"يمارس العلاقة معي لدقيقتين فقط، ثم ينهض مسرعاً وكأنه في سباق"؛ هكذا تحدثت علا (اسم مستعار)، إلى رصيف22، عن المشكلة التي تعاني منها خلال ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها في السنوات الأخيرة.
الإحساس الذي تشعر به علا (47 عاماً)، يسبب لها الاكتئاب ويجعلها تشعر بالدونية: "زوجي يهتم فقط برغباته ليحقق الانتصاب وللأسف يحدث ذلك بسرعة ولا يكون الوقت كافياً لأصل معه إلى متعة مماثلة. إنه لا يعاني من مشكلات في القذف وإلا كنت لاحظت ذلك من قبل. في مرات نادرة يمنحني وقتاً مناسباً ويداعبني وينتظر حتى أصل إلى النشوة ولكن غالباً ينتهي من العلاقة كلها خلال دقيقتين أو ثلاث دقائق على الأكثر".
تحدثت علا مع زوجها عن غضبها من تجاهله لمشاعرها، ولكنه لم ينصت إليها وعدّها حسب قولها "تتدلل بشكل زائد"، وقال لها إن هذه الطريقة عادةً تحدث مع جميع المتزوجين.
مدة الجماع
لا يمكننا أن نقول إن هناك متوسطاً للمدة التي ينبغي أن يستمر خلالها الجماع، حيث هناك عوامل كثيرة متداخلة تتحكم في هذه الأمر، ولكن هل إرضاء الطرفين يشترط حصوله استمرار العلاقة لمدة محددة؟
قالت زاون فيلينز، في مقال لها في "ميديكال نيوز توداي"، إنه من الصعب أن نلزم الثنائي باستمرار الجماع لمدة محددة وإلا أشعرهما ذلك بالضغط إذا كان الوقت الخاص بهما بعيداً عن المعايير المتبعة، ولذلك فمدة الجماع تختلف من شخص إلى آخر حسب متطلبات كل منهما.
وأشارت زاون إلى أنه من الصعب تحديد المدة، فقد يحسبها الثنائي الجنسي بدايةً من وقت المداعبة أو يحسبها فقط من وقت الإيلاج، مشيرةً إلى أن العديد من الدراسات تشير إلى أن المدة في الكثير من الأحيان لا تكون كافيةً للنساء ليصلن إلى الأورغازم.
"في مرات نادرة يمنحني وقتاً مناسباً ويداعبني وينتظر حتى أصل إلى النشوة ولكن غالباً ينتهي من العلاقة كلها خلال دقيقتين أو ثلاث دقائق على الأكثر"
وفي السياق نفسه، كشفت دراسة أميركية أقيمت في العام 2005، أن مدة العلاقة تكون بين 4 إلى 5 دقائق وهذا وقت لا يُعدّ كافياً للمرأة، مؤكدةً أن أغلب الشركاء يحسبون المدة من الفترة التي يلتقي فيها القضيب مع المهبل واختلفت هذه الفترة من 33 ثانيةً إلى 44 دقيقةً.
ويحدد بعض المعالجين الجنسيين مدة الجماع بالفترة التي يأخذها الرجل للقذف داخل المهبل، وفي دراسة لعام 2018 قام بها موقع "باب ميد" لحالات مختلفة عن الفترة المستغرقة للقذف، أوضح المعالجون أن الفترة من 3 إلى 7 دقائق تكون قصيرةً وغير مرضية للمرأة، بينما الفترة التي تستمر من 7 إلى 13 دقيقةً تكون نوعاً ما جيدةً، في حين أن هناك حالات ذكرت أن الفترة تكون من 10 إلى 30 دقيقةً، وتُعدّ طويلةً جداً، وربما تكون مرضيةً للنساء لأنهن يفضلن أن تطول فترة القذف ولقاء القضيب والمهبل.
