شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
حين أطلقت النار على أبي بمسدس من ألم

حين أطلقت النار على أبي بمسدس من ألم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

مجاز نحن والتنوّع

السبت 16 سبتمبر 202311:17 ص


 


عاشت أمي تبحث عن أبوة ضائعة لبناتها، عن زوج غائب، عن رجل لا نعرف كنهه، مُتسلّحة بيقين أنها ستعثر عليه ذات يوم، وهذا لم يحدث أبداً.

تسلّلت الخيبة إلى كل خلية في جسدها الأبيض، مع كل مرة تعود خالية الوفاض، خائبة الرجاء، لكنها لم تبتئس. كُنت أنظر إليها وأتمنى أن تستسلم، وأن تنصت معي إلى فيروز، وهي تقول: "اللي راح مش لازم يرجع"، وتتيقن من ذلك.

وددت لو تكف عن الانتظار، والوقوف على عتبة بيتنا الخشبي، أن تُغيّر المُفتاح، والبيت، والمدينة، والبلد.

أكتب ما بين يديّ، بينما أمي تقول بعد ثلاثين عاماً من هذا الزواج التَعِسْ، بأنه علينا أن نبحث عن الأب الغائب، وأنه علينا، نحن البنات، ألا نكف عن النظر إلى السماء أبداً، وأن ندعو الربْ بأن يعود الأب إلينا سالماً غانماً، لم ينتقص منه شيء، وأننا بالطبع سنغفر له حماقاته.

تقول أيضاً بأنه علينا أن نتودّد إليه عندما يعود، لكي يشعر بالمحبة تجري في عروقنا تجاهه، فيظل معنا. وأن علينا أن نخرج من غُرفنا، ونذهب إلى حيث يختبئ في الكهف المُظلم، المُغلق، ونطرق بابه بُمنتهى الحنوْ، ونرسم الابتسامات على وجوهنا، وأن نهمس له، وألا نرفع صوتنا مهما حدث، وألا نطلب شيئاً، وأن نسأله إذا كان يريد الطعام والشاي، أو بناته، ثم نخرج في هدوء، كيلا يخدشه وجودنا، فيهرب في آناء الليل.

تتكاثف الكلمات التي تطلقها أمي على رأسي، وتنصدم بجدار سميك، يحدث دوياً، وإذا بي أسير كل خطوة في حياتي وأنا أحاول التخفيف من وجودي، والتحسّس من ملامستي للأشياء، والحذر من بقاء ظلي. أمشي على مهل، خائفة من أن أترك شيئاً إذا ما غبت، والتأكد في كل لحظة بأنني لم أغفل عن روحي في مكان ما.

أحرص ألا أضيّع الأشياء، ألا أبعثر الأفكار، ألا أُثقل على الناس. أتيقن من أنني أغلقت الأبواب ورائي، والعبوات، والصناديق، والأكياس، والحقائب، والثلاجة، وقلبي.

أحرص على غسل الكنكة وفنجان القهوة، والبقع المسكوبة على البوتاجاز والرفوف، والتخلص من فتافيت السُكر، وُفتات دموعي إثرَ بكائي الطويل.

تتكاثف الكلمات التي تطلقها أمي على رأسي، وتنصدم بجدار سميك، يحدث دوياً، وإذا بي أسير كل خطوة في حياتي وأنا أحاول التخفيف من وجودي، والتحسّس من ملامستي للأشياء، والحذر من بقاء ظلي... مجاز

أتيقن من التخلص من تأثير الأرق مع كل صباح، بإلقاء الرماد الذي خلفه الدُخان في أقرب سلة مُهملات، وإزالة البقع السوداء المترسبة في منتصف صدري. قبل أن يفيق أحد في البيت، آتي بمسمار، وأدق عليه بالمطرقة الخشبية، حتى أصل إلى أعمق بقعة سوداء وأبدأ في النبش فيها لأتخلّص منها، ثم أمسح بمنديل أبيض، وأبتسم.

اكتشف بُعداً آخر للمحو. يتسع بدوره لكل تلك الأفكار التي تدور في رأسي، ويحتضنني بداخله.

كُنت أفسر أفعالي على أنها حرص، وحذر، واحتراس، وملائمة للوعي الجمعي الذي لا يترك نفسه للأهوال، والفواجع، كضياع العُمر بلا بر أمان نرسى عليه، لذلك عليك أن تصبح حريصاً ألا تنزلق قدمك في الوحل مثلاً، وإذا بذاك الحرص يُلقيني في التهلكة، فتبدأ الأشياء في اكتساء معان مختلفة: الحرص يعني القلق، الذي ينبغي التخلص منه، لتبدأ رحلة القلق الأبدي من التخلص من القلق، كأنك ثور تدور في ساقية فعلياً.

الأب في قاموسي يعني الغياب، الاختفاء، والمراوغة، والهجران، والسؤال المُعلق في الهواء.

كنوع من الخداع، أو آلية للدفاع النفسي، بدأت أتعاطف مع أبي لفترة، وأقول مسكين، ويا حرام! هو طيب، لكنه مثل آخرين لا يعرف كيف يُصبح أباً، كأن تلك الأبوة سُلبت منه، أو يفتقد مقوماتها من الأساس، وبدأت أتسامح مع الغياب، والقسوة، والعقاب، والصمت، والأذى، والجروح.

لكن لم تستمر تلك المرحلة طويلاً، وانقطع ذاك التعاطف الأهوج في اللحظة التي رأيته فيها يعامل بناته الأخريات، ويلعب معهن، ويداعبهن، ويبحث عنهن كل صباح، ويتحدث عنهن كأنهن كنز حقيقي عثر عليه بعد فوات الأوان. وإذا به يُناديني أكثر من مرة باسم ابنته الأخرى. ومع الوقت بدأ يُناديني بأي شيء (عندما يقرر الظهور بالطبع) غير اسمي. لذلك لا أتوقف أبداً عن مناداة من حولي بأسمائهم. ألوك الاسم في فمي، أردده أكثر من مرة، حتى اعتاده، ثم أتفوه به. 

*****

في يوم، ظهر أبي، وكان مريضاً، يقول إن العِلة في قلبه، وأصدقه القول. فدائماً ما شعرت بأنه من الناس الذين لهم أفئدة لا يُبصرون بها، وأخبرنا أن العملية غداً وأنه يريدنا بجواره، فكُنا، لبينا النداء.

جمعنا حوله بعدها في بيته الكبير، وجلس على عرشه، ونحن حوله: البنات، والأم، والعمات، والعم. بدت الصورة أقرب إلى العشاء الأخير. جلست إحداهن بجواره تعطيه الشوربة، ونسيرة الدجاج المسلوق، فيأكل ثم يتناول الأدوية، وإذا به يطلب من عمتي أن تزغرد، لأنه فرح بوجودنا. ينظر إلى شاشة التلفاز الكبيرة ويقول لهم: "مبسوط بلمة عياله حواليه زي ما كان عايز من زمان إنهم يتنقلوا ويعيشوا معاه في البيت ده"، وإذا بالجميع سعيد، والبهجة تعم البيت الذي سنعيش فيه أخيراً. البيت الواسع الذي بعد يومين بدأ يضيق علينا، ويتحول الأب من قطة وديعة، تتألم من جُرح غائر، إلى هيئة جن مرة أخرى، أو مسخ، أو شيطان ملعون.

بينما يضيق البيت بنا، غرقت في تصويره، الأثاث، الباب الخشبي، المرآة، المطبخ الذي همت بنور الشمس البُرتقالي الذي يدخله، وأكواب الشاي، والقهوة الجديدة التي اشتريتها، والفناجين، وأطباق الطعام، وانعكاس أشعة الشمس عليها. وقعت في حبّ الشمس وقرصها الذي يتوسط شباك المطبخ، ونسمات الهواء التي تأتي برقة تُخفف من حدّة الأشعة. لأول مرة أحب المُطبخ، وأشعر به يحبني، لأول مرة أدعو اللّه بأن يرزقني بيتاً واسعاً، ومطبخاً تدخله الشمس، وأياماً هانئة وهادئة.

*****

قضيت وقتاً وأنا أجتزأ من حياتي دقائق لأصور الفراندا التي أحببت كثيراً، وأنا أقول إن أي مُناسبة جميلة ستكون هُنا، وإنه "يا رب كتر أفراحنا"، وأرسم أحلاماً بأقلام ملونة، سُرعان ما انمحت.

تحسست مسدساً وهمياً، وبدأت أطلق الرصاص على أبي، وأقول كلاماً قاسياً من حنجرتي المسلوبة، كلام يتدفق من فمي وأراه يتكسر على الأرض، يرتطم بشيء، ويتهشّم كالزجاج، فأقول: "لا تمشي عليه، كيلا يدخل في قدميك العاريتين"... مجاز

في الفراندا، وتحت النجوم التي تتلألأ في السماء والقمر الذي يبدو أقرب من ذي قبل، نمت لبعض الليالي، واستيقظت والشمس تُرسل أول أشعتها في الفجر. أفتح عيني لأرى شجرة توت عملاقة تحت البيت، وعنباية تمد أغصانها إلى سطح البيت المجاور، ورائحة فُل وياسمين ونعناع وريحان وليمون تخترق حواسي، وعلى مسافة قريبة من امتداد بصري، أرى غرباناً سوداء، تُنذر بالشؤم، فأتجاهلها، وأعد لنفسي فنجان قهوة. 

أشعر ببرودة تلك الصباحات الآن، وأنا أكتبها، أرى السماوات الشاسعة والسُحب البيضاء تمشي بين ثناياتها بتمهل وتمخطر، فيملأ الندى كلؤلؤ منثور النباتات الخضراء، وأوراق الشجر الوارفة، والورود، وتروى قلبي المُتعطش إلى لحظة جميلة وصافية.

على ضوء الشمس، وعلى أرضية الفراندا الباردة، وموسيقى تتسلّل لي، أجلس لشرب القهوة، وأقول إنها أجمل قهوة شربتها في حياتي، حتى لو لم تكن كذلك.

وفي العصرية، أتناول الغذاء، وأشرب الشاي الساخن بالنعناع، وأنا أسمع حفيف الأشجار وزقزقة العصافير، وأراقب حركة الأوراق والأغصان، وأقرأ "ترانيم في ظل تمارا"، فأشعر بأن العالم، على قسوته، حلو ومُحتمل في هذه اللحظة.

قبل مغيب الشمس، دخلت إلى الحمام وخلعت ملابسي، ومن الشباك الذي أرى منه بوضوح الشمس وسط المساحات الخضراء كما لم أر في حياتي، شاهدت فراشات زرقاء وخضراء وصفراء تحوم حولي، فبدأت أتنفس على مهل، وأدع الماء البارد يُنعش جسدي، وبدا لي أن الخفة شعور أبدي، وأن الحياة ببطء وهدوء هنا تناسبني تماماً.

*****

كحلم جميل انتهى، ففي ليلة قمرية، طردنا أبي من بيتنا، بعد أن أتى مهرولاً من مُنتصف الشارع، سمعنا وقع خُطاه على الأرض من شدتها، ورأينا الشيطان يخرج من عينيه الخضراوين، وسبقه إلينا، وصعد الأب إلى شُرفتنا الواسعة، فأغلق السهراية، والموسيقى التي نتراقص عليها في ضوء القمر، ومد يده إلى أجوافنا، وسلب صوتنا، وأنشب حرائق في أرواحنا، ونهب أماننا، وآمالنا، وبمطرقة في يده، كسر التلفاز وجزءاً من قلوبنا، ودفعني إلى خارج الباب، فإذا بنا نلم الأشياء الصغيرة التي نملكها هنا: ملابسنا، والأحذية،  والصابون، وفرش الأسنان، والمعجون، والأكواب، وفنجان القهوة، ونصف رغيف، وقطعة طماطم، وبقايا أطعمة ودموع.

تضعهم أختي في شنطة كبيرة، وتنزل إلى عتبة البيت، وتقول: "لحقت ألم كل حاجة حتى الليفة، والشعر المُتساقط في المشط"، تقول ذلك وهي تبتسم.

على عتبة البيت جلسنا بجوار عمتي الكبيرة، التي تعيش في بيتها المجاور، أفزعتها أصوات الشياطين التي رأتهم يتسللون إلى البيت، فدخلت إلى أبي، فطردها هي الأخرى، وفي لحظة أدركنا أن أمي ليست هنا، اختفت، دخلنا لنبحث عنها، فإذا بالرؤية تسود في الأعين، وبشيء أقرب إلى الكابوس ينظر إلينا في رعب، حيث أبي يمسك برقبة أمي ويحاول خنقها، مُهدداً بأن يموتها أمامنا، ومعه سكينة حادة، ويرتدي ثوب شيطان أعرج، وينز منه العرق.

وتجلس على الكرسي الفوتيه، الساحرة التي ينعتها الجميع بالغُرابة، تضع رجلاً فوق أخرى وتدخن من الأرجيلة، وتقول لأبي، قبل أن تسحب نفساً طويلاً تمنيت أن تحبسه ولا يخرج ثانية: "خليهم، خليهم سامحهم المرة دي".

رأينا ما رأينا فصرخنا، لكن لم يخرج من حلوقنا سوى العدم، فلم يسمعنا أحد، ولم يُساعدنا أحد، ولم يُنقذنا أحد. وإذا بأمي تدخل مع الغُرابة إلى المطبخ، ومعهم السكينة، وأغلق الأب عليهم بالمُفتاح، وترك أمي والغُرابة على حلبة المسرح، يتقاتلان، وهو في الخارج، ينتظر الفائز، فاشتد الصراخ المُنطلق من جوارحنا.

فتح عليهم الباب، وهو يضحك كمن تخبطه الشيطان من المس، فبدأت أنظر في عينيه والشرارة تنطلق منهما، وأشعر بها تخترق جسدي، وتثقبه، فأتألم وأقول: امتلأ جسمي بالثقوب، ألا ترون؟ لكن الجميع كان أعمى في تلك اللحظات. 

تحسست مسدساً وهمياً، وبدأت أطلق الرصاص على أبي، وأقول كلاماً قاسياً من حنجرتي المسلوبة، كلام يتدفق من فمي وأراه يتكسر على الأرض، يرتطم بشيء، ويتهشّم كالزجاج، فأقول: "لا تمشي عليه، كيلا يدخل في قدميك العاريتين"، ثم أنظر إليّ وأشعر بعريي، لأول مرة أشعر بأنني عارية والملابس تغطي جسدي، لا لا... شعري مكشوف فعلاً، كشفته للرب، ودعوت أن يراني، في هذه اللحظة، ويسمعني.

انقطعت أنفاسنا من الخوف، وبعد لحظات بدت كالدهر، أرخى الأب قبضته عن أمي، ودفعها إلى الخارج، وهي تلهث ككلاب الشوارع، قائلاً: "أنا ربُ هذا البيت، آمركم بألا تحطوا أقدامكم هنا أبداً، ومن تسول له نفسه العودة، فسأحطم له قدميه وأهشم رأسه".

تجرع من الكأس المسموم الذي صبته له الساحرة، ومسح العرق عن جبينه، وأردف، ومن فمه تخرج أسراب نمل أسود كبير زاحفة على جسمه: "لا أريدكم في حياتي، ألم تفهوا بعد؟ لا تتبعوا خطواتي، لا تبحثوا عني. تذكروا دائماً أنني سيدكم، المُتحكم في حياتكم، ولن تذهبوا بعيداً مهما فعلت بكم".

*****

سمعنا خطابه الأجوف، أو هكذا خيل إلينا، ورحلنا في الليل، في ظلمته الحالكة، بلا رغبة في الحياة، وبلا أمل يقينا من روئ الهائمين ليلاً، نبكي موت صغير، موتنا.

سرنا على أرض لينة، لا تتحمل خطى أقدامنا الصغيرة، ولا الأجساد الهشة، ولا الدموع التي تنزل كزخات مطر.

الحكايات لا تنتهي هكذا كما يحدث في الأفلام، فالأم لا تكف عن البحث، وتجد حياتها أخيراً وتترك كل شيء وراءها وتذهب، ولا يموت الشر وينتصر الخير ويعيش الجميع سعيداً. لا شيء يحدث، لا شيء... مجاز

رحلنا نحمل حطامنا وخطايانا، ونعود إلى بيت صغير، يقف على عتبته حارس الليل، يأبى أن يفتح لنا هو الأخر، ينظر إلينا عابساً، ويسألنا لماذا جئنا في وقت مُتأخر، ويزم شفتيه قائلاً: "يلا خلصونا وشيلوا الشنط من هنا".

يسقط الليل على ظهورنا فننام بعيون حمراء، وبجروح تنزف دماً ساخناً، وينقضي الليل كما تنقضي الأحلام، ونفتح الجفون في الصباح، ونحن نُدرك بأن شيئاً ما ذهب ولن يعود أبداً، وأننا نقف على أرض مُهترئة، تهتز من تحت أقدامنا، عدنا إلى لحظات الحيرة، حيث الأبوة سردية مجهولة، كبقعة ماء في الصحراء، كلما دنوت منها لا تجد شيئاً. كل الذي هُنا سراب، مجرد سراب مُرّ وموجع.

وفي الصباح، أتى الأقارب إلينا، تدفقوا إلى بيتنا الصغير، مُنصتين إلى الأنين الذي نعزفه، ومشخصين عيونهم إلى البقع الملونة في أجسادنا، وبين الحين والآخر يربت أحدهم علينا، ويفتح فمه لتخرج منها حروف صغيرة ومنمنمة، تقع على ملابسهم، فيهموا بالخروج من البيت قبل أن تتسخ، وأرجع إلى قوقعتي ثانية، أغلق الباب خلفي، وأكتب بخط غير مرئي: "مات أبي".

*****

في الليالي، نذهب إلى بيت إحدى العمّات، ليكتمل اللحن الموسيقى، فنجلس في دوائر تحت ضوء القمر، نأكل الذرة المشوي والترمس واللب، ونضع الشاي على الحطب المُشتعل، ونتبادل الحكايات. كل ليلة تحكي شهرزاد منا عن الذي حدث حتى تجف الدموع في المُقل، ويخوضون في مُناقشات عن قسوة أبي، وعن برّ الأبناء، وعن أبي المسحور: "أبوكم طيب أوي، بس هي اللي سحراله"، ويقسمن بكل الأيمان أنه لا يوجد أب يفعل ما يفعله أبونا إلا إذا كان مسحوراً، وكأن هذا مُبرّر الحكاية التي لا بد أن تنتهي هُنا.

لكن الحكايات لا تنتهي هكذا كما يحدث في الأفلام، فالأم لا تكف عن البحث، وتجد حياتها أخيراً وتترك كل شيء وراءها وتذهب، ولا يموت الشر وينتصر الخير ويعيش الجميع سعيداً. لا شيء يحدث، لا شيء. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

نرفض أن نكون نسخاً مكررةً ومتشابهة. مجتمعاتنا فسيفسائية وتحتضن جماعات كثيرةً متنوّعةً إثنياً ولغوياً ودينياً، ناهيك عن التنوّعات الكثيرة داخل كل واحدة من هذه الجماعات، ولذلك لا سبيل إلى الاستقرار من دون الانطلاق من احترام كل الثقافات والخصوصيات وتقبّل الآخر كما هو! لا تكونوا مجرد زوّار عاديين، وانزلوا عن الرصيف معنا، بل قودوا مسيرتنا/ رحلتنا في إحداث الفرق. اكتبوا قصصكم، فكل تجربة جديرة بأن تُروى. أخبرونا بالذي يفوتنا. غيّروا، ولا تتأقلموا.

Website by WhiteBeard