وسط طوفان "الترند" المتغير لحظياً في مصر، برزت قرية "شبرا بلولة" التي يحج إليها الصحافيون من مصر والعالم خلال النصف الثاني من كل عام، واحتلت موقعاً في قائمة الأكثر تداولاً مع انتصاف شهر سبتمبر/ ايلول الجاري، عقب تصريحات مسؤولين رسميين وضعتها على قائمة الدولة لـ"التطوير".
الإعلان أثار موجة من المخاوف والسخرية، لارتباط كلمة التطوير في مصر خلال السنوات الأخيرة بالهدم وإزالة المساحات الخضراء أو تدخل جهات الدولة لاحتكار منتجات أو خدمات رابحة.
الخوف على "شبرا بلولة" يأتي لشهرتها المبنية على كونها القرية المصرية التي تنتج - حسب تقديرات أرباب الصناعة- 60% من محصول الياسمين العالمي، ويدخل إنتاجها في الصناعات العطرية والطبية والتجميلية والغذائية.
لكن وراء المخاوف ورائحة الياسمين التي تفوح بها القرية التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية (شمال غربي العاصمة) مشهدٌ غائب، لا تلتفت إليه كاميرات الصحافة الفرحة بلون الياسمين، وهو حقوق الفلاحين الذين يمثلون حلقة الأساس من بين ثلاث حلقات تعمل في مجال زراعة الياسمين وتصنيع عجينته وزيته الخام وتصديرهما إلى الخارج، ورغم أنه الحلقة الأهم إلا أنه الحلقة الأكثر ضعفاً كما يكشف رصيف22 في هذا التحقيق الذي يتحرى أيضاً مشهد الاحتكار القائم في هذه الصناعة بلا ضابط.
على مدى 70 عاماً، أصبح فلاحو شبرا بلولة يشاركون فخري الإنتاج بزراعة أراضيهم بزهور الياسمين، لتستحوذ هذه القرية على غالبية إنتاج مصر من الزهرة العطرية التي تنتج أثمن العطور العالمية، وانتشرت زراعتها لاحقاً في قرى مجاورة في المحافظة، إلى جانب بعض قرى محافظة بني سويف
أول دخولنا الجنينة
في عام 1955، عاد المصري أحمد فخري من فرنسا، حيث كان يدرس الهندسة الكيميائية، جالباً معه زهور الياسمين، وزرعها في إقطاعية مساحتها نحو 100 فدان كان يملكها في قرية "شبرا بلولة" في قلب دلتا النيل، واختار هذا المكان تحديداً، رغم امتلاكه أراض في مناطق أخرى، كون تربته الطينية مناسبة لزراعة أفضل نبتة ياسمين من حيث الجودة، إضافة لتوافر المياه.
ومنذ ذلك الحين وعلى مدى 70 عاماً، أصبح فلاحو شبرا بلولة يشاركون فخري الإنتاج بزراعة أراضيهم بزهور الياسمين، لتستحوذ هذه القرية على غالبية إنتاج مصر من الزهرة العطرية التي تنتج أثمن العطور العالمية، وانتشرت زراعتها لاحقاً في قرى أخرى مجاورة في المحافظة منها قرى مركز بسيون، إلى جانب بعض قرى محافظة بني سويف.
جمع أزهار الياسمين هي مهنة جميع أهالي شبرا بلولة طوال موسم الحصاد، الذين يتولون عملية القطف، وأقل نسبة ربح تذهب للمزارعين، إذ تحصل السيدات اللائي يجمعن الياسمين "المجمعات" على 45 جنيهاً للكيلو (دولار ونصف تقريباً)، وهو أقل سعر لجمع أي محصول
ويستحوذ مصنع أحمد فخري على نسبة 60 إلى 80% من إنتاج شبرا بلولة وتتشارك مصانع أخرى تابعة للقطاع الخاص في النسبة المتبقية.
