Bar giora، كانت أول منظمة عسكرية تابعة للصهاينة ومهمتها حراسة المستعمرات في مناطق الجليل الأعلى عام 1907. وفي عام 1909، حُلّ التشكيل واندمج مع تنظيم "هاشومير" المسلح، الذي كان نواةً لتشكيل الهاغاناه ومنها خرجت عصابة "شتيرن" الإرهابية، وتنظيم "الإرجون"، ومنها جميعها تم تأسيس جيش الاحتلال الحالي.

في أثناء الاحتجاجات الواسعة على الإصلاحات القضائية التي تدعمها حكومة نتنياهو، ظهرت "بناء البديل" وأعلنت عزمها التصدي بالقوة من خلال جماعات نسائية مسلحة لأي محاولات لليهود المتدينين لفرض الزي المحتشم في المواصلات إثر بعض الأصوات اليمينية التي طالبت بذلك

الصورة القاتمة السابقة توضح لنا بذرة المجتمع الإسرائيلي المسلح؛ الميليشيات المسلحة هي المسيطرة على دولة إسرائيل طوال تاريخها الذي لم يتجاوز الثمانين عاماً. وكانت المهمة الأساسية للهاغاناه هي تدريب الفتيات والفتيان على القتال وحمل السلاح من أجل الدفاع عن الصهاينة، فاشتركت الفتيات برفقة الفتيان منذ اللحظة الأولى في تكوين المجتمع، حتى أصبح كل مواطن يحمل سلاحاً، بسبب ما غرسته الحركة الصهيونية في المواطنين بأنهم "شعب الله المختار"، الذي يُحارب من شتى بقاع الأرض، ويجب عليه الحفاظ على الأرض الموعودة. ومع مرور الوقت، ظهرت العديد من التنظيمات التي كانت لها أهداف حقوقية في البداية، لكن سرعان ما تحولت إلى تنظيمات مسلحة، لها أهدافها المتطرفة ضد العرب، حتى لو أعلنت أن من جملة أهدافها الظهور السلمي والدفاع عن الحقوق والحريات.

وتُعدّ فكرة العصابات أو الميلشيات المسلحة هي الأساس الذي تقوم عليه إسرائيل، حتى اصطبغ المجتمع كله بصفة التسليح، رجالاً كانوا أو نساءً، ومع وصول حكومة بنيامين نتنياهو الحالية إلى سدة الحكم، وبوجود وزير يميني متطرف يقود المنظومة الأمنية هو إيتمار بن غفير، ازداد العنف والميل إلى مزيد من التسلح، بحجة الدفاع عن النفس ضد العرب.

ففي نهاية شهر كانون الثاني/ يناير 2023، وفور وصول وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، إلى موقع الهجوم الذي وقع في القدس المحتلة، وقُتل على إثره 7 إسرائيليين، حثّ بن غفير أقرانه في المجلس الوزاري المصغر على تسريع إجراءات منح تراخيص الأسلحة للمواطنين الإسرائيليين للدفاع عن أنفسهم، وفي هذا التاريخ نفسه ظهرت جماعة نسائية شبه مسلحة تُدعى "بونوت ألترناتيفا" وتعني بالعربية "بناة البديل"، أسستها إحدى قادة جهاز الشاباك الإسرائيلي، موران زير كاتزنشتاين، التي تدّعي أنها يسارية.

من هنّ "بُناة البديل" (بونوت ألترناتيفا)؟

تعرّف الجماعة النسائية الجديدة بنفسها على أنها "جماعة غير حزبية تعمل على تعزيز المساواة وتمكين المرأة ورفع الوعي ضد العنف ضد النساء. تأسست عام 2020، على يد موزران زيركاتزنشتاين، وتضم الجماعة عشرات الآلاف من الأعضاء على مواقع التواصل الاجتماعي منذ تأسيسها، وتدعو الجماعة نساء إسرائيل كلهن إلى الانضمام إليها بمن فيهن النساء المتدينات اللواتي يشعرن باضطهاد المجتمع الديني لهن. اتخذت الجماعة من اللون الأحمر شعاراً لها، في ملابسها وظهورها المميز داخل إسرائيل، كعلامة بحسب ما نشره التلفزيون الرسمي لدولة إسرائيل، على رفض التمييز بين الرجل والمرأة، ويعني اللون الأحمر في نظرهنّ النضال من أجل حقوق المرأة.