تعليقاً على هذه النقطة، شرح أستاذ الصحة الجنسية والذكورة، الدكتور محمد نبيل، لرصيف22، الفرق بين سرعة القذف التي تسبب للرجل وللمرأة مشكلةً خلال العلاقة، وبين ألا يكون لدى الرجل وعي جنسي كافٍ بطبيعة العلاقة واختلاف تكوين المرأة عنه: "في العيادة، يأتيني شباب قبل سن الزواج يعتقدون أنهم مصابون بسرعة القذف وذلك يحدث بسبب قيامهم بالعادة السرية"، شارحاً أن سرعة القذف تحدث للرجال بنسبة كبيرة ولها علاج و"لكن من الشائع أيضاً ألا يكون للرجل أي وعي باحتياجات شريكته ويعتقد أنه مصاب بسرعة القذف ولكن في الحقيقة ينقصه الوعي"، على حدّ قوله.
وأضاف نبيل: "قد يستمر الرجل في العلاقة الجنسية لأكثر من نصف ساعة، ويظن أنه قد أعطى المرأة الوقت اللازم للوصول إلى النشوة ولكن هذا لا يكون صحيحاً، ولذلك يجب عليه أن يعرف الطبيعة الجنسية لشريكته ومن ثم يتصرف وفقاً لذلك، فقد تحتاج المرأة وقتاً أطول من ذلك أو أقل".
أورغازم النساء
قد يستغرب البعض عندما يسمع أن المرأة يحدث لها انتصاب مشابه لما يحدث للرجل، وأنه يجب حدوث ذلك الانتصاب حتى تصل إلى المتعة المطلوبة، وهذا ما شرحه الدكتور محمد نبيل، وفسر أن هذا الانتصاب يحدث للبظر وكذلك لحلمات الثدي كما تزداد الإفرازات المهبلية.
وأوضح الدكتور نبيل: "الدورة الجنسية للمرأة مثل الدورة الجنسية للرجل، تبدأ من الرغبة مروراً بالانتصاب ثم القذف والارتخاء، والرغبة سببها هرمون التستوستيرون، وهو هرمون الذكورة وموجود منه لدى المرأة ولكن بنسبة ضئيلة، وبينما لا يحتاج الرجل إلا لثوانٍ معدودات ليحدث له انتصاب، فإن المرأة تحتاج إلى ما بين 15 و30 دقيقةً ليحدث لها الانتصاب، وإذا لم يحدث لها ذلك لا تكون مهيأةً للإيلاج بعد ذلك وتحدث المشكلة".
"قد يستمر الرجل في العلاقة الجنسية لأكثر من نصف ساعة، ويظن أنه قد أعطى المرأة الوقت اللازم للوصول إلى النشوة ولكن هذا لا يكون صحيحاً، ولذلك يجب عليه أن يعرف الطبيعة الجنسية لشريكته ومن ثم يتصرف وفقاً لذلك، فقد تحتاج المرأة وقتاً أطول من ذلك أو أقل"
كشفت دراسة حديثة ترجع لعام 2020، أجريت على أكثر من 600 امرأة من 20 دولةً من بينها الهند والمملكة المتحدة وأمريكا، وكان متوسط أعمارهنّ بين 30 و40 سنةً، أن 95% منهنّ يحتجن إلى نحو 13 دقيقةً للوصول إلى النشوة، والبعض الآخر منهنّ إلى مدة لا تقل عن 11 دقيقةً للشعور بالمتعة، وذكر العدد الأكبر منهنّ أنهنّ لا يشعرن بالمتعة لمجرد التقاء القضيب بالمهبل، وأن الوصول إلى الأورغازم يكون أمراً نادر الحدوث.
في هذا السياق، ذكرت ليلى (اسم مستعار)، لرصيف22: "أسمع من خلال مواقع الإنترنت المختلفة عن الأورغازم الذي تصل إليه المرأة في أثناء العلاقة، والرعشة الممتعة، ولكن أنا لم أشعر بها إلا مرة واحدة فقط منذ زواجي قبل 5 سنوات. زوجي لا يهتم أيضاً بوصولي إلى هذا الإحساس، إنه فقط يقوم بالقذف داخلي خلال مدة لا تتجاوز 3 أو 4 دقائق ومن ثم ينتهي الأمر ولا يتفهم أي حديث لي معه عن المشكلة التي أشعر بها".