وفي تصريحات صحافية لحسين فخري، الذي ورث مصنع استخلاص عجينة وزيت الياسمين عن والده أحمد فخري، وشغل حالياً منصب رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للزيوت العطرية وتجارة الروائح، فإن شبرا بلولة تنتج 2500 طن سنوياً من أزهار الياسمين المعالجة خلال الموسم، ما يمثل 60% من الإنتاج العالمي من الياسمين.
وبحسب تقرير للاتحاد الدولي لتجارة الزيوت والعطور عام 2020، فإن 95% من مستخلص الياسمين الذي يدخل في صناعة العطور عالمياً يأتي من مصر والهند، وتنتج مصر 6 أطنان من عجينة الياسمين سنوياً، وكل طن من العجينة ينتج على الأقل نصف طن من الزيت الخام، ويجلب تصدير الياسمين "عجينة+ زيت خام" نحو 6.5 مليون دولار سنوياً، حيث تصدر مصر 100% من إنتاجها، وتوفر هذه الصناعة دخلاً لنحو 50 ألف مصري.
ووفقاً لمقال للباحثة بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين، سارة عبد الخالق، نشرته الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة بوزارة الزراعة، يعطي طن الياسمين - 4 إلى 6 ملايين زهرة- في المتوسط حوالى 2.8 كيلوجرام من العجينة، يمثل الزيت الحر فيها نسبة 60%، أي حوالي 1.6 كيلوجرام من الزيت الحر، الذي يحضر ضمن المواد الخام لأشهر العطور في فرنسا وأمريكا وبريطانيا وكندا. وفي عام 2018، بلغ سعر الكيلوجرام الواحد من عجينة الياسمين 1650 دولاراً، بينما كيلوجرام الزيت يصل إلى 3100 دولار.
95% من مستخلص الياسمين الذي يدخل في صناعة العطور عالمياً يأتي من مصر والهند، وتنتج مصر 6 أطنان من عجينة الياسمين سنوياً، وكل طن من العجينة ينتج على الأقل نصف طن من الزيت الخام
فلاحو شبرا بلولة
بداية من يونيو/ حزيران من كل عام حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، وهي فترة حصاد أزهار الياسمين، اعتاد الفلاح المصري ياسر حسين، الاستيقاظ عند الثالثة فجراً، شأنه شأن جميع أهالي قريته شبرا بلولة، نسائها ورجالها وأطفالها وشيوخها وأيضاً بعض أهالي القرى المجاورة، يرتدي كشافاً على رأسه، ليبدأ رحلته اليومية لقطف أزهار الياسمين حتى الثامنة أو التاسعة صباحاً.
ويتطلب جمع أزهار الياسمين، أن تتم هذه العملية في الظلام، حيث تتفتح البراعم الناضجة وينتشر عبيرها عبر الحقول، أما بعد شروق الشمس، تفقد هذه الأزهار رائحتها وتصبح غير صالحة للاستخدام، وللحفاظ على مكونات الزهرة يجب أن يوازن الفلاح بين القطف السريع لجمع أكبر كمية، وفي ذات الوقت العناية بحيث لا يضغط بشدة على الأزهار، أما إذا وجد براعماً غير ناضجة يتركها لليوم أو اليومين التاليين، حتى تتفتح وتصبح بيضاء ناضجة تحتفظ برونقها لفترة.
يقول حسين لرصيف22 إن جمع أزهار الياسمين هي مهنة جميع أهالي شبرا بلولة طوال موسم الحصاد، الذين يتولون عملية القطف، ويسلمون إنتاجهم للوسيط المتمثل في المجمعات التي تسلمها للمصانع، لافتاً إلى أن أقل نسبة ربح تكون للمزارعين، إذ تحصل المجمعات على الكيلوجرام الواحد من أزهار الياسمين هذا العام مقابل 45 جنيهاً مصرياً (دولار ونصف تقريباً)، وهو أقل سعر لجمع أي محصول.
يصل عدد الفلاحين الذين يجمعون أزهار الياسمين التي تمتد على مساحة 465 فداناً بشبرا بلولة، نحو 50 ألف فلاح، وبحسب ياسر حسين، فإن هؤلاء الفلاحين بمقدورهم جمع من 2 طن من الأزهار يومياً في بداية موسم الحصاد، يزيد إلى 10 أطنان يومياً في أوقات الذروة مقابل أقل الأجور
وينقسم الفلاحون إلى ثلاث فئات: ملاك الأراضي، المستأجرون، وجامعو الأزهار من العاملين باليومية، ويذهب ثلث مقابل الكيلوجرام من الياسمين لمالكي أو مستأجري الأراضي، والثلثين للعمال جامعي الأزهار أي 30 جنيهاً مقابل الكيلو جرام، ويوضح ياسر حسين، إن العامل بمقدوره جمع من 2.5 إلى 4 كيلوجرامات يومياً، حسب سنه وحالته الصحية، أي أنه يحصل على مبلغ يراوح من 75 إلى 120 جنيهاً يومياً، أي من 2250 إلى 3600 جنيه شهرياً (72.69 إلى 116.3 دولار) إذا ما عمل طوال الشهر بدون إجازات، وهو ما يقل عن الحد الأدنى للأجور المحدد حتى الآن بـ3500 جنيه شهرياً ويصبح بداية من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل 4000 جنيه.
ويلفت الفلاح المصري إلى أن هذا المقابل يحصل عليه جامع الأزهار في حالة قدرته على العمل طوال أيام الشهر من دون توقف، وأيضاً حال قبول المصنع ما جمعه: "كتير بيتقالنا إن المنتج اللي جمعناه غير مطابق للمواصفات وبيضيع علينا عمل اليوم كله".
ويصل عدد الفلاحين الذين يجمعون أزهار الياسمين التي تمتد على مساحة 465 فداناً بشبرا بلولة، طبقاً لإحصاءات مديرية الزراعة بمحافظة الغربية، نحو 50 ألف فلاح، وبحسب ياسر حسين، فإن هؤلاء الفلاحين بمقدورهم جمع من 2 طن من الأزهار يومياً في بداية موسم الحصاد، يزيد إلى 10 أطنان يومياً في أوقات الذروة.
وطالب حسين بتدخل الدولة لصالح الفلاحين، إما بتحديد سعر عادل لكيلو جرام الياسمين، الذي يجب لجمعه قطف نحو 4000 إلى 6000 زهرة ياسمين، ويراوح هذا السعر بين 80 و100 جنيه (2.5 و3.2 دولار) بدلاً من 45 جنيهاً فقط، أو بإنشاء مصنعاً يحدث توازناً في المنافسة أمام القطاع الخاص الذي يتربع على عرشه مصنع أحمد فخري.
وأشار إلى أن طن الياسمين يحصل عليه المصنع مقابل 45000 جنيه فقط (1453.9 دولارات)، ويصدره بحوالى 5000 دولار بعد تحويله إلى عجينة وزيت، ما يعبر عن الظلم الواقع على الفلاحين.
البحث عن الدولة
في أغسطس/ آب الماضي، عقدت مديرية الزراعة بالغربية، مؤتمراً جماهيرياً، بقرية شبرا بلولة لمتابعة مشكلات محصول زهرة الياسمين والعمل على حلها، وكانت من أبرز المشكلات التي تمت مناقشتها سعر الكيلو جرام من الأزهار، إضافة لعدم وجود تعاقدات بين المزارعين والمصانع، إذ أن التسعير يتوقف على المصانع والوسطاء.
المصانع المصرية تصدر 100% من إنتاجها من الياسمين للخارج، وفي التسعينيات، كان مصنع العطور والخلاصات يحدث توازناً بين القطاع الخاص والعام فيما يتعلق بحصاد الياسمين، أما الآن فالصناعة يحتكرها القطاع الخاص فقط، من دون عقود تحفظ حقوق الفلاحين
وتواصل رصيف22 مع مدير مديرية الزراعة بالغربية، خالد أبو شادي، الذي قال إن شبرا بلولة، إحدى القرى المنتجة لعجينة وزيت الياسمين، في مركز قطور بمحافظة الغربية، مؤكداً اهتمام المسؤولين بمشكلات الفلاحين وعملهم على إيجاد حلول لها.
وقال أبو شادي إن المشكلة تتمثل في عدم وجود عقود واضحة بين المصانع التي تحصل على محصول الياسمين، والمزارعين حائزي المحصول، تضمن للمزارع حقه في أجر عادل، وفي ذات الوقت تضمن لصاحب المصنع مادة خام تتميز بالجودة المطلوبة التي تنتج عجينة وزيتاً قابلين للمنافسة: "علشان المصنع يقبل الزهرة لا بد أن تكون خالية من الإضافات وأبرزها المياه، بحيث يتم تداولها من الأرض إلى الوسيط المتمثل في المجمعات وتصل للمصنع وهي لا تزال محتفظة بنفس جمالها ورونقها"، لافتاً إلى أن بعض المزارعين لا يلتزمون بهذا الشرط ما يترتب عليه رفض إنتاجهم".
وأشار إلى أن هناك خطوات تتخذ في هذا الإطار، ربما تطبق خلال الموسم القادم، تتمثل في إعداد عقد بين المزارع والمصنع يتضمن شروطاً تحفظ حقوق الطرفين، في ظل قانون الزراعة التعاقدية الجديد.
وتمتلك شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية مصنعاً للعطور والخلاصات تعرف باسم "قسمة والشبراويشي"، تم ضمه بعد تأميمه عام 1967 ونقله للحوامدية عام 1992، لكن هذا المصنع تراجعت مبيعاته بصورة كبيرة منذ تسعينيات القرن الماضي، وحل محلها منتجات أخرى أحدث. يقول مصدر حكومي بوزارة الزراعة -رفض ذكر اسمه- إن المصانع المصرية تصدر 100% من إنتاجها من الياسمين للخارج، مشيراً إلى أنه في التسعينيات، كان مصنع العطور والخلاصات يحدث توازناً بين القطاع الخاص والعام فيما يتعلق بحصاد الياسمين، أما الآن فالصناعة يحتكرها القطاع الخاص فقط، دون عقود تحفظ حقوق الفلاحين.
وفي أغسطس/ آب 2021، افتتح محافظ بور سعيد، عادل الغضبان، مصنعاً لإنتاج البخور والعطور بالمنطقة الصناعية جنوب المحافظة، لكن حتى الآن ليس لهذا المصنع علاقة تذكر بتحويل بأزهار الياسمين أو تحويل زيتها إلى منتجات تصدر للخارج، وهي المرحلة التي تنقص مصر، إذ تصدر أزهار الياسمين في صورة عجينة وزيت خام إلى بلدان في أوروبا وأمريكا، وتتولى هذه البلدان تحويله لمنتجات عطرية وغذائية وطبية وتجميلية ثم تعيد تصديره للمختلف البلدان وبينها مصر بأسعار مرتفعة.
يرى الفلاح دائماً أن المجمعات الوسيطة تسعى للحصول على الياسمين بأقل سعر لتعيد بيعه للمصنع بعمولة مرتفعة، ويرى المصنع أن بعض الفلاحين يتعمدون إغراق الياسمين في المياه لزيادة وزنه، وذلك لغياب وجود عقد بين الفلاح والمصنع
وفي تصريحات له بمناسبة العيد الـ71 للفلاح المصري، سبتمبر/ أيلول الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة المصرية، محمد القرش، إن وزارة الزراعة شكلت أكثر من لجنة لتطوير قرية شبرا بلولة، وسيكون هناك دراسات مستفيضة حول كيفية تنفيذ مشروعات هدفها خدمة أهالي القرية، كما أن وزير الزراعة، السيد القصير، عقد اجتماعاً مع مختلف الجهات المعنية بالصناعات العطرية، ستظهر نتائجه وسيكون هناك مزيداً من الدعم للفلاحين خلال الفترة المقبل.
أما بالنسبة لائتلافات الفلاحين، فقال أحمد عادلي، أحد الفلاحين في قرية شبرا بلولة لرصيف22 إنه لا يوجد ائتلافات مؤثرة يشكلها الفلاحون للدفاع عن حقوقهم، حتى إن مصنع أحمد حسين المستحوذ على غالبية محصول الياسمين، لم يعد يتواصل معهم منذ نحو 10 سنوات. وحاول رصيف22 التواصل مع نقيب فلاحي الغربية، حسن الحصري، الذي قال إنه لا يمتلك معلومات كافية عن أزمات شبرا بلولة، واعداً بالحصول على هذه المعلومات من المختص بالنقابة، لكنه امتنع بعدها عن الرد على اتصالاتنا المتكررة.
ثقافة الجودة وغياب الثقة
على جانب آخر، يلخص عمرو الشيخ، أحد أبناء قرية شبرا بلولة، الذي بدأ جمع الياسمين منذ كان في الثالثة من عمره، والآن صار تاجراً لعجينته وزيته، أزمة القرية في ثلاثة عوامل، الأول غياب ثقافة الجودة بين المزارعين، إذ يتعمد بعضهم إضافة المياه لمحصول الياسمين المجموع من أجل زيادة وزنه والحصول على سعر مرتفع لكل كيلوجرام، ما يعود بالضرر على عجينة الياسمين المستخرجة من الزهرة ويجعلها غير قابلة للتسويق عالمياً، وبالتالي فإن المصانع إما ترفضها أو تأخذها بثمن بخس: "أنا عندي مصنع بصنع فيه محصول أرضي وبعض الأراضي المجاورة، وعرضت على الفلاحين توريد ما يجمعوه مقابل 65 جنيهاً للكيلوجرام، شريطة أن تكون الزهرة مطابقة للمواصفات، ناشفة ومحتفظة برونقها وخالية من المياه، لكن لا يلتزم جميعهم بهذه الاشتراطات".
وأضاف الشيخ لرصيف22 أن الأزمة الثانية تتمثل في غياب الثقة بين المصنع والفلاح والمجمعات الوسيطة، إذ يرى الفلاح دائماً أن المجمعات الوسيطة تسعى للحصول على الياسمين بأقل سعر لتعيد بيعه للمصنع بعمولة مرتفعة، ويرى المصنع أن بعض الفلاحين يتعمدون إغراق الياسمين في المياه لزيادة وزنه، وذلك لغياب وجود عقد بين الفلاح والمصنع.
وتتمثل الأزمة الثالثة، بحسب عمرو الشيخ، صاحب مصنع إيجيبت أروماتيك، في تنحي الدولة عن دورها سواء في الرقابة على أداء المصانع، ووضع آليات تحفظ حقوق كل من المصنع والفلاح، وإهمالها للصناعة بشكل عام: "بعد أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، أصبح السوق الأوروبي يعاني من الكثير من المشكلات، فاتجهت نحو دول آسيا لتسويق منتجي هناك، وعمل تعاقدات معهم تسمح لنا بتصنيع زيت الياسمين الخام داخل مصر وتحويله لمنتجات بدلاً من تصديره للخارج وإعادة استيراده بعد التحويل، وعرضت أفكار مشروعاتي على المسؤولين بالدولة أكثر من مرة لكن لا حياة لمن تنادي".
وتابع الشيخ: "فوجئت بترحاب الصين بي، والاهتمام بالحصول على خبرتي، أما في مصر فلم أجد أي اهتمام، فضلاً عن تعقد إجراءات إنشاء مثل هذه المشروعات، أنا بخاف آخذ مستمثري الصين للمنطقة الصناعية علشان البهدلة اللي هتحصلهم واللي بالتأكيد مختلفة عن اللي شوفته في الصين من اهتمام بالصناعة، وده رغم احتياج الدولة للعملة الصعبة في الوقت الحالي".
ورغم ما يعانيه فلاحو شبرا بلولة، تظهر التقارير الصحافية عادة صورة مثالية عن القرية صاحبة غالبية إنتاج العالم من زهور الياسمين، كما استغل بعض المهتمين بالسياحة هذا الأمر في تنظيم رحلات سياحية للقرية في موسم الحصاد، لكن هذه الصورة تطوي آلاماً يعانيها الفلاح، لم تجد حلاً بعد.
-----------------------
تصوير: محمود الخوَّاص
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.