وتشرح الجماعة أهدافها على موقعها الرسمي بأنها تشكيل جماعة ضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل السماح لهن بالمشاركة في اللجان المختلفة كصوت نسائي، وتولّي المناصب العليا، كذلك تغيير الرأي العام ضد بعض القضايا محلّ اهتمام النساء، والظهور في الأحداث الجماهيرية كجماعة لها صوت وتقود المظاهرات والمسيرات والمؤتمرات. ومن جملة الأهداف أيضاً، الضغط على المؤسسات الإعلامية من أجل تصحيح الصورة عن المرأة الإسرائيلية واليهودية، والترويج للحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي بالقضايا.

تأسست الجماعة عام 2020، على يد موزران زيركاتزنشتاين، وتضم الجماعة عشرات الآلاف من الأعضاء على مواقع التواصل الاجتماعي منذ تأسيسها، وتدعو الجماعة نساء إسرائيل كلهن إلى الانضمام إليها بمن فيهن النساء المتدينات اللواتي يشعرن باضطهاد المجتمع الديني لهن

وكانت الجماعة هذه قد ظهرت لأول مرة عام 2020، إثر وقوع حادثة اغتصاب فتاة في إيلات في فندق البحر الأحمر. وقتها أعلنن أن الاغتصاب يساوي القتل، وأنهن لن يصمتن على ما حدث وسيناضلن بشتى الطرق، ونظمت الجماعة أول المسيرات، حتى تم التحقيق مع مدير الفندق، وحبسه، وقادت زيركاتزنشتاين المظاهرة، ودعت جموع الإسرائيليين للتعبير عن رفضهم للعنف ضد المرأة بشتى الطرق. وبالفعل اتسعت التظاهرات، حتى وصل عددها إلى 30 وقفةً احتجاجيةً أكبرها كانت في ميدان رابين بمشاركة نحو 5 آلاف عنصر نسائي. ودخلت النساء في إضراب حينها، بل أغلقت شركة "ماكدونالدز" الشهيرة فروعها تضامناً مع "بناة البديل" اللواتي ظهرن بالزي الأحمر المميز لهن، وتوالى الظهور والنشاط رويداً رويداً للجماعة التي صعّدت من وتيرة تهديداتها.

مستقبل "بناة البديل" وعلاقتها بالحكومة الإسرائيلية

لم تعلن الجماعة حتى الآن عن نوع التسليح الخاص بها، أو الطرق الدفاعية التي ستلجأ إليها مع الوقت، لكن بالعودة إلى مؤسِسة الجماعة، وهي زيركاتزنشتاين، يمكن استنباط مستقبل "بناة البديل" وخططها. فالمرأة التي أسست الميليشيا هي إحدى ضابطات جهاز الشاباك سابقاً، نشأت في "بيت ديني" لكنها تلقّت تعليماً علمانياً. تعلق الدكتورة إعتماد جمال، المدرسة المساعدة في قسم اللغة العبرية في جامعة القاهرة، على تلك الشخصية وميليشيات "بناة البديل"، لرصيف22، بقولها: "بطبيعة الحال مرت زيركاتزنشتاين بمراحل حياتية ذات توجهات متناقضة، بين الديني والعلماني، ما يجعل شخصيتها كسائر زعماء والقادة الإسرائيليين، الذين مرت حياتهم بتناقضات كثيرة أدت في النهاية إلى التخبط والقيادة المسلحة للجماعات التي تقع تحت مسؤوليتهم. وفي النهاية ستقع صدامات مسلحة مع الوقت بين 'بناة البديل' وبين الحكومة، حتى تكتسب الجماعة شهرتها، وبعدها تبدأ الحكومة باستخدامها لتحقيق توازنات في المجتمع".

وتضيف الدكتورة إعتماد جمال: "شهدت إسرائيل العديد من الجماعات والميليشيات المسلحة سواء النسائية أو الرجالية أو المختلطة، وفي النهاية تعمل جميعها تحت توجهات الجيش، ولا يمكنها التغريد خارج سرب السياسة الإسرائيلية، حتى وإن بدت كذلك أمام الإعلام والرأي العام. فهذا يحدث لكسب شعبية وشرعية مزيفة بأنها تمارس الديمقراطية والنزاهة، وبعدها يتم توجيهها لقمع المواطنين العرب، أو التنكيل بهم، أو إحداث تغيير للرأي العام، سواء الإسرائيلي أو العربي، أو حتى العالمي. فكلها جماعات ضغط صهيونية، حتى تلك التي تزعم أنها ذات توجهات يسارية مثل جماعة بناة البديل، لكنها في النهاية تؤدي دورها في منظومة العمل الصهيوني المدروس والذي يتم توجيهه لتحقيق الأهداف".

التاريخ يعيد نفسه

مشهد التحول من الشكل السلمي إلى المسلّح في تاريخ الجماعات والميليشيات الإسرائيلية، تكرر كثيراً، والحديث هنا يدور بشكل أدقّ حول الجماعات النسائية، مثل "بناة البديل".

فهل سبق أن نشأت هناك حركة كان هدفها غير مسلح، لكنها تحولت بعد ذلك لتصبح مسلّحةً؟ الإجابة عن هذا السؤال نجدها تنطبق على حركة "نساء من أجل الهيكل"، التي تشكلت في 2001، والتي تأسست على يد ميخائيل أفيعيزر، وهدفها جمع الأحجار الكريمة لبناء الهيكل اليهودي. فبعد مرور تسع سنوات على تأسيس الحركة، وتحديداً في العام 2010، شهدنا اقتحامات الجماعة للمسجد الأقصى بشكل متكرر، بل شجعت الفتيات اليهوديات في ليلة عرسهن على اقتحام المسجد الأقصى كجزء من شعائر الزواج اليهودية، وتشجع على اقتحامات المسجد الأقصى من خلال برنامج شهري، بل تنشر الفتاوى الدينية التي تشجع على اقتحامه، لذا يمكننا التنبؤ بأن "بناة البديل" ما هي سوى سيناريو مكرر لكثير من الجماعات. وبالفعل ظهر التحول السريع، من مجرد دعاوى إلكترونية، إلى تظاهر، واحتجاجات، فتشجيع على مواجهات وتهديدات مسلحة.

وحتى الآن لم يتعامل أحد من وزراء الحكومة الإسرائيلية مع الأمر بجدية، لكن نتنياهو حاول طمأنة المتظاهرات ذوات الزي الأحمر، بأنه لن يستطيع أحد كبح جماح حريتهن أو فرض رغبته عليهن. عموماً، وبخصوص الجماعة، فهي بدأت بالتحول من الشكل السلمي المنادي بالحقوق، إلى شكل التنظيم والتظاهر، ثم الحديث عن إرهاب العرب وضرورة المواجهة لو تطلّب الأمر ذلك، وهو ما يعزز نظرية المجتمع الإسرائيلي المسلّح بعناصره كلها.

انتشرت سياسة التسليح بين النساء والرجال، وأصبحت هناك مراكز تعلّم الإسرائيليات على حمل السلاح وتدرّبهن على المواجهة

المجتمع المسلّح "نساء ورجال"

تعيش إسرائيل حالةً من عدم الاستقرار والصراع الدائم، بسبب طبقية المجتمع من جانب، وبسبب عنصرية الإسرائيليين تجاه العرب من جانب آخر. فهناك صراعات إسرائيلية-إسرائيلية، وأخرى إسرائيلية-عربية. وبسبب سياسة الاحتلال والقمع التي تمارسها الحكومة، هناك محاولات من المواطنين العرب للذود عن أنفسهم، لذا توجه الحكومة الإسرائيلية المواطنين بضرورة حمل السلاح.

يقول محمد هلسة، في مقالة نشرتها "الميادين"، إن هناك قرابة 160 ألف مستوطن إسرائيلي يحملون سلاحاً شخصياً، بخلاف قوات الأمن، وازدادت وتيرة حمل السلاح، منذ أن غيّر وزير الأمن الداخلي الأسبق، جلعاد إردان، أسباب حمل السلاح، وحوّلها من الضرورة إلى الأهلية، بمعنى أن الشخص المدرّب والمؤهل يمكنه حمل السلاح.

انتشرت سياسة التسليح بين النساء والرجال، وأصبحت هناك مراكز تعلّم النساء على حمل السلاح وتدرّبهن على المواجهة. وبحسب موقع "مكور ريشون" هناك الكثير من النساء غير راضيات عن حماية الأجهزة الأمنية لهن في المستوطنات، لذا قررن أخذ دورات في الرماية وتعلم التصويب للحصول على ترخيص سلاح شخصي أولاً، ومن ثم التدريب على إصابة الهدف.

وبحسب الموقع فإن هدف النساء مواجهة الإرهابيين، وبالطبع هذا يدلل على توجهات المجتمع المسلح، والفكر النسائي الرامي إلى التسلح الشخصي.

مؤخراً، انتشرت فكرة تسليح الجميع في المجتمع الإسرائيلي بشدة، والحديث هنا عن العنصر النسائي بشكل أكبر، خاصةً مع دعاوى وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، المواطنين إلى ضرورة حمل السلاح الشخصي لمواجهة أي محاولات اعتداء على حد زعمه. وتعزيزاً لهذا الطرح، ظهرت إيلا بن غفير، زوجة وزير الأمن القومي، برفقة زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، ومعها مسدس. وأكدت أنها تحمله منذ 7 سنوات لمواجهة إرهاب العرب على حد زعمها، وقالت: "أنا يهودية أعيش في أرض إسرائيل ولدي الحق في الدفاع عن نفسي، وأشجع النساء اليهوديات في مستوطنات الخليل على التدريب وتعلم الرماية للحصول على رخصة السلاح من وزارة الداخلية".

وتشير بعض الإحصائيات إلى أن 5% من مقدّمي طلبات الحصول على أسلحة، من النساء، وتتكتم وزارة الداخلية الإسرائيلية على الأرقام، لكن تشير التقديرات إلى زيادة عدد النساء اللواتي يحملن السلاح، وبعض المصادر تشير إلى أن قرابة مئتي ألف مدني يحملون السلاح في إسرائيل، 10% منهم من النساء، بالإضافة إلى تسليح نحو مليون شخص من قوات الاحتياط حال استدعائهم، فضلاً عن عدد أفراد الجيش والشرطة، ونسبة النساء في الجيش والشرطة قرابة 20%، واللافت للنظر هو أن انتشار فكرة تسليح النساء وتخصيص دورات تدريبية لهن من الفئات العمرية كافة، خاصةً في مستوطنات الخليل. وكانت بعض الصفحات على مواقع التواصل قد نشرت صوراً لنساء يهوديات طاعنات في العمر، وهن يتدربن على الرماية وحمل السلاح.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

جميعنا عانينا. عانينا كثيراً، ولا نزال نعاني، من انتشار الجماعات المتطرفة والأفكار المتطرفة، ولذلك نحرص في رصيف22 على التصدي لها وتفكيك خطاباتها، ولكن نحرص أيضاً، وبشدّة، على عدم الانجرار إلى "شرعنة" ممارسات الأنظمة التسلطية، لأن الاستبداد أحد أسباب ظاهرة التطرّف، ولا يمكن التصدي لها بمزيد من الاستبداد. لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard
Popup Image