شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
تفكرون بأخذ لقاح الإنفلونزا في بداية الشتاء؟... هذا المقال يجيب عن أسئلتكم

تفكرون بأخذ لقاح الإنفلونزا في بداية الشتاء؟... هذا المقال يجيب عن أسئلتكم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والتنوّع

الثلاثاء 26 سبتمبر 202311:54 ص

نتأهب جميعاً لاستقبال فصل الشتاء، لنستقبل معه فيروس الإنفلونزا الذي تكون ذروة انتشاره في فصل البرد والمطر، فنتحلّق حول المدفأة في غرفة صغيرة ومغلقة لنعطي الفايروس فرصة ذهبية للانتشار، عدا انخفاض مناعتنا بسبب البرد، فإن كنتم شديدي التأثر بفايروس الإنفلونزا، أو لديكم أطفال يمرضون بشدة في كل شتاء، أو لديكم مسنون في العائلة، أو تعانون من أمراض مزمنة، قد يكون لقاح الإنفلونزا خياراً مناسباً لكم، وفي هذا المقال كل ما ترغبون بمعرفته عنه. 

الإنفلونزا أعراض خفيفة، ولكن 

تشير الإحصاءات إلى أنّ الأنفلونزا تتسبب بحوالى 400 ألف وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم. وأغلب هذه الوفيات ناجمة عن الالتهابات الرئوية، والعقابيل التنفسية. ويموت الناس أيضاً بسبب اختلاطات الإنفلونزا بالمشاكل الصحية الأخرى، مثل السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية، ولكن لم تُجرَ إحصاءات عالمية لعدد هذه الوفيات بعد.
وغالباً ما يعاني المصابون بالإنفلونزا من أعراض خفيفة لا تتطلب الاستشفاء، ولكن هنالك أشخاصاً معرّضون للإصابة بالاختلاطات الشديدة مثل النساء الحوامل، والأطفال دون الخمس سنوات، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة (مثل أمراض القلب المزمنة، أو الرئة، أو الكلى، أو الاضطرابات الاستقلابية، أو أمراض الكبد أو أمراض الدم). والمرضى المثبطين مناعياً (مثل مرضى فيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز، ومن يتلقون العلاج الكيميائي، ومرضى الأورام الخبيثة). زبالطبع يتعرض العاملون في المستشفيات، وفي مجال الرعاية الصحية بشكل عام لخطر الإصابة بفيروس الأنفلونزا بسبب زيادة تعرضهم للمرضى. 
تتسبب الإنفلونزا بحوالى 400 ألف وفاة سنوياً في العالم. ويموت الناس أيضاً بسبب اختلاطات الإنفلونزا بالمشاكل الصحية الأخرى، مثل السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية
ويُلاحظ ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا في بلدان أمريكا الجنوبية وأفريقيا وجنوب آسيا مقارنة بأوروبا وأمريكا الشمالية، وذلك بسبب الفقر، وضعف البنى التحتية، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية، وانخفاض معدلات التطعيم.
وعن طرق العدوى، تنتشر الأنفلونزا الموسمية بسهولة، خاصةً في الأماكن المزدحمة مثل المدارس ودور رعاية المسنين. عندما يسعل أو يعطس المُصاب، تتناثر في الهواء قطيرات تحتوي على فيروسات، لتصيب الأشخاص القريبين -على بعد متر واحد وما دون- الذين يستنشقون هذه القطيرات. كما تنتقل فيروسات الانفلونزا أيضاً عن طريق الأيدي الملوثة. وللتقليل من فرص العدوى، يجب على المصابين تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال أو العطاس، وغسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون. 

لمن يُعطى اللقاح؟ ولمن لا؟ 

تقول الدكتورة رزان محمد عبد الله، طبيبة في اختصاص الأطفال وحديثي الولادة في اللاذقية لرصيف22: "لقاح الإنفلونزا أو المعروف شعبياً (لقاح الكريب)عبارة عن فيروسات مقتولة تُعطى حقناً عبر العضل وهو آمن بالنسبة للحوامل ومُضعفي المناعة، النوع الآخر هو الحيّ المُضعف ويُعطى على شكل رذاذ أو بخاخ أنفي، ولكن لا يجوز إعطاؤه للحوامل وضعيفي المناعة، مثل الذين يتناولون الكورتيزونات ومثبطات المناعة".
وتتابع: "اللقاح ليس ضد الرشح أو الزكام الشائع، إنما هو موجه ضدّ فيروسات الإنفلونزا، التي تسبب التهابات صدرية تنفسية قد تكون خطيرة عند الأطفال، ويُعطى اللقاح لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أضداد لهذه الفيروسات".

هناك نوعان من لقاح الإنفلونزا، الأول عبارة عن فيروسات مقتولة تُعطى حقناً عبر العضل، والثاني هو الحيّ المُضعف ويُعطى على شكل رذاذ أو بخاخ أنفي
وعن الفئة المُستهدفة باللقاح تقول عبدالله إنه يوصى عالمياً باللقاح للجميع فوق عمر الستة أشهر، وخاصةً كبار السن الذين يُعانون من أمراض مزمنة مثل الربو والسكري وارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب، وعن الممنوعين من اللقاح تقول: "لا يُعطى اللقاح للأطفال دون عمر الستة أشهر، والذين يُعانون من حساسية للبيض، أو أولئك الذين سبق وتحسسوا من اللقاح سابقاً، ولا يجوز إعطاء اللقاح الحي المُضعف للنساء الحوامل والمرضى مثبطي المناعة، لذا يُنصح بأخذ لقاح الإنفلونزا بعد استشارة الطبيب وتحت إشرافه".
وتشير الطبيبة إلى أن اللقاح ليس موحداً أو ثابتاً، حيث يتم إعادة إنتاجه سنوياً لأنّ فيروس الإنفلونزا يغير باستمرار سلالاته وأنماطه باستمرار، لذا يجب إعطاؤه مرة كل عام، على عكس اللقاحات الأخرى. 