وتابعت هذه الشابة البالغة من العمر 33 عاماً: "إحساسي بعدم الرضا يسبب لي الاكتئاب أحياناً. هل إلى هذه الدرجة ليس لديه وقت أطول يمنحه لفترة علاقتنا؟".
لا تحب رضوى (اسم مستعار)، طريقة تعامل زوجها مع العلاقة الحميمة بينهما، وكأنها شيء جانبي يقوم به قبل الذهاب إلى العمل في الصباح ولا تستغرق منه إلا خمس دقائق فقط، وهي فترة التقاء القضيب بالمهبل فقط، وتعدّ أن هذه الطريقة مهينة جداً للمرأة ولا تشعرها بأي إرضاء.
وعن هذه النقطة، قالت رضوى (38 عاماً) لرصيف22: "زوجي لا يمنح العلاقة من وقته الكثير. فقط يقوم بالقذف داخلي خلال مدة لا تزيد عن 5 أو 6 دقائق ثم يذهب للاستحمام والخروج وأنا خلال هذه الدقائق لا أشعر بأي شيء. ربما لو طالت المدة أكثر من ذلك سيكون الأمر ممتعاً بالنسبة لي ولكن للأسف لا يحدث هذا".
أضافت رضوى: "المثير للشفقة أنه لا يتذكر العلاقة إلا قبل خروجه من المنزل، ويخصص لها فترةً تتراوح بين 5 إلى 7 دقائق ويفعلها ثم يذهب. تحدثت معه عن هذه المشكلة من قبل ولكنه لم يستجِب. لقد تزوجنا قبل 10 سنوات وفي أول عام فقط كان الأمر مختلفاً ولكن بعد ذلك أصبح الموضوع روتينياً وتقليدياً جداً ونادراً ما يحدث العكس".
جنس لمدة أطول
وضعت زاون فيلينز في مقالها السابق بعض النصائح التي تجعل الجنس يدوم لمدة طويلة.
أولاً: يجب على الأفراد أن يدركوا حقيقة متطلباتهم جيداً وأنه لا توجد معايير محددة وأنه ليس هناك جماع مثالي يستمر لمدة محددة بل الوصول إلى الإرضاء والإشباع هو الهدف الذي يسعى إليه أي شريكين متوازيين.
ثانياً: يمكن لأحد الشريكين عندما يشعر بأنه اقترب من الوصول إلى النشوة الجنسية، أن يأخذ فترة استراحة قصيرة ويركز على المتعة بطرائق أخرى تزيد من متعة شريكه أيضاً الذي قد يكون متأخراً عنه قليلاً.
"أسمع من خلال مواقع الإنترنت المختلفة عن الأورغازم الذي تصل إليه المرأة في أثناء العلاقة، والرعشة الممتعة، ولكن أنا لم أشعر بها إلا مرة واحدة فقط منذ زواجي قبل 5 سنوات. زوجي لا يهتم أيضاً بوصولي إلى هذا الإحساس، إنه فقط يقوم بالقذف داخلي خلال مدة لا تتجاوز 3 أو 4 دقائق ومن ثم ينتهي الأمر"
ثالثًا: يجب الحديث باستمرار وبشكل صريح عن الإحساس والرغبات ويمكن للرجل أن يقوم بتهيئة المرأة من خلال اللعب ببظرها ومداعبتها قليلاً فذلك يساعد على زيادة النشوة.
رابعاً: التركيز على موضوع المداعبة قبل الإيلاج، فذلك يسبب السعادة والمتعة للجنسين معاً، ويمكن أن يفكرا معاً في أي أساليب قد تساعد في إطالة مدة الجماع وتحقيق السعادة لهما.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...