لقاح الإنفلونزا للأطفال

تعيش هاجر (29 عاماً) في إحدى قرى ريف حمص، وهي إحدى العاملات في القطاع الصحي، تقول لرصيف22: "يلجأ إخوتي وأقاربي إلى لبنان لشراء اللقاح لأطفالهم الذين تتدرج أعمارهم من أربع إلى عشر سنوات، ذلك لأنهم كانوا يمرضون بشدة خلال الشتاء، خصوصاً الأطفال الصغار في سن الحضانة"، وعن سؤالنا فيما إذا كانت تلاحظ فعالية للقاح "نعم، استفاد الأطفال بشكل واضح على اللقاح، فأصبح مرضهم أقل حدة، وبعضهم لا يمرضون أبداً، ولو لم يكن فعالاً لما تحملوا عناء وتكاليف شرائه من لبنان في ظل الظرف الاقتصادي والمعيشي الصعب".
بحسب "Royal Society Open Science" تكون الأنفلونزا أخطر عند الرضع وكبار السن، فمن بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، تقتل الأنفلونزا حوالي 31 شخصاً لكل 100 ألف سنوياً في أوروبا. 
أفضل وقت لإعطاء اللقاح هو الشهر التاسع، حيث ينشط الفيروس كما هو معروف في فصل الشتاء، وتبدأ فعاليته خلال أسبوعين من إعطائه، ويُعطي وقاية بنسبة 70 إلى 80%

وبخصوص طريقة إعطاء اللقاح للأطفال تقول الدكتورة رزان عبدالله "يُعطى لقاح الأنفلونزا للأطفال دون عمر الست السنوات على شكل جرعتين بفاصل شهر بينهما، بينما الأطفال فوق عمر الست سنوات يُعطون اللقاح جرعة واحدة، ويُذكر أنّ إعطاء اللقاح خلال الحمل يُكسب الرضيع مناعة تستمر ستة أشهر بعد الولادة". 
وتضيف: "أفضل وقت لإعطاء اللقاح هو الشهر التاسع، حيث ينشط الفيروس كما هو معروف في فصل الشتاء، وتبدأ فعاليته خلال أسبوعين من إعطائه، ويُعطي وقاية بنسبة 70 إلى 80%". 
في هذا السياق يقول لرصيف22 الدكتور يوسف محمود غانم، دكتوراه في أمراض القلب عند الأطفال وحديثي الولادة من جامعة برلين: "بخصوص إعطاء لقاح الإنفلونزا للأطفال الذين يعانون من آفات قلبية ولادية، فأنا أنصح بإعطائه للأطفال الذين يُعانون من آفات قلبية مُزرّقة والشديدة والتي تصل إلى مرحلة قصور القلب، مثل تبادل منشأ الأوعية، ورباعي فالو، والجذع الشرياني المشترك، والرتق الرئوي وغيرها". 

هل يخفف اللقاح من شدة الإصابة بكورونا؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن لقاح الإنفلونزا قد يقلل من شدة الأعراض المرافقة لفيروس كوفيد-19. حيث بحثَت دراسة حديثة نُشرَت نتائجها في مجلة "Nature" في العلاقة بين لقاح الإنفلونزا وشدة الإصابة بكوفيد-19.
لم يجد الباحثون فروق هامة بين أولئك الذين تلقوا لقاح الإنفلونزا وأولئك الذين لم يتلقوه فيما يخص أعراض كوفيد-19، باستثناء الحاجة إلى التهوية الميكانيكية التي أظهرت خطراً أقل بشكل ملحوظ في المجموعة المُحصنة بلقاح الإنفلونزا، مقارنة بالمجموعة غير المحصنة، وفي الوقت نفسه، أكّد الباحثون أنّ الدراسة لا تستبعد أهمية اللقاح خلال جائحة كوفيد-19.  

ينصح الأطباء بإعطاء لقاح الإنفلونزا للأطفال، وكبار السن، ومن يعانون من مناعة ضعيفة أو مشاكل ولدت معهم في القلب 
وحول إمكانية إعطاء لقاحي الإنفلونزا وكوفيد معاً، فإنّ الدراسات المُجراة خلال جائحة كوفيد-19 أتاحت إمكانية إعطاء لقاح الإنفلونزا ولقاح كوفيد-19 في الزيارة نفسها. ونشرَ مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها دراسةً تُظهر أنّ الأشخاص الذين تلقّوا لقاح الإنفلونزا مع لقاح كوفيد-19 في الزيارة نفسها كانوا أكثر عرضة قليلاً (8٪ إلى 11٪) لبعض الآثار الجانبية، مثل التعب والصداع وألم العضلات من الأشخاص الذين تلقوا لقاح كوفيد-19 فقط، لكنّ هذه الأعراض خفيفة وسريعة الزوال في أغلب الحالات.
وفي الختام، لا بد من تبرئة لقاح الانفلونزا من الشائعات التي طالته بأنه يؤثر على القدرة الجنسية، بل على النقيض من ذلك قد تؤثر فيروسات الأنفلونزا على نوعية الحيوانات المنوية وسلامة حمضها النووي. حيث تضرّ الحمى المرتفعة المميزة للإنفلونزا ببنية الكروماتين الخاص بالحيوانات المنوية، ما قد يؤدي إلى إنتاج نطاف مشوّهة غير قادرة على إخصاب البويضة، وعليه فإنّ أخذ لقاح الإنفلونزا لا يُضعف الخصوبة، بل يحميها